هنالك حالياً هاتفان ذكيان، يقومان بشكل أو بآخر بالسيطرة على السوق التكنولوجي بشكل أكبر وأكثر من غيرهما من الهواتف الذكية. حيث تجاوزت شهرتهما كل التوقعات والتنبؤات، وفاقت مبيعاتهما أي من الهواتف الأخرى، وعلى مستوى العالم بأسره. وهما هاتف شركة آبل الأميركية «آي فون»، وهاتف شركة سامسونج الكورية «جالاكسي». فإلى أي مدى يصمدان أمام هذه الثورة التكنولوجية المذهلة؟ لعل العديد من عشاق ومحبي ما تقدمه شركتا آبل الأميركية، وسامسونج الكورية لا يعلم أن هذه الشركات ليست وليدة السنوات القليلة الماضية، وأن منتجاتها التكنولوجية والإلكترونية والتقنية ليست بالحداثة مثل بعض الشركات العالمية الأخرى، فعمر شركة آبل يتجاوز الأربعين عاماً، وعمر شركة سامسونج يتجاوز الستين عاماً، ما يدل ويؤكد أن مثل هذه الشركات، لها من الخبرة والإمكانيات والعقول ما يجعل تفوقها خلال هذه السنوات التي نعيشها اليوم، ليس بالأمر الغريب، ولا بالموضوع الذي يصعب تصديقه. تنافس شرس وقد شهد السوق التكنولوجي وخلال السنوات الخمس الماضية، تنافسا شرسا بين كبرى الشركات المصنعة للهواتف المتحركة الذكية، الأمر الذي لا يجعل مكاناً في هذا السوق سوى للأفضل، وهو ما الذي أدى بالعديد من الشركات المصنعة للهواتف المحمولة والتي كانت في الماضي سيدة هذا السوق، إلى التراجع أمام هذا التنافس، واندمج بعضها مع بعضها الآخر، للهروب من شبح الإفلاس والدمار. ومع هذا التنافس بين هذه الشركات العالمية ذات الأسماء والصيت العالي، كانت هنالك شركات صغيرة «لا اسم عالمي» لها، تعمل في الخفاء، وتحاول دراسة هذا السوق عن قرب، ومعرفة خفاياه وأسراره، وكان من بين هذه الشركات، شركة صينية تدعى «ميزيو»، وكانت متخصصة في صناعة مشغلات الموسيقى خلال السنوات الماضية، أما اليوم وخلال مطلع العام الحالي فقد قامت هذه الشركة بطرح هاتفها الذكي، «ميزيو إم إكس» الصيني، والذي يشبه إلى حد كبير هواتف شركة آبل وسامسونج. هاتف صيني الجميع يعلم أن 90 في المائة من الهواتف الذكية وغير الذكية للشركات العالمية، يتم تصنيعها اليوم في الصين، والجميع يعلم أيضاً أن أغلب الهواتف «الصينية» والمنتجة بشكل كامل في الصين «قطعاً وأيدي عاملة»، لا تمتاز بالمواصفات والميزات.. وذات جودة أقل من الهواتف الأخرى. ولكن! الهاتف الجديد الذي طرحته شركة «ميزيو» الصينية «ميزيو إم إكس»، جعل المئات من الصينيين ينتظرون لساعات طويلة أمام متجر بيع الهاتف في الصين للحصول على نسختهم منه، عند طرحة بداية هذا الشهر، وهو نفس السيناريو الذي حصل ويحصل دائماً مع هواتف شركة آبل «آي فون»، عند طرح الإصدارات الأولى منها. ميزات وخصائص يمتاز هاتف «ميزيو إم إكس» بالعديد من الميزات والخصائص، ولعل على رأس ما يميز هذا الهاتف الصيني، هو أنه نسخة شبيهة «شكلا» وإلى حد كبير من هاتف «آي فون»، مع تفوق الهاتف الصيني على هاتف آبل، بالعديد من المواصفات والميزات. فيأتي الهاتف الجديد بشاشة مقاس 56mmمحاطة بإطار