الحروب تحدث خللاً كبيراً فى مسيرة الإنسانية وهى تصادم الحضارة والرفاهية التى تسعى شعوب الارض الى تطويرها ، والحرب او الصراع بنتائجها تعتبر اكبر انتهاكاً لحقوق الانسان على مستوى الحريات الاساسية والمدنية والثقافية وتعطيل مسيرة النماء والرفاهية فى مناطق الحروب وهى مهدد للسلام والامن الدوليين . فى هذا الإطار التقت وكالة السودان للانباء بالأستاذ على ابوزيد على رئيس لجنة الحريات والحقوق السياسية والمدنية بالمفوضية القومية لحقوق الانسان واجرت معه الحوار التالى:-. الى مضابط الحوار : س.. بطاقة شخصية ؟ ج.. الأستاذ على ابوزيد على رئيس لجنة الحريات الأساسية والحقوق السياسية والمدنية بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان. س.. حدثنا عن مفوضية حقوق الإنسان وتبعيتها؟ ج.. المفوضية القومية لحقوق الانسان مؤسسة وطنية تعنى بتعزيز وحماية حقوق الانسان ،واتفقت الدول فى الاممالمتحدة و مجلس حقوق الانسان على ضرورة ان تكون هناك مؤسسات وطنية يتم انشاءها فى كل دولة لتقوم بعمل يتعلق بحقوق الانسان فى الدولة المعنية . س.. مهام المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان ؟ ج.. مهام داخلية تتعلق بمراقبة وتعزيز حقوق الانسان ومهام ذات ارتباطات مع المؤسسات الاقليمية والدولية مع رفع تقارير موازية حول اوضاع حقوق الانسان فى الدولة التى تنتمى لها تكون موازية للتقارير الحكومية الرسمية . س.. شركاء المفوضية القومية لحقوق الانسان ؟ ج.. تشارك عدد من المؤسسات الاقليمية على مستوى القارة الافريقية والدول العربية وتؤهل نفسها الان لتنال الوضع المناسب فى مجلس حقوق الانسان ولدى المفوضية القومية السامية لحقوق الانسان بالاممالمتحدة . س.. ماهى اليات تعزيز وحماية حقوق الانسان ؟ ج.. تبدا من اليات داخلية تتمثل فى المنظمات الحقوقية والمدنية التى تعنى بحقوق الانسان وهى منظمات غير حكومية والالية الاساسية لهذه المنظمات هى المؤسسة الوطنية التى نطلق عليها المفوضية القومية لحقوق الانسان وهى مؤسسات وفق مبادى باريس التى تحكم كيفية انشاء وتأسيس المؤسسات الوطنية لحقوق الانسان فى كل دولة لتقوم بحماية وتعزيز ومراقبة حقوق الانسان فى هذه الدول . س.. هل للمفوضية الاستقلال الكامل فى عملها ؟ ج.. تتوجه المفوضية بالاستقلالية فى العمل ولها مالية وادارية تتبع الى اعلى سلطة تشريعية فى الدولة (رئاسة الجمهورية) وهى لاتتبع لاى مؤسسة حكومية وتعمل عمل مستقل ومحايد بين كل الاطراف . س.. هل هناك جهات تنشئها الحكومة تعنى بحقوق الانسان ؟ ج.. هناك المجلس الاستشارى لحقوق الانسان فى وزارة العدل ويعنى بتقديم المشورة للحكومة فى قضايا حقوق الانسان والتبرير والدفاع للاتهامات الموجهه نحو الحكومة بانها تقوم بعمليات انتهاك لحقوق الانسان فى اى جهة من الجهات وتعنى ايضا فى التنسيق بين المؤسسات الحكومية لاعداد التقارير الدورية والمخاطبات الخاصة بمجلس حقوق الانسان فيما يتعلق بقضايا الحكومة وهناك مجلس خاص بقضايا الامومة والطفولة وبوزارة الخارجية هناك ادارة معنية بقضايا حقوق الانسان . س.. هل النزاعات والحروب تؤدى الى تردى فى اوضاع حقوق الانسان ؟ ج.. نحن فى مجال المنظمات غير الحكومية المعنية بالعون الانسانى والمدنى وحقوق الانسان بصورة اساسية نعتبر ان الحرب اكبر انتهاك لحقوق الانسان لانها تجافى للاهداف الكبيرة التى جعلت الامم والدول تقوم بوضع المواثيق الدولية الخاصة بحماية الانسان ومن اهمها الحفاظ على السلم والامن الدوليين والحد من الحروب والمنازعات بصورة اساسية وبالتالى ان اى حرب تقود معها كمية من الانتهاكات فى حقوق المدنيين فالحرب شر والشر منهك لحقوق الانسان بصورة اساسية . س.. ماهى المساعى المحلية التى تكفل للمواطن حقه الانسانى ؟ ج.. لنا فى المفوضية دور نص عليه القانون ومتفهمين لهذا الدور وهو التوعية لكل المواطنين فى السودان بحقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية وهناك دور اخر ان المفوضية معنية برفع الحس والوعى لدى المواطنين بتقديم المشورة والمقترحات وتقديم اعتراضات على مشروعات قوانين او تشريعات تحد وتنتهك حقوق الانسان فى السودان ونقدم قوانين للجهات المعنية لحماية الانسان واعطائه حقه . كما نتقبل الشكاوى من المواطنين الذين تنتهك حقوقهم وقد وصلتنا العديد منها وتم اتخاذ الاجراءات المطلوبة ونقوم ايضا بمسائلة الجهات التى انتهكت حقوق الانسان ونسعى لرفع الضرر واخذ الحقوق لاصحابها . س.. عن ماذا تتحدث المبادى الملزمة والمتفق عليها بين الدول لتعزيز حقوق الانسان ؟ ج.. المبادى تتمثل فى الاعلان العالمى لحقوق الانسان وهو ميثاق وعهد دولى بين كل دول الاممالمتحدة بان تعزز وتحمى حقوق الانسان فى كل مكان للانسان كانسان فقط ، وهناك ثلاثون مبدأ هى التى تمثل الاعلان العالمى لحقوق الانسان وكل المبادىء تنصب فى تعزيز وحفظ الكرامة والحماية للانسان فى حقه فى الحياة وعدم التميز على اساس اللون او العرق او الدين او الثقافة او النوع وحقه فى التقاضى العادل مقاضيا او متقاضيا وهناك مجموعة الحقوق السياسية والمدنية تتعلق بعض منها بحقه فى الانتخاب ومشاركة فى الحكم وفى تكوين احزاب ومنظمات مجتمع مدنى فاعل والحق فى التجنس وغيرها من الحقوق . س.. ماهى الاجراءات والدور الذى تقوم به المفوضية عند اى انتهاك لحق الانسان ؟ ج.. القانون مفصل للاجراءات التى تتخذها المفوضية وفق صلاحياتها ومساحة ولايتها او الحدود المختصة بالمفوضية فى داخل السودان واذا حدث اى نوع من الانتهاكات تبادر المفوضية للوصول وتوثيق الحدث واتخاذ الاجراءات بالدراسة ومخاطبة الجهات واذا لم تتم الاستجابة او تتفاعل مع المفوضية من حقها ان ترفع مذكرة لرئاسة الجمهورية فيما يحدث من انتهاك لحقوق الانسان سواء كان لافراد او جماعات وايضا المفوضية ترفع فى تقاريرها مدى التزام الدولة ومؤسساتها فى حماية حقوق الانسان . س.. هل هناك شكاوى مباشرة للمفوضية ؟ ج.. كثيرون يقدمون شكاوى بانتهاك حقوقهم على المستوى الفردى او الجماعى . س.. هل قامت المفوضية برفع مظلمة او رد حق للمواطنين ؟ ج.. لا استطيع ان احصى لك ما قامت به المفوضية من رد للمظالم ومثال بسيط هناك من تقدموا بشكاوى لمعتقلين تجاوزوا المدة القانونية او الحدود الزمنية فقامت المفوضية بمخاطبة الجهات وكانت النتيجة ايجابية . س.. السلطات المخولة للمفوضية ؟ ج.. لها سلطات نبعت من قانونها والقانون نفسه ترجمة وطنية لمبادىء باريس ولاتوجد للمفوضية اى سلطات تنفيذية وليس لها الحق فى التدخل فى اى قضية امام القضاء ، المفوضية تمتلك سلطاتها من انها لها حصانة من رئاسة الجمهورية وللعاملين بها اثناء اداء عملهم بعدم مسائلتهم ولهم حق الدخول لاى مكان ومسائلة ايا من اجهزة الدولة وعلى اعلى المستويات والوقوف على المعلومات بصورة لاتعترضهم فيها اى اجراءات . س.. هل بالامكان التعاون مع المفوضية وكيف يتم ذلك ؟ ج.. المفوضية ابوابها مشرعة ومفتوحة ،والافراد والجماعات والمؤسسات مطلوب منها مساعدتنا فى تحقيق الحق الانسانى . س.. الهجوم على ام روابة وابو كرشولا سبب معاناة للمدنيين ماهو رأيكم من ناحية انسانية فى مفوضية حقوق الانسان ؟ ج.. اى منطقة تم الهجوم عليها بسبب نزاع تنطبق عليها معايير المنازعات الاهلية ومجرد الهجوم على منطقة مدنية من مواجهة عسكرية خارجية بين القوات والجهة المهاجمة هى انتهاك لحقوق الانسان وبالتالى راى الخاص ادين اى هجوم على اى مدينة وسط سكان مدنيين عزل هذا يعتبر نوع من الترويع والتخويف وسلب حياة المواطنيين المدنيين . س.. توصياتكم ؟ ج.. قيمنا الدينية كمسلمين واعرافنا الاجتماعية وثقافتنا تتماشى وحقوق الانسان وعدم الاعتداء والقتل والتخريب وانتهاك كرامة الانسان واستضعاف الضعيف تخضع لسور القران الكريم ( لقد كرمنا بنى ادم )ونخضع ايضا لامثالنا وثقافتنا فى اغاثة الملهوف وفى مناصرة المستضعف وبالتالى افتكر نحن محتاجين لتجلية هذه القيم لانها هى الاصل فى ثقافة ديننا واعرافنا . كما اوصى ان تتضافر الجهود بالمؤسسات سواء كانت شرطية اوعدلية او امنية بان تعلم منسوبيها حقوق الانسان بصورة اساسية كقوانين لان التشريعات والقوانين موجودة فى الدستور وكلما وعينا كلما كنا نحن اقرب نفسيا ووجدانيا فى تعزيز حقوق الانسان فى السودان . * شكرا لك الاستاذ على ابوزيد على * الشكر لوكالة السودان للانباء ام/ام