تفاقمت أزمة النفط بين السودان ودولة جنوب السودان بعد أن أعلنت الدولة الوليدة رسمياً وقف تصدير إنتاج النفط عبر شمال السودان واتهامه بحجز ما قيمته 815 مليون دولار من نفط الجنوب، فيما أبدت الحكومة السودانية أسفها على هذه الخطوة مؤكدة أنها وضعت تحوطاتها لهذا القرار متهمة جوبا في التماطل في دفع مستحقات عبور النفط عبر أراضيها. ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه خبراء أن الدولتين ليست لديهما خيارات محلية لسد العجز الذي سينتج عن إيقاف النفط سوى اللجوء الى الاستدانة من الخارج. وأعربت وزيرة الدولة بوزارة الإعلام السودانية سناء حمد العوض عن بالغ أسف الحكومة لتصريحات الرئيس سلفاكير ميارديت أمام برلمان جمهورية جنوب السودان اليوم بشأن وقف إنتاج النفط والذي اتهم فيه السودان بحجز كميات من نفط الجنوب تقدر ب 815 مليون دولار. وقالت سناء حمد العوض إن الحكومة السودانية ظلت تتعامل بشفافية وإيجابية مع القضايا محل التباحث مع جمهورية جنوب السودان خاصة في ملف النفط بشهادة المجتمع الدولي والوسطاء ولا تزال حريصة على الوصول إلى صيغة للتعاون المشترك تحت رعاية هيئة المفوضين العليا للاتحاد الإفريقي برئاسة ثامبو أمبيكي الرئيس السابق لجنوب إفريقيا. وأكدت أن الحكومة السودانية منذ منتصف يوليو وحتى نهاية نوفمبر الماضي لم تتلق مقابلا ماديا أو عينيا نظير خدمات وتسهيلات عبور نفط الجنوب لأراضيها للأسواق العالمية، وزادت: ورغم ما في ذلك من مؤشر سالب نحو الرغبة في الأضرار بمصالح السودان الاقتصادية إلا أن الاقتصاد الوطني نجح في امتصاص الصدمة التي كانت متوقعة من هذا التصرف. وكان رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت في حديثه أمام برلمان جنوب السودان بالأمس قد اتهم حكومة السودان باحتجاز نفط خام للجنوب بقيمة 815 مليون دولار منذ ديسمبر الماضي متهما الخرطوم بمد أنبوب فرعي لتحويل 120 ألف برميل يوميا من نفط الجنوب الذي يتدفق عبر الشمال. وأعلن المتحدث باسم حكومة جنوب السودان أن بلاده بدأت إيقاف الإنتاج في حقولها النفطية، وتتوقع اكتمال هذه العملية في غضون أسبوعين. بينما أكد وزير النفط الجنوبي أن قرار وقف الضخ لا رجعة فيه. وفي حديث خاص ل"العربية نت" قال المحلل الاقتصادي عادل الباز إنه يعتقد أن هذه التطورات في ملف النفط تأتي في إطار الضغوط بين البلدين، وأوضح أنه وبعد خروج الإعلان الأول حول إيقاف النفط استمر التشكيك في جدوى القرار وإمكانية إنفاذه لذلك خرج تصريح آخر يتحدث عن إيقاف النفط خلال أسبوعين ويرى أن الضغوط مستمرة من الطرفين إلى أن تنجلي هذه الفترة التي حددها الجنوب خلال أسبوعين وبعد الأسبوعين سيتم التأكد إذا كان الجنوب عازم على إيقاف نفطه.