رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    وزير الخارجية المصري يصل بورتسودان    محمد حامد جمعة نوار يكتب: نواطير    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    الهلال يدشن انطلاقته المؤجلة في الدوري الرواندي أمام أي سي كيغالي    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    عثمان ميرغني يكتب: إيقاف الحرب.. الآن..    مان سيتي يجتاز ليفربول    التحرير الشنداوي يواصل إعداده المكثف للموسم الجديد    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    كلهم حلا و أبولولو..!!    السودان لا يركع .. والعدالة قادمة    شاهد.. إبراهيم الميرغني ينشر صورة لزوجته تسابيح خاطر من زيارتها للفاشر ويتغزل فيها:(إمرأة قوية وصادقة ومصادمة ولوحدها هزمت كل جيوشهم)    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متى يصبح البحث العلمي في السودان مسالة أمن قومي ؟

الناظر الى البحث العلمي والذي أصبح ركيزة أساسية وقاسما مشتركا لتقدم أي مجتمع قي ظل دخول ثورة المعلومات والاتصال مما يحتم علي كل الدول والمجتمعات في العالم المعاصر تقديم المزيد من الدعم للباحثين للوصول الي نتائج مهمة تخدم قضايا المجتمع .
وقد استطاعت بعض الدول التي أولت البحث العلمي العناية والاهتمام توظيف الكثير من نتائجه للحصول على حلول ناجعة للقضايا والمشكلات الاجتماعية والعلمية.
فمنذ عقود طويلة والحديث في السودان لايكاد ينقطع عن أهمية البحث العلمي وكونه المدخل الصحيح الى تغير حقيقي وتحقيق الأمل المنشود للاصلاح في كل القضايا والمتأمل لواقع البحث العلمي في سوداننا الحبيب والمؤسسات البحثية علي قلتها يتبين له مدى الفجوة الواسعة بينه وبين المستوى البحثي والأكاديمي العالمي.
تعد الجامعات الملاذ إلامن لإجراء البحوث العلمية التى تزيذ المعرفة البشرية و تساهم في علاج قضايا المجتمع بمختلف قطاعاته في قت سبق، لذلك عملت هذه الجامعات على أن يكون البحث العلمي مكونا رئيساً من وظائفها ومهمة من مهام أعضاء هيئة التدريس وفقا للرؤية والرسالة .
ولعل الجامعات السودانية وخاصة الجديدة حين تم إنشاؤها لم يكن البحث العلمي علي قائمة أولوياتها ولم يكن هدفا من الأهداف في ذلك الوقت لغياب البنيات التحتية والمناخ الملائم والظروف التي أنشئت فيها ولكن إلان وبعد مضي خمسة عشر عاما نحسب أن الجامعت قد قوي عودها ماليا وتغيرت بعض ملامح بنياتها التحتية. وبالقاء نظرة متانية وسريعة على الكم الهائل من الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراة في الفترة الأخيرة ولو أخذنا على سيبل المثال لا الحصر كل الرسائل في مجال اللغات ( اللغة الانجليزية بمختلف التخصصات ) لم تغير واقع اللغات في بلادنا ولا النمط التدريسي ولم تحدث تغيرا يلحظ في المسنوى ولم ترتق بالبحث العلمي.
لذا كان لازما علينا أن نستجدي اهل القرار بان يكون البحث العلمي مسالة أمن قومي بوضع الأسس والمعياير الكفيلة باخراج بحث علمي يمتلك مقومات الجودة حتي نتمكن من اللحاق بركب الامم التي تقدمت علينا والا فإن الوضع البحثي ينذر بخطر داهم.
والناظر الى وضع الدراسات العليا في سوداننا الحبيب والذي شهد في الفترة القصيرة الماضية زيادة كبيرة في عدد الطلبة في الدراسات العليا بعد الانتهاء من مرحلة الباكالوريس , وكان لهذه الزيادة ان تعطي ثمارها لو أنها جاءت إثر تخطيط علمي مميز وفقا لمعاير ونظم لدعم البحث العلمي ولكن مع الأسف كانت عبارة عن عقلية اللهث خلف إيجاد موارد مالية هو هدف رئيسي وأكاد أجزم ليس من أهدافها إعداد باحثين أكفاء لرفد البحث العلمي ومراكز البحوث بكوادر مؤهلة حتي نلحق بركب الامم المتقدمة ونعزز ثفافة الوعي بالبحث العلمي إقامة المؤتمرات العلمية التي تهدف الي إثراء ساحات البحث العلمي بعرض المشكلات وكيفية معالجتها باسس علمية.
