يعتبر الاجتماع الثاني الذي عقدته لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور في اليومين الماضيين بمقر اليوناميد بالفاشر برئاسة احمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء القطري فرصة كبيرة تم فيها مراجعة وجرد حساب عمل اللجنة خلال الستة اشهر الماضية من توقيع الوثيقة واربعة اشهر من الاجتماع الاول للجنة بالدوحة كما تم فيها وضع تصور للفترة المقبلة وتحديد الاولويات التي جاء الامن في اولها وتشجيع عودة النازحين واللاجئين ثانيها . وقد حظي الاجتماع هذه المرة بمشاركة رفيعة من الاطراف والشركاء في مقدمتهم البروفيسور إبراهيم قمبارى المبعوث الخاص للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى رئيس بعثة اليوناميد والدكتور التجاني السيسي رئيس السطة الانتقالية لدارفور رئيس حركة التحرير والعدالة والدكتور أمين حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية رئيس مكتب متابعة سلام دارفور والسيد كبير مفاوضي الإتحاد الإفريقي والامم المتحدة السابق جبريل باسولي وزير خارجية بوركينا فاسو والاستاذ محمد فكي وزير خارجية تشاد إضافة الى حضور ممثلي كندا ، الصين ، مصر ، فرنسا ، اليابان ، روسيا الفيدرالية ، المملكة المتحدة ، الولاياتالمتحدة الاميركية ، الاتحاد الإفريقي ، الإتحاد الأوربي ، الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي . وناقشت اللجنة في اجتماعها الثاني التقرير المرفوع من اليوناميد وأطراف اتفاق الدوحة ممثلة في حكومة السودان وحركة التحرير والعدالة حول التقدم الذي احرز في تنفيذ الإتفاق وناقشت اللجنة التقدم المحرز في العملية السلمية . واكدت اللجنة دعمها للإتفاقية وتنفيذ بنودها في الوقت المضروب ولكنها عبرت عن قلقها ازاء بعض التأخير في تنفيذ الإتفاق خاصة ما يتعلق بانشاء السلطة الاقليمية لدارفور وطالبت بتوفير الموظفين والتمويل اللازم للسلطة والعمل علي وضع مؤسسات فعالة وشفافة دون تأخير . ودعا المشاركون حكومة السودان لانشاء لجنة العودة الطوعية وإعادة التوطين في دارفور وان تعمل سلطة دارفور الاقليمية علي انفاذها . واكد البيان الختامي للاجتماع الثاني للجنة التي تسلمت (سونا ) نسخة منه ان المشاركين فيه يرحبون بالتزام الأطراف بسلام دائم وشامل في دارفور وعبروا عن قلقهم العميق من تهديدات الحركات غير الموقعة ودعواهم باسقاط الحكومة بالقوة واكدوا علي أهمية ان تلتزم الأطراف غير الموقعة بالحل السلمي مع حكومة السودان علي اساس اتفاق الدوحة ورحبوا بالتزام الحكومة انها ستظل منفتحة علي الأطراف غير الموقعة علي أساس اتفاق وثيقة الدوحة . كما رحبت الأطراف المعنية بانشاء مفوضية حقوق الإنسان والمحكمة الخاصة حول دارفور وتعيين المدعي العام لدارفور ودعوا إلي السرعة في تحديد مراقبين دوليين لها . ودعا المشاركون بحسب البيان الحكومة إلي تمكين المحكمة والمدعي ولجنة حقوق الإنسان وان يمنحوا الاستقلال الذي يحتاجونه للقيام بعملهم بصورة فعالة وعادلة وان يمنحوا الموارد المطلوبة . وأعلن السيد أحمد بن عبد الله آل محمود نائب رئيس الوزراء القطري رئيس لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور لدى مخاطبته أعمال الاجتماع الثاني لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور عن تبرع دولة قطر بنفقاتها التي قامت بصرفها للتوقيع علي سلام دارفور إسهاما منها في استتباب الأمن والاستقرار بربوع دارفور بشكل خاص والسودان بشكل عام مشيرا لاهتمام حكومته وفي مقدمتها أمير دولة قطر سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بالشأن السوداني والسلام فيه . وأوضح آل محمود أن انعقاد اجتماع اللجنة بالفاشر يدل علي استقرار السلام والأمن بدارفور وأن الأوضاع تسير نحو تحقيق السلام العادل والشامل لأهل دارفور مبينا أن أولويات اللجنة خلال الفترة القادمة العمل علي إقناع الحركات غير الموقعة علي وثيقة الدوحة بالانضمام لها وثانيا نزع السلاح والعمل علي دمج المقاتلين بالمجتمع . وقال أن اللجنة تؤكد