الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متى يصبح البحث العلمي في السودان مسالة أمن قومي ؟

الناظر الى البحث العلمي والذي أصبح ركيزة أساسية وقاسما مشتركا لتقدم أي مجتمع قي ظل دخول ثورة المعلومات والاتصال مما يحتم علي كل الدول والمجتمعات في العالم المعاصر تقديم المزيد من الدعم للباحثين للوصول الي نتائج مهمة تخدم قضايا المجتمع .
وقد استطاعت بعض الدول التي أولت البحث العلمي العناية والاهتمام توظيف الكثير من نتائجه للحصول على حلول ناجعة للقضايا والمشكلات الاجتماعية والعلمية.
فمنذ عقود طويلة والحديث في السودان لايكاد ينقطع عن أهمية البحث العلمي وكونه المدخل الصحيح الى تغير حقيقي وتحقيق الأمل المنشود للاصلاح في كل القضايا والمتأمل لواقع البحث العلمي في سوداننا الحبيب والمؤسسات البحثية علي قلتها يتبين له مدى الفجوة الواسعة بينه وبين المستوى البحثي والأكاديمي العالمي.
تعد الجامعات الملاذ إلامن لإجراء البحوث العلمية التى تزيذ المعرفة البشرية و تساهم في علاج قضايا المجتمع بمختلف قطاعاته في قت سبق، لذلك عملت هذه الجامعات على أن يكون البحث العلمي مكونا رئيساً من وظائفها ومهمة من مهام أعضاء هيئة التدريس وفقا للرؤية والرسالة .
ولعل الجامعات السودانية وخاصة الجديدة حين تم إنشاؤها لم يكن البحث العلمي علي قائمة أولوياتها ولم يكن هدفا من الأهداف في ذلك الوقت لغياب البنيات التحتية والمناخ الملائم والظروف التي أنشئت فيها ولكن إلان وبعد مضي خمسة عشر عاما نحسب أن الجامعت قد قوي عودها ماليا وتغيرت بعض ملامح بنياتها التحتية. وبالقاء نظرة متانية وسريعة على الكم الهائل من الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراة في الفترة الأخيرة ولو أخذنا على سيبل المثال لا الحصر كل الرسائل في مجال اللغات ( اللغة الانجليزية بمختلف التخصصات ) لم تغير واقع اللغات في بلادنا ولا النمط التدريسي ولم تحدث تغيرا يلحظ في المسنوى ولم ترتق بالبحث العلمي.
لذا كان لازما علينا أن نستجدي اهل القرار بان يكون البحث العلمي مسالة أمن قومي بوضع الأسس والمعياير الكفيلة باخراج بحث علمي يمتلك مقومات الجودة حتي نتمكن من اللحاق بركب الامم التي تقدمت علينا والا فإن الوضع البحثي ينذر بخطر داهم.
والناظر الى وضع الدراسات العليا في سوداننا الحبيب والذي شهد في الفترة القصيرة الماضية زيادة كبيرة في عدد الطلبة في الدراسات العليا بعد الانتهاء من مرحلة الباكالوريس , وكان لهذه الزيادة ان تعطي ثمارها لو أنها جاءت إثر تخطيط علمي مميز وفقا لمعاير ونظم لدعم البحث العلمي ولكن مع الأسف كانت عبارة عن عقلية اللهث خلف إيجاد موارد مالية هو هدف رئيسي وأكاد أجزم ليس من أهدافها إعداد باحثين أكفاء لرفد البحث العلمي ومراكز البحوث بكوادر مؤهلة حتي نلحق بركب الامم المتقدمة ونعزز ثفافة الوعي بالبحث العلمي إقامة المؤتمرات العلمية التي تهدف الي إثراء ساحات البحث العلمي بعرض المشكلات وكيفية معالجتها باسس علمية.
