سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التنشئة بين الماضي والحاضر وخلق جيل قادر على حمل الرايات

أولادنا ثمار قلوبنا ، وفلذات أكبادنا ، وامتداد حياتنا بعد فنائنا، تلعب الأسرة الدور الأساسي في تنشئتهم والتنشئة الصحيحة بدورها تؤدي للحفاظ على المبادئ والقيم ومرحلة النشأة الأولى هي المعبر لمرحلة الشباب الذين يعول عليهم كثيرا وفي إطار الاهتمام بقضايا الشباب التي يجب أن تبدأ من مرحلة إعدادهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة ليحملوا الرايات في المستقبل تفتح (سونا) ملف الشباب وكيفية إعدادهم والتصدي لقضاياهم ونبدأ في ذلك بالتقرير التالي الذي نتناول فيه دور الأسرة في تنشئة الأجيال باعتباره موضوع له خطورته فالطفل الصغير أمانة كبيرة بين يدي أبيه وأمه وأفراد أسرته، وعقله الصغير أرض بكر لم تزرع ، وورقة بيضاء لم يخط فيها حرف. الأسرة وطرق التربية: وتعد الأسرة نسيج متكامل مترابط ووحدة اجتماعية بيولوجية نظامية، و داخل هذا النسيج يتعلم الطفل كيف يعيش، وفي أحضان الأسرة تنمو عاداته وتتكون اتجاهاته وميوله ومعتقداته, وداخل إطار المنزل يكون للطفل إمكانية النمو الاجتماعي بشكل سليم. ودور الأسرة في التربية يكون بمثابة الطعم الواقي الذي يجعل عقل الطفل مدرعًا ضد قاذفات الفساد والانحراف، وعلى الأسرة أن تؤمن للطفل كل ما هو ممكن ليساعده على صقل شخصيته وتكوينها التكوين الإيجابي السليم، وذلك من خلال توافر العناصر المهمة له من أجل تحقيق هذا الهدف، هذه العناصر يجب أن تخضع لمجريات تخص الطفل وحده وتقسم إلى عدة تقسيمات تختلف من بيئة إلى أخرى على حسب المستوى التعليمي- أطفال ما قبل المدرسة, أطفال مرحلة الأساس, أطفال المرحلة الثانوية ، وهناك بيئات عديدة تؤدي دورها في تنشئة الطفل وتربيته وتعليمه وتثقيفه وإعداده للمستقبل وإلى جانب الأسرة نجد المدرسة, المؤسسة الدينية, وجماعات الأصدقاء ، والدور المهم للغاية هو الذي تؤديه وسائل الاتصال المختلفة. وأن طرائق التربية كثيرة منها القديمة ومنها الحديثة ومنها العصرية ومن الواجب علينا أن نربي أطفالنا على الثقة بالنفس حتى تمكنهم المنافسة والتقدم في هذا العالم المليء بالتحديات وحتى يستطيعوا مقاومة تيارات الفساد والانحلال والتخبط ، والثقة بالنفس أولى خطوات الابتكار والإبداع عند الطفل. وعلى الأسر أن تربي أطفالها تربية استقلالية تحليلية ناقدة، حتى يتمكنوا من الوقوف أمام ما يمكن أن يقع من تيارات الغزو الثقافي أو التلويث الفكري، وكذلك لزوم بناء الهوية الوطنية حتى يكون المرجع أو المحك في التأثر بالتيارات الآتية من خارج الأوطان ، بناءا على قوى داخلية رصينة تستوعب الثقافات الواردة وتتفاعل معها دون أن تذوب أو تضمحل أو تنمحي. ولا يكون ذلك إلا إذا أحسنت الأسرة دورها كمربي يقظ بأن تعمل على تدريب الطفل وتقوية إرادته على الفحص والتمحيص ، وعلى حسن الاختيار والانتقاء إزاء ما يتعرض له من مثيرات متباينة في المجتمع ، فالتغيرات ليست كلها مرغوبة، كما أن بعضها قد يكون موقوتا بفترة معينة وسرعان ما يزول، ويستلزم ذلك أن تدرب الأسرة الطفل وتنمي فيه القدرة على مقاومة التغيير في بعض الحالات على أساس مدى يقظته ووعيه. دور المدرسة كمكل لدور الأسرة: ورغم أن الأسرة تمثل المرجعية الأولى التي يعتمد الطفل على