يمكن تعريف الضريبة بأنها " اقتطاع جبرى تجريه الدولة على موارد الوحدات الاقتصادية المختلفة بقصد تغطية الأعباء العامة ، وتوزيع هذه الأعباء بين الوحدات المذكورة طبقاً لمقدرتها التكليفية. وتمثل الضرائب أحد الموارد الهامة لتمويل الموازنة العامة للدولة ، ومظهر من مظاهر سيادتها . وتمثل الضريبة في السودان تعتبر موردا هاما للميزانية وتعتمد عليها وزارة المالية إعتمادا كبيرا في إعداد الموازنة. وبالنظر لهذه الأهمية للضرائب فقد برز إتجاه لزيادة الضرائب كأحد المعالجات المطروحة لسد العجز في ميزانية البلاد فما هي المساهمة التي يمكن أن تقدمها الضرائب ؟ وما هي أنواع الضرائب المطبقة في السودان ؟ وهل هناك ضرائب مبتكرة يمكن تطبيقها علي شرائح معينة دون أن يكون لها تأثير على الشرائح الضعيفة؟ وللإجابة على هذه الأسئلة وغيرها إلتقت سونا حوارا مع الأستاذ السيد عثمان سيد الخبير في مجال الضرائب. أنواع الضرائب: بدأ خبير الضرائب حديثه عن أنواع الضرائب وقال أن هناك ضرائب مباشرة وهي التي تقتطع مباشرة من الدخل أو رأس المال المكلف، " و تنصب مباشرة على ذات الثروة" و أشهر أنواعها الضرائب على الدخل و الضرائب على رأس المال ونشير إلى أن الضرائب المباشرة تأخذ من الدخل مباشرة مثل المرتب يأخذ منه ما يسمي بضريبة الدخل الشخصي . ووهناك أيضا الضر ائب غير مباشرة وهي التي يتم اقتطاعها بشكل غير المباشرة من دخل او راس مال المكلف فالضرائب المباشرة تنصب على وجود المال'الثروة'الدخل وهي لا تؤخذ من الدخل مباشرة يستفاد منها في الخدمات . والضرائب المباشرة فيها ضريبة إرباح الإعمال كل الإرباح الناتجة من الأعمال التجارية أو الصناعية أو الزراعية أو الحرفية كلها تأخذ منها ما يسمي بضريبة إرباح الأعمال الدخل الشخصي ضريبة مباشرة إما الضرائب غير المباشرة فهي مثل رسم القيمة المضافة وهي لا تأخذ من الدخل مباشرة وإنما تأخذ من البيع أو الشراء .. واو ضح بان كل هذه المسميات الكثيرة تندرج أما في الضريبة المباشرة أو غير المباشرة وهي المعمول بها في العالم ولكن تختلف التطبيقات حسب ظروف كل دولة. ضريبة الظهر من الضرائب غير المطبقة في السودان وأشار الأستاذ سيد عثمان إلى أن من أنواع الضرائب كذلك ما يسمي بضريبة المظهر وتدفع علي المظهر علي من يمتلك مثلا أكثر من سيارة يحصل على إعفاء لسيارة واحدة وكذلك فيما يتعلق بتذاكر السفر لرجال الأعمال ومدراء الشركات حيث يمنحون مدي معينا للسفر إلي متابعة أعمالهم ولكن إذا كانوا مسافرين بصحبة عائلاتهم لقضاء عطلة يمنحون حدا معينا وما زاد عن هذا الحد يفرض عليه ضريبة علي المظهر وكذلك المباني الكثيرة الغير مستغلة و التي لم تكتمل لمدة طويلة وذات وضع غير طبيعي يفرض عليها الضريبة علي المظهر لأنها أذا استغلت ستعود بفائدة تساعد في زيادة الضريبة في الدولة وهذه الضريبة مطبقة في بعض الدول التي لديها أنواع كثيرة من الضرائب ولكن لا توجد لدينا في السودان . ضريبة القمة المضافة وجدوى تطبيقها في السودان ؟ قال خبير الضرائب إن أدارة الضرائب حرصت علي ابتكار أشياء جديدة وإحداث تغيير في مفهوم الضرائب ومن ضمن ذلك ضريبة القيمة المضافة التي أسهمت إسهاما كبيرا في زيادة إيرادات الدولة، و أوضح أن القيمة المضافة طبقت في السودان بطريقة سهلة ومنظمة وذلك لأن قانون ضريبة القيمة المضافة شاركت في إعداده كل الفعاليات في الدولة ولذلك لم يقابل بأية مظاهرات أو احتجاجات أو اختلال في الأسعار وتم تطبيق الضريبة علي القيمة المضافة كضريبة احلالية حلت مكان الضرائب التي كانت موجودة بينما طبقت في بعض الدول إلى جانب الضرائب التي كانت موجودة في الأصل وهذا هو الفرق في تطبيق ضريبة القيمة المضافة بين السودان والدول الاخري . الأداء الحالي للضرائب في السودان أشار الأستاذ سيد عثمان الى إن أداء الضرائب الآن أداء جيد حسب التقارير وانه وصل إلي نسبة نمو بلغت أل 9 % حسب الربط المقرر لديوان الضرائب ولكن هناك بعض المصاعب تعترض الأداء في ديوان الضرائب وهي عدم استقرار سعر الصرف الذي يؤدي إلي خلل في تقديرات الضرائب وفي الأداء الضريبي وفي الحركة التجارية مما يؤثر على الجمارك والضرائب ، والحالة العامة توحي بان المستوردين سيقللون من الاستيراد في المستقبل كما عدم ثبات سعر الصرف يؤدي ايضا الي مغالاة وتنبئ بان الاسعار سترتفع وكل سيحدد الأسعار حسب رؤيته و ينظر الي الدولار بانه سيجلب عائد اكبر واسرع وأوضح أن الضرائب وصلت في السابق إلي مدي ابعد أفقيا ولكن راسيا لم يجد بعض الاهتمام والتفعيل الراسي وهناك ضرورة لسن قوانين جديدة لتوسيع المظلة الضريبية الحالية وقفل الثغرات في القانون وزيادة الجهد في التحصيل الضريبي بسن بعض التشريعات الجديدة التي تمنع التهرب وزيادة كفاءة العاملين في ديوان الضرائب لسد هذه الثغرات المعالجات الاقتصادية بعد الانفصال أوضح خبير الضرائب أن انفصال الجنوب حرم السودان من الكثيرمن الموارد مما سبب له فجوة في الإيرادات الضريبية والإيرادات الجمركية والإيرادات البترولية وقال إن علي الشمال أن يفكر جاهدا في إيجاد إيرادات أخري بديلة وتفعيل الضرائب خاصة وان وزارة المالية تعتمد اعتمادا كليا علي إيرادات الضرائب والجمارك فضرورة أن تتبع هذه المسائل لتفعيل الأداء الضريبي أو ما يسمي بالجهد الضريبي وهو مقدار ما يبذل للأداء الضريبي والبحث عن كل الدخل الضريبي لتوسيع المظلة الضريبية توسيع راسي وافقي تأثير ضريبة القيمة المضافة لن يكون كبيرا يري الأستاذ سيد عثمان أن زيادة القيمة المضافة لن يأتي بالعائد المنتظر وسيؤدي إلى زيادة كبيرة في التهرب من الضريبة ولدينا تجارب في هذا المجال وتعقد عملية المراجعة في الضريبة علي القيمة المضافة. وأشار إلي أن القيمة المضافة تعتمد اعتمادا كليا علي المراجعة فإذا اختل ميزان المراجعة فسيؤدي ذلك بلا شك الي اختلال الإيرادات ويقل العائد الذي كان متوقعا وستذهب ضريبة إرباح الأعمال التي كانت . . وأنه كلما تزيد الدولة سعر الضريبة يقول التاجر لماذا اربح من اجل أن تأخذ مني الدولة 60 % فلا يوجد حافز لان يربح التاجر. وأشار إلى أن الإدارة الضريبية كانت ترفض رفضا باتا زيادة قيمة الضريبة علي القيمة المضافة واعتمدت الأسعار المتعددة بزيادة 10 % ورؤيتها كانت سليمة وسهلة التطبيق واستوعبها حتي التاجر البسيط اما بالنسبة للزيادة المتوقعة للضرائب فانا ضد هذه الزيادة لانها ستكون لها اثارا جانبية مدمرة فقد جرب السودان زيادة سعر الضريبة الي ان وصلت الي ال60% وعندما وصلت الي هذه النسبة إنخفضت نسبة إرباح الأعمال وإنخفض ايضا حجم العمل بالنسبة للشركات والمؤسسات والتجارة العامة وغيرها فتم تشكيل لجان لتدارك هذه المشكلة سميت بلجان الإصلاح الضريبي ورفعت اللجان توصياتها بتخفيض نسب الضرائب وأسعارها وفرضت ضرائب جديدة غير مباشرة وطبقت الضريبة علي القيمة المضافة علي حسب رؤي إدارة الضرائب بالاستعانة بالتوصيات التي رفعتها لجان الإصلاح الضريبي.