وفي كثير من الجامعات لانوجد مراكز متخصصة للبحث العلمي، حتي تمكن الطالب والاستاذ من صقل مهاراتة البحثية لذلك امتلات الكثير من أرفف المكتبات بنوعية رديئة من الأبحاث التي لا يمكن الاستفادة منها أو تطبيقها على أرض الواقع. يرى الدكتور زيد بن محمد الروماني بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن مشكلة طلبة الدراسات العليا تكمن بداية في أن بعض الطلاب لا يحسنون اختيار موضوعات الماجستير والدكتوراه وإيلائها العناية الفائقة بل المهم لديهم تسجيل الموضوع أيا كان، واختيار الموضوع المستهلك غير المفيد عمليا وتطبيقيا هو السبب الأساسي في حفظه بعد الانتهاء منه في الأدراج وعدم الاستفادة من نتائجه وتوصياته .
ولعل أبرز المشاكل التي تواجه مؤساستنا التعلمية في البحث العلمي في الدراست العليا لنيل درجة الماجستير والدكتوراة يمكن حصرها في عملية إلاشراف والمناقشة ( الممتحن الخارجي) والمجلات العلمية والتي اصبح حديثا شرطا على الطالب نشر ورقتين كاحد متطلبات نيل الشهادة الاكاديمية وكذلك فقر المكتبات .
أما مسالة إلاشراف علي البحوث العلمية وأخص هنا رسائل الدكتوراة ولا تزال كل الدوريات العلمية والمجلات العلمية تفرد المساحات لتناول المعضلات ومهام ومعايير إلاشراف بنظرة ثاقبة لواقع إلاشراف في بلادي ونقل البعض منهم ممن أتيحت لهم الظروف الاشراف على رسائل الدكتوراة والذي يمكن أن يصنف بأنه المشرف الخامل والذي نجزم بأنه ترقى الي درجة الأستاذ المشارك بالخدمة الطويلة ونشر ورقة علمية واحدة حتي في مجلة علمية محلية ليس لها أدنى معامل تاثير.
هذا النوع من المشرفين يفتقرالي أبسط موقومات البحث العلمي وغير متابع الي ما وصل اليه من العلم فتجده لايسأل عن الطالب ولايهتم بتوجيهه ومتابعته إضافة الي ذلك كثرة أعدا د الطلاب الذين يشرف عليهم في الدكتوراة والمجاستير لذلك نجد أن الطالب يكتفي فقط بالنقل من الكتب والمراجع ولا يضيف أى معلومة جديدة ولايعبر عن وجهة نظره المبنية علي أسس علمية ويظل الطالب والمشرف في حالة ركود بحثي نسبة لعدم إلمام المشرف بأبسط قواعد الاشراف الاكاديمى ولا يمتلك الأمانة العلمية عندما يجبر الطالب على كتابة ورقة علمية وتجده واضعا اسمه ككاتب أول لذلك تجد الرسالة في مجملها عبارة عن سرقة علمية مع وجود كم هائل من الأخطاء اللغوية والمنهجية.
ان غياب إلاشراف العلمي الجاد والفعال يودي بالتاكيد إلي غياب المنهجية السليمة في البحث وتوصلت دراسة في العام 1999 الى أن إلاشراق العلمي علي الرسائل والبحوث أصبح معوقا في بعض جوانبه ولم يصل الى المستوى المطلوب من الاشراف والمتابعة بسبب قلة خبرة المشرفين ونقص إمكانيتهم البحثية.
اما المشرف الممتاز وهو الذي يكون ملما بكل جوانب البحث العلمي وترقى الي درجة الأستاذ المشارك بجهد بحثي وله مولفاته التي يشار إليها بالبنان وكذلك هو الذي يبحث عن الطالب بشكل مستمر ويتابع تقدمه بشكل دوري وكذلك يحث الطالب علي حضور المؤتمرت والمنتدايات العلمية. هذا النوع من المشرقين هو الذي يحقق جودة وضمان مخرجات بحثية تخدم قضايا المجتمع بفاعلية وكفاءة وذلك من خلال توفير المناخ الاكاديمي.