قيمها ومعاييرها إلا أن للمدرسة دورا هاما في تربية النشء وكما هو معروف هي تلك البيئة الصناعية التي أوجدها التطور الاجتماعي لكي تكمل الدور الذي مارسته الأسرة في تربية وإعداد أبنائها، ومدهم بالخبرات اللازمة لدخولهم معترك الحياة فيما بعد ، فهي لذلك تعتبر الحلقة الوسطى والمهمة التي يمر بها الأطفال خلال مراحل نموهم ونضوجهم حتى يتمكنوا من القيام بمسؤولياتهم في المجتمع مستعينين بما اكتسبوه من المهارات المختلفة والضرورية لتكيفهم السليم مع البيئة الاجتماعية الكبرى من خلال التعاون الاجتماعي والإخلاص للجماعة وللوطن. ولقد أصاب المفكر وعالم النفس الأمريكي "جون ديوي" كبد الحقيقة عندما عرّف المدرسة بأنها " الحياة" أو " النمو " أو " التوجيه الاجتماعي " ورأى أن عملية التربية والتعليم ليست إعداد للمستقبل، بل إنها عملية الحياة نفسها ، ودعا المربيين إلى الاهتمام بثلاثة أمور هامة لتربية النشء ممثلة في تعاون البيت والمدرسة على التربية والتوجيه ، التوفيق بين أعمال الطفل الاجتماعية وبين أعمال المدرسة ووجوب إحكام الرابطة بين المدرسة والأعمال الإنتاجية في البيئة. ونجد أن التطور الكبير لمفاهيم التربية والتعليم في عصرنا الحالي قد قلب المفاهيم التي كانت سائدة فيما مضى رأساً على عقب ، فبعد أن كانت المدرسة القديمة لا تهتم إلا بالدراسة النظرية ، وحشو أدمغة التلاميذ بما تتضمنه المناهج والكتب الدراسية لكي يقوموا بأداء الامتحانات بها ، والتي لا تلبث أن تتبخر من ذاكرتهم، أصبحت التربية الحديثة تجعل نظم التعليم تدور حول محور الطفل، وأصبح النظام في المدرسة يمثل الحياة الاجتماعية والتي تتطلب الاشتغال في الأعمال الاجتماعية ، فالطفل لا يستطيع أن يكتسب عادات اجتماعية بغير الاشتغال في الأعمال الاجتماعية. وينبغي للمدرسة أن تسعى لأن يأتي الأطفال إليها بأجسامهم وعقولهم ، ويغادرونها بعقل أغنى وأنضج، وجسم أصح، وهذا لا يتم بالطبع إلا إذا وجدوا في المدرسة ما يشبع ميولهم ورغباتهم ، وبأن تتاح لهم الفرصة لممارسة ما تعلموه من خبرات خارج المدرسة، وتجهيزهم بدافع حقيقي ، وإعطائهم الخبرة المباشرة ، وتهيئة الاتصال بالأمور الواقعية ، وعلي المدرسة أن تحول مركز الجاذبية فيها من المعلم والكتاب إلى الطفل وميوله وغرائزه وفعالياته بصورة مباشرة . كما ينبغي إشراك أولياء أمور التلاميذ في إعداد الخطط التربوية، والاستعانة المستمرة بهم في معالجة وحل المشاكل التي تجابه أبنائهم، وأن تكون المدرسة على اتصال دائم بهم سواء عن طريق اللقاءات الشخصية، أو الاتصال الهاتفي أو عن طريق الرسائل ، ذلك لإطلاع الآباء والأمهات بكل ما يتعلق بسلوك أبنائهم ولإكسابهم الخبرة في التعامل معهم . ولأهمية دور المعلم في تربية النشء فقد وضعت وزارة التربية والتعليم الأسس والضوابط لاختيار المعلم، وبحسب الدكتور المعتصم عبد الرحيم وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم فإنه يرى أن تعيين المعلم يتم وفق أسس وضوابط تحكم تعيينه بالمدارس لمرحلتي الأساس والثانوي وتشمل هذه الأسس أن يكون التقديم عبر لجنة الاختيار الولائية والاتحادية، أن يكون خريج كلية التربية من أي جامعة سودانية، أن يخضع للامتحان تحريري ومعاينة شفهية، وأن تتم متابعته لفترة من الزمن بالمدارس للتقييم الشامل من خلال السلوك والمظهر وطريقة