وفي كثير من الجامعات لانوجد مراكز متخصصة للبحث العلمي، حتي تمكن الطالب والاستاذ من صقل مهاراتة البحثية لذلك امتلات الكثير من أرفف المكتبات بنوعية رديئة من الأبحاث التي لا يمكن الاستفادة منها أو تطبيقها على أرض الواقع. يرى الدكتور زيد بن محمد الروماني بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن مشكلة طلبة الدراسات العليا تكمن بداية في أن بعض الطلاب لا يحسنون اختيار موضوعات الماجستير والدكتوراه وإيلائها العناية الفائقة بل المهم لديهم تسجيل الموضوع أيا كان، واختيار الموضوع المستهلك غير المفيد عمليا وتطبيقيا هو السبب الأساسي في حفظه بعد الانتهاء منه في الأدراج وعدم الاستفادة من نتائجه وتوصياته .
ولعل أبرز المشاكل التي تواجه مؤساستنا التعلمية في البحث العلمي في الدراست العليا لنيل درجة الماجستير والدكتوراة يمكن حصرها في عملية إلاشراف والمناقشة ( الممتحن الخارجي) والمجلات العلمية والتي اصبح حديثا شرطا على الطالب نشر ورقتين كاحد متطلبات نيل الشهادة الاكاديمية وكذلك فقر المكتبات .
أما مسالة إلاشراف علي البحوث العلمية وأخص هنا رسائل الدكتوراة ولا تزال كل الدوريات العلمية والمجلات العلمية تفرد المساحات لتناول المعضلات ومهام ومعايير إلاشراف بنظرة ثاقبة لواقع إلاشراف في بلادي ونقل البعض منهم ممن أتيحت لهم الظروف الاشراف على رسائل الدكتوراة والذي يمكن أن يصنف بأنه المشرف الخامل والذي نجزم بأنه ترقى الي درجة الأستاذ المشارك بالخدمة الطويلة ونشر ورقة علمية واحدة حتي في مجلة علمية محلية ليس لها أدنى معامل تاثير.
هذا النوع من المشرفين يفتقرالي أبسط موقومات البحث العلمي وغير متابع الي ما وصل اليه من العلم فتجده لايسأل عن الطالب ولايهتم بتوجيهه ومتابعته إضافة الي ذلك كثرة أعدا د الطلاب الذين يشرف عليهم في الدكتوراة والمجاستير لذلك نجد أن الطالب يكتفي فقط بالنقل من الكتب والمراجع ولا يضيف أى معلومة جديدة ولايعبر عن وجهة نظره المبنية علي أسس علمية ويظل الطالب والمشرف في حالة ركود بحثي نسبة لعدم إلمام المشرف بأبسط قواعد الاشراف الاكاديمى ولا يمتلك الأمانة العلمية عندما يجبر الطالب على كتابة ورقة علمية وتجده واضعا اسمه ككاتب أول لذلك تجد الرسالة في مجملها عبارة عن سرقة علمية مع وجود كم هائل من الأخطاء اللغوية والمنهجية.
ان غياب إلاشراف العلمي الجاد والفعال يودي بالتاكيد إلي غياب المنهجية السليمة في البحث وتوصلت دراسة في العام 1999 الى أن إلاشراق العلمي علي الرسائل والبحوث أصبح معوقا في بعض جوانبه ولم يصل الى المستوى المطلوب من الاشراف والمتابعة بسبب قلة خبرة المشرفين ونقص إمكانيتهم البحثية.
