غرب كردفان تبحث جهود تحرير الولاية ودحر المليشيا المتمردة    وزير الداخلية يترأس لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    (خطاب العدوان والتكامل الوظيفي للنفي والإثبات)!    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السودانيون ومظاهر الإحتفاء بشهر رمضان المبارك ولياليه

يعد شهر رمضان الكريم من أعظم شهور السنة عند المسلمين حيث تسمو فيه النفس، وتتطلع إلى مرضاةِ الله عزَّ وجل ويعد موسمًا للخيرات والمغفرة والرحمة والعتق من النار وهو شهر الإيمان والتقوى والبعد عن المعاصي والعبادة (صيام- قيام- قرآن- صلاة- اعتكاف...)والنفوس مهيأة لذلك. كما يعد شهر للتكافل ومواساة الفقراء والتهادي والتزاور وشهر للجهاد والنصر (بدر- العاشر من رمضان...). وتشير التقارير الصادر عن رمضان بانه ومنذ قديم الزمن والسودانيون يشتهرون بحبهم لرمضان والاحتفاء به، ولرمضان في السودان نكهة ومذاق خاص، حيث تبدأ الاستعدادات لاستقباله منذ شهر رجب. ومع حلول شهر رجب تبدأ الحركة في الأسواق التي تزدحم ببضائع رمضان المعروفة، ولكن ما يلفت النظر هو أن ربات البيوت السودانيات اعتدن على تجديد كل أواني المطبخ احتفالاً برمضان وذلك بشراء أطقم جديدة للعشاء والشاي والقهوة والصواني للشربات والعصائر وان لشهر رمضان مذاق خاص لكافة الشعب السوداني، فمن ضمن الاستعداد لهذا الشهر الكريم يتم تزيين البيوت، حيث يتم طلاؤها وإعادة نظافتها بالكامل. المجتمع السودان والعادات الدينية : تتنوع مظاهر الاحتفال الاجتماعية والدينية عند السودانيين وتشهد قراها عودة طوعية للكثير من أبنائها، الذين يعملون في المدن المختلفة داخل وخارج البلاد قبيل شهر رمضان، وتشمل العودة الموظفين والعمال وطلاب المدارس والجامعات الذين يسهمون بقدر وافر في كل الأنشطة الرياضية والثقافية في القرية التي تتحول إلى خلية نحل لا تهدأ ابتداء من أول يوم في رمضان حيث يقوم الشباب بتهيئة الأندية والساحات وبيوت العبادة لاستقبال القادمين، وتبدو القرية في رمضان في أبهى صورها وهي تحتضن كل أبنائها الذين يتوافدون إليها من كل حدب وصوب فتمتلئ المساجد في ليالي رمضان بالمصلين، وتبدأ المساجد ببرنامج يومي صباحي للنساء وللأطفال للتدريب على تجويد وحفظ القرآن وأخرى للفقه والسيرة، وبعد صلاة العصر هناك محاضرات دينية داخل المساجد يصحبها معارض للكتب الدينية الصغيرة والمأثورات. ويمكث المصلون بين صلاة الظهر والعصر وذلك لتلاوة جزء من القرآن وتشهد صلاة التراويح ازدحاما ملحوظا بالمصلين من الرجال والنساء والأطفال، وتصلى دائما بجزء من القرآن ويتخللها أدعية وابتهالات ويختتمون الليلة بالمدائح النبوية. ويدير الحلقة شيخ حافظ للقرآن، حتى إذا اكتمل رمضان يكون كل منهم قد ختم القرآن تلاوة، وعَلِمَ بأحكام التجويد، وهناك وعظ يومي بعد صلاة التراويح ... أما العشر الأواخر ففيها يزداد الناس خشوعاً وتعبداً؛ ففيها صلاة التهجد وتحري ليلة القدر. الصوفية في رمضان: في هذا الشهر الكريم يعمل أهل الصوفية على تكثيف ممارسة طقوسهم الدينية من قراءة الأوراد