التعامل. وبما أن المعلم هو الركيزة الأساسية في المنظومة التعليمية لذلك يجب أن يكون متحلياً بعدد من المهارات التعليمية التي تجعله قادراً على أداء مهمته بنجاح وتمكنه من الاتصال والتواصل مع الطلاب بطريقة سليمة وعلمية من خلال تهيئة أذهان الطلاب لتقبل الدرس بالإثارة والتشويق والرغبة في التحصيل حيث يقوم المعلم بجذب انتباه الطلاب، والتنويع في إستراتيجية التدريس وربط الموضوعات بواقع حياة التلاميذ ومساعدته على تحقيق ذاتهم واستخدام مهارات التعزيز مثل "أحسنت" لأن التشجيع يزيد من دافعية التعلم وعندما يجيب الطالب إجابة خاطئة فلا يزجره المعلم ويحرجه أمام طلابه وإنما يوضح له الإجابة ويعطيه الدافع للإجابة مرة أخرى. العولمة ودورها في التربية: ولعبت العولمة دورا بارزا في تربية الأطفال ففي غمرة الاضطراب السائد على الأجواء العالمية، حيث تسود العولمة، فقد أصبح العالم بأسره عبارة عن قرية صغيرة يتأثر كل مَن فيها بكل صغيرة أو كبيرة تحدث ضمن إطارها فيجد الأهل والمربّي بشكل عام صعوبة متزايدة في تربية الطفل راشد المستقبل. ولقد أفقد الاختلاف شبه الجذري الذي أصاب نمط الحياة المعاصرة طفل اليوم معظم القواعد والقيم ( الاجتماعية والأخلاقية والدينية والفكرية ) التي كان يستقي منها أطفال الماضي أصول تصرفاتهم . وقد أصاب هذا الاختلاف، بالدرجة الأولى، مفهوم الطفولة الذي شهد اختلافا موازيا للتغيرات والتطورات على الصعيد التربوي فقد تغير مفهوم ((براءة الطفولة)) ليصبح مفهومها ديناميكيا تختلف مقوماته باختلاف مرحلة العمر التي يمر بها الإنسان، فالمقومات أصبحت اليوم، إعدادية - تدريبية بعد أن كانت - تلقائية إذ كانت هذه العلاقة مع الطفل علاقة قوة تندرج ضمن إطار ثقافي - اجتماعي متكامل- عليه الطاعة، وأذى الجسم لم يكن غائبا. فقد تغير هذا الواقع شيئا فشيئا، وأصبح الحوار مفضلا والعلاقة علاقة ثقة، وتوصيل ما هو مطلوب من الطفل واجبا وعلاقة القوة مع الطفل مرفوضة . لكن المشكلة بأن ممارسة هذا النمط التربوي يتطلب المزيد من الوقت، ويعطي الطفل كل الحقوق مقابل القليل من الواجبات، (وأحيانا بدرجة مرتفعة جدا) معتقداً أنها تساعده, فشكلت بذلك عائقا في طريق نموه السوي بدلا من أن تعمل على توجيهه وتربيته. فالعولمة الثقافية تمثل تحدياً حقيقياً للنظم التربوية ومناهج التعليم إذ تصبح، بمقتضى أهداف العولمة، كل ما يتعلق بالدين والقيم والأخلاق الإسلامية مرفوضاً ومحارباً باسم العولمة، الأمر الذي يضع المسلمين في تحد سافر ومواجهة مباشرة مع القوى الدولية الكبرى. وكما لا يخفى على المرء ما للإعلام من دور كبير في التربية، سواء كان على مستوى المؤسسات التربوية والدعوية، أو الأسرة، أو المجتمع بصورة عامة فكم جلبت وسائل الإعلام المفتوح إلى الأسر والأمهات المسلمات من ثقافات لا تليق بمقامهن، وهن موقرات في بيوتهن ؟