العقول السودانية التى تتسرب الى الخارج لائذة بجهات تدعمها وترعاها فتجنى ثمارا" توزعها فى انحاء العالم.. فهل من وسيلة لاستقطابها لتعود ثانية" الى الداخل لتنهل البلاد من فيض علمها وتوظفه تطورا" وتنمية ؟ . احد تلك العقول المهاجرة البرفيسور نادر احمد عبدالرحمن العاقب(وهذا الشبل من ذاك الاسد)التقته (سونا) وحاورته فى عجالة عبر التلفون لانه كان على سفر فى نفس اليوم وجاء فى اقواله:. *ادعو الباحثين لتطوير بحوثهم ونشرها فى المجلات العالمية فهى الطريق الى وصول البحث الى غاياته ووصولهم للمؤسسات البحثية العالمية.. *وادعو الدولة للتواصل وتوطيد العلاقات مع الجامعات العالمية للاستفادة من الفرص المتاحة.. فالى تفاصيل الحوار:- س: اضواء على السيرة الذاتية : ج: بروفسير نادر أحمد عبدالرحمن العاقب - تخصص أساسي هندسة مدنية جامعة البحرين. - دكتوراة في الهندسية المدنية والعمارة – بريطانيا - أستاذ بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا - العميد المؤسس لكلية هندسة المياه والبيئة ( الكدرو ) 2005 – 2006. - أستاذ بجامعة البحرين كلية الهندسة المدنية والعمارة . - حاليا باحث متمرس ( ما بعد الدكتوراة) في جامعة كولونيا بألمانيا للعلوم التطبيقية بمنحة من ألمانيا تسمى (همبولدت فاونديشن ) لمدة عام ونصف – وبعدها تم تعيينى كبروفيسور في نفس الجامعة ، استاذ إدارة الموارد الطبيعية والتغييرات المناخية . - تمت الدراسة بمعهد التكنولوجيا وإدارة الموارد وكان موضوعها (نمذجةالإنتاجية النباتية في السودان بالنسبة للتغييرات المناخية). - نشرت عددا من الأبحاث العلمية في مجلات عالمية في مجال تغير المناخ والجفاف في السودان. س: مقاربة بين الجهات البحثية الخارجية وشبيهتها في السودان؟ ج: في أوروبا عموماً هناك مؤسسات تعنى بالبحث العلمي والباحثين ، وفي ألمانيا هناك مؤسسة (الكسندراقون هووبلد) وهي المؤسسة الأولى والأشهرعالمياً لدعم البحوث العلمية والباحثين من كل دول العالم ، وهي تهتم بالباحثين البارزين والذين يقومون بدورهم بتقديم مقترحات لأبحاث تخص دولهم ( دولة المنشأ التي ينتمي لها الباحث ) بهدف نقل العلم والتكنولوجيا لتلك الدول وتقدم المؤسسة دعما مادياً للباحث بحيث يكون مرتبطاً بمؤسسة أكاديمية جامعة أو معهد بحثي لدراسات ما بعد الدكتوراة ، والمنافسة في هذه المؤسسة صارمة جدا وتشترط أن يكون للباحث سجل بحثى سابق لمواد نشرت بمجلات عالمية، وهناك لجنة مكونة من 40عالما ألمانياً يقومون بدراسة كل المقترحات المقدمة من الباحثين ويختارون أفضل المقترحات من بينها حيث يتم رعاية باحثيها رعاية كاملة ( راتب ، ترحيل ، الأسرة ). كما تدعم الجامعة أو المعهد الذي يستقبل الباحث من خلال توفير المعامل والمعلومات وبالطبع الإشراف ولاتنتهي تلك العلاقة بإنتهاء فترة البحث بل تمتد طوال حياة فترة الباحث حيث تقدم له الدعوة لحضور مؤتمرات عالمية ، يمكنه تنظيم مؤتمرات في مجاله في دولة المنشأ بالاشتراك مع جامعة ألمانية ، وكذلك طلب معامل له ولدولة المنشأ ، فهي تصبح علاقة في البحث العلمي بين الدولة المستضيفة و دولة المنشأ ويسمى الباحث زميل أو باحث في المؤسسة ويمكن أن يستضاف لفترة بحثية أخرى. س: هل سبق أن فعَلت هذه العلاقة واستقدمت أي شيء للسودان مادي أو علمي؟ ج: هذا الأمر سيتاح لي بعد ثلاث سنوات أخرى وأكون قد أكملت الفترة التي يمكنني بعدها أن أفعل ذلك بتقديم مقترح لتقديم إعانة مالية أو علمية فالأمر في الذهن ولكن أعمل الآن بطريق غير مباشر في هذا المجال حيث نقلت نتائج ابحاثى للطلبة وكثيرا من الذين تحصلوا على هذه الاوراق اصبحوا ياخذونها كماده علمية للتدريب والتدريس..فوصول المادة الى ايدى الباحثين فيها صعوبة. وفى زيارتى الحالية للسودان حضرت مع ممثلين من المعهد لمؤتمر النيل الذي انعقد مؤخرا بالخرطوم وهؤلاء قدموا أوراق علمية فى المؤتمروقابلوا أساتذة وزاروا معاهد البحوث والزراعة ومصادر المياه وقدموا مقترحات لقيام علاقات لتقديم برامج تبادلية مع الطلاب والأساتذة أو مشاريع تعود بالنفع لدول حوض النيل أوالسودان. س: هل هناك أي نوع من الروابط تجمعكم مع سودانيين آخرين بألمانيا تهدف لخدمة السودان؟ ج: هناك اجتماعات دورية مع باحثين سبقونا هناك منهم من حصل على تمويل في مجال الزراعة 2008- 2009 لبحوث قليلة فى السودان بالمقارنة على ما تحصل عليه مصر وأثيوبيا ( في المنطقة ) وهنا أوجه دعوة للباحثين في السودان لتطوير بحوثهم ونشرها في المجلات العالمية و لكي يدعم الباحث لا بد أن يكون عالمي وأن يكون لديه سجل لبحث علمي ويكون في نفس المستوى العالمي ويكون الباحث في قمة المجال البحثى وله احترامه الخاص. س: نصائح للباحثين السودانيين للاستفادة من مثل هذه الفرص ، وهل هناك مساعدة تقدمونها لهم ؟ ج: أولا : لا بد أن يكون مجال البحث أساس بالنسبة للباحث وأن لا يكون فقط استاذ ففي الخارج يشترط على الأستاذ أن تكون له مشاركات في مجال العلم والبحث العلمي والمادة العلمية بإجراء البحوث ونشرها عالمياً. ثانياً : اختيار المواضيع ومواضيع البحوث موجودة بكثرة وحافلة في السودان، ولكن الباحث ينقصه الدعم المادي المحلي ، ووصوله للمادة العلمية المنشورة في مجاله عالمياً لذلك لابد من الاجتهاد ليمكنه الوصول للمؤسسات الموجهة للبحث ودعم الباحثين ، فقد أصحبت المنح الخارجية بمجهود شخصي والدولة لا تتبنى ذلك كما كان في الماضي فقد كانت العلاقات في مجال البحث أكبر بكثير والآن أصحبت الدولة تتجه لدول الجوار في هذا المجال وهذا لا يضيف كثيرا.. س: أي رسالة تود أن توجهها أو أي إضافة تود أن تقولها؟ ج: رسالتي أوجهها للاستاذ الجامعى – رغم الضغوط لابد أن يخرج بقدر الإمكان وأن يوجه اهتماما للبحث العلمي ولا بد أن تكون له مشاركاته فهي الطريق للوصول للجهات التي تدعم ووصول البحوث لغاياتها وهذا الأمر يساعد في خلق شبكة بحثية بين السودان والدول المتقدمة التي لها امكانات للبحث وهم يأتون بأنفسهم فقط مطلوب التواصل لنقل الخبرة إلينا – إذ نحن تنقصنا إمكانية التمويل يمكننا الاستفادة من الفرص المتاحة وهناك طالبة ألمانية – أشرف على رسالتها – حضرت للقضارف لبحث الماجستير في مجال الزراعة المطرية وطالب مصري أتي الي الجزيرة في مجال إدارة الري .. وهؤلاء قدموا أوراق في مؤتمر ( حوض النيل) وهناك رغبة من الخارج أن يقدموا للسودان ، المطلوب فقط توطيد العلاقات مع الجامعات وهذا مهم وهم يفيدون كثيرا .. وأتمنى أن يطورالباحثون السودانيون أنفسهم وصولا لهذه المؤسسات لتستفيد البلاد. كل الشكر لكم بروفسير نادر وأمنياتنا بالتوفيق وبالتقدم لكم ولخدمة البلاد. لكم الشكر والتقدير , وكالة السودان للأنباء ام/ام