شن ثوار ليبيا هجوما على مقر يجتمع فيه مسؤولون حكوميون في حي الأندلس بوسط العاصمة طرابلس، في وقت يسود هدوء نسبي مدينة البريقة شرق البلاد بعد نحو أسبوع من المعارك الطاحنة بين الثوار والكتائب التابعة للعقيد معمر القذافي. وعلمت الجزيرة أن الهجوم تم تنفيذه بقذيفة مضادة للدبابات. وأفاد شاهد عيان في حديث هاتفي مع الجزيرة بأن الهجوم استهدف إحدى غرف العمليات التي يستخدمها رئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي لمتابعة المعارك ضد الثوار. وأضاف الشاهد، الذي قدم نفسه باسم أبو بكر طرابلسي، أن هناك تخطيطا مسبقا للهجوم تم من خلاله رصد تحركات عبد الله السنوسي عبر مختلف غرف العمليات التي يستعملها لمتابعة الأوضاع المضطربة في مختلف أنحاء البلاد. وأوضح المتحدث أن العملية تمت في حدود الساعة 12 و45 دقيقة بالتوقيت المحلي، ورجح أن الهجوم تم بنجاح واستحال عليه البقاء في عين المكان مما حال دون معرفة ما حصل للمسؤول الليبي المستهدف. " وفد من الثوار الليبيين يطلب من فرنسا إمدادهم بمزيد من السلاح ويقول إن بإمكانهم مع قليل من المساعدة الوصول إلى طرابلس في وقت قصير " هدوء بالبريقة في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة أنس بن صالح متحدثا من مدينة أجدابيا (شرق البريقة) بأن نوعا من الهدوء الحذر يسود أطراف البريقة، وأن الثوار يطوقونها بعد أن حصلوا على كاسحات ألغام من شأنها أن تساعدهم على إزالة الألغام التي زرعتها كتائب العقيد القذافي. وأضاف مراسل الجزيرة في البريقة أن الثوار يحظون بدعم شعبي واسع في المنطقة الشرقية من البريقة، في حين تسود حالة من انهيار المعنويات صفوف عناصر الكتائب الذين تفيد بعض الأنباء بأنهم "يستعملون نحو 150 عائلة من سكان البريقة دروعا بشرية". وكان الثوار قد تقدموا الأربعاء إلى المنطقة الصناعية في البريقة وخاضوا معارك طاحنة مع كتائب القذافي، في حين ساد هدوء حذر البوابة الجنوبية للمدينة التي قال الثوار إنهم طوقوها من ثلاث جهات. وفي معرض تعليقه على مستجدات الصراع العسكري، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرسن فوغ راسموسن الأربعاء إن قوات المعارضة تحقق تقدما في ليبيا وإنه يتوقع أن تنضم وحدات المعارضة في شرقي البلاد وغربيها معا استعدادا للهجوم على طرابلس. وقد طلب الثوار الليبيون من فرنسا إمدادهم بمزيد من السلاح لاستعماله في اقتحام العاصمة طرابلس خلال أيام. وقدم هذا الطلب وفد من القادة العسكريين لثوار مدينة مصراتة (حوالي 200 كيلومتر شرق طرابلس) في اجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في العاصمة الفرنسية. وقال أعضاء الوفد بعد اللقاء إن بإمكانهم مع قليل من المساعدة الوصول إلى طرابلس في وقت قصير. هو جينتاو يدعو إلى حل للأزمة الليبية عبر الحوار والتشاور (رويترز) مساع دولية على الصعيد السياسي أبلغ الرئيس الصيني هو جينتاو نظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما أن بكين ستتعاون مع الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى تسوية للأزمة الليبية. وقال الرئيس الصيني لزوما "تلعب جنوب أفريقيا والاتحاد الأفريقي دورا مهما في التوصل إلى تسوية سياسية للقضية الليبية وهو ما يظهر إصرار الدول الأفريقية على اللجوء إلى وسيلة أفريقية لحل القضية". وأضاف جينتاو أن بلاده "تقدر هذا بصورة كبيرة وهي مستعدة لأن تبقى على اتصال وثيق مع جنوب أفريقيا والاتحاد الأفريقي وأن تنسق العمل معهما بشكل وثيق بشأن القضية الليبية". ونقلت وكالة الأنباء الصينية عن هو جينتاو قوله أيضا لزوما إن الصين تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والتوصل إلى حل للأزمة الليبية "عبر الحوار والتشاور". من جهة أخرى قال مبعوث الرئيس الروسي إلى أفريقيا ميخائيل مارغيلوف إن طرفي النزاع في ليبيا وافقا على الجلوس إلى مائدة مفاوضات بدون شروط مسبقة، مشيرا إلى أنه لا يمكن تحقيق أي تسوية للأزمة الليبية بدون مشاركة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وقال مارغيلوف في تصريح لوكالة نوفوستي الروسية إن المهمة الرئيسية المطروحة على الوسطاء هي مساعدة طرفي النزاع على وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لحل سلمي. وجاءت تصريحات مارغيلوف -الذي سبق أن عقد محادثات مع قادة الثوار الليبيين في بنغازي- في أعقاب لقاء جمع في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الليبي عبد العاطي العبيدي.