، وكم جلبت وسائل الإعلام أيضاً من أفكار ضارة وهدامة إلى النشء وهم في قاعات الدرس أو في ظل المجتمع. ولكن أهم وسائل البعد الإعلامي للعولمة فهي لا شك الوسائل المرئية والسمعية، كالتلفاز الذي يعتبر من أكثر أساليب الإقناع في هذا العصر ولكن مهما يكن من أمر إن الخطر لا يكمن في تقنية وسائل الاتصال نفسها، وإنما في محتوى الرسالة الإعلامية فيها، ولذلك لا جدوى من مقاومة أثر الغزو الفكري بتحريم تلك الوسائل نفسها، وإنما الأجدى معرفة كيفية التعامل معها من خلال تنظيمها وضبطها لصالح الشعوب، وتغذيتها بالمفيد من البرامج التربوية الخلقية والفكرية، واستخدامها للتواصل بين الشعوب والتعارف بينها. الدين والاهتمام بالعملية التربوية: وقد اهتم الدين الإسلامي الحنيف اهتماماً بالغاً بالعملية التربوية شكلاً ومضموناً من أجل صياغة الشخصية الإسلامية المتكاملة والتي تتمتع بالصحة الجسمانية والصحة النفسية والخلو من الاضطرابات والصراعات النفسية والقدرة على أداء رسالته التي خلق من أجلها وهي العبادة وتعمير الأرض والعمل والإنتاج والقدرة على تكوين علاقات اجتماعية راسخة ومرضية مع الآخرين, وقد استوجب الإسلام على الآباء حسن تربية الأبناء ذكورا وإناثا من أجل إعدادهم ليصبحوا مواطنين صالحين ضمانا لصلاحية الأسرة والمجتمع كله . ولهذا نجد شريعتنا الإسلامية الغراء قد رسخت في القلوب سمة الرحمة ، وحضت الكبار من آباء ومعلمين على التحلي بها والتخلق بأخلاقها ، فالقلب الذي يتجرد من الرحمة يتصف صاحبه بالفظاظة والغلظة القاسية ، ولعل من المشاعر النبيلة التي أودعها الله في قلب الأبوين شعور الرحمة بالأولاد والرأفة بهم والعطف عليهم. ولا عجب أن يصور القرآن الكريم هذه المشاعر الأبوية الصادقة أجمل تصوير فيعتبرهم نعمة عظيمة تستحق شكر الواهب المنعم واعتبارهم قرة أعين إن كانوا سالكين طريق المتقين ويتمثل ذلك في قوله تعالي : " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (1)" إلى غير ذلك من الآيات القرآنية التي تصور عواطف الأبوين نحو الأولاد وتكشف عن صدق مشاعرهما، ومحبة قلبيهما تجاه أفلاذ الأكباد وثمرات الفؤاد. والتربية بهذا المعنى إنما هي غرس للمبادئ والقيم وأخلاق الفطرة السوية، من عدل ومساواة وصدق وإخلاص، في صميم قلب الإنسان، والنشء خاصة، لتُسقَى بماء التعارف والتواصل والتراحم بين الناس فتؤتي أكلها وثمارها سلاماً ووئاماً وتعاوناً في المجتمع الإنساني ، فالناس في كل الأمم أكفاء فيما بينهم لا يتمايزون إلا من جهة العقول ونوعية الأخلاق، وهي لا تكتمل إلا بالتربية. دور علماء النفس والمختصين: وجاء دور علماء النفس
الذين أشاروا إلى أهمية احترام الطفل وعدم تحقيره ، ومن هنا ينبغي على الوالدين احترام الطفل في الأسرة والاهتمام بشخصيته، وكلما التزم الأبوان باحترام طفلهما توجه هو إلى الآخرين بالحب والاحترام كذلك وإلاّ قد تنمو لديه نزعة الاحتقار لنفسه وللآخرين، فمثلا يجب ألا يقوم الأبوان بتوبيخ الطفل على أتفه الأسباب والحط من قدره. ومن الوسائل المعبرة عن الاحترام التحية والسلام ينبغي على الآباء أن يردوا التحية إذا بادر إليها الطفل بكل احترام ولين ولطف وأن يعودوه على بدء السلام مع الآخرين وأن يبدأ هو بالسلام ولذلك آثار نفسية عظيمة، فذلك يقوي صفة التواضع وينمي شخصيته المستقلة وتزيد من ثقته بنفسه ، فقد كان الرسول (ص) يبدأ الأطفال بالسلام ويحترم شخصيتهم. ومن الأمور الهامة التي لا بد من مراعاتها عند تربية الأطفال تربية سوية هي التوازن والمساواة بينهم دون تمييز -بنين وبنات- ليزرعوا حب العدالة والمساواة في أنفسهم، ويشيع الأمن والأمان في نفوس الأطفال ويزيدهم ثقة بالنفس. فالطفل الذي يتربى على الاستبداد والقهر والعنف في المعاملة يعيش خاملا، مهلهل الشخصية، عديم الثقة