الخرطوم: اعتبر الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، أن المذكرة التي تقدم بها منسوبو المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية والمعروفة بمذكرة الألف أخ، تدعو إلى الإصلاح وفيها أفكار جديدة وتتجاوب مع القضايا الوطنية، فيما وصف السودان بأنه يعيش حالة من الهشاشة في ظل استفحال القضايا التي تحتاج لحلول، ونوّه إلى أن الحل الوحيد يتأتى بتغيير نظام الحكم. وأكد المهدي خلال حديثه في صالون الراحل (سيد أحمد خليفة) أمس، أنه لن يغلق باب الحوار مع القوى السياسية كافة بما فيها المؤتمر الوطني والجبهة الثورية، ونَوّه الى أن إغلاق أبواب التفاوض سيؤدي إلى الاستقطاب الذي يؤدي لنتائج غير محمودة، واقترح المهدي تشكيل هيئة قومية من الإعلاميين للمَ الشمل بعيداً عن الأحزاب. واستنكر رئيس حزب الأمة، لجوء حكومتي السودان وجنوب السودان إلى أطراف أجنبية لحل النزاع الدائر بينهما حول النفط، وقال إن الإطارين الحزبي والثنائي فاشلان وليست فيهما نتيجة مما يوجب ضرورة الحل القومي، وأكد المهدي أنه تم اتفاق مع حزب المؤتمر الشعبي على وقف التراشق وأن يتم عقد اجتماع بعد اتفاق المصالحة للنظر في بعض القضايا، إلا أن اللقاء لم يتم حتى الآن. وفي سياق آخر، جدد المهدي اتهاماته للرابطة الشرعية للعلماء والدعاة على خلفية تكفيره بشأن فتاويه حول المرأة والنقاب، وحذر بالقول: (الناس ديل لازم يلزموا حَدّهم)، وأشار إلى أن الخطأ هو أن ينتقل الموضوع من حوار إلى تكفير، وأكد المهدي أنه لن يناظر من كفّروه إلا إذا اعتذروا، وقال إن الرجل الذي يمثل السلطة الحقيقية في ذلك هو الشيخ محمد هاشم الهدية، وتابع: إنه بعد أن توفي فَقدَ هؤلاء البوصلة. الراي العام قال أن فتاوى التكفيريين قتلت غرانفيل ويتحركون بإمكانيات غير سودانية المهدي: الوسطاء بين الخرطوم وجوبا متهمون ب (القبض) والانحياز الخرطوم - حذر زعيم حزب الأمة الصادق المهدي من ان السودان يمر بمرحلة غير مسبوقة من الخطر و»مخاطر كبرى في الطريق»،وأن هناك اجزاء من السودان قابلة للانفصال على غرار الجنوب،مطالبا بنظام جديد لادارة الدولة يشمل الجميع،واعتبر الجماعات التكفيرية خطرا على الامن القومي ،وحرباً على المجتمع،وتحدث عن تجربة نجله العقيد عبد الرحمن في القصر الرئاسي، ولقائه -المهدي-الاخير مع الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي. وقال المهدي في صالون الراحل سيد أحمد خليفة بمنزل نجله رئيس تحرير»الوطن» أمس إن السودان يعيش أزمات متلاحقة وحروباً في خمس جبهات ،ومشكلة المناصير ونزاع الولايات مع المركز ،موضحا انه لم يعد لدى النظام الحاكم حلاً لقضايا البلاد،وليس بالامكان معالجة تلك القضايا بالقطاعي وأن جنوب السودان ذهب وهناك «جنوبات جديدة» في الطريق لديها قابلية للانفصال،مشيرا الى أن انفصال الجنوب «افقدنا الوحدة والسلام معا». وحذر المهدي ان هناك «مخاطر كبيرة في الطريق»،واعتبر فشل لقاء الرئيس عمر البشير ورئيس الجنوب سلفاكير ميارديت في أديس ابابا طبيعيا لأنه لا يمكن حل ثنائي بين دولتي حزب وليس دولتي وطن،كما أن الوسطاء الأفارقة والغربيين مشكوك في نزاهتمه وحيادهم وتابع «الوسيط الافريقي متهم بالقبض (رشوة) والغربي بالانحياز»،ودعا الى نظام جديد في البلاد لحل أزماتها في اطار قومي ،مشيرا الى ان البديل لذلك عودة الحرب. وعن لقائه الأخير مع الترابي، قال المهدي إنهما اتفقا على وقف التراشقات الاعلامية واجتماع لمناقشة عدد من القضايا،مبينا أن الجزء الأول تحقق ولكن الاجتماع لم ينعقد بعد. وحول تجربة نجله العقيد عبد الرحمن مساعد رئيس الجمهورية ،أكد المهدي أن هناك رؤى مختلفة ازاء الموضوع حيث ترى أوساط في حزب الامة أن مشاركته في الحكم خلقت تشويشا للحزب وأضعفت وهجه في المعارضة،بيينما ينظر آخرون بإيجابية للتجربة،مشيرا الى أن عبد الرحمن لم ينشغل بأن حزبه وقف ضد موقفه. ورأى المهدي أن مذكرة الاسلاميين المطالبين بالاصلاح حملت أفكارا جيدة وتجاوبت مع قضايا وطنية بذات الرؤى التي طرحتها القوى المعارضة. وحمل في شدة على الجماعات التكفيرية واعتبر فتاويها بتكفير رموز سياسية وفكرية في البلاد خطرا على الامن القومي وحرباً على المجتمع،ودعا الى مواجهتها عبر القضاء،وحملها مسؤولية مقتل الدبلوماسي الأميركي جون غرانفيل بفتاويهم وليس الشباب الذين نفذوا العملية،ووصف الرابطة الشرعية للعلماء بأنهم موظفو دولة. واتهم الجماعات التكفيرية بأنها تتحرك بإمكانات أكبر من الامكانات السودانية،موضحا أن موقفها التكفيري سيؤدي الى حال استقطاب تعزز التفكير الاستراتيجي الأميركي بخلق استقطاب بين المذاهب الاسلامية في المنطقة (سني وشيعي)،مشيرا الى أن بعض أعضاء هذه الجماعات عادوا مطرودين من مناطق تأزم في المنطقة.