أعلن السودان أنه سيتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد جمهورية جنوب السودان بسبب ما وصفه باعتداء قوات الأخيرة على منطقة داخل حدوده. وقالت الخارجية في بيان نشرته وكالة السودان للأنباء إن الحكومة ستتقدم بشكوى لمجلس الأمن والاتحاد الأفريقي "تطلعهما على تفاصيل ما حدث وتطالبهما بالقيام بدورهما في ردع أي اعتداء على أمن واستقرار السودان". ووصفت الوزارة الهجوم بأنه اعتداء سافر ومباشر على سيادة السودان وأمنه، ويخالف الأعراف والمواثيق الدولية. وكان جيش السودان اتهم قوات جنوب السودان بشن هجوم عسكري على بعض المناطق داخل أراضيه والتوغل فيها بأكثر من ستة كيلو مترات، مؤكدا أن المعارك بين الطرفين ما تزال جارية. وقال الناطق باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد "إن القوات الجنوبية مدعومة بمتمردي الجيش الشعبي/قطاع الشمال وبعض متمردي دارفور شنت هجوما مباشرا منذ الساعة السادسة صباح اليوم (أمس) على منطقة بحيرة الأبيض بولاية جنوب كردفان داخل الأراضي السودانية" وفق ما نقله مراسل الجزيرة نت بالخرطوم عماد عبد الهادي. وأكد أن الهجوم الجنوبي "خطط له منذ اليومين الماضيين بمنطقتي الدار والدبكاية، إلى جانب حشد للحركات السودانية المتمردة بولاية الوحدة الجنوبية" مضيفا "ورغم تحذيرات الحكومة السودانية وإعلانها صراحة تحميل حكومة الجنوب لأي أعمال عدائية ورغم توقيع مذكرة التفاهم بعدم الاعتداء على بعضهما البعض، إلا أن حكومة الجنوب استمرت في مخططاتها السافرة". وتابع البيان أن الحكومة الجنوبية "لم تكتف بدعم المتمردين السودانيين بالمال والعتاد والإمداد بل تعدته بمشاركة قواتها في الهجوم على السودان وما قامت به يمثل اعتداء سافرا ومباشرا وليس مجرد دعم لمتمردي قطاع الشمال". ومن جهتها أكدت الجبهة الثورية التي تضم أربع حركات سودانية متمردة أنها هاجمت الأحد موقعا للجيش السوداني بمنطقة جاو بولاية جنوب كردفان الحدودية. ويضم تحالف الجبهة الذي أعلن عنه في نوفمبر/ تشرين الثاني أربع حركات متمردة هي الحركة الشعبية-شمال السودان التي تقاتل حكومة السودان بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وثلاث حركات من دارفور هي "العدل والمساواة" و"تحرير السودان-جناحا مني مناوي وعبد الواحد نور". ويحتدم القتال منذ شهور بين جيش السودان ومتمردين من الحركة الشعبية-قطاع الشمال التي تقاتل القوات المسلحة السودانية بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان المستقلة حديثا. ويقيم بالولايتين عشرات الآلاف من المقاتلين الذين قاتلوا بصفوف الجيش الجنوبي ضد الخرطوم خلال الحرب الاهلية التي انتهت عام 2005، وتتهم الخرطومجوبا بمواصلة دعم المتمردين، وهو ما ينفيه جنوب السودان. وتقول الأممالمتحدة إن القتال الذي دار الشهور الاخيرة أرغم نحو 417 ألف شخص على الفرار من منازلهم منهم أكثر من ثمانين ألفا فروا إلى جنوب السودان.