بنفسه، لا هدف له ولا قصد مما ينعكس على أسرته والمجتمع ككل. وفي هذا الإطار التقت /سونا/ بعدد من الأساتذة لمعرفة الفارق بين طفل اليوم والأمس، فقال الأستاذ الشامل أبو بكر محمد علي أستاذ مخضرم حول موضوع التنشئة بين الماضي والحاضر أن هنالك فارق كبير جدا بين طفل اليوم وطفل الأمس من حيث التربية والتعليم ، فيرى أن طفل اليوم تعرض لعوامل أساسية من كافة الأطراف ( الأسرة _ المعلم) أثرت سلبا على سلوكياته وهي تشمل عوامل مادية وأخرى معنوية مهمة يغفل عنها الناس ممثلة في عدم الصدق في التعامل مع الطفل من كافة الأطراف، وفقدان الوازع الديني بجانب النظرة الاجتماعية لدى الأسر حيث أنها تهتم بالاجتماعيات والمظاهر الكذابة أكثر مما تهتم بالأبناء . وقال أنه يرى أن العامل المادي عامل مهم جدا وأنه أصبح يحدد كل شي والمجتمع السوداني ميالا للمظاهر حتى اختيار المنهج والمستقبل بالنسبة للأبناء بعيدا عن مصلحة الابن وهذا بدوره أدى إلى تجريد رغبة الطلاب في اختيار المجال المناسب لهم ورعاية مواهبهم ، وأما المعلمين فتوجد سلبيات لعدم التناسب بين الدخل (المرتب) وما يقدمونه من واجبات. وأضاف إلى جانب ذلك نجد أن منهج الدراسة متقدم عن السن الدراسية للطالب وهذا اثر في مستوى الدكاترة والمهندسين وأصبح هناك هجوم على الإنسان من كافة النواحي كما أن الجيل الجديد أتيحت له كافة وسائل المعرفة من كتاب ومذكرات ومراجع فهو يحصل على أعلى الدرجات بدون أي مجهود ، بالإضافة إلى التقنية الحديثة التي أثرت سلبا عليه فهو يأخذ الأمور على علاتها دون النظر إلى التفاصيل ، مقارنة بالجيل القديم الذي يجد صعوبة في الحصول على المراجع والمذكرات وعدم الاستقرار ، ووسائل المعرفة غير متوفرة إلا أنهم لديهم عزيمة وإصرار لتحقيق الهدف ، فالهدف عندهم لا يتحقق إلا بالمجهود فقط بخلاف ما يحدث الآن . ويوصي الأستاذ أبوبكر بالبدء في العلاج من القمة بوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن الجهوية والقبلية وغيرها من مجاملات ، وبالتالي سينزل الهرم مضبوطا وتوضع البرامج المناسبة وستكون هنالك نجاحات متواصلة بإذن الله . والتقت(سونا) أيضا بالأستاذة فتحية عوض أحمد الأستاذة بمدرسة الرياض الثورة النموذجية أساس بنات والتي حدثتنا حول علاقة الطالب بالمعلم والأسرة في الماضي والحاضر فهي ترى أن انعدام الوازع الديني لدى الأسر السبب الرئيسي في فشل الأبناء إلى جانب انعدام علاقة الأب والأم بالابن من خلال مراقبة سلوكياته وأصدقائه والشلليات التي ينتمي إليها الابن الطالب في سن الدراسة وانصرافهم وراء المعيشة وغيرها من مشاغل ، على عكس الطالب في الماضي حيث يجد الرعاية الكاملة من جانب الأسرة وتعاونها مع المدرسة من أجل حصوله على أعلى الدرجات مشيدة بدور رياض الأطفال في تأهيل الطفل وترغيبه في الدراسة، كما أشادت بالمدارس القرآنية في أنها تشجع الطالب على الحفظ السريع والاستيعاب. وأوصت الأستاذة فتحية بمعالجة هذه القضية من خلال متابعة أولياء الأمور للأبناء وطالبت الأسر بالرجوع للدين والعرف السوداني للحفاظ على الأبناء . كما التقت /سونا/ بالأستاذة سوزان إبراهيم محمود بروضة رتاج البيت العالمية بالرياض الثورة وحول سلوكيات الأطفال بين الماضي والحاضر فأنها ترى أن تنشئة الطفل يجب أن تتركز على تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية