- تورد ( سونا ) نص خطاب السيد رئيس الجمهورية أمام اجتماع مجلس امناء الوكالة الاسلامية للإغاثة الثاني عشر : بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخلق وأكرم المرسلين / وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى أنبيائه ورسله للعالمين . قال تعالى في محكم تنزيله : (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) (البقرة 110) الأخ الكريم بروف الجزولي دفع الله رئيس مجلس أمناء الوكالة الأسلامية للإغاثة الأخوة أعضاء مجلس أمناء الوكالة الأخوة أعضاء القيادة التنفيذية للوكالة الضيوف الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يشرفني كثيراً أن أخاطب جمعكم الكريم / وأنتم تجتمعون في الدورة الثانية عشر لمجلس أمناء الوكالة الإسلامية للإغاثة ، حيث تجئ هذه الدورة عطاءً متصلاً لهذه الوكالة الفتية منذ تأسيسها في العام 1981م ، في كافة مجالات الحياة العامة . الأخوة والأخوات الحضور الكريم لقد جسدت الوكالة الإسلامية للإغاثة نموذجاً يحتذى في العمل الطوعي لاسيما في منظوره التكافلي ، فهي تدخل بإنعقاد هذه الدوره عقدها الخامس في مجال العمل الإنساني ، وهي لا تزال تقدم العطاء بسخاء ، إغاثة ، ودعماً ، وتنمية ، عبر شراكات في أفريقيا وآسيا كان للسودان منها نصيباً مقدراً ، تشهد به تلك الخدمات الإغاثية والمشروعات الصحية ، والخدمات الاجتماعية للفقراء وذوي الإعاقة ، والأيتام / والشرائح الضعيفة في المجتمع ، والنازحين ، واللاجئين ، تقديراً لظروفهم في مقابلة تكاليف الحياة في جميع ولايات السودان ، لاسيما ولايات دارفور والنيل الأزرق ، وهو جهد استحق الإشادة والتقدير ، لأنه عطاء اقترن بجهود تنموية أدت إلى توسيع مفهوم العون الإنساني وسودنة العمل الطوعي ، عبر الشراكات والتعاون والتنسيق مع المنظمات الوطنية والدولية . الأخوة والأخوات الحضور الكريم إن عطاء الوكالة الإسلامية المتعاظم لا يزال ثراً رغم ما واجهته الوكالة من حيث المسمى والمهام من تحديات ، على المستويين الإقليمي والدولي ، وما أدى إليه ذلك من تجفيف وضمور مصادر الدعم والتمويل لبرامجها وأنشطتها ومشروعاتها المتعددة ، والفضل في ذلك لله تعالى فله الحمد على هذه النعم التي تتنزل بركات على الفقراء والمساكين ومن ثم لمجلس أمنائها وقيادتها التنفيذية ومنسوبيها ، بفضل ما تأسست عليه أعمال ومشروعات الوكالة من خطة استراتيجية ناجعة أحكمت فيها التنسيق مع المنظمات الوطنية في مجال العون الإنساني لاسيما جانبه الخدمي ، لتجئ شراكتها مع منظمة الحكمة للخدمات الصحية الاجتماعية نموذجاً لنجاحات هذه الخطة، حيث أدت دوراً مميزاً وفاعلاً لها في خدمة المجتمع عبر تقديم الخدمات الصحية والعلاجية ، من خلال مجمعاتها وعياداتها المنتشرة في مختلف أرجاء البلاد ، وأيضا عبر صرحها الذي يقترن افتتاحه اليوم باجتماع مجلس أمناء الوكالة الإسلامية للإغاثة مستشفى الحكمة والذي يهدف إلى تقديم الخدمات الطبية والعلاجية المتميزة لعشرات الآلاف من المواطنين بأسعار رمزية . الأخوة والأخوات الحضور الكريم إن الأمل معقود على اجتماع مجلس الأمناء الموقر في دورته هذه في نجاحه للأهتداء إلى صيغ عمل وأساليب متجددة ، للمحافظة على تطور الوكالة الاستراتيجي على المستويين المحلي والإقليمي ، في ظل تحديات إقليمية تحفُ بالعمل الإغاثي الطوعي ذو البعد القيمي وفق موروثنا الإسلامي ، الأمر الذي يتطلب إمعان النظر وإعمال الفكر في اتجاهات ثلاثة تتمثل في : أولاً : كيفية التوسع في مصادر التمويل للمشروعات بمختلف أبعادها الإغاثية والخدمية مع الحفاظ على البعد الإنساني العقدي المتميز للوكالة ودورها المتفرد، بما يجعلها تمضي متجاوزة كافة أشكال التحديات حتى تصل إلى غاياتها النبيلة ، في ترسيخ المنظور الإسلامي في العمل الطوعي والإنساني بالتنسيق الكامل بينها وبين المنظمات الوطنية الشبيهة في ظل تكامل للأدوار . ثانياً : التدبر في الوضعية المستقبلية للوكالة من حيث المسمى ودلالته في ضوء مراجعته لمهامها وواجباتها وأهدافها الكلية دون الركون لتقديس مسميات أو توظيف مصطلحات قد تثير التباساً لدى البعض ممن يتربصون بالعمل الإسلامي في بعده الإنساني بهدف تحجيم الدعم المرتجى له في عالم يشهد بوضوح وجلاء تعاقد نوايا عدوانية واستقطابات سالبة ضد العمل الإسلامي الطوعي وفق حرص مشبوه لتشويه وجهته وغاياته وأهدافه النبيلة بغية محاصرته . ثالثاً : كيفية الاتجاه نحو التخصصية في مشروعات الوكالة وأنشطتها لتتكامل مع الوكالات والمنظمات الأخرى الشبيهة دون تكرارية ولكن بتكامل لتعظيم المنفعة الكلية للعون الإنسان وتوفير جهده لتغطي سعة أوسع من مجالات الحياة العامة التي تحتاج لتضافر كافة الجهود وفق مبدأ تقسيم الواجبات للنهوض بالحالة الإنسانية للقطاعات المستهدفة وفق التحديات المتزايدة التي يواجهها العمل الطوعي ذى المرتكزات الإسلامية . ولا شك أن مجلس الأمناء الموقر لقادر بعون الله وتوفيقه على تجاوز هذه التحديات والمحافظة على أعمال الوكالة مواءمتها مع واقعنا الراهن لتمضي في مسيرة علوية متصاعدة نحو أهدافها المنشودة رغم كل التحديات الناشئة عن المتغيرات على المحيطين الدولي والإقليمي. وختاما ... الشكر والتقدير واجب مستحق للسادة رئيس وأعضاء مجلس أمناء الوكالة وأمينها العام وقيادتها التنفيذية ومنسوبيها كافة على جهدهم الكبير تقبله الله تعالى وجعله في ميزان حسناتهم راجياً أن أجدد لكم جميعاً دعمنا المتصل لأنشطة ومشروعات الوكالة الإسلامية للإغاثة لتستكمل أهدافها على الصعيدين المحلي والإقليمي لاسيما في مجالات الخدمات الاجتماعية والصحية وتركيز دورها في البعد التنموي من أجل المساهمة في تحقيق بيئة مشجعة للإنتاج في الفئات المستهدفه بالعمل الطوعي الإنساني وجعله حافزاً وغاية في وقت واحد ووجه السيد الرئيس بمنح الوكالة قطع ارض زراعية موجها ولاة الولايات بهذا بالاضافة لأوقاف لصالح الوكالة . . وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم .. إنه نعم المولى ونعم النصير .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته