يستأثر السودان ب 80% من إنتاج الصمغ العربي عالمياً، ويمتد حزام الصمغ العربي السوداني، في 12 ولاية، وتشكل مساحة الصمغ العربي 500 ألف كيلو متر مربع، بما يقرب من ثلث مساحة السودان ، في وقت تعاني فيه هذه الصناعة من عدة تحديات تقف حائلا أمام دورها في دعم الإقتصاد المحلي. وعلى الرغم من أهمية الصمغ العربي، والتعويل عليه في دعم الاقتصاد ، إلا أن البلاد ما تزال غير قادرة على إعتباره مورداً رئيساً للإيرادات وتوفير العمالة. لكل هذه الأسباب وبغرض تطوير قطاع الصمغ العربي والنهوض بصناعاته جاء مهرجان صمغ السودان والذي يمثل تجمعا للمهتمين من العلماء والخبراء لإعادة هيكلة القطاع ليكون الرافد الأول للاقتصاد القومي. وفي حوار لوكالة السودان للأنباء مع الأستاذ ناجي فرح يوسف، المدير العام للشركة المتحدة للمشاريع المتطورة المحدودة الراعية للمهرجان، وقفنا على فكرة وأهداف المهرجان، فإلى مضابط الحوار: س: كيف جاءت فكرة مهرجان صمغ السودان؟ ج: جاء مهرجان صمغ السودان بمبادرة من الشركة المتحدة للمشاريع المتطورة، تقدمتُ بها لمجلس الصمغ العربي بصفته المسئول الأول عن الترويج للصمغ العربي، وقد باركوا لنا مسعانا وجهودنا بعرض البرنامج على الهيئة القومية للغابات متمثلة في مشروع دعم هيكلة قطاع الصمغ العربي وكان الضلع الآخر مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا كونه مركزا متخصصا في الدراسات التنموية لتكتمل صورة الشراكة الذكية بين القطاعين العام والخاص ليكون القاسم المشترك الأعظم والاوحد هو الوطن وقضاياه. س : هل وجد المهرجان دعما من الجهات الحكومية ؟ ج : نعم وجد المهرجان دعما مقدرا بالفعل من الحكومة، فقد بارك معالي النائب الاول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء القومي الفريق أول ركن بكري حسن صالح هذا المسعى خاصة وان الدولة تسعى للاصلاح العام وقد قام مشكورا بتوجيه وزارة الزراعة والغابات كونها الجهة المسئولة عن زراعة ورعاية وحماية اسباب وجود الصمغ العربي، خاصة وان مجلس الصمغ العربي يتبع أصلا لرئاسة الجمهورية. س : ماهي أهم البرامج التي إعتمدتها الشركة المتحدة لتنفيذ المهرجان؟ ج : أهم البرامج التي تقدمنا بها، هي نتاج تمحيص قرابة الخمس سنوات، ركزت على كيف يكون الخروج الآمن للصمغ العربي من هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى وقد تم جمع العديد من الآراء من شرائح مختلفة تعمل في القطاع في كافة ضروبه، وقابلها في الجانب الآخر ماكان عليه وضع القطاع في السابق والحاضر، وما أدى إلى أن يكون كذلك وما يفترض أن يكون عليه الوضع . كذلك تناولت البرامج تساؤلا عن ماذا يعني الصمغ العربي خارجيا، وقوة سطوته . س: ما هي أهم الأهداف التي تبناها المهرجان؟ ج : يعد المهرجان تجمعا لكافة المهمومين بأمر الصمغ العربي، وللعلماء والخبراء نصيب ولأصحاب التجارب نصيب وهو مركب يحمل كل فكر وتجربة وقد تبنى المهرجان عدة أهداف يسعى لتحقيقها، لتحقق في مجملها الوصول لإعادة هيكلة القطاع ليكون الرافد الأول للاقتصاد القومي. ومن أهم الاهداف زيادة الإنتاج التي تكون بزيادة نسبة الطق وزيادة المساحة المزروعة وإدخال التكنولوجيا في عملية الطق لانه إن لم يكن هناك إنتاجا لن يكون هناك منتجا لذا يبقى الإنتاج هو الهم الأول لكل المعنيين بأمر القطاع. س : ماذا تناول الملتقي الأول ؟ ج : الملتقى الأول تناول الإنتاج، ولأن المنتج هو رأس الرمح فكان لابد من توفر التمويل اللازم له في صورتيه الإنتاج والاستهلاك أي أن يضمن سبل عيشه الكريم وما يعينه على الحياة من صحة وتعليم ليقوى على الإنتاج وأن تتوفر له البيئة السليمة والسكن الذي لا يعتمد على قطع الأشجار كإسهام في زيادة الإنتاج وإدخاله في شراكات ذكية مع مستثمرين في مجال انتاج الصمغ العربي وكافة الاصماغ إضافة الى مجال الثروة الحيوانية والحبوب التي تتميز بها مناطقهم ليكون شريكا، لا أن يستجدي التمويل عبر القنوات التقليدية التي تعز عليه أحيانا ويخاف عاقبتها أحيانا أخرى. س: فكرة إنشاء بنك استثماري في مجال الصمغ العربي، نادى بها المهرجان حدثنا عن المزيد ؟ ج : لقد كان إنشاء بنك يقوم بإنتاج الصمغ العربي، هو الهدف الثاني الذي ينادي به المهرجان وهو يسعى إلى أن يكون المنتج بجمعياته وكافة القطاعات والفئات التي تعمل في القطاع شركاء ومن المؤسسين له وليستوعب هذا البنك المحافظ المالية التي وعدنا بها كمهرجان والتي تتوقعها لتدار من قبل هذا البنك . لصالح البنك وكل المعنيين بالأمر فقد قمنا في لجنة المهرجان بالاجتماع الى رئيس شركة الإقبال الاستشارية بحضور مجلس الصمغ العربي متمثلا في الدكتور عبدالماجد عبدالقادر والدكتور الصادق عاجب، للقيام بعمل الدراسات لهذا المشروع وفقا لما ذكرنا سابقا وقد أشار السيد عبدالرحيم حمدي إلى ذلك في ملتقى الخرطوم الخامس للصمغ العربي، وحتى تكون فائدتهم أعظم وبالتالي تعافي الاقتصاد القومي كان من ضمن الأهداف التي نسعى لها في المهرجان الوصول للمستخدم النهائي. س : توطين صناعة الصمغ العربي شكلت هاجسا للدولة ماذا أعد المهرجان لهذا الخصوص؟ ج : من أهم أهداف المهرجان توطين صناعة الصمغ العربي وجلب المستثمرين والتكنولوجيا، العمل لصالح الاقتصاد القومي إلا أن تخوف المستثمرين الاجانب وبعض التقاطعات وارتفاع تكلفة الإنتاج وعدم توفر البنى التحتية اللازمة التي تصعب من عملية الالتزام والايفاء بتلبية طلبات المستهلكين النهائيين حسب مواعيدها على أن تقوم الصناعات دون التأثر بالعوامل الطبيعية من سيول وجرف للطرق أو إنهيارها لاقدر الله وحتى لا تقف عائقا دون أن يتحقق هذا الهدف كان لزاما أن يكون هناك هدفا آخرا مكملا له وهو قيام منطقة حرة صناعية تجارية في ولاية البحر الأحمر ذات مربط خاص، وقد تواصلت لجنة المهرجان مع مجلس المناطق والأسواق الحرة وبدأ العمل في إنجاز أولى الخطوات نحو ذلك. س : إنشاء بورصة لصادر الصمغ العربي شكل هاجسا للمنتجين هل تطرق المهرجان لذلك؟ ج : تجميع المحصول وتشكيل مخزون إستراتيجي هوهدفا آخر للمهرجان ، يتمثل في إدخال الصمغ العربي البورصات العالمية. لذلك فإن مهرجان صمغ السودان هو جهد متصل طوال العام وكل عام وهو عبارة عن عدة فعاليات تعمل في مجملها لتحقيق أهدافه وسيتواصل باذن الله حتى تتحقق كل الأهداف. س : حدثنا عن ملتقيات الخرطوم للصمغ العربي؟ ج : من ضمن فعاليات المهرجان، ملتقيات الخرطوم للصمغ العربي وتنقسم إلى ملتقيات محلية وملتقيات دولية.. تقوم الملتقيات المحلية بترتيب البيت من الداخل وتعرض الموضوعات التي تحقق أهداف الناس كما أشرنا عليها سابقا، وهي ملتقيات نوعية يدعى لكل موضوع فيها أصحاب الشأن وتترك المساحة بين ملتقى والآخر مدة شهر من الأمان لمزيد من القاء الضوء على الموضوع وقتله بحثا وترفع التوصيات الى رئاسة الجمهورية. وقد ناقشت ملتقيات الخرطوم الإنتاج وإدخال