لذلك تجد بعض الممتحنين الخارجيين لمناقشة الرسائل هو من النوع الغير مهتم وليس لديه الوقت الكافي لقراءة الرسالة وفحصها و مع ذلك لديه القدرة علي مناقشة ثلاثا او اربع رسائل في يوم واحد و لا يسنطيع إظهار جوانب الضعف والقوة لذك تجد الأسئلة فاترة روتنية وجميعها تصب في ملاحظات الأخطاء الطباعية الا أننا نجد الممتحن الممتاز يقوم عادة بطرح عدد من الأسئلة المتنوعة والمختلفة في صعوبتها ، ومعظم الممتحنيين الماهرين يسألون أسئلة عامة وشاملة في كل فصول الأطروحة بدءاً من المقدمة ومروراً بطريقة البحث والنتائج ، وأخيراً بفصل المناقشة والاستنتاج وكيف توصل الباحث للنتائج مما يبشر بإخراج رسالة بحثية ممتازة عكس الممتحن الضعيف الذي تظهر اسئلتة بائسة وفاترة كضعف مهارة الطالب والمشرف البحثية .ان غياب الممتحن الممتاز ، يؤدي إلى غياب المنهجية العلمية السليمة في البحث، وعلى الرغم من أهمية امتحان المناقشة أو مايعرف في الانجليزية viva) ) على البحوث نجد كثيرا من الممتحنيين ينظر إليها على أنها عملية سطحية روتنية، وهذا ما يمكن ملاحظته في بحوث الطلبة ، وما بها من أخطاء علمية عديدة، وتدني مستويات البحوث.
وليس عيبا ولن يكن عوارا اكاديميا إذا ما استعانت جامعاتنا بمشرفين أجانب من جامعات مرموقة او مساعدين ولا أظن أن يمانع العلماء الأفذاذ في تقديم المساعدة الاكاديمية و سوف يستفيد الطالب والمؤسسة فإن الاتصال والتواصل لا يحتاج الى إدراج بند في الميزانية ويستند فقط علي الهمة والنشاط.
أما المجلات العلمية والتي الزم بها الطالب حديثا بنشر ورقتين كشرط من شروط التخرج ومن خصائص المجلات العلمية الرصينة أن يكون للمجلة تاريخ طويل في النشر دون انقطاع ولها قاعدة واسعة من المشتركين ضمن الاختصاص الدقيق على أن تكون نسبة قبول البحوث التي تنشر قليلة وعلي ان يكون رئيس التحريرومستشاروه معروفين في الأوساط الاكاديمية ومن جامعات مرموقة وأن يكون للمجلة عامل تاثير عالي جدا وهو مايعرف بحساب عدد المرات التي استخدمت فيها البحوث خلال سنتين مما يعكس جودة هذه المجلة وكذلك أن تكون المجلة متوفرة في شبكات الانترنت.
بنظرة فاحصة لعدد من المجلات العلمية في وطننا الحبيب نجد أنها تعاني من انفصال شبه كامل بينها وبين العالم الخارجي فالبحوث التي تنشر في متن هذه المجلات هي بحوث فردية لأساتذة يحاولون الإنتاج العلمي بغية الترقي، أو النشر، أو السمعة! بعيدا عن إستراتيجية عامة للدولة التي تسعى إلى تحقيق تقدم علمي من أجل تلبية متطلبات التنمية وهي بحوث أضعف من أن تحل مشكلات المجتمع أو تعمل على تقدمه. وحتى تخرج مجلاتنا من إطار المحلية ونشر بحوث ذات قيمة بحثية .كما يمكننا الاستعانة بمحكمين أو مستشارين اكاديميين من خارج السودان وليس عيبا وكل المجلات العالمية تزين هيئات تحريرها من بقاع العالم وما أظن أن الأمر يحتاج الى ميزانية ومثل هذة الخدمات تقدم مجانا. بدلا ان يكون أعضاء هيئة التحرير ومن ينشرون بحثوهم يفصل بينهم ستار
من أسباب فقر البحث العلمي في أغلب جامعاتنا هو السرقات الأدبية أو مايعرف بالانجليزية ( plagiarism ) والذي أصبخ جرثومة منتشرة في أوساط طلاب الدراسات العليا نسبة لفقر المشرفين فنيا وأكاديميا وكان لازاما علينا من مناشدة اصحاب القرار بان يصبح البحث العلمي مسالة أمن قومي كالمأكل والمشرب وحماية الحدود لذك يعجز الكثير من الباحثين عن النشر خارج أطر الوطن لان اولي الخطوات البحثية بعد ارسال الورقة لمجلة خارجية هو فحصها لمعرفة مدي اصالة البحث من عدمه وكم نسية الاقتباس وتفتقفر بعض مؤسساتنا لمثل هذه البرامج.