والابتهالات، كما تكثف أيضا حلقات الدروس الدينية قبل صلاة المغرب، وبعد الإفطار تبدأ جلسات الإنشاد الدينية. تقارير رمضان اشارت الى ان حلقات الذكر التى تقام (تعرف بالحضرة) بمصاحبة الطبول والدفوف بعد صلاة التراويح، ويرجع أهل الطرق الصوفية استخدام هذه الآلات إلى المظاهر الصاخبة في العصر الأموي والعباسي مما اضطرهم وقتها إلى استخدام هذا النوع البسيط حتى لا يتلفوا الأمن الاجتماعي للشباب المسلم، على حد تعبيرهم. أما برنامج الخلوة (وهي المكان الذي ينعزل فيه الطلبة لحفظ القرآن) فهو يمارس نفس الطقوس العادية في غير رمضان وبنفس حياة الزهد. وتعمل بعض الطرق على تقسيم طلبة الخلوة إلى مجموعات، تطلبهم الأسر والمنازل ليشاركوهم الإفطار طيلة رمضان. وتحتفل الطرق الصوفية بمناسبات معينة يتم الاحتفال بها في رمضان مثل ليلة السابع عشر من رمضان (غزوة بدر) وكذلك فتح مكة، ويبدأون احتفالاتهم بكلمات عن هذه المناسبات ثم إنشاد ديني ومدائح. كما يتم ترشيح من هو أكثر اجتهادا من أهل الطريقة لأداء فريضة الحج، ويعد هذا مكافأة من الخليفة (شيخ الطريقة) لكل مجتهد. ويهتم رجال الطرق الصوفية في السودان بإقامة العديد من موائد الرحمن للصائمين ولغير المسلمين خاصة الوثنيين المنتشرين في جنوب السودان. ويفطرون على نبات يسمى (القرض) من شجرة السنط، وهو عبارة عن ثمر شديد المرارة وجاف، وبه حبة سوداء من الداخل، لونه أسمر وينقع في الماء ويشرب دلالة على التذلل.ويعتقد الصوفية أن الشخص الذي ينجح في شربه يكون إنسانا صادقا ومن لم يقدر فيكون على نقيض ذلك. ومن الناحية العلمية يعد هذا النبات مطهرا جيدا للمعدة. مظاهر حميدة فى رمضان عند السودانيين: شراب الموية هي العبارة التى نطلقها في السودان على إفطار رمضان الذى له طقوس خاصة فى السودان وهى التى تعطيه طابعه المميز المختلف عن بقية المجتمعات الإسلامية. وأبرز ما يميز القرى السودانية هو التجمعات الكبيرة في الشوارع الرئيسية عند الإفطار، حيث تقف مجموعة من كبار القرية عند رأس شارع ترقباً للمارة وعابري السبيل لدعوتهم لتناول الإفطار ولا يسمحون لأي شخص بالمرور في وقت الإفطار دون أن يجلس لتناوله معهم حتى إنهم يقومون بإلزام سائقي السيارات بالتوقف عن السير وذلك بوضع حواجز على الطريق قبل موعد الإفطار بخمس دقائق، لإجبارهم على النزول وتناول الإفطار، وهي عادة سودانية أصيلة تبدو واضحة بشدة في القرى والأرياف, وحلقات الإفطار الجماعي تضم فى العادة الرجال والصبية من أهل البيوت المتجاورة على جانبي الشارع فقبيل حلول شهر رمضان يقوم الشباب بردم مساحة من الأرض كافية لاستيعاب الحضور من أهل الحي مع الاحتياط للضيوف حتى تصبح أعلى قليلا من مستوى الشارع ومن الإحياء التي يعد أهلها من الميسورين تفرش بالرمل المشوب بالبياض ويحرصون على مد مستطيل باتجاه القبلة ليقوم مقام المحراب. وعند حلول شهر رمضان يقوم الشباب عند كل أصيل برش المساحة المذكورة وما حولها بالماء لتلطيف الجو ثم يفرشونها بما تيسر من مفروشات وفق المستوى المالي لأهل الحي وهناك من المفروشات من لا يخرجها صاحبها