عذبت مجموعة من عناصر الشرطة عاملاً – الخير العوض (ود سعدة) – الى درجة تورم جسده وبصقه دماً واصابته بالفشل الكلوي . وأكد شهود عيان من أبناء المنطقة – شندي – زاروه بالمستشفى ان الشرطة ضربته ضرباً وحشياً ، وهو الآن في حالة خطيرة ، ويظهر تورم في جميع أنحاء جسده ، واحمرار في العيون من الشطة التي استخدمت في التعذيب، ويبصق دماً ، وقد نقل لخطورة حالته من مستشفى شندي الى مستشفى الخرطوم . ويبدو ان التعذيب القاسي أضر بكليتيه ، حيث أصيب بفشل كلوي . وكانت سرقة ذهب حدثت في القرية ، واتهم الخير العوض بها ، ورغم ان الاخلاق والشرائع تستدعي معاملة المتهم كبرئ الى ان تثبت ادانته ، الى ان الشرطة ، وكالعادة ، استعاضت عن احكام تحرياتها وجمع الأدلة بالتعذيب . وهي ممارسة شائعة في أقسام الشرطة ، خصوصاً المباحث ، حيث توجد مكاتب ( سلخانات) للتعذيب في غالبية أقسام الشرطة . وغالباً ما توجه التعذيب اعتبارات عنصرية وطبقية ، فيخضع له أكثر الفقراء والمواطنين الذين تغلب عليهم الأصول الافريقية . وتزايدت ممارسات التعذيب بانهيار القيم والتقاليد المهنية الشرطية في عهد الانقاذ ، فمع تدهور أوضاع الضباط والجنود اعتاد أصحاب الأموال حين يتعرضون للسرقة على تأجير عناصر الشرطة والمباحث كمقاولة ، مما يجعلهم يستخدمون كافة الوسائل – غض النظر عن اخلاقيتها ومشروعيتها – للوصول الى المال المسروق وأخذ (حافزهم) منه . ( صورة الخير العوض وتظهر عليه آثار التعذيب