فان المكتبات التي أصبحت من أهم أركان المؤسسات الجامعية حيث أصبحت من المعايير التي يمكن من خلاها تقييم وتقويم الجامعات،خاصة في ظل ما يشهده العالم من التطورات التكنولوجية والمعلوماتية و التوجه الرقمي الذي تعرفه القتنيات والمعلومات في العالم كله.وهكذا باتت الحاجة ملحة لتجديد وتطوير الخدمات المكتبية في جامعات سوداننا الحبيب . أن ثورة الاتصالات والتقدم الذي يعيشهه العالم، والتقنيات المتطورة الحديثة استطاعت أن تغير كثير من أساليب المعرفة لذا كان لزاما أن يحدث تغيير في أعمال المكتبات السودانية ومراكز التوثيق والمعلومات، لمواكبة العصر إلا أن مكتباتنا لم تتحرك في هذا الاتجاه لذلك فقدت مكانتها وأهميتها، واصبحت متحفا لامهمات الكتب القديمة .إن استخدام شبكة الإنترنت في المكتبات ومراكز المعلومات إنما يزيدها قوة وتأثيرا، وصلابة بالاضافة الأقراص المدمجة والوسائط المتعددة في المكتبات والاشتراك في المكتبات الرقمية التي حلت مكان المكتبات التقلدية . وتشير دراسات متعددة قام بها علماء ومتخصصون في المعلومات والمعلوماتية إلى أن استخدام التكنولوجيا تزيد من أهمية المكتبات ومراكز المعلومات، وتجعل الباحثين يقبلون عليها أكثر من أي وقت مضى، سيما وأن هذه التكنولوجيا لم تجعل أوعية المعلومات التقليدية حتى الآن فائضة عن الحاجة، بل وقفت إلى جانبها
وهنا وبعد السرد المطول لكل التشوهات التي أصابت البحث العلمي في وطننا السودان ولماذا نطالب بأن يكون البحث العلمي مسالة أمن قومي. يعتقد كثير من الاخوة العلماء أن تدهور البحث العلمي في السودان هو الإنخفاض في حجم الإنفاق الحكومي علي البحث العلمي ، في الميزانية العامة وهذا اعتقاد سليم لمن يرى أن نصيح بين ليلة وضحاها مثل أكبر المراكز البحثية في العالم ولكن أن نكون واقعيين ونتحرك وفق إمكانيا تنا ونرتب البيت الداخلي بالامكانيات المتاحة لتاهيل صغار الباحثين وضبط مخرجات الدراسات العليا في رسائل الماجستير والدكتوراة. ولعل نشر نتاج الرسائل الجامعية (الماجستير والدكتوراه) عبر الوسائل الإعلامية التقليدية والتقنية، تقوم الجامعات عبر عمادات الدراسات العليا بإعداد كتب دورية تشتمل على موضوعات الماجستير والدكتوراه وملخصاتها و تنشر وتوزع ويتم تداولها مع الجامعات ومراكز البحوث ومعاهد التدريب ومراكز خدمة المجتمع لايحتاج ذلك الى ادراج بند في الميزانية .