الا فى شهر رمضان ويكتسب فى المنزل اسم "فراش رمضان" لنهى كل من تسول له نفسه عن استعماله فى غير شهر رمضان. وقبيل أذان المغرب يجلس الرجال فوق هذه المفارش بينما ينهمك الشبان فى إحضار الصواني الرحبة التي تحمل طعام الإفطار لوضعها فى المساحات غير المفروشة. وبعد اكتمال عملية إحضار الصواني يجلس الشبان الى جانب الكبار ويشكل تناول الإفطار عادة اجتماعية أصيلة في السودان فيها الكثير من قيم التعاون، حيث يحضر كل شخص طعاماً من منزله، وتختلط الأواني جميعاً، ويأكل الفقير والغني من الطعام ذاته، فبمجرد أن يقترب موعد أذان المغرب يجلس الرجال فوق هذه المفارش ومع ارتفاع صوت المؤذن تمتد الايدى الى أطباق البلح أولا اقتداء بالسنة النبوية الشريفة ثم يعقب ذلك تناول المشروبات. صينية رمضان : ويشتمل على مشروبات واكلات سودانية خالصة حيث تمتد الآيدى مع ارتفاع صوت المؤذن إلى أطباق البلح أولاً اقتداءً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يعقب ذلك تناول المشروبات وأهمها "الحلو مر" وهي ضمن المشروبات السودانية الخالصة ويتم تركيبها من عدة مشتقات محلية تخلط وتصنع على عدة مراحل تنتهي بإعداده على شكل رقائق تشبه الخبز العربي. ويتميز "الحلو مر" برائحة ذكية، يسيطر عبقها على الأجواء قبل حلول رمضان، ليبشر الناس بقدوم شهر الخير والبركة والحلو مر : وهو مشروب مميز يرتبط بشهر رمضان ويصنع من الذرة وبعض التوابل مثل الجنزبيل والقرفة وحب الهيل والعود الاحمر والكركدي والعرديب والكمون الأسود الى تقديم الابري الابيض: يصنع من دقيق الذرة المقشور مضافا اليه الكمون والحلبة وحب الهيل والعود الاحمر . والكركدي :من المشروبات التي يشتهر بها السودان وهو عبارة عن منقوع زهرة الهيربوسكوس الذي يشتهر السودان بزراعتها وتصديرها . العرديب: وهو عبارة عن منقوع ثمرة شجرة العرديب التي تنمو في غرب السودان وهو ايضا مشروب لذيذ ومنعش في فصل الصيف . التبلدي : وهو عبارة عن منقوع بدرة ثمر التبلدي الذي تنمو أشجاره في غرب السودان تضاف اليه النكهات وفي بعض الأحيان يلون حسب الرغبة وهو أيضا علاج لكثير من إمراض البطن إلى جانب بعض المشروبات الاخرى كالمديدة وهي مشروب ثخين القوام من الذرة الرفيعة أاو القمح أو الدخن أو اللبن الخاثر المسكر المخلوط بالماء ويسمونه "الغباشة"، بالإضافة الى المشروبات الأخرى مثل الليمون والمانجو والجوافة وغيرها من الفواكه التي تزرع على جانبي النيل الغذائية . وبعد ذلك يؤدون الصلاة وبعد ذلك يرتفع صوت كبير المجموعة او إمامها "استووا يرحمكم الله" فيقف الجميع لأداء صلاة المغرب وهذه هي بالضبط ساعة الصفر لتنفيذ مشاريع الصغار حيث يهجمون على الصواني وهم على يقين تام بان أحدا لن يهتم بأمر عدوانهم حرصا على صلاته فيسرحون ويمرحون ويفاخرون بعضهم البعض بأيهم ملا بطنه أكثر من الأخر. وبعدها يعودون مرة أخرى. طعام رمضان : وتتسابق ربات البيوت في إعداد الأطعمة التي يتطلب إعدادها خبرة كبيرة، وقدرات خاصة، مثل "الكسرة" التي تقدم مع العديد من الأطباق الشهية، مثل السلطات والزبادي وملاح