الخرطوم في 26/8/2011/سونا/ قدم السودان إعانة غذائية تقدر بعشرة آلاف طن من الذرة الرفيعة، تبلغ قيمتها ثلاثة ملايين دولارا أمريكيا، لصالح الصوماليين الذين يعانون شحا حادا في الغذاء و المجاعة الطاحنة في بعض مناطق بلادهم . وقد أعلن ذلك وزير الدولة بالخارجية صلاح ونسي الذي يشارك حاليا في مؤتمر التضامن والتعهّدات لمواجهة المجاعة في القرن الأفريقي، قائلا :إن جهود السودان لاغاثة المنكوبين في الصومال ستستمر . وكانت قد بدات صباح أمس الخميس بالعاصمة الاثيوبية جلسات مؤتمر التضامن والتعهّدات لمواجهة المجاعة في القرن الأفريقي بمشاركة جميع الدول الأفريقية وعدد كبير من دول العالم وشركاء الإتحاد الأفريقي بجانب المنظمات الإقليمية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص حيث أعلنت بعض من الدول والمؤسسات عن تبرعاتها لضحايا الجفاف في القرن الأفريقي . ومن المقرر أن تكون الباخرة التي ستقوم بنقل شحنة الدعم المقدمة من السودان ، لمساعدة الشعب الصومالي ، قد غادرت ميناء بورتسودان إلى الموانئ الصومالية أمس الخميس ، بحسب ما ذكره (لسونا) وكيلها السيد محمد حسن ميرغني قائلا :أن الشحنة قد وصلت ميناء بورتسودان يوم الأربعاء الماضي و تشمل عشرة طن من الذرة وثلاث عيادات متنقلة وكميات من الأدوية والمعدات الطبية ،إضافة إلي بعض وسائل الحركة . كما غادرت أول أمس الأربعاء طائرة إغاثة من مطار الخرطوم إلى مطار مقديشو، تحمل مساعدات تم جمعها بواسطة منظمات المجتمع المدني. وقال النجومي بشري محمد نائب رئيس اللجنة الاعلامية العليا لمناصرة شعب الصومال، ان الطائرة تحمل اكثر من الف طن من المواد الغذائية وكميات من الادوية ومواد الرش و المبيدات والالبان وبعض الاحتياجات الانسانية وجدد مناشدته لكل المنظمات والمواطنين ان يسهموا في اغاثة الشعب الصومالي . وقد بدأ الوضع الإنساني في الصومال ضمن منطقة القرن الأفريقي في التأزم منذ مطلع شهر مارس الماضي 2011 بسبب الجفاف الذي أثر علي البلاد بسبب شح الإمطار لعامين ماضيين وتسبب في نزوح آلاف السكان إلي العاصمة مقديشو وضواحيها بعد نفوق ثرواتهم الحيوانية التي يكتسبون بها العيش . وقدرت الأممالمتحدة في وقت سابق عدد الصوماليين المتضررين من الجفاف بما لا يقل عن 3.7 ملايين, أي ثلث سكان البلاد تقريبا. , وذكر بان كي مون الامين العام للمنظمة الدولية إن كلفة المساعدات العاجلة للمتضررين من الجفاف والمجاعة في الصومال بمفردها تبلغ 1.8 مليار دولار. إلا أن منظمة الصحة العالمية أعلنت منطقتين في الصومال بأنها مناطق كوارث إنسانية بسبب الجوع والمجاعة والجفاف. واتهمت المنظمات الدولية بعدم الاستجابة لهذا الوضع الإنساني الحرج هناك. وذكرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية الفاو " انه ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء الأزمة القائمة في هذه المنطقة من العالم فان الموقف الراهن مرشح للتدهور بسرعة لكي يتحول إلى كارثة إنسانية تطال عدة أطراف تمثل الجزء الأعظم من منطقة القرن الأفريقي" . وقال الدكتور جاك ضيوف ، المدير العام لمنظمة " الفاو " " ان العوامل المتمثلة بالجفاف والتضخم والصراع قد خلقت حالة كارثية تستدعي دعماً دولياً ضخماً " . وشدد قائلا " اذا كنا نريد أن نتفادى وقوع المجاعة في المستقبل وأزمات انعدام الأمن الغذائي في المنطقة فأنه يتعين على البلدان والمجتمع الدولي وبشكل عاجل أن يدعم القطاع الزراعي ويزيد الاستثمارات في قطاع التنمية الريفية " . في هذه الأثناء ،ارتفعت حالات الوفاة داخل معسكرات النازحين في العاصمة مقديشو وضواحيها إلى 800 حالة يوميا ، خلال فترة الأسبوع الماضي أغلبها وسط الأطفال، بحسب آخر تقرير ميداني لمنظمة الدعوة الإسلامية من الصومال . وقال د/ عبد القادر موسى يوسف الفكي ،رئيس بعثة منظمة الدعوة الاسلامية في الصومال ضمن تقرير أرسله للرئاسة بالخرطوم أن الوضع في الصومال إزداد تعقيدا بعد أن امتدت المجاعة إلى ثلاث أقاليم اخرى" فقد وصل إلى مقديشو وضواحيها خلال هذا الإسبوع عدد 11250 أسرة من الجنوب والامر المخيف جدا هو أنتشار الامراض المعدية مثل مرض الكوليرا الذي أنتشر بصورة كبيرة مما أدى إلى وفاة العديد من الأطفال. ووفقا لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية ،فإن توقعات المناخ لمنطقة القرن الأفريقي العظيم،ترجح أن تظل المناطق التي يضربها الجفاف في القطاع الشرقي من القرن بما فيها الصومال ، دون سقوط أمطار خلال موسم الخريف الحالي والذي يمتد من يوليو وحتى نهاية سبتمبر .وذكرت أن الجفاف شديد الحدة قد استمر وساد في أغلب القطاع الشرقي للقرن الأفريقي منذ الربع الأخير من العام 2010 وتسبب في حدوث اثار اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى . كما ان هناك احتمال مرجح بشدة، وفقا للمنظمة، بهطول الأمطار أكثر من المعتاد بالقرب من اريتريا وجيبوتي وأوغندا ورواندا وبوروندي الشمالية ، شمال غرب تنزانياوكينيا الغربية ، شمال غرب الصومال الذي يعاني من الجفاف والجوع ، جنوب غرب ووسط وشمال شرق اثيوبيا ، وكذلك أجزاء من جنوب وشمال شرق البلاد السودان. ولكن معظم أجزاء القرن الأخرى ستظل جافة ودون أمطار . وتعاني منطقة القرن الأفريقي منذ العام 2010 من موجة جفاف حادة ظهرت تأثيراتها الحادة في شدة الجفاف وتعرض أكثر من 12 مليون من سكانه إلى شح في الغذاء وصل إلى حد المجاعة الطاحنة في منطقة الصومال تحديدا . وتتخوف المنظمات الدولية من ان تمتد آثار الكارثة لتطال دولا أخرى منها كينيا ويوغندا. والقرن الأفريقي ،هو البروز المثلث الشكل الواقع في الشرق الإفريقي الذي يشرف علي المحيط الهندي وخليج عدن ، ويمتد شمالا علي ساحل البحر الأحمر لمسافة 600 ميل ويمتد إلي داخل القارة الإفريقية. ويشمل من الناحية الجغرافية ،إثيوبيا و إريتريا و الصومال و جيبوتي. بيد أن بعض الجغرافيين قد وسع الرقعة التي يشملها هذا القرن لتضم كينيا و السودان. وتمتد مساحة القرن الأفريقي لتغطي ما يقرب 2.000.000 كم2. ن ف