أكد الدكتور محمد خير الزبير محافظ بنك السودان المركزي أن سياسة التمويل الأصغر من رافعات النمو الاقتصادي وآلية مهمة لزيادة الدخل القومي . وقال لدى مخاطبته افتتاحية المؤتمر العالمي الثاني نحو تطوير نظام مالي إسلامي شامل تحت عنوان (تعزيز الخدمات المالية والإسلامية للمؤسسات متناهية الصغر) في الفترة من 9الى 11 أكتوبر 2011م والذي نظمته أكاديمية السودان للعلوم المصرفية والمالية ، مركز البحوث والنشر والاستشارات ، البنك الإسلامي للتنمية (جدة) ، المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب بالتعاون مع بنك السودان المركزي اليوم بأكاديمية السودان للعلوم المصرفية والمالية ، إن هناك عدة محاور تتعلق بالتمويل الأصغر وهي تحتاج إلى معالجات منها محور التمويل ومحور بناء القدرات ومحور المشروعات والمنتجات . وأكد الزبير ضرورة الاستفادة من نسبة 12% من محفظة التمويل التي تأخذ من جميع المصارف ، مؤكداً ضرورة التركيز على دراسة كيفية استرداد التمويل وبناء القدرات للمستفيدين وكذلك ضرورة تدريب المؤسسات المانحة للتمويل على طريقة تقديمه للمستفيدين . وتحدث الزبير عن موضوع الضمان مشيرا إلى أنه دائماً ما يكون عقبة للحصول على المستفيدين ، منادياً بضرورة الانتشار للوصول إلى أكبر قدر من المستفيدين وتثقيفهم وتدريبهم حتى يستفيدوا من التمويل الذي يأخذونه . من جانبة أكد الدكتور عبد الرحمن الزاهي ممثل البنك الإسلامي للتنمية بجدة والخبير الاقتصادي أن هنالك تعاون بين بنك السودان وأكاديمية السودان للعلوم الاقتصادية من أجل تخفيف الفقر بالسودان. وقال (لسونا) أن مؤتمر التمويل للوحدات متناهية الصغر يأتي انسجاماً مع أهداف البنك والذي يسعى لحفظ كرامة الإنسان ورفع مستواه المعيشي وذلك بتوفير الخدمات مع التركيز علي صيغ التمويل الأصغر الإسلامية لأنه الحل الوحيد الذي يساعد في تطوير الرؤيا الاقتصادية الإسلامية . مضيفاً أن السودان يعتبر رائداً في مجال التمويل الأصغر ولهذا يجد اهتماماً من البنك الإسلامي بجده دعماً لمشاريع التمويل بالسودان. وقال الدكتور يوسف حسن احمد بلولة مدير مركز التدريب باكاديمية السودان للعلوم المصرفية ان الأكاديمية تقوم بالتعاون مع بنك السودان المركزي في مجال بناء القدرات لمقدمي الخدمات والمستفيدين بقطاع التمويل الاصغر بالسودان، مشيرا إلي أن الاكاديمية نفذت 43 دورة تدريبية بلغ عدد المشاركين فيها 737 مشاركا خلال الفترة من يوليو 2009م إلي ابريل 2011م . واضاف ان الأكاديمية عملت علي أدخال التمويل الأصغر في المنهج الدراسي لطلاب البكالوريوس وبحوث الدراسات العليا، كما طرحت برنامج جديد لماجستير إدارة الاعمال في مجال التمويل الاصغر الذي يعتبر البرنامج الاول في نوعه في العالم بالتعاون مع جامعة برونيل البريطانية، والذي تمت اجازته والموافقة عليه من قبل اللجنة الفنية ولجنة المشروعات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومن المتوقع أن يبدأ العمل به اعتبارا من العام الدراسي 2011/ 2012 . وقالت الدكتورة اشراقة عبدالحافظ مدير مركز النشر باكاديمية السودان للعلوم المصرفية، انه إيمانا من الأكاديمية بأهمية صناعة التمويل الأصغر باعتباره جزء لايتجزأ عن القطاع المالي بشقيه فقد اولت هذا الجانب اهتماما كبيرا في مجال التأهيل الأكاديمي والتدريب والبحوث، ويجيء هذا المؤتمر لايجاد منتدي للنقاش بين الأكاديميين والممارسين وصناع القرار لتعزيز صناعة التمويل الأصغر مع إيجاد فرص لتبادل الخبرات علي المستوي المحلي والإقليمي والدولي بالإضافة إلي الخروج بتوصيات تساعد علي تطوير الخدمات المالية المقدمة لأصحاب المشروعات المتناهية الصغر وفقا للمعايير المعتمدة . وأشارت الأستاذة هبة محمد صادق رئيس وحدة التمويل الأصغر ببنك السودان إلي إستراتيجية البنك المركزي بالعمل علي تأسيس بنية تحتية للتمويل الأصغر لتقديم الخدمات التدريبية بالإضافة إلي تعزيز ثقافة التمويل الأصغر في المجتمع، حيث عمل البنك المركزي علي توطين التدريب في مجال ثقافة التمويل الأصغر بالولايات بالإضافة إلي دمج مشاريع التمويل الأصغر في خطط الدولة الاقتصادية وعلي مستوي الوزارات الاتحادية والمؤسسات، . وابانت هبة محمد عن شراكة بين البنك المركزي مع برنامج الغذاء العالمي تستهدف صغار المزارعين بالإضافة إلي شراكات مع بنك التنمية الإسلامي ( جدة ) بمقدار 28 مليون دولار ومع البنك الدولي بمقدار 20 مليون دولار . وقدمت عدة أوراق خلال اليوم الأول ورقة (حول تخفيف الفقر من خلال التمويل الأصغر) قدمها الدكتور بيجاوي كومار سواين والورقة الثانية بعنوان (الإدراج المالي في نيجيريا فرص وتحديات بنوك التمويل الأصغر الإسلامية ) قدمها الدكتور أحمد بيلو دوقاراوا من جمهورية نيجيريا والورقة الثالثة بعنوان ( تحليل كفاءة مؤسسات التمويل الأصغر في الدول النامية ) قدمها البروفيسور محمد كير حسن والورقة الرابعة بعنوان ( التصنيف الائتماني والشرعي للمشاريع الصغيرة وانعكاسها على تأمين السيولة لها ) وقدم هذه الورقة البروفيسور بلعزوز بن على من جمهورية الجزائر الشقيقة . واشتمل المؤتمر علي معرض التمويل الأصغر عرضت فيه عدة تجارب من فوائد التمويل . وقدم الدكتور الليثى الليكى مدير الدراسات المصرفية والمالية رئيس لجنة بناء القدرات والخبير الاقتصادي ورقة حول مشروع البنك الإسلامي البنغلادشي للتنمية الريفية ومؤسسات التمويل الأصغر التقليدية البنغلادشية تحليلا مقارنا وورقة بعنوان ( فاعلية بيت المال والتمويل الأصغر في تخفيف الفقر) دراسة حالة مؤسسة التمويل الأصغر الإسلامية الاندونيسية الإطار التنظيمي للتمويل الأصغر قدمها الدكتور محمد اخيار عدنان وقدم ممثل بنك الخرطوم ورقة حول (تجربة بنك الخرطوم في التمويل الأصغر) . وأكد المشاركون على ضرورة وضع دراسات جدوى وتقديمها للمستهدفين من التمويل الأصغر وتوفير التمويل للمزيد من الأعمال الصغيرة واستخدام الموارد المتاحة وضرورة أن تساعد المجموعات التجارية في المشروع الهام الذي يمكن من تطور الاقتصاد في البلاد وانتعاشه ويقلل من الفقر . وستتواصل فعاليات المؤتمر إلى الحادي عشر من أكتوبر الجاري . ام/ام