اما المشرف الممتاز وهو الذي يكون ملما بكل جوانب البحث العلمي وترقى الي درجة الأستاذ المشارك بجهد بحثي وله مولفاته التي يشار إليها بالبنان وكذلك هو الذي يبحث عن الطالب بشكل مستمر ويتابع تقدمه بشكل دوري وكذلك يحث الطالب علي حضور المؤتمرت والمنتدايات العلمية. هذا النوع من المشرقين هو الذي يحقق جودة وضمان مخرجات بحثية تخدم قضايا المجتمع بفاعلية وكفاءة وذلك من خلال توفير المناخ الاكاديمي.
لذلك تجد بعض الممتحنين الخارجيين لمناقشة الرسائل هو من النوع الغير مهتم وليس لديه الوقت الكافي لقراءة الرسالة وفحصها و مع ذلك لديه القدرة علي مناقشة ثلاثا او اربع رسائل في يوم واحد و لا يسنطيع إظهار جوانب الضعف والقوة لذك تجد الأسئلة فاترة روتنية وجميعها تصب في ملاحظات الأخطاء الطباعية الا أننا نجد الممتحن الممتاز يقوم عادة بطرح عدد من الأسئلة المتنوعة والمختلفة في صعوبتها ، ومعظم الممتحنيين الماهرين يسألون أسئلة عامة وشاملة في كل فصول الأطروحة بدءاً من المقدمة ومروراً بطريقة البحث والنتائج ، وأخيراً بفصل المناقشة والاستنتاج وكيف توصل الباحث للنتائج مما يبشر بإخراج رسالة بحثية ممتازة عكس الممتحن الضعيف الذي تظهر اسئلتة بائسة وفاترة كضعف مهارة الطالب والمشرف البحثية .ان غياب الممتحن الممتاز ، يؤدي إلى غياب المنهجية العلمية السليمة في البحث، وعلى الرغم من أهمية امتحان المناقشة أو مايعرف في الانجليزية viva) ) على البحوث نجد كثيرا من الممتحنيين ينظر إليها على أنها عملية سطحية روتنية، وهذا ما يمكن ملاحظته في بحوث الطلبة ، وما بها من أخطاء علمية عديدة، وتدني مستويات البحوث.
وليس عيبا ولن يكن عوارا اكاديميا إذا ما استعانت جامعاتنا بمشرفين أجانب من جامعات مرموقة او مساعدين ولا أظن أن يمانع العلماء الأفذاذ في تقديم المساعدة الاكاديمية و سوف يستفيد الطالب والمؤسسة فإن الاتصال والتواصل لا يحتاج الى إدراج بند في الميزانية ويستند فقط علي الهمة والنشاط.
أما المجلات العلمية والتي الزم بها الطالب حديثا بنشر ورقتين كشرط من شروط التخرج ومن خصائص المجلات العلمية الرصينة أن يكون للمجلة تاريخ طويل في النشر دون انقطاع ولها قاعدة واسعة من المشتركين ضمن الاختصاص الدقيق على أن تكون نسبة قبول البحوث التي تنشر قليلة وعلي ان يكون رئيس التحريرومستشاروه معروفين في الأوساط الاكاديمية ومن جامعات مرموقة وأن يكون للمجلة عامل تاثير عالي جدا وهو مايعرف بحساب عدد المرات التي استخدمت فيها البحوث خلال سنتين مما يعكس جودة هذه المجلة وكذلك أن تكون المجلة متوفرة في شبكات الانترنت.
