اشترطت دولة جنوب السودان لاستئناف المفاوضات التي كان يفترض أن تبدأ أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مع جارتها السودان، والتي ترعاها الآلية الرفيعة التابعة للاتحاد الأفريقي، أن توقف دولة الشمال تحميل نفط الدولة الجديدة في ميناء بورتسودان. وأبلغت جوبا الاتحاد (الوساطة) بأن دولة الشمال قامت بمصادرة 750 ألف برميل إضافية أمس، متهمة الخرطوم بأنها تحاول أن تعيد نسبة ال50 في المائة في تقاسم النفط مع الجنوب قبل استقلاله. في وقت قالت فيه موسكو إنها تفكر في سحب مروحياتها التي تعمل ضمن بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان بسبب التوترات الأمنية. وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين، وزير الإعلام في جنوب السودان، ل«الشرق الأوسط»، إن وفد بلاده أبلغ ثابو امبيكي، رئيس الآلية الأفريقية، رسميا بأن الخرطوم ما زالت تقوم «بسرقة نفط الجنوب». وأضاف «الحكومة السودانية قامت وتحت تهديد الأمن بسرقة 750 ألف برميل من نفط الجنوب». وقال إن الوساطة الأفريقية خاطبت وفد الحكومة السودانية، لكنها لم ترد على الخطاب حتى الآن، وأن الوسيط في انتظار الرد. وتابع «الخرطوم تحاول أن تعيد نسبة 50 في المائة في تقاسم النفط والتي كنا نتقاسمها معها قبل الاستقلال». وقال «لكن النهب الذي يتم نسبته أكثر حتى من نسبة 50 في المائة». وأضاف «إذا استمرت الخرطوم في نهب نفطنا سيستحيل مواصلة المفاوضات معها.. على ماذا نتحاور وهم يسرقوننا ويقومون بتهديد الشركات ومن ثم شحن النفط بالقوة في سفنهم؟». وقال «لم تعرف دول العالم في العصر الحديث مثل هذا السلوك إطلاقا»، مشيرا إلى أن بلاده ستتخذ الإجراءات القانونية ضد الجهات التي ستقوم بشراء النفط الذي تم سحبه. وقال «مهما كانت تلك الجهة التي ستشتري النفط المسروق سنتخذ الإجراءات القانونية ضدها، لا سيما أن النفط الذي تم شحنه يصل لأكثر من مليون برميل». من جانبه، قال باقان أموم، كبير مفاوضي جنوب السودان، من أديس أبابا حيث يفترض أن تبدأ المفاوضات بين السودان وجنوب السودان، إن الشركة المشغلة لخط الأنابيب أبلغت جوبا يوم الاثنين بأن الخرطوم قررت مصادرة 750 ألف برميل أخرى، وذلك قبل محادثات جديدة مع السودان في أديس أبابا. وأضاف «تلقينا إخطارا ثالثا بأن حكومة السودان جلبت اليوم سفينة أخرى لتحميل 750 ألف برميل أخرى. في هذا الوقت الذي نتحدث فيه الآن انتهت حكومة السودان من تحميل سفينتها بالنفط».