أكد رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية د. هاني رسلان أن مصر أعلنت التزامها بالخيار الذي يقرره ابناء جنوب السودان في الاستفتاء المقبل غير انها تعطي الأولوية للحفاظ على وحدة السودان واستقراره. وقال رسلان خلال الورقة التي قدمها في الندوة الإقليمية حول دور الجوار السوداني واستفتاء تقرير مصير جنوب السودان التي نظمها معهد ابحاث السلام بجامعة الخرطوم ومركز دراسات المجتمع ، قال ان مصر قامت بدعوة طرفي اتفاقية نيفاشا إلى جولة حوار في القاهرة تحت الرعاية المصرية حيث ترى مصر أن ايجاد الحلول لإنهاء أزمة جنوب السودان يجب أن تقوم على أساس قاعدة المواطنة والمساواة التامة في الحقوق والواجبات بدون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الدين وليس على أساس حق تقرير المصير. وأشار رسلان الي أنه تبين أن قيادة الحركة الشعبية عقدت النية والعزم على التوجه للانفصال مع العزوف عن مناقشة اي سيناريوهات بديلة عبر الحديث عن شروط ومطالب من المعروف أنها ستكون عسيرة التطبيق حتى لو قبلها حزب المؤتمر الوطني. وأوضح رسلان انه رغم الحملة الإعلامية الواسعة النطاق الداعية للحفاظ على الوحدة والتنبيه إلى تبعات الإنفصال ومخاطره ، ورغم الجهود الكثيفة التي يقودها الرئيس البشير ونائبه على عثمان محمد طه لإقناع جنوب السودان بالبقاء في الوحدة إلا أنه يمكن القول أن هناك نوعاً من عدم الممانعة الشمالية في انفصال جنوب السودان إذا كان ذلك تعبيراً عن رغبة حقيقية لأغلبية الجنوبيين عبر استفتاء حر ونزيه وغير مزور. وأكد رسلان أن جولات الحوار بقراءتها مع مجمل التحركات المصرية الأخيرة تجاه الجنوب أوضحت أن القناعة المصرية تقوم على أساس ان الحل الأفضل لكل مشاكل السودان هو الحفاظ على الوحدة ، وأما إذا تعذر ذلك وأصبح الإنفصال حتمياً فإنه ينبغي الحفاظ على علاقات تعاونية مستقرة بين دولتي شمال وجنوب السودان.