وحتي وقت قريب كانت كل الجامعات تتعذر بضغف إلامكانيات المادية لكن للامانة هذه الجامعات تمتلك موارد مالية ضخمة من رسوم الطلاب علما بان الفصل الاول دائما مركزي . و لأن البحث العلمي لاينجح برصد المال فقط، و لكن بوجود باحثين ذوي كفاءة و نزاهة و فكر ابتكاري علمي و يقول الدكتور عصام عبدالعليم من جامعة قناة السويس في مصر "إن معظم إدارات المشاريع العلمية تحكمها البيروقراطية و البعد عن النظرة العلمية و الابتكار الذي يحتاجه العلم" .
اذ اننا نذخر بكم هائل من الباحثين المؤهلين والقادرين على إنتاج بحثي علمي محترم متى ماتوافرت لها الإمكانات والتسهيلات ويعتبر هؤلاء الباحثين أحد الأعمدة البشرية الأساسية فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة فى السودان متى مااستشعرت الدولة اهمية البحث العلمي باعتباره مسالة أمن قومي.
وما دامت الجامعات تنشد التطور والتميز نحو الأفضل فى مجال البحث العلمي فلابد أن يبنبي ذلك على أسس علمية سليمة تحلل الواقع بعناية فائقة وتخطط للمستقبل بنظرة فاحصة من أجل الارتقاء بمنظومة البحث العلمي بمؤسسات التعليم العالي السودانية .
وهنا لابد أن نشيد ببعض الجامعات السودانية وفي ظل حصار ظالم مفروض علي وطننا ذهاء السبعة والعشرين عاما ظلت تبذل جهوداً مقدرة في تطوير معينات البحث العلمي . وهذه الجامعات الأن تملك الإمكانات البشرية والبنيوية والأكاديمية للتقدم في مجال البحث العلمي، شرط أن تمتلك الأستراتيجية الواضحة للبحث العلمي، وأن تخصّص نسبة معقولة من دخلها الذاتي على الإنفاق في مجالات البحث العلمي، و اننا اليوم فى أشد الحاجه إلى الدراسات والبحوث العلمية أكثر مما كانت عليه فى أي وقت مضى وهذا يتطلب الأستثمار في مجال الأبحاث.
وقد ساهمت وزارة التعليم العالي مشكورة رغم ضيق ذات اليد في ايجاد الكثير من فرص الابتعاث في كثير من التخصصات من أجل إيجاد فئة يمكن أن تساهم في نقل الخبرات الني اكتسبت ولكن للأسف الشديد كثير من هذه الجامعات لم تستفد من هذه الفئات وحتى رسائل الدكتوراة حبست في المنازل لعدم تقبل عقليات محلية ليس لديها ادنى طموح لتقبل كل هو جديد ويمكن ان يساهم في تطوير البحث العلمي. وأكاد أجزم بان كل المبعوثين السودانين خارج السودان يتمتعون بعلاقات طيبة في محيط الجامعات الني ابتعثوا إليها ويمكن بكل سهولة ويسر مد حبال النواصل حتى نرتقي في مجال البحث العلمي .
وختاما يمكن للسودان أن ينهض ويلحق بركب التقدم إذا آمن بأهمية البحث العلمى وجعله مسالة أمن قومي وألزم كل الجامعات بتوفير برامج الاقتباس لمحاربة سرقة البحوث ومكن الباحثين الشبان من الحصول على المعلومات بتوفير المعينات، وشجع الأبحاث العلمية القائمة على الأمانة العلمية ووضع المعايير الأكاديمية الرصينة والخروج من أطر عمومية الأهداف الي أهداف واضحة لكبح جماح كل من يحاول تشويه تتطلعات الشباب الباحثين و الجادين الساعين للانضمام إلى الفرق البحثية بهمة ونشاط وسعى دائب وصبر ومثابرة، ورغبة صادقة فى خدمة البحث العلمى والمجتمع الإنسانى بصفة عامة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.