وإتباع هذه السنة في حياته اليومية من لحظة الاستيقاظ من النوم ودخوله الخلاء وخروجه منه والأكل والسلام وكافة معاملاته داخل المنزل وخارجه مبينة أن دور الروضة هو تشكيل الطفل وتعلمه الأشياء الغائبة عن الأسرة إلى جانب تأهيله وإعداده الإعداد الجيد تمهيدا لدخوله المدرسة وترغيبه فيها، وأضافت أن الطالب المشاغب يجب التعامل معه باللين واللطف مشيرة إلى أنه يتم التعاون بينهم وأسرة الطفل لمعرفة الأسباب وراء المشاكل التي تواجه الطفل والعمل على حلها بأسرع وقت ممكن. وقالت أستاذة علم النفس سارة أحمد صالح أن ميزة الروضة تعلم الطفل الاعتماد على النفس خاصة في حال أن يكون الطفل انطوائيا أو لديه مشكلة اجتماعية مثل الخلافات بين الأبوين التي تؤدى أحياناً إلى الطلاق أو الغيرة بتميز إخوته عليه أو غياب بعض الأمهات والبعد عن المتابعة ، فنحاول أن نخرجه من هذه الحالة ونحببه في الشخصية المرحة لتغرس فيه حب الآخرين وتنمى فيه روح المعاملة بين أقرانه، وتتم تلك التوجيهات عبر مسرح العرائس ليكون محفزاً للطفل. من جهتها أوصت مديرة الروضة الأستاذة سلوى الشريف الأمهات بالاهتمام بتغذية أطفالهن فبعض الأمهات يتركن إعداد وجبة الطفل للشغالات بالمنزل دون متابعة ، كما أوصت بعدم تنفيذ كل مطالب الطفل وتعليمه كيفية الاعتماد على النفس، وضرورة متابعة الأم ومحافظتها على ما أكتسبه الطفل من الروضة يكون أساساً له يستقبل به مرحلة الأساس. كما التقينا بالسيد محمد أحمد وهو أب لأربع أبناء كلهم بالمدارس ليقارن لنا بين طفل اليوم وطفل الأمس فأشار إلى أن هنالك فارق كبير بينهم فهو يرى أن طفل الماضي القريب إذا رأى المعلما في الطريق كان يفسح له الطريق ويذهب بطريق آخر من شدّة احترامه وتوقيره للمعلم الذي صار يناقشه طفل الأساس في كل كبيرة وصغير. ولم يكن ذلك يحدث مع طفل الأمس , حيث كانت التربية بالإرشاد تارة والعقاب والشد تارة أخرى ولكن إحاطة الطفل بالحب لا يُعني أنه لا يحق لوالديه وضع حدود أو تحديد ممنوعات لابنهم, بل على العكس فهناك قواعد لا بد من احترامها لتعزيز مصداقيتهم ، وهذا ما كان يحدث مع أطفال الماضي حيث كان الآباء يحسبون ألف حساب لتصرفاتهم أمام أطفالهم. ويرى الكثيرون أن إصدار التوجيهات والأوامر التي لا تكون مطابقة لتصرفات الآباء والأمهات الفعلية يجعل الطفل تائه بين واقع امتثاله لأوامرهما , وواقع محاكاته لتصرفاتهما اليومية ، وخاصة لأن الوالدين يشكلان مثلا أعلى يقتدي به الطفل وهذا هو السبب الجوهري الذي يدفع الأطفال لطريق الضياع والتذبذب, فما نفرضه على الطفل يجب أن يكون متطابقاً مع تصرفاتنا لأنه يعزز مصداقيتنا. وقالت الأستاذة سلوى سيد أحمد الصحفية والأم المربية في تصريح (لسونا) لاشك أن تربية النشء الماضي متزنة وأفضل مما عليه اليوم بل كانت تحكمها سلوكيات الأسرة الممتدة وأصبحت اليوم منعدمة ودخلت عليها عادات وسلوكيات وقناعات جديدة لدى النشء حلت بدلا من القيم والأخلاق التي كنا نستقيها من الأسرة الممتدة حيث لا تستطيع الآن مراقبة الأبناء وبالتالي لا يتغذون بكل قيم وموروثات الأسرة وبالتالي فإن تأثير الأسرة النووية يكاد يكون معدوما الآن بسبب انشغال الولدين بالحياة اليومية والعمل وصار هنالك مربي ثالث خطير جدا وهو الفضائيات حيث يجلس الصغار الساعات الطوال