التقي وفد من قيادات الحركة الشعبية بالشمال – رئيس الحركة الفريق مالك عقار ، أمينها العام الاستاذ ياسر عرمان ، والدكتور منصور خالد – بالرئيسين ثابو أمبيكي وبويويو ( رئيسي جنوب افريقيا وبورندي السابقين) وممثلي الوساطة الافريقية ، بجوبا أول أمس 26 يوليو . واستمر اللقاء عدة ساعات . ونقل الرئيس ثابو امبيكي – الذي كان حريصاً على استئناف المحادثات بين الحركة الشعبية وحكومة المؤتمر الوطني – نقل رسالة من المشير البشير يطلب فيها الالتقاء برئيس الحركة الفريق مالك عقار بالخرطوم . وصرح ل (حريات) الاستاذ ياسر عرمان بأن وفد الحركة رد على الطلب طارحاً عدة أسئلة : ما موقف المشير البشير والمؤتمر الوطني من الاتفاق الاطاري ؟ وهل هذا اللقاء محاولة للقفز فوق الاتفاق الاطاري ؟ وما هو موقفهم من وجود الطرف الثالث (الوساطة) ؟ وكيف يطلب لقاء رئيس الحركة بينما يطالب بالقبض على قيادات من الحركة الشعبية في الخرطوم ، وكيف يتم اللقاء في الخرطوم وهي نفسها التي تواصل قصف المدنيين بالطائرات صباح مساء في جنوب كردفان – وهم مواطنون آمنون ، نظرياً هذه الحكومة تمثلهم والطيران الذي يقوم بقصفهم تابع لدولتهم – فكيف يستقيم عقد لقاء بالخرطوم ، في الوقت الذي تنطلق فيه الطائرات لقتل الابرياء والمدنيين ، وفي الوقت الذي تسير فيه الحملات العسكرية ، والتي فشلت في تحقيق مهمتها . وأضاف عرمان ان وفد الحركة الشعبية طرح بديلين عوضاً عن الاجتماع في الخرطوم ، الأول : اذا كان البشير جاداً في طلبه ، فان قيادة الحركة الشعبية تحتاج لعقد اجتماع لقيادتها الانتقالية بكامل اعضائها الذين يمثلون مختلف مناطق السودان ، والذين حالت ظروف الحرب التي شنها المؤتمر الوطني على جنوب كردفان من اجتماعهم ، بما في ذلك نائب رئيس الحركة الشعبية القائد عبد العزيز آدم الحلو . ويمكن لهذا الاجتماع ان يعقد في جنوب كردفان بضمانات من الرئيس امبيكي ، لتقرر القيادة مجتمعة الموقف من طلب المشير البشير . والبديل الثاني : أن ينعقد هذا الاجتماع فوراً في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا بحضور وفد الوساطة ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي ، وهي الاطراف التي أشرفت على الاتفاق الاطاري ، حتى يتم التأكيد على الاتفاق والانطلاق لمعالجة القضايا الانسانية ووقف العدائيات . ويمكن أن يتم ذلك في ظرف 24 ساعة ، اذا كان المؤتمر الوطني جاداً في اقتراحه . وأضاف عرمان : ( لا يعقل ان تطالب باعتقال قيادات الحركة الشعبية ، وتواصل قصف المدنيين ، وتغلق بعض مكاتب الحركة ، وتعتقل بعضاً من عضويتها ، وتقوم بالغاء الاتفاق الذي مهرته بيدك ، ثم تقول فلتأتوا اليّ في الخرطوم دون وساطة للاتفاق مجدداً ، فكيف أعاهدك وهذا اثر فأسك ؟! ) . وختم عرمان قائلاً : ( على كل ، قيادات الحركة الشعبية أتت الى جوبا للالتقاء بالرئيس امبيكي ، وسنغادر جوبا ، ولكننا فنياً لم نغادر طاولة المفاوضات في أديس أبابا ، لا زلنا موجودين على طاولة التفاوض والمؤتمر الوطني هو الذي غادرها ، ومتى أراد المجئ فهو يعرف عنوان الوساطة متمثلة في الآلية الرفيعة )