غزة (الاراضي الفلسطينية) (ا ف ب) - استقبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عند وصوله الى غزة الخميس بالاحذية والحجارة التي رشقها عشرات من اهالي اسرى فلسطينيين في السجون الاسرائيلية، وذلك في اليوم الاخير من جولة اقليمية شجع فيها الاسرائيليين والفلسطينيين على استئناف المفاوضات بينهم. وعند وصوله الى معبر ايريز شمال غزة في زيارة استمرت ساعات الى القطاع اعاق اهالي الاسرى الفلسطينيين موكب بان كي مون لبعض الوقت قبل ان يواصل طريقه الى خان يونس حيث استقبله عشرات الفلسطينيين من جديد بهتافات "الشعب يريد انهاء الحصار" والشعب يريد اعادة الاعمار وتشغيل اللاجئين". وعند معبر ايريز، اعلن عبد الله قنديل باسم اهالي الاسرى عبر مكبر للصوت ان "اعتصام اهالي الاسرى اعاق موكب بان كي مون احتجاجا على موقفه اللااخلاقي واللاانساني برفضه مقابلة اهالي الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي". وشارك في الاعتصام عدد من الفلسطينيين الذين ابعدتهم اسرائيل من بيت لحم قبل تسع سنوات. واوضح مراسل فرانس برس ان المحتجين القوا الكراسي والحجارة والاحذية على موكب بان كي مون ورفعوا لافتات كتب عليها "يا بان كي مون كفى انحيازا لاسرائيل" و"اين كنت وهيئة الاممالمتحدة من حصار غزة" و"اين الاممالمتحدة من خطف نواب الشعب الفلسطيني". ورفع بعض المتظاهرين صور عدد من الاسرى وخصوصا القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك المنتمي لحركة حماس. ولم يتضمن برنامج الزيارة القصيرة لبان كي مون اي لقاء مع عائلات الاسرى الفلسطينيين. وحال عناصر امن من حكومة حماس دون تطور الموقف حيث جرى "تأمين" مرور الموكب كما ذكر مصدر فلسطيني. وواصل موكب بان كي مون الى خان يونس جنوب قطاع غزة حيث قام بتفقد مشروع اسكاني تقيمه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) لاسر لاجئة بدعم من اليابان. وزار الامين العام للامم المتحدة مدرسة تابعة للاونروا والتقى مع عدد من التلاميذ. وقاطعت شخصيات عدة وممثلو عدد من المنظمات الاهلية اللقاء الذي كان مقررا مع بان كي مون حسب بيان تلقته فرانس برس. وقال البيان المذيل بتوقيع تسع شخصيات "بذلنا جهودا مكثفة من اجل ان يكون ممثلون عن اهالي المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال ضمن الوفد". واضاف "تلقينا ردا سلبيا غير مبرر برفض الامين العام مقابلة ممثلين عن ذوي المعتقلين ضمن وفدنا لذلك قررنا وبكل أسف مقاطعة الاجتماع المقرر مع الامين العام". وقال بان كي مون في بيان لاحقا انه "مهتم بوضع المعتقلين الفلسطينيين" وانه "التقى الليلة الماضية" وزير شؤون الاسرى الفلسطيني. من جانبها، قدمت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اعتذارها ووصفت ما تعرض له موكب بان كي مون على مدخل قطاع غزة ب"السلوك المدان والغريب عن تقاليد شعبنا". واكدت في بيان "ان اللجنة التنفيذية وهي تعتذر مجددا عما تعرض له الأمين العام للأمم المتحدة، فإنها تعيد التأكيد على احترامها الكبير له بصفته الشخصية والمعنوية، ودوره الكبير في دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية". وفي خان يونس عقد بان كي مون مؤتمرا صحافيا طالب فيه اسرائيل بانهاء الحصار على قطاع غزة ورفع القيود "كليا" المفروضة على حركة تنقل الافراد والبضائع على المعابر الحدودية في القطاع. واكد بان كي مون دعمه لمبادرة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لعقد لقاءات فلسطينية اسرائيلية، مطالبا باستمرار هذه اللقاءات. وقال "هناك نوع من فقدان الثقة (بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي). اؤكد انه يجب ان تستمر هذه المحادثات" وتابع "اطالب الحكومة الاسرائيلية بان تخلق الجو المناسب لاستمرار هذه المحادثات وطالبتهم بتقديم بوادر طيبة كاجراءات لبناء الثقة". وذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية نقلا عن مصادر سياسية وامنية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يتعرض لضغوط من الاممالمتحدة ومبعوث اللجنة الرباعية الى الشرق الاوسط توني بلير للموافقة على "اجراءات لاعادة الثقة". وقالت الصحيفة ان هذه الاجراءات في الضفة الغربية تقضي بتعزيز اجهزة امن السلطة الفلسطينية ومشاريع البناء في المناطق الخاضعة لاسرائيل، موضحة ان نتانياهو وافق على هذه الاجراءات من قبل لكنها لم تنفذ. اما في غزة، فيفترض ان تخفف اسرائيل حصارها وخصوصا عبر السماح باستيراد كميات كبيرة من مواد البناء لتشييد الف مسكن ومؤسسات تعليمية، بحسب المصدر نفسه. وافادت وثيقة اطلعت عليها وكالة فرانس برس ان بلير طلب من اجل مواصلة المفاوضات "سلسلة من اجراءات الثقة" يكون بعضها قابلا للتطبيق فورا والبقية في آذار/مارس. كما تنص الاجراءات على توسيع مجال عمل الشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية و"تسهيل حرية حركة الفلسطينيين في وادي الاردن" و"منح خمسة آلاف تصريح اضافي للفلسطينيين للعمل في اسرائيل". وتقضي الوثيقة بالسماح بتصدير منتجات نسيجية ومفروشات الى الضفة الغربية وموافقة اسرائيل على مشاريع دولية في مناطق تحضع لسلطتها الكاملة في الضفة الغربية. ولم يلتق بان كي مون اي مسؤول في حركة حماس او حكومتها في غزة. من جهة اخرى، طالب الامين العام للامم المتحدة الذي يزور غزة للمرة الثالثة بوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل "كي تتوافر الظروف لحوار مستمر ومفيد" بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وسقطت ثمانية صواريخ على الاقل اطلقت من قطاع غزة ليل الاربعاء الخميس على جنوب اسرائيل بدون وقوع ضحايا او اضرار، بحسب الشرطة الاسرائيلية. ولم تتبن اي منظمة فلسطينية هذه الهجمات. وصرحت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري ان "اربعة صواريخ سقطت ليل الاربعاء الخميس دون وقوع ضحايا في منطقة غير ماهولة من قطاع شاعار هانيغيف" (بوابة النقب) شمال قطاع غزة. وشدد كي مون على ضرورة "الحفاظ" على الهدنة "الهشة" المعمول بها ميدانيا بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة واسرائيل منذ العام الماضي بوساطة مصر. [Dim_Security NOT IMG="http://www.google.com/hostednews/afp/media/ALeqM5hRmnTFzwSFL1PIQuF2U3XBgxI59A?docId=photo_1328203195290-1-0&size=l"] [Dim_Security NOT IMG="http://www.google.com/hostednews/afp/media/ALeqM5g-rbkHXLudr14dPEOEJsr_ycbelw?docId=photo_1328208852843-1-0&size=l"]