بنظرة فاحصة لعدد من المجلات العلمية في وطننا الحبيب نجد أنها تعاني من انفصال شبه كامل بينها وبين العالم الخارجي فالبحوث التي تنشر في متن هذه المجلات هي بحوث فردية لأساتذة يحاولون الإنتاج العلمي بغية الترقي، أو النشر، أو السمعة! بعيدا عن إستراتيجية عامة للدولة التي تسعى إلى تحقيق تقدم علمي من أجل تلبية متطلبات التنمية وهي بحوث أضعف من أن تحل مشكلات المجتمع أو تعمل على تقدمه. وحتى تخرج مجلاتنا من إطار المحلية ونشر بحوث ذات قيمة بحثية .كما يمكننا الاستعانة بمحكمين أو مستشارين اكاديميين من خارج السودان وليس عيبا وكل المجلات العالمية تزين هيئات تحريرها من بقاع العالم وما أظن أن الأمر يحتاج الى ميزانية ومثل هذة الخدمات تقدم مجانا. بدلا ان يكون أعضاء هيئة التحرير ومن ينشرون بحثوهم يفصل بينهم ستار
من أسباب فقر البحث العلمي في أغلب جامعاتنا هو السرقات الأدبية أو مايعرف بالانجليزية ( plagiarism ) والذي أصبخ جرثومة منتشرة في أوساط طلاب الدراسات العليا نسبة لفقر المشرفين فنيا وأكاديميا وكان لازاما علينا من مناشدة اصحاب القرار بان يصبح البحث العلمي مسالة أمن قومي كالمأكل والمشرب وحماية الحدود لذك يعجز الكثير من الباحثين عن النشر خارج أطر الوطن لان اولي الخطوات البحثية بعد ارسال الورقة لمجلة خارجية هو فحصها لمعرفة مدي اصالة البحث من عدمه وكم نسية الاقتباس وتفتقفر بعض مؤسساتنا لمثل هذه البرامج.
فان المكتبات التي أصبحت من أهم أركان المؤسسات الجامعية حيث أصبحت من المعايير التي يمكن من خلاها تقييم وتقويم الجامعات،خاصة في ظل ما يشهده العالم من التطورات التكنولوجية والمعلوماتية و التوجه الرقمي الذي تعرفه القتنيات والمعلومات في العالم كله.وهكذا باتت الحاجة ملحة لتجديد وتطوير الخدمات المكتبية في جامعات سوداننا الحبيب . أن ثورة الاتصالات والتقدم الذي يعيشهه العالم، والتقنيات المتطورة الحديثة استطاعت أن تغير كثير من أساليب المعرفة لذا كان لزاما أن يحدث تغيير في أعمال المكتبات السودانية ومراكز التوثيق والمعلومات، لمواكبة العصر إلا أن مكتباتنا لم تتحرك في هذا الاتجاه لذلك فقدت مكانتها وأهميتها، واصبحت متحفا لامهمات الكتب القديمة .إن استخدام شبكة الإنترنت في المكتبات ومراكز المعلومات إنما يزيدها قوة وتأثيرا، وصلابة بالاضافة الأقراص المدمجة والوسائط المتعددة في المكتبات والاشتراك في المكتبات الرقمية التي حلت مكان المكتبات التقلدية . وتشير دراسات متعددة قام بها علماء ومتخصصون في المعلومات والمعلوماتية إلى أن استخدام التكنولوجيا تزيد من أهمية المكتبات ومراكز المعلومات، وتجعل الباحثين يقبلون عليها أكثر من أي وقت مضى، سيما وأن هذه التكنولوجيا لم تجعل أوعية المعلومات التقليدية حتى الآن فائضة عن الحاجة، بل وقفت إلى جانبها
وهنا وبعد السرد المطول لكل التشوهات التي أصابت البحث العلمي في وطننا السودان ولماذا نطالب بأن يكون البحث العلمي مسالة أمن قومي. يعتقد كثير من الاخوة العلماء أن تدهور البحث العلمي في السودان هو الإنخفاض في حجم الإنفاق الحكومي علي البحث العلمي ، في الميزانية العامة وهذا اعتقاد سليم لمن يرى أن نصيح بين ليلة وضحاها مثل أكبر المراكز البحثية في العالم ولكن أن نكون واقعيين ونتحرك وفق إمكانيا تنا ونرتب البيت الداخلي بالامكانيات المتاحة لتاهيل صغار الباحثين وضبط مخرجات الدراسات العليا في رسائل الماجستير والدكتوراة. ولعل نشر نتاج الرسائل الجامعية (الماجستير والدكتوراه) عبر الوسائل الإعلامية التقليدية والتقنية، تقوم الجامعات عبر عمادات الدراسات العليا بإعداد كتب دورية تشتمل على موضوعات الماجستير والدكتوراه وملخصاتها و تنشر وتوزع ويتم تداولها مع الجامعات ومراكز البحوث ومعاهد التدريب ومراكز خدمة المجتمع لايحتاج ذلك الى ادراج بند في الميزانية .