من المعدن المقوى، كما يدعم الهاتف تكنولوجيا السرعات العالية للإنترنت HSPA+، ويمتاز الجهاز الصيني الجديد بمجموعة من الخصائص، أهمها: ◆يأتي الجهاز بمعالج مركزي ثنائي النواة، يعتبر الأول في السرعة والأداء على مستوى العالم في الهواتف الذكية، من نوع «إكسيونز كورتيكس ◆إي 9»، وبسرعة 1.4 جيجاهيرتز، وهو نفس المعالج المركزي المستخدم في هواتف شركة سامسونج الأخيرة «جالاكسي نوت». ◆الجهاز مزود بنظام التشغيل من جوجل «أندرويد 2.3.5»، وهو في نفس الوقت قابل للتحديث لآخر إصدارات هذا النظام «آيس كريم ساندويتش 4.0» والذي سيطرح في الأسواق قريباً من خلال هاتف شركة سامسونج جالاكسي «نيكسوس». ويذكر أن الشركة الصينية قامت بتطوير نظام التشغيل الحالي في الجهاز، وأدخلت عليه العديد من التحسينات والتغيرات العديدة، لتتوافق مع متطلبات المستهلك، وترضي حاجته ورغبته. وأطلقت على نظام التشغيل المعدل اسم «فلايمي»، ومن المقترح أن تقوم بعمل هذه التعديلات عن طرح آخر إصدار من نظام التشغيل أندرويد. ◆يأتي الجهاز بكاميرا خلفية ذات 8 ميجابيكسل، وبوضوح يصل إلى (3264X2448) بيكسل، مع تقنية التوضيح الآلية، وفلاش من نوعية إل إي دي. كما يمكن لهذه الكاميرات من تصوير لقطات الفيديو ذات الجودة الفائقة والتي تصل إلى وضوح (1080p). ويأتي الجهاز أيضاً بكاميرات خلفية اعتيادية. ◆يمتاز الجهاز بأنه مزود بذاكرة عشوائية «الرام» تصل لغاية 1 جيجا، ما يعطي مستخدميه حرية وأداء أعلى في التعامل مع البرامج والتطبيقات المختلفة، وفي آن واحد. بالإضافة إلى الذاكرة الداخلية والتي تصل إلى 16 جيجا. هذا بالإضافة إلى إمكانية إضافة ذاكرة خارجية على الجهاز من نوع «مايكرو». ◆يدعم الهاتف الجديد معظم تقنيات الاتصال والشبكات الحديثة، والتي تمتاز بها الهواتف الذكية الأخرى مثل آي فون. كما يمتاز الجهاز بمخرج (HDMI, SB)، ما يجعل توصيل الجهاز بالكمبيوتر أسهل. ◆يأتي الجهاز بالعديد من التقنيات المتعارف عليها عالمياً، والتي تأتي في الهواتف الذكية المصنعة من قبل الشركات العالمية، مثل «الجي بي إس، ميكروفون ثنائي عازل للإزعاج، أنظمة التحسس للجاذبية والمسافة...»، كما يدعم الجهاز معظم نوعيات الملفات المتعارف عليها، سواءً الصوت أو الصورة أو الفيديو. منتجات صينية «عالية الجودة» يذكر أن معظم الهواتف الصينية، والتي تم تصنيعها من قبل شركات صينية محلية، وليست شركات أجنبية عالمية، كان لها وعلى مدى السنوات الماضية، سمعة سيئة، وكان مقتنوها يعانون الكثير من مشاكلها وسلبياتها، والتي تتمثل في الغالب في «العمر الافتراضي» البسيط والقليل، مقارنة إلى مثيلاتها من الهواتف الأجنبية، وحتى لو تم تصنيعها في الصين. أما اليوم وخلال عرضنا لهاتف «ميزيو إم إكس»، المصنع في الصين وبأيدي صينية ومن قبل شركة صينية، بات من المحتمل وبشكل كبير أن تنافس الشركات الصينية بمثل هذه المنتجات «عالية الجودة»، كبريات الشركات الأجنبية العالمية، ومنتجاتها ذات الشهرة والصيت.