أمام الفضائيات بغير مراقبة يتلقون الصالح والطالح من جهات تسعى لهدم كل القيم والسلوك الحميدة لتحيل مكانها قيم مشبعة بالثقافة اليهودية والنصرانية وتصبح عادات لأولادنا وبناتنا حتى إن لم تكن كذلك فالتحصيل الثقافي الأخلاق القويم أصبح صفراً. وأضافت إن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم في اختيار ربة الأسرة ذات الدين لا شك فيه كثير من الخير يضمن مراقبة جيدة وتحديد الأولويات وتنشئة سليمة منذ المهد وإتباع السنة في التربية يمثل السلاح القوي لمواجهة الغزو الثقافي الدخيل علينا فقاعدة أمرهم بالصلاة عن سبع وفرقوا بينهم في المضاجع ومحاذير أوقات الزيارة وغيرها من أوامر وأخلاق ديننا، إذا اتبعناها لن نضيع ولن يضيع النشء. الخلاصة: خلصنا في هذا التقرير إلى عدد من التوصيات ركزت على ادوار الأسرة والمعلم والإعلام التي يمكن أن تساهم في إعداد النشء إعدادا سليما معافى بإذن الله ، وعلى الأسر أن تربي أطفالها تربية استقلالية تحليلية ناقدة لمواجهة تيارات الغزو الثقافي أو التلويث الفكري، وكذلك لزوم بناء الهوية الوطنية حتى يكون المرجع أو المحك في التأثر بالتيارات الخارجية بناءا على قوى داخلية رصينة تستوعب الثقافات الواردة وتتفاعل معها دون أن تذوب أو تضمحل . و في هذا الإطار تشكل وصايا لقمان العشر لابنه منهاجا تربويا على الآباء والمربين والمدرسين والإعلاميين اعتماده في تربية الأطفال ، حيث أن عالم الطفولة هو "ميدان التغيير الحقيقي، وهو محل استشراف المستقبل وتشكيله" و إن أسس التربية الأربعة: العقيدة والعبادة والأخلاق والدعوة تحتاج إلى تفكير عميق من المختصين لاكتشاف وتوليد رؤى تربوية متخصصة تراعي تلبية حاجيات الأطفال النفسية والعقلية والحركية، وتطبق في الأسرة والمدرسة والإعلام، يجب تنزيلُها عبر وسائل وأساليب وإمكانيات مادية وبيئةً تربوية سليمة تُحفظ فيها الفِطَرُ وتَنْشأ فيها أجيالٌ قادرةٌ على بناء الأمة في كافة الميادين . وبناءا على ما سبق يجب على الأسرة بناء الثقة بالأطفال بالاستماع لهم والاهتمام بهم وتجنب الانتقاد الشخصي بالتركيز على السلوك الخاطئ وكيفية تعديله ، تشجيع الأطفال على التفكير وعدم إرغامهم على فعل شيء ضد رغبتهم ، مدح الطفل ودعمه نفسياً كلما أتقن عملاً ما فكثيرا من الآباء يتجنبون مدح الأبناء خوفاً من أن يصيبهم الغرور ولكن هذا غير صحيح فالمدح الذي له سبب يجعل الطفل واثقاً بنفسه ويدفعه لمزيد من العمل. بما أن دور المدرسة متمم لدور الأسرة في تعزيز شخصية الطفل الخالية من العقد والمنفتحة على المجتمع ، فيصبح التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة من الأهمية بمكان لأن الاتصال الشخصي الجماعي كمجالس الآباء أو الفردي يكون سببا في التفاهم بين البيت والمدرسة على معايير سلوكية معينة يرغب الأهل أن تراعيها المدرسة بحيث ألا يكون هناك تناقض في التربية بين البيت والمدرسة . وبما أن المدرسة هي التي تقوم وتوجه عقول الناشئة ويصب ذلك كله في المجتمع الذي يبني سواعد الشباب ليكونوا بدورهم سندا وعضدًا للأمة الإسلامية ، فعليها إنشاء مراكز متخصصة لدراسة ومعرفة الغزو الفكري وخفاياه ( التبشير والتنصير والتشيع) في المدارس والجامعات والنوادي وكل مجمعات الشباب بوضع شاشات في شكل فيديو أو (CD) تحوي مواد دينيه وتعريفية لتوجيه