تعد المكتبات الروافد الأساسية للكتب والمطبوعات التي لا غني للإنسان عنها، فهي ذاكرة فعالة لحفظ المعلومات والرجوع إليها وقت الحاجة، لدعم الكتاب الورقي الذي كان ولا يزال صديق البشر الوفي ولكي يستفيد الإنسان من تكنولوجيا العصر ومواكبتها كان لابد من السعي الجاد نحو الاستفادة من النظام الالكتروني في حفظ المعلومات وتداولها داخل المكتبات وقواعد البيانات، وقد خطي العالم خطوات حثيثة نحو ذلك خاصة وان هذا العصر أصبح عصر المعلومات. وضع السودان مشروع نظام المكتبات الالكتروني بالجامعات السودانية ضمن الأولويات الملحة لتيسير عمل المكتبات و مساعدة الباحثين والطلاب في الحصول علي المعلومات وتداولها. وشرعت الجهات المعنية نظام المكتبات الالكتروني في الجامعات السودانية لذلك بدأت بتنظيم الدورات التدريبية علي نظام إدارة المكتبات التي تأتي ضمن مشروع نظام المكتبات المتكامل الآلي الذي قامت بتمويله جامعات سودانية حكومية وهي جامعة الخرطوم وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وجامعة النيلين بالتعاون مع اليونسكو وإشراف شبكة الجامعات السودانية والجمعية السودانية للمكتبات. ويتيح المشروع فرصة اطلاع علي جميع محتويات الجامعات الثلاث من كتب ومجلات أكاديمية وأبحاث علمية ومقررات دراسية ورسائل جامعية ومستودعات رقمية ومعلومات مختلفة عن الكليات وأعضاء هيئة التدريس الندوات والمحاضرات عبر شبكة الجامعات السودانية وشبكة الانترنت، تنطلق من نقطة واحدة للإطلاع. وأشار كل من د. يحي عبدا لله وزير الاتصالات السابق وبروفيسور عز الدين محمد عثمان مدير جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا الي أن مشروع نظام المكتبات ا لآلي المتكامل نواة لربط محتويات جميع الجامعات السودانية وإمكانية الإطلاع علي جميع محتويات مكتبات الجامعات. ومن جانبه أكد المهندس محمد عبد الكريم الهد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات علي تقديم وزارته لدعم المشروع الذي سيسهم في إثراء المحتوي الرقمي للحكومة الالكترونية من بحوث أكاديمية تدعم مشروعات التنمية والتطور التكنولوجي ، حيث تذخر الجامعات السودانية بعدد مقدر من البحوث في مجالات التنمية من بينها العلوم الزراعية والاقتصاد والتربية والآداب والتكنولوجيا لتصبح متاحة في شكل رقمي علي شبكة الانترنت. من جانبه قال د. خالد أحمد أبو سن عميد المكتبات بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ان المشروع سيحدث نهضة في التعليم العالي والبحث العلمي، مضيفا أن النظام تم ربطه عبر الجامعات الثلاث وتعمل الجامعات علي إدخال البيانات، حيث ستشرف الجامعات الثلاث علي تدريب العاملين في مجال المكتبات بالجامعات الأخرى علي النظام وتقديم نموذج قومي للتكامل والاشتراك في مصادر المعلومات بين الجامعات السودانية في جميع الولايات. وأشاد د. أبو سن بالدور الذي كان وما زال يلعبه بروفيسور احمد الطيب وزير الدولة بالتعليم العالي والبحث العلمي في دعم المشروع منذ ان كان مديرا لجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا . ويتسم هذا المشروع بالجدية نحو ربط الجامعات بقواعد بيانات عبر مكتباتها لتصبح المعلومات متاحة لكل المستفيدين منها من الطلاب والباحثين في شتي المجالات، يعتبر خطوة طموحة نحو التطور التقني في مجال المكتبات والمعلومات ، لكن يحتاج هذا المشروع للدعم والسند والاهتمام من قبل الدولة حتي يصبح السودان في مصاف الدول التي يشار إليها بالبنان وتصبح قبلة للباحثين وطالبي المعلومات لا من داخل السودان فحسب بل من جميع دول العالم. ام/ام