وحتي وقت قريب كانت كل الجامعات تتعذر بضغف إلامكانيات المادية لكن للامانة هذه الجامعات تمتلك موارد مالية ضخمة من رسوم الطلاب علما بان الفصل الاول دائما مركزي . و لأن البحث العلمي لاينجح برصد المال فقط، و لكن بوجود باحثين ذوي كفاءة و نزاهة و فكر ابتكاري علمي و يقول الدكتور عصام عبدالعليم من جامعة قناة السويس في مصر "إن معظم إدارات المشاريع العلمية تحكمها البيروقراطية و البعد عن النظرة العلمية و الابتكار الذي يحتاجه العلم" .
اذ اننا نذخر بكم هائل من الباحثين المؤهلين والقادرين على إنتاج بحثي علمي محترم متى ماتوافرت لها الإمكانات والتسهيلات ويعتبر هؤلاء الباحثين أحد الأعمدة البشرية الأساسية فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة فى السودان متى مااستشعرت الدولة اهمية البحث العلمي باعتباره مسالة أمن قومي.
وما دامت الجامعات تنشد التطور والتميز نحو الأفضل فى مجال البحث العلمي فلابد أن يبنبي ذلك على أسس علمية سليمة تحلل الواقع بعناية فائقة وتخطط للمستقبل بنظرة فاحصة من أجل الارتقاء بمنظومة البحث العلمي بمؤسسات التعليم العالي السودانية .
وهنا لابد أن نشيد ببعض الجامعات السودانية وفي ظل حصار ظالم مفروض علي وطننا ذهاء السبعة والعشرين عاما ظلت تبذل جهوداً مقدرة في تطوير معينات البحث العلمي . وهذه الجامعات الأن تملك الإمكانات البشرية والبنيوية والأكاديمية للتقدم في مجال البحث العلمي، شرط أن تمتلك الأستراتيجية الواضحة للبحث العلمي، وأن تخصّص نسبة معقولة من دخلها الذاتي على الإنفاق في مجالات البحث العلمي، و اننا اليوم فى أشد الحاجه إلى الدراسات والبحوث العلمية أكثر مما كانت عليه فى أي وقت مضى وهذا يتطلب الأستثمار في مجال الأبحاث.
وقد ساهمت وزارة التعليم العالي مشكورة رغم ضيق ذات اليد في ايجاد الكثير من فرص الابتعاث في كثير من التخصصات من أجل إيجاد فئة يمكن أن تساهم في نقل الخبرات الني اكتسبت ولكن للأسف الشديد كثير من هذه الجامعات لم تستفد من هذه الفئات وحتى رسائل الدكتوراة حبست في المنازل لعدم تقبل عقليات محلية ليس لديها ادنى طموح لتقبل كل هو جديد ويمكن ان يساهم في تطوير البحث العلمي. وأكاد أجزم بان كل المبعوثين السودانين خارج السودان يتمتعون بعلاقات طيبة في محيط الجامعات الني ابتعثوا إليها ويمكن بكل سهولة ويسر مد حبال النواصل حتى نرتقي في مجال البحث العلمي .
وختاما يمكن للسودان أن ينهض ويلحق بركب التقدم إذا آمن بأهمية البحث العلمى وجعله مسالة أمن قومي وألزم كل الجامعات بتوفير برامج الاقتباس لمحاربة سرقة البحوث ومكن الباحثين الشبان من الحصول على المعلومات بتوفير المعينات، وشجع الأبحاث العلمية القائمة على الأمانة العلمية ووضع المعايير الأكاديمية الرصينة والخروج من أطر عمومية الأهداف الي أهداف واضحة لكبح جماح كل من يحاول تشويه تتطلعات الشباب الباحثين و الجادين الساعين للانضمام إلى الفرق البحثية بهمة ونشاط وسعى دائب وصبر ومثابرة، ورغبة صادقة فى خدمة البحث العلمى والمجتمع الإنسانى بصفة عامة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.