الروب، ويعتبر رمضان هو شهر العودة إلى المطبخ السوداني الأصيل، الذي يتميز بتعدد خياراته من الأطعمة والمشروبات ذات القيمة الغذائية العالية، وتختلف هذه الأطعمة في أسمائها ومكوناتها من منطقة إلى أخرى, وأشهر المأكولات القراصة المصنوعة من القمح وهي عجينة سميكة يتم خبزها على الصاج ليتناولها الصائمون مع الطبيخ السوداني المميز، الذي تختلف أنواعه وتسمياته مثل الويكة والدمعة التي يتم طبخها في أحيان كثيرة باللحوم والفراخ وتعتمد عليها قبائل الدناقلة والحلفاويين والشايقية وفي الغرب تنتشر وجبة العصيدة المصنوعة من الدخن والذرة كغذاء أساسي العصيدة والتي يجهز لملاحها (من وقت مبكر يبدأ بتجهيز البصل والشرموط (اللحم المجفف) و"العصيدة" المعمولة من الذرة الرفيعة والمخلوطة أحيانا بدقيق القمح اما الادام فهو "ملاح" التقلية او الروب او النعيميه وتختلف التقليه السودانيه عن نظيرتها المصريه فى ان قوامها مسحوق اللحم القديد المجفف اما ملاح الروب فهو طبيخ يختلط فيه البصل والزيت وزبدة الفول السودانى واللبن الرائب ومسحوق الباميه المجففه (الويكه) واما النعيمية فهى ملاح الروب نفسه مضافا اليه اللحم المفروم ومعجون الطماطم ولدى الموسرين من المواطنين تسكب على الملاح مقادير من السمن البلدى والخبز وفي الوسط الكسرة المصنوعة من الذرة أما الشرق فتميزوا بالمخبازة المصنوعة من الموز والعصيدة باللبن وتعتمد القبائل الجنوبية علي الأسماك والعصيدة المصنوعة من البفرة والذرة.، فيما تتشابه المكونات والمواد الخام التي تكون غالبيتها من مواد محلية مصنعة الى جانب تناول طبق الفول حيث يعد الطبق الوحيد الذي يرفض مغادرة المائدة، ويصر على الوجود حتى في رمضان، بجانب الطعمية التي يفضلها الكثيرون ساخنة في الإفطار، وهو السبب الذي يجعل النساء يبدأن بإعدادها قبل الإفطار بوقت قليل وتزخر المائدة الرمضانية السودانية بأصناف عديدة من السلطات والمقبلات، التي يستخدم في إعدادها كمية كبيرة من الخضروات، أبرزها الطماطم والجرجير، بجانب العديد من أنواع السلطة التي تقوم النساء بإعدادها للوجبات المختلفة. وتشكل الحلويات ووفق تقارير رمضان جزءاً مهما من مكونات المائدة، ويتم عملها في البيت، حيث لا يميل السودانيون إلى شراء الحلويات من المتاجر المتخصصة، وتختص الفتيات الصغيرات في صناعة هذه الحلويات، بالاستعانة ببعض الكتب وإرشادات الأمهات، ويشهد رمضان تنافسا شديدا بين هؤلاء الفتيات في إعداد اللقيمات "الزلابية" والبسبوسة وبلح الشام فيما تعتبر الكنافة هي سيدة حلويات رمضان وتميل معظم السودانيات إلى استخدام الكنافة المحلية التي تتميز بجودة خامتها وسهولة إعدادها وبعد تناول الإفطار يعقد مجلس "الونسة" وهو ما يعني بالعربية الفصحي "الأنس" وخلاله يتسلى أهل المجلس بتناول البليلة وهي الذرة أو اللوبيا بأنواعها أو الحمص وهي في العادة تكون مسلوقة مع قليل من الملح بالإضافة إلى البلح وفي مجالس ميسوري الحال يتواجد التين والزبيب وغير ذلك هذا إلى جانب الشاي وقهوة البن، وينفض هذا المجلس قبيل صلاة التراويح وتمثل وجبة العشاء أهمية كبرى للصائمين الذين يرهقهم عطش النهار، حيث يضطرون إلى شرب
