تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بحل كافة نقاط النزاع مع دولة جنوب السودان سلميا، في أعقاب اشتباكات استمرت يومين على الحدود، وفيما التقى مسؤولون من البلدين في أديس أبابا لبحث مسائل أمنية في اجتماع كان مقررا سلفا، دعت الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي إلى عقد قمة لرئيسيْ البلدين في أسرع وقت. وقال البشير إن بلاده تريد حل كافة نقاط النزاع وإعادة الأمور إلى طبيعتها ومراعاة مصلحة البلدين في العيش بسلام. وأضاف أمام القمة العربية ببغداد -في أول تعليق له على الاشتباكات- أن "السودان يؤكد عزمه على المضي قدما نحو إيجاد تسوية سلمية للقضايا المعلقة عبر التفاهم". يأتي ذلك بينما التقى الخميس مسؤولون كبار من وزارتيْ الخارجية في البلدين مع ممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، قبل مباحثات يتوقع أن تبدأ الأسبوع المقبل لمناقشة مسائل أمنية كانت مقررة سلفا يتوقع أن تهيمن عليها الاشتباكات الأخيرة على الحدود، حيث يتنازع البلدان على عدة مناطق. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس وفد جنوب السودان في المفاوضات باقان أموم أن المفاوضات التي كان من المقرر أن تبدأ الخميس تأجلت إلى يوم السبت المقبل، لحين وصول رئيس لجنة الوساطة الأفريقية رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو أمبيكي العاصمة الإثيوبية. وعبر أموم عن أمله في أن تبدأ المفاوضات يوم غد السبت. وبدورها حثت الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي البشير ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت على عقد قمة في أقرب فرصة. وقال رئيس مفوضية السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة إن "هناك توجها عاما ورغبة في عقد القمة في أقرب وقت ممكن". وأضاف -في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع وفدي البلدين بأديس أبابا، بحضور مسؤولين في الأممالمتحدة ونائبيْ وزيريْ الخارجية في البلدين- أن "الكل يقر بالأهمية القصوى للقاء الزعيمين في الظروف الراهنة". وكان البشير علق زيارة لجنوب السودان كان من المقرر أن يقوم بها في الثالث من أبريل/نيسان، بسبب الاشتباكات التي تعد الأسوأ منذ إعلان جنوب السودان انفصاله عن السودان في يوليو/تموز العام الماضي محتفظا بمعظم الإنتاج النفطي. تراجع الجيش في غضون ذلك، قال مجاك أقود نائب وزير الدفاع في دولة جنوب السودان إن حكومته أصدرت أوامرها بتراجع قوات الجيش الشعبي التي سيطرت على منطقة هجليج قبل يومين. ووصف ذلك بأنه إجراء لمعالجة الأزمة عبر الحوار على حد تعبيره. وأضاف أن المعارك كانت شرسة وخلفت خسائر في الجانبين. وكان السودان أعلن الثلاثاء أنه صد هجوما للجيش الشعبي على منطقة هجليج التي تضم أحد حقول النفط الرئيسية السودانية، بعد إعلان حكومة جنوب السودان أن قواتها دخلت المنطقة. وعقب ذلك بيوم، اتهمت جوباالخرطوم بقصف منشآت نفطية في ولاية الوحدة الجنوبية، ونفى السودان شن غارات جوية، وقال إن القوات الجنوبية بدأت القتال بمهاجمة منطقة هجليج. ويتنازع السودان وجنوب السودان بشأن عدد من المناطق الحدودية، كما يثور نزاع بين الطرفين بشأن رسوم عبور النفط الجنوبي الذي توجد كافة بنيات نقله وتصفيته وتصديره في الشمال. وأوقف الجنوب إنتاجه من النفط البالغ 350 ألف برميل يوميا لمنع السودان من مصادرة النفط لتعويض ما تقول الخرطوم إنها رسوم غير مدفوعة، ويجري تصدير معظم النفط الخام إلى الصين. وتضم هجليج حقل نفط كبيرا على الجانب السوداني من الحدود تحتاجه الخرطوم لمواصلة دعم الاقتصاد. وينتج الحقل نحو نصف إنتاج السودان من الخام البالغ 115 ألف برميل يوميا وحصل السودان عليه بموجب حكم لمحكمة التحكيم الدائمة في لاهاي في 2009، غير أن أجزاء من المنطقة الحدودية لا تزال محل نزاع.