وإعداد الشباب المسلم بداية من النشأة. وأن المعلم هو الركيزة الأساسية في المنظومة التعليمية يجب أن يتحلى بعدد من المهارات التعليمية التي تجعله قادراً على أداء مهمته بنجاح وتمكنه من الاتصال والتواصل مع الطلاب بطريقة سليمة وعلمية تعطيه القدرة على معالجة الفروق الفردية بين الطلاب لتحقيق غرضه وهدفه الحقيقي الذي يصبوا إليه وتجهيزهم بدافع حقيقي وإعطائهم خبرة مباشرة ، وتهيئتهم للاتصال بالأمور الواقعية بتحويل مركز الجاذبية من المعلم والكتاب إلى الطفل وميوله وغرائزه وفعالياته بصورة مباشرة . وعلى المدرسين والموجهين أن يكملوا مهمة الآباء في البيوت ويبينوا للأبناء ضرورة بر الوالدين والإحسان إليهما مع عدم المجاملة في الحق أو المداهنة فيه. وأما وسائل الإعلام من( فضائيات - إذاعات - صحف - كتب- مجلات) فعلي القائمين علي أمرها يجب أن يكونوا مؤهلين ومعدين بكل ما تحمله النظم الإسلامية من توجيه إلى صواب ونهي عن المنكر ليصبحوا قدوة في أنفسهم تسير معهم المبادئ والخلق
الإسلامية في كل ما يعدون من برامج ليكونوا شمعه مضيئة ونبراسا يهتدى إليه في طريق الشباب المظلم الذين هم محط الآمال والعمل على إنشاء فضائيات دينية تربوية جاذبة للنشأ أكثر من الفضائيات الأخرى. ويزخر القرآن الكريم بنماذجَ وأمثلة من الحوارات الأسرية بين الآباء والأبناء، وبين الأزواج والزوجات، اتفاقا في الدين أو اختلافا، ومن الأمثلة التي أخذت مساحة تعبيرية قصة لقمانُ الرجلُ الصالحُ أنموذجَ الأبِ المربِي المعلمِ الشاكر ربه على الحكمة التي آتاه، فعلَّم ابنه مخاطبا إياه ب ""يا بُنَيِّ "" تصغيرا وتحبيبا وتلطفا ثلاث مرات ، و تحت النداءات الثلاث للابن عشر وصايا نفيسة، يقف المتأملُ فيها على أسس تربية الأبناء بل أسس تربية الأطفال، وهي: العقيدة والعبادة والأخلاق والدعوة، وهي تُشكِّل بحق مُجتمعة منهاجا ودستورا متكاملا في كلياته وأصوله الكبرى، لا يمكن الاستغناء عنها كلية وهي أصل في كل تخطيط تربوي وتعليمي وإعلامي يرمى لبناء شخصية إيمانية متوازنة للأطفال. ويوصى تقريرنا الأبناء أن يتميزوا في كل المهن والحرف والهوايات النافعة التي يتميزوا بها ونسلط الأضواء بكثافة على مواطن تميزهم ونثني عليهم عصمة لهم من الضياع ، والنجاح ينبغي أن توسع أبوابه وان نتيح لهم فرص التميز من خلال بر الوالدين ، حفظ القرآن فإذا لم يجدوا ما يميزهم فانهم يخرجوا عن المألوف. ولابد للمجتمع والمؤسسات والدولة أن تتنبه للعمل الطوعي باعتباره من أهم الميادين بالنسبة للشباب ويحقق للناس التواصل مع بعضهم وإثبات ذواتهم وحاجاتهم في الحياة وتحقيق وتقديم خدمة للآخرين.. فالمراهق يشعر أنه على استعداد لتقديم خدمة للآخرين.. وهذه المهارة باتت مهددة في عصر الانترنت وعصر الغرف المغلقة.. مما شكل إعاقة اجتماعية للجانبين. ومن أسباب إثبات الذات أن ندفع الأبناء لأن تكون هناك قيادات رشيدة تتجه بهؤلاء الأبناء للدخول في هذه الحياة من أوسع أبوابها كذلك من أسباب محاولة أثبات الذات لا بد من تصحيح الفكر وان يكون لهم وضع ورقم وأن يكونوا متميزين وهذا فيه عون كبير لنجاحهم وفلاحهم وفي هذا دفع لهم في نجاحات الحياة وهذه مسئولية ا|لأسرة والدول فإذا لم تفتح لهم أبواب الخير سيدخلوا أبواب الشر. ع ش


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.