حوار / مناهل عمر الربط بين مثلث الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة لدفع الاقتصاد الوطني سياسة تنتهجها الدولة لفتح آفاق ارحب للاستثمار مع توفر الامكانيات والموارد الهائلة التى يتمتع بها السودان لتحقيق تنمية صناعية شاملة تشجع الابتكار وتسهم فى الصادر وتحسين المستوى المعيشي وبالتركيز على الانتاج الصناعي التحويلي والاستخراجي كمحرك رئيسي للتنمية الاقتصادية .... ياتي فى هذا الاطار ملتقى التصنيع والابتكار المزمع عقده فى يوليو القادم و الذى يعد فرصة كبيرة للدخول فى استثمارات فى مجالات مختلفة تحتاجها الدولة . فمقومات نجاح اى مشروع تتوفر باحكام وضعة ودراسات الجدوى وقانون الاستثمار الجاذب والمقنع للمستثمر الاجنبي والمحلي . التقت وكالة السودان للانباء بالدكتور جعفر عبدالله وزير الدولة بوزارة الثروة الحيوانية ورئيس لجنة الدعوات الداخلية للملتقى ،وطرحت عدة تساؤلات حول ذلك والى مضابط الحوار س- عرفنا عن مهام لجنة الدعوات الداخلية الخاصة بملتقى التصنيع والابتكار ؟ ج-فى البدء عقدت اللجنة عدة اجتماعات وفرغت من اعداد القائمة النهائية للمدعويين والبالغ عددهم 766 مدعو من الداخل ،وتم وضع صيغة الدعوة والشعارات الخاصة بالدعوة ووضعت ميزانية معروضة لاجازتها من قبل اللجنة العليا . س-ما هي توقعاتكم لمخرجات الملتقى ؟ يعتبر الملتقى فرصة كبيرة للدخول فى استثمارات فى مجالات مختلفة والمالية بوضعها الراهن لاتستطيع تمويل كل المشاريع بالتالى الاعتماد على المستثمرين لانجاحها ، ويتوقف النجاح على نوع المشروع ودراسات الجدوى المقنعة والعملية اضافة الى قانون الاستثمار الجاذب والمقنع للمستثمر الاجنبي والمحلي . س-ما ذا عن تطوير قطاع الثروة الحيوانية؟ الثروة الحيوانية تشكل 20% من العائد الاجمالي نريد ان نصل الى 80% وذلك ممكن نحن الان نصدر حيوانات حية 6 حوالي مليون راس وذلك يعني 6 مليون جلد وكمية من العظام وكمية من الصوف ،نريد ان نقود تصنيع في مجال الثروة الحيوانية من اللحوم والاصواف والجلود والاحشاء . وتصنيع من القرون والعظام والروث باعتبارها افضل المخصبات للارض الزراعية . ولابد من انشاء مسالخ حديثة بمواصفات عالمية تصدر منها اللحوم ،تلحق بها مدابغ ومصانع لتنصنيع اللحوم واخرى للعظام والقرون والتى تدخل فى صناعة غذاء الحيوان.وهنالك مقترح مخطط لها فى المنطقة الحدودية لولايتي الخرطوم وشمال كردفان لتوفر الحيوانات فى فى هذه المنطقة . س-ماهو جدوى قيام مدينة الثروة الحيوانية؟ بالتاكيد نستفيد من القيمة المضافة من التصنيع ولا يتم تصدير حيوانات حية الا فى موسم الحج ،فالمدينة الصناعية تحتاج لتحضيرات وبنى تحتية وسلخانات حديثة وتبريد وثلاجات للنقل من مكان لاخر وللمطارات ،وكل ذلك يحتاج لمستثمرين ،ونؤكد انه استثمار ناجح فالعالم فى حاجة ماسة للحوم السودانية فى ظل مشكلة الامن الغذائي فى العالم ...السودان لابد ان يواكب التطورات والمواصفات الحديثة والشروط الصحية للمسالخ ، اضافة للعائد الاقتصادي كما يستوعب هذا القطاع قوة عاملة كبيرة من بياطرة وعمال ورعاه وغيرهم ،لو اقامت كل ولاية 3 مسالخ بمواصفات عالمية تستوعب اهل المنطقة تخفف من حدة العطالة وتغير وجهة المنطقة من ناحية عمرانية واقتصادية . س-ثقافة المستهلك بدأت تتغير فى تناول اللحوم المصنعة ما رايك ؟ هنالك اشكال مختلفة للتصنيع مثل السجك والبيرقر ومارتديلا وغيرها من الصناعات الملحقة وتكلفتها قليلة وكل ما يحتاجه المستثمر مسلخ حديث ملحقاته ،نؤكد انها من المشاريع الناجحة ولابد من سياسات مشجعة عبر قانون الاستثمار . س-حدثنا عن حجم الثروة الحيوانية فى السودان ؟ بعد انفصال الجنوب اصبحت 105 مليون راس على اقل تقدير فهنالك صعوبات فى حصرها لحركة الرعاه والمربين بحثاً عن المرعى والغذاء فى هجرات موسمية حتى للدول المجاورة ،وحتى الثابت منهم لايعطيك رقم صحيح خوفاً من الذكاة او الضرائب او العين وذلك يحتاج لاسلوب معين لاعطاء المعلومة الصحيحة ،كما يتم الرصد عبر الاقمار الصناعية . س-ماهي الجهود المبذولة لتوفير الاعلاف ؟ معدل الامطار فى هذه السنة دون الوسط لذلك ظهرت فى بعض المناطق فجوة علفية ولتفادي ذلك وتحوطاً تم زراعة 10 مليون فدان اعلاف في مختلف الولايات وتمت بعض المعالجات لتفادي ما حدث هذه السنة من فجوة علفية وذلك بمنع المزارعين حرق مخلفات الذرة ومخلفات القمح كذلك المولاص من المخلفات الزراعية والصناعية فزراعة 10 مليون فدان احتياطي فى حالة اى جفاف خلال هذا العام تكفي الحاجة من العلف. س-ما هي جهود التي تبذلها الوزارة لتطوير مشاريع التسمين ؟ القطاع خاص يستورد ابقار اجنبية والان نعمل فى مجال الابقار الحلوب والماعز لتتكيف مع البيئة وهى تحتاج لدرجة حرارة معينة ونوع خاص من التغذية والرعاية ،واذا تم تلقيح مع السلالات المحلية فالجيل الذى ياتي يكتسب ميزة الانتاجية العالية للابقار المستورة ويكتسب المناعة الطبيعية ضد الامراض الموجودة فى السودان ويعطي انتاجية جيدة اكثر مقاومة للامراض . اما الاغنام من جنوب افريقيا وهنالك تجارب ناجحة وفى مركز تحسين نسل . س- ماهى الجهود المبذولة من السودان للمساهمة فى حل مشكلة الامن الغذائي ؟ فى السودان هنالك مبادرة الرئيس للأمن الغذائي العربي ويحتاج ذلك لمجهود كثير فالسودان بعضويته فى الاتحاد الافريقي ملتزم بالقضاء على الجوع فى افريقيا سنة 2025م ،ويمكن ان يلعب السودان دورا كبير ابحكم امكانياته الهائلة من ثروة حيوانية وكادر مؤهل وباحثين وعلماء ،وبالتعاون مع الاتحاد الافريقي و الفاو التى التزمت بالقضاء على الجوع فى العالم سنة 2030م فامانة الامن الغذائي فى الفاو لها تقديراتها للدور الذى يمكن ان يلعبه السودان فى حل مشكلة الامن الغذائي .فالآفاق والامال كبيرة وبمجهود بسيط بالتعاون والتنسيق مع المنظمات ومع الدول الاخرى والقطاع الخاص المحلي والاجنبي يحدث تطور كبير فى هذا المجال . س-ماذا عن قطاع الدواجن ؟ ج-يشهد هذا القطاع تطوراً كبيراً الان لا تاتي دواجن من الخارج ،فجميع المزارع محلية وقطاع خاص ،من اللحوم الحمراء هنالك اكتفاء ذاتي ونصدر ،لكن قطاع الدواجن لم نصل للاكتفاء الذاتي وعلى وشك لكن فى ازدهار وتزايد فى المزارع وفى بعض الولايات مثل الخرطوم التى تاتيها دواجن النيل من ولاية نهر النيل . س-رغم المقومات المتوفرة هنالك تخلف فى قطاع الاسماك رؤيتكم لانعاش هذا القطاع ؟ ج-الاسماك واحدة من مجالات التصنيع ،عندنا البحر الاحمر ونستورد اسماك من السعودية التى تهتم بهذا المجال انهار عديدة ،والشاهد لا يوجد مستثمرين فى هذا المجال ،علماً بانه يوجد اكثر من 250 نوع من السمك فى البحر الاحمر بما فيها التونة وفى اسماك كثيرة مرغوبة عالمياً ووعلينا ان نقنع الناس بالاستثمار في هذا المجال ،بالرغم من قلة التكلفة نجد ان اسعار السمك عالية مقارنة باسعار الدواجن كلحوم بيضاء . نحن فى وزارة الثروة الحيوانية ساعين مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية ان يكون فى استزراع سمكي وبدأ الان فى منطقة الشجرة كمزرعة نموذجية ،فالعاملين فى مجال صيد الاسماك فى كل السودان حوالي 15 ألف عامل ،فاذا وفرت للصيادين مراكب بموتور وشباك وادوات صيد حديثة ورفعت القدرات بالتدريب والتأهيل والارشاد يمكن ان ياتي بعائد كبير ويجذب الاخرين للولوج فى هذا المجال ،كما يمكن ان يجد تمويل اصغر للاسهام فى تطوير هذه الثروة . س-باعتقادكم ماهي المشروعات الناجحة والجاذبة للاستثمار ؟ كل مشروع لابد ان تسبقة دراسات جدوى ،وقانون الاستثمار هل هو جاذب ومشجع للمصنعين ،فالمستثمر يريد ان يستفيد اذا لم يجد ضمانات وبيئة استثمارية جاذبة يتجه لخيارات فى دول اخرى ،فيجب ان لا يطالب المستثمر برسوم وضرائب بل نساعده ونحميه واعطاءه اعفاءات لا تاخذ منه الا بعد ان ينتج وياتي بعائد وينعش الاقتصاد فالتعقيدات تعيق الاستثمار . س-مشكلة الطاقة من المشاكل التى تواجه الصناعة فى البلاد رؤيتكم لحلها ؟ بدأ الان الاهتمام بالطاقة الشمسية ،فالشمس فى السودان طول العام وما مستغلة فهي طاقة نظيفة وغير مكلفة و مستمرة ،بالنسبة للمناطق الصناعية يمكن ان تستجلب خلايا كبيرة تتحمل مجموعة من المصانع نصف التكلفة والحكومة تتحمل النصف الاخر . ب ع