الصمغ العربي البورصات العالمية وإنشاء منطقة حرة وإقامة بنك تجاري متخصص في التصنيع. وقد ألقت الملتقيات الضوء وفتحت آفاقا النقاش والتداول ولمزيد من النقاش والتداول تم تصميم موقع اليكتروني تم تدشينه بواسطة الدكتور موسى كرامة وزير الصناعة في ملتقى الخرطوم الخامس للصمغ العربي والموقع الذي يحتوي على معلومات عن الصمغ العربي ويعرض الأسعار المحلية والبحوث والمبادرات، يتحدث أيضا عن الفعاليات وبه باب النقاش ومزيد من الآراء حول كل ورقة من أوراقه ليتيح أكبر قدر من الآراء وبالتالي الفائدة، ومن ضمن الفعاليات هي زيارة مواقع الإنتاج كلها والإلتقاء برأس الرمح وهو قطاع المنتجين كون أن المهرجان منهم واليهم ويعمل لصالح الوطن، كما إن المهرجان يتبنى في فعالياته تلك الزيجات الجماعية في كافة مناطق الحزام دعما لاستقرار الشباب، ومن فعاليات المهرجان جوائز التفوق التي ستقدم لأول الشهادة السودانية وأوائل شهادة الأساس على مستوى القطر، ودعم البحث العلمي وجوائز للبحوث المتميزة، وإقامة الندوات والمحاضرات وترتيب اللقاءات بين اصحاب المصلحة والقيام بانتاج أفلام وثائقية وتسجيلية وترويجية للصمغ العربي، وقد وصلنا بالملتقى الخامس آخر الملتقيات المحلية في ولاية الخرطوم . س: هل هناك ملتقيات ستقام بالولايات، وماذا عن الملتقيات خارج السودان؟ ج : سيكون الملتقى السادس الذي يتناول السياسات في ولاية شمال كردفان بدعوة كريمة منها، ويعقب ذلك الملتقى الملتقيات الدولية التي تبدأ في السابع عشر من ديسمبر القادم بملتقى الخرطوم الدولي للصمغ العربي و الذي يستمر ثلاثة أيام ويختتم في التاسع عشر منه ليتزامن مع هذه المناسبة الوطنية والملتقى تدعى له منظمات الصحة، والاغذية العالمية كون أن الصمغ العربي بات غذاء وعلاجا إضافة الى بيوتات التمويل والمستثمرين والاسواق المستهدفة التي تمثل حوالي ثلاثون دولة يدعى رؤساء الغرف التجارية فيها وملحقياتهم التجارية، ويكون الملتقى عبارة عن عرض فرص الاستثمار في الصمغ العربي وعرض المشروعات التي تحقق وتتوافق مع كل الأهداف التي تحقق الرفاهية للجميع. تلي هذا الملتقى ملتقيات الخرطوم الدولية للصمغ العربي في كل من السعودية والإمارات وقطر وتركيا والهند وماليزيا وسنغافورة وألمانيا وفرنسا وكندا والبرازيل والولايات المتحدةالأمريكية. س: إلى ماذا تهدف الملتقيات الدولية خارج السودان؟ ج : الهدف من هذه الملتقيات التسويق للصمغ العربي والعديد من المشروعات التي تحقق كل الأهداف وكل أماني وأحلام قطاع الصمغ العربي وهي عبارة عن مائة مشروع، سيقوم الرعاة المعاونون بإعداد دراساتها وهما شركتان متخصصتان في هذا المجال وأنواع المشروعات هناك مشروعات مستحدثة أو تطوير لمشرعات قائمة بالفعل يبحث أصحابها المزيد من التمويل أو الشراكات للوصول لأهدافها ويتم الاتفاق والتوقيع بين أصحاب المشروعات والمستثمرين تحت مظلة السفارة السودانية في البلد الذي ينعقد فيه الملتقى. س: حدثنا عن النتائج التي خرج بها المهرجان؟ ج : نحن في لجنة المهرجان نرفع التوصيات الى الجهات العليا والتي وعدت بتذليل كافة العقبات فيما يلي جانب السياسات ونحن في المهرجان نلتزم بالسعي لايجاد التمويل اللازم من خلال العلاقات المباشرة من بعض الممولين والمستثمرين أو من خلال علاقات ومعارف أبناء السودان الخلص المنتشرين في أصقاع الارض والذين يعملون الآن في في ترتيب الملتقيات الخارجية. ع و