قالت مبعوثة الاتحاد الأوروبي للسودان وجنوب السودان السفيرة روزليندا مرسيلاند إن الشهور القادمة دقيقة وحرجة. وأضافت في لقاء في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أمس الأربعاء، إن السودان يحتل أولوية كبيرة في اهتمامات الاتحاد الأوروبي بسبب موقعة الجغرافي وتشابك علاقاته بدول الجوار الإقليمي. وفي ما يتعلق بالأوضاع الحالية، أشارت السفيرة مرسيلاند، إلى إن الاتحاد الأوروبي يدعم المباحثات التي تدور في أديس أبابا، وإنه يقدم دعماً فنياً ومالياً وسياسياً من أجل تعزيز الحوار السياسي الذي يعد بالغ الأهمية في المرحلة الحالية لحل القضايا المتعلقة بمناطق أبيي والنيل الأزرق وجنوب كردفان. كما أكدت الاهتمام الواسع للاتحاد الأوروبي بالشؤون الإنسانية وحقوق الإنسان وعملية الديمقراطية والتشجيع على اتباع حكم القانون والعدالة، موضحة أن الاتحاد الأوروبي يقدم دعماً لمنظمات المجتمع المدني للمساعدة على تحقيق هذه الأهداف، كما يعمل على المساعدة من أجل تنمية السودان. من جهته قال رئيس وحدة دراسات السودان بمركز الدراسات بالأهرام، هاني رسلان، إن السودان يواجه العديد من المخاطر في الفترة المقبلة بعد تزايد أعمال الشغب في الخرطوم مؤخراً، وأبرز تلك المخاطر هو اشتعال الثورة تأثراً بالربيع العربي. وأوضح في تصريح خاص ل"العربية.نت" إن العامل الأساسي في عدم استقرار البلد حالياً هو الأزمة الاقتصادية في شمال السودان الناجمة عن فقدان موارد النفط، التي كان يأتي 75% منها من جنوب البلاد. وأضاف رسلان أن أزمة شمال السودان تفاقمت أكثر بإيقاف تصدير النفط من الشمال، مما أدى إلى عدم توافر العملة الصعبة، ومن ثم تفاقمت الأزمة الاقتصادية بعد تدهور الأحوال المعيشية، فارتفع حجم التضخم وانخفض سعر العملة السودانية أمام الدولار، وقد يؤدي عدم الاستقرار الاقتصادي إلى عدم استقرار اجتماعي، ومن ثم إلى نشوب توترات اجتماعية تؤثر على الاستقرار السياسي، لا سيما أن هناك ضغوطاً خارجية وداخلية تجعل احتمال الحرب قائماً بين شمال وجنوب السودان، حسب قوله. عدم استقرار اقتصادي ومن جهته، رأى الباحث السوداني بمركز الدراسات بالأهرام صلاح خليل، في حديث مع "العربية.نت"، أن الثورة في السودان مسألة وقت ليس إلا، مؤكداً أن الثورة السودانية لن تكون تكراراً للنموذج المصري أو التونسي بل ستكون نسخة من الثورة الليبية أو اليمنية. وقال خليل إن مقدمات الثورة واضحة، وأبرزها انقسام الأحزاب وتشرذمها وتزايد نفوذ منظمات المجتمع المدني التي تتلقى دعماً خارجياً من أمريكا وأوروبا، كاشفاً عن وجود صراع حالياً داخل حزب المؤتمر الوطني بين القيادات الشابة التي تسعى إلى التغيير والقيادات القديمة التي يهمها بقاء الأوضاع الحالية حفاظاً على مصالحها.