شهدت أكاديمية السودان للعلوم المالية والمصرفية المؤتمر العالمي الثاني نحو تطوير نظام إسلامي شامل لتعزيز الخدمات المالية الإسلامية للمؤسسات المتناهية الصغر في الفترة من 9 11 أكتوبر برعاية بنك التنمية الإسلامي بجدة وبنك السودان وأكاديمية السودان للعلوم المالية والمصرفية.. وقُدمت بالمؤتمر 25 ورقة تناولت في أضابيرها تجارب التمويل الأصغر في ست دول هي السودان، نيجريا، باكستان، بنقلادش، الجزائر واندونيسيا.. وفي خضم الخوض في تجربتنا نبدأ من التساؤل الذي طرح: هل نجح التمويل الأصغر أم أخفق؟ والإجابة كانت لا هذا ولا ذاك.. وفي محاولة للتعمق في تجربتنا في مضمار التمويل الأصغر والتي لم يكتمل عامها الخامس بعد نجد أن الحكم على هذه التجربة ما زال مبكرًا جدًا خصوصًا إذا ما قارناها بدول تمهرت في مجال التمويل الأصغر مثل اندونيسيا وبنقلادش.. وهناك تجربة بنك غرامين مع البروفيسور محمد يونس تلك التجربة الرائدة والتي بدأت في السبعينيات والتي تعدّ من أنجح التجارب في مضمار التمويل الأصغر، فالتمويل الأصغر رسالة اجتماعية وواجب تقوم به المصارف تجاه المجتمع. ولكن تبقى الأسئلة التالية: هل كانت المصارف التجارية ناجحة في تقديم التمويل الأصغر أم المؤسسات؟ وما الذي يهمّ المواطن من هذا المؤتمر؟ وكيف تصل خدمة التمويل الأصغر الى المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر؟.. سنعود للإجابة عن هذه الأسئلة في مقالات لاحقة إن شاء الله فالإجابة لا تكون الإ وفق مقارنة ما كان مخططًا له مع ما أُنجز، والإجابة ينبغي أن تكون موضوعية.. فقد أنشأ بنك السودان المركزي وحدة التمويل الأصغر هدفها تحسين وضع التمويل المصرفي لقطاع التمويل الأصغر ووجه المصارف بضرورة إنشاء وحدات للتمويل الأصغر.. وبالعودة مرة أخرى الى المداولات التي تمت في المؤتمر نجد أن مشكلة الضمانات من المعضلات التي تواجِه التمويل الأصغر، ففي معظم الأوراق التي قُدمت توجد مشكلة في الضمانات والتي تتطلبها عملية منح التمويل.. فالمصارف والمؤسسات العادية لا تمنح التمويل إلا في ظل وجود ضمانات.. وقد كان هناك رأي أن أغلب المستفيدين من خدمة التمويل الأصغر هم من يعيشون فوق خط الفقر لا من يعيشون تحته.. فالشريحة الأولى تخاطر من أجل تحسين مستقبلها بينما الشريحة الأخرى تتهيب المصارف ومن يصل منهم الى المصارف يواجِه بمجموعة من المطلوبات لا يقدر هو على توفيرها وبالتالي ينصرف وهو مغاضب.. والذي يهم المواطن أن المؤتمر ناقش تلك القضايا والتي خرجت توصياتها والتي تعمل وحدة التمويل الأصغر على ترجمتها لواقع وذلك من خلال الإستراتيجيات الموضوعة.. والتمويل الأصغر رسالة مجتمع وهو خير داعم للاقتصاد. ولا بد من تحيّة تقدير واحترام لبنك التنمية الإسلامي بجدة ولبنك السودان ولأكاديمية العلوم المالية والمصرفية ولكل من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر.. وودت استعراض كل الأوراق التي قُدمت لو أتيح المجال وقد تميّزت الأوراق بجودة علمية عالية وبكثافة المعرفة وستكون لنا فيها مناقب إن شاء الله تعالى. وللغاية مقصد