كميات كبيرة من المياه تمنعهم من تناول القدر المناسب من الأطعمة على الإفطار، لذا فتحوي مائدة العشاء معظم الأصناف المتبقية من الإفطار، بجانب المشروبات الباردة وبعض الحلويات. مظاهر وعادات سودانية : من المظاهر الرمضانية السودانية امتلاء المساجد في لياليه بالمصلين، وتقوم هذه المساجد بوضع برنامج يومي صباحي للنساء وللأطفال للتدريب على تجويد وحفظ القرآن وأخرى للفقه والسيرة، وبعد صلاة العصر هناك محاضرات دينية داخل المساجد يصحبها معارض للكتب الدينية الصغيرة والمأثورات. ونجد المساجد تعمر وتنشط حلقات القرآن والعلوم الدينية من فقه وتجويد وغيره. ويمكث المصلون بين صلاة الظهر والعصر لتلاوة جزء من القرآن، ويدير الحلقة شيخ حافظ للقرآن، حتى إذا اكتمل رمضان يكون كل منهم قد ختم القرآن تلاوة، وعَلِمَ بأحكام التجويد، وهناك وعظ يومي بعد صلاة التراويح حيث تشهد صلاة التراويح ازدحاماً ملحوظاً بالمصلين من الرجال والنساء والأطفال ... أما العشر الأواخر فى رمضان ففيها يزداد الناس خشوعاً وتعبداً؛ ففيها صلاة التهجد وتحري ليلة القدر. ومن مظاهر رمضان ايضا فى السودان (المسحراتي): ويجتمع شباب الأحياء ليؤدوا دور (المسحراتي) حاملين الدفوف ويطرقون عليها منادين في الناس ومرددين بعض الأناشيد الدينية حتى يتناولوا سحورهم ويؤدوا صلاة الفجر في جماعة والمسحراتي أحد الطقوس الرائعة في شهر رمضان، فسماع صوت طبله وصوته الرخيم عندما ينادي "يا صايم قوم اتسحر وأعبد الدائم" يضفي لوناً خاصاً على الأجواء الرمضانية بالسودان وأهم ما يميز التلفزيون السوداني والقنوات الخاصة في رمضان بجانب البرامج الدينية برامج المسابقات التي تقدم جوائز كثيرة ويقبل الناس على هذا النوع من البرامج إقبالا شديدا، وعند توزيع الجوائز تلاحظ حضورا كبيرا ومتابعه أكبر لمشاهدي هذه الاحتفالات في التلفزيون الى جانب تقديم جانب عرض البرامج والسهرات الغنائية خاصة فى القنوات الخاصة مثل الشروق وهارمونى وقناة النيل الازرق الفضائية.كما تسجل الإذاعة الأم (هنا امدرمان ) والإذاعات المتخصصة حضور مميز بالمسلسلات السودانية الخالصة والبرامج والمسابقات والسهرات المتنوعة. استقبال العيد: أما العيد فيستقبله الناس مبتهجين بعد أن أدوا فريضة الصيام. فبعد أداء صلاة العيد وشعائرها يقوم الناس - صغاراً وكباراً - بالسلام على من يقابلهم في المسجد وكل من المسلمين يقدَّم لأخيه العفو والسماحة، ويطلب منه أن يعفو عنه حتى ولو لم يكن هناك ما يربطهما معاً، ومن المسجد يتوجه كل الناس ليصل كل منهم رحمه وجيرانه، ويتحركون في مجموعات صغيرة ما بين ثلاثة إلى ستة أشخاص، حيث يقدم لهم صاحب البيت الحلوى والكعك الذي يصنع خصيصاً لهذا اليوم. وكل مجموعة تسعى لزيارة جميع أهل القرية أو المدينة التي يقطنون فيها. وبما أن السودان بلد مترامي الأطراف، ويشمل كثيراً من القبائل، إلا أن هذا يعد الغالب من عاداتهم، حيث يقوم به السواد الأعظم من الشعب السوداني.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.