Amna A.Hashim [[email protected]] كثر الحديث عن ضرب أطفالنا وعن كم الإهانات التي يتعرض لها الطفل إذا ضرب و عن إنسانيته التي انتهكت وعن نفسيته التي تأثرت وعن أن هنالك خللا سيلازمه في شخصيته أبد الدهر تذكرت ذلك وأنا أشاهد معلم بمدرسة ابني وهو يلوح بالعصا لطفل في الصف الأول أساس أخطأ، لم أحزن لهذا الموقف فمن منا لا يلوح بالعصا أو يضرب أحد أبناءه، أحاسب نفسي أحيانا لأني ألجأ للضرب لأحد أطفالي ليس قصدا في ضربه لكنني أجدها وسيله لابد منها أحيانا وسط ضغوط كثيرة أتعرض لها وقد تتعرض كل أم أو أب قد يتحقق الهدف من وراء هذا التصرف فقليل من الحزم و الترهيب ضرورة لا بد منها فأداء الواجبات المدرسية يحتاج إلى حزم خاصة أن أطفال هذا الزمن لديهم من العناد ما يهد العباد" قد لا أقف كثيرا عن مدى الأذى الذي أصابه قد أكون أم شريرة أذكر أن صديقات بناتي قلن هذا عني ذات مره عندما قارنوا بيني وبين زوجي الرجل الهادئ الوقور الذي لا يكلف نفسه عناء زجره واحده لابناءه ناهيك عن رفع يده على واحد منهم. فهل كل أم أو أب يرفع يده ليصفع ابنه أب شرير هل "التربية بالإيلام" إن صح التعبير فيه انتهاك لآدمية الطفل هل ضرب المعلم وإرهابه للتلميذ عمل مشين إلى هذا الحد فقديما كنا نخاف و نحترم أساتذتنا و معلمينا لم تكن الدنيا تقوم وتقعد لضرب معلم لأحد تلاميذه كنا نعتبر المعلم مربيا، الآن مع انتشار المدارس الخاصة صار كل شئ مقلوبا فكم موقف مر بي عن أم تحتج بشده لضرب معلم لأحد أبناءها بالمقابل صار الطفل أكثر استهتارا بأداء مسؤولياته و حقوقه و واجباته اذكر أني كنت في اجتماع لأولياء الأمور لطلاب الصف الثامن أساس فطرح مدير المدرسة عن ضرورة استمرارية اليوم الدراسي إلى ما بعد السادسة مساءا حتى تقوم المدرسة بتحفيظ مواد الحفظ للطلاب الذين لا يحفظون تحت مسؤولية المدرسة لم يعجبني الطرح فكيف يستقيم الأمر أين دور الاسره التكاملي مع المدرسة كيف نربي النشأ كيف نخرج للمجتمع شخصا مسئولا يعرف حقوقه و واجباته خاصة و أننا اختصرنا السنوات الدراسية فيدخل أبناؤنا الجامعة وهم لا يتحصنون بحصن المسؤولية التي تتمثل في معرفته بالحقوق و الواجبات فكم من أب و أم انكسرا تحت طائلة المادة وما يدفع من مبالغ باهظة للتعليم الجامعي مقابل استهتار و سقوط من قبل الأبناء فالتربية الموفقة هي الحصن الواقي الذي يتحصن به أطفالنا لكن مقابل ذلك لا يريد البعض منا أن نعاقبهم حتى لو بالضرب أحيانا فهنالك من الأطفال من يحتاج للزجر والضرب أو التخويف وهنالك طفل آخر يحتاج إلى الأخذ و الرد لان به من الهدوء ما يجعل باله طويلا و يجعلك أنت كمربي أن تحترمه ولا تمد يدك عليه أو حتى تتلفظ أمامه بألفاظ تجرحه . وقع على ناظري كتاب قرأته منذ سنين بعنوان "كيف تربي ولدك" تتحدث الكاتبة فيه عن معنى التربية في اللغة فهي مشتقه من الفعل "ربب" والاسم "الرب" ويطلق على المالك و السيد المطاع و المصلح" و التربية مأخوذة من المعنى الثالث الإصلاح . أما التربية اصطلاحا فتعني تنشئه وتكوين إنسان سليم متكامل من الناحية الصحية و العقلية والاراديه و الابداعيه" وتمضي الكتابة لتسرد صفات المربي الناجح التي تتمثل في العلم [العلم الشرعي]، أضافه إلى فقه الواقع المعاصر" الامانه، القوه، الحزم، الصلاح، الحكمة. وتتحدث الكاتبة عن أهمية استخدام سلاح الترغيب و الترهيب على أن يكون الاعتدال فيهما وأن يكون الضرب آخرها وان لا يكون مؤذيا كذلك يجب مراعاة الفروق الفردية وهنا تتجلى حكمة المربي في اختياره للأسلوب التربوي المناسب كذلك أن يتناسب الترغيب و الترهيب مع عمر الطفل،ومع حجم الخطأ، وان يتناسب مع شخصية الطفل فالطفل المسالم يكفيه العقاب أما الطفل العنيد فلا ينفع معه إلا العقاب، كذلك تتحدث الكاتبة عن أهمية المراوحة بين أنواع الثواب و العقاب لان التكرار يفقد الوسيلة أثرها . فيكفي الحديث عن ضرب أطفالنا و تخويفهم و لنرجع الأمور إلى نصابها فنعطي المعلم دورا تربويا كما كان في الماضي وأن لا نتناول ضرب أطفالنا بسلبيه فلابد من الحزم و الضرب أحيانا فعذرا إذا تطاولت يوما على أولادي بضرب أو شتم أو إيذاء لان الهدف السامي النبيل لكل أم أن ترى طفلها شخصا ناجحا مسئولا و يكفي أن أكبر ظلم يتعرض له أطفالنا ظلم تسريبهم من المدارس و ظلم طردهم من المدارس بسبب رسوم دراسية، وسعيهم وراء شربة ماء ويكفي معاناة الوالدين في سبيل توفير حياة كريمه لا تغني عن إيلام أطفالهم أحيانا وسط ضغوط كثيرة يتعرضون لها.