أن وثيقة الدوحة مفتوحة لكافة الحركات التي لم توقع بعد وأنها تمتلك مقومات الشمولية . وناشد الشركاء والمانحين لدعم السلام في دارفور تشجيع العودة الطوعية والعمل علي إنفاذ عدد من المشاريع علي الأرض لا سيما التي تمس الخدمات مؤكدا علي الدور الهام الذي تضطلع به قوات اليوناميد وناشد الدول والمنظمات بتقديم الدعم اللازم والمعينات حتي تضطلع بدورها . وشدد من جانبه البروفيسور إبراهيم قمبارى المبعوث الخاص للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى رئيس بعثة اليوناميد الى ضرورة تضافر الجهود والتزام الشركاء والأطراف المعنية بإنفاذ وثيقة سلام دارفور التي تم توقيعها بالدوحة . وقال البروفيسور قمبارى ان هناك تحديات تواجه عملية السلام، داعياً الي ضرورة ان يكون هنالك تعاونا وثيقا بين كافة الأطراف المعنية لتجاوزها مشيدا بالدور الكبير والفاعل الذي تضطلع به حكومة قطر الأمر الذي أسهم فى التوصل للتوقيع على وثيقة الدوحة لسلام دارفور، معرباً عن تقديره لكل الجهات التى أسهمت وما زالت تسهم فى عملية إحلال السلام بدارفور . من جانبه قال عثمان محمد يوسف كبر والى شمال دارفور ان الاجتماع يتزامن مع بدء تنفيذ هياكل السلطة الإقليمية لدارفور، مما يؤكد توفر الإرادة السياسية لطرفي الاتفاق على إنزال البنود الى ارض الواقع، مشيرا الى تحسن الأوضاع الأمنية . وقال (إن الأوضاع على الارض تسمح بالتنقل بحرية بجانب الانتقال من حالة الطوارئ الحادة الى حالة التنمية بفضل مجهودات الحكومة وشركاء سلام الدوحة وان الأوضاع الأمنية حاليا تساعد فى العودة الطوعية للنازحين واللاجئين من تشاد الى قراهم الأصلية بولايات دارفور) . وناشد الوالي الحركات غير الموقعة على وثيقة الدوحة بضرورة الإسراع للالتحاق بالاتفاقية والإسهام فى التنمية وإعمار ما دمرته الحرب فى دارفور . واعتبر السلطة الإقليمية إضافة حقيقية لولايات دارفور وليس خصما عليها مؤكداً تعاون حكومته معها لخلق بيئة صالحة للقيام بدورها حتى يتحقق السلام والاستقرار بدارفو ر. واعتبرت بعض الدول اجتماع الفاشر فرصة للوقوف ميدانيا علي الاوضاع وتأكيد موقفها الداعم للسلام وفي مقدمته الولاياتالمتحدة الأميركية التي اوضحت عظيم اهتمامها بالسلام في دارفور علي لسان السيد دان سميث كبير مستشاري الادارة الامريكية للسلام بدارفور الذي عبر عن تفاؤله بالخطوات الايجابية التى شهدتها مسيرة السلام بدارفور معلنا دعم الادارة الامريكية لجهود السلام بدارفور من خلال السعى لالحاق بقية الحركات المسلحة بمسيرة السلام بدارفور . واكد سميث لدى لقائه الاستاذ عثمان محمد يوسف كبر والى ولاية شمال دارفور على هامش اعمال اللجنة التنفيذية المعنية بانفاذ وثيقة الدوحة للسلام بالفاشر رفض الادارة الامريكية لتحالف القوى الثورية التى تسعى لازالة الحكم بالسودان من خلال العمل العسكرى . وقال سميث ان الادارة الامريكية ترفض هذا المبدأ جملة وتفصيلا باعتبار انه لايساعد فى دفع العملية السلمية بدارفور والسودان عامة . ووصف مبعوث الادارة الامريكية اجتماع الآلية التنفيذية لوثيقة الدوحةبالفاشر بانه يشكل عاملا قويا لتحقيق الشراكة بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة لتحويل الاتفاقية الى برامج عمل تحقق مصالح اهل دارفور . واضاف ان زيارته الحالية الى السودان والتى جاءت بصحبة مسئول المعونة الامريكية تهدف الى دفع الجهود التى تضطلع بها الادارة الامريكية فى تنفيذ برامج التنمية والانعاش المبكر بدارفور وانزالها الى ارض الواقع . ومن البرامج الايجابية التي نفذت علي هامش انعقاد الاجتماع تنظيم بعثة اليوناميد برنامجا خاصا للاعلاميين والصحفيين لزيارات معسكر ابو شوك للنازحين وزيارات لنماذج من المدارس والاسواق ولقاءات مع ممثلي الادارات الاهلية ومنظمات المجتمع المدني تم الوقوف خلالها علي مسار عملية السلام والتحسن الذي حدث علي الارض الذى يوضح ان اوضاع النازحين علي الرغم من انها لا تخلو من المشقة والعنت الا ان بها قدرا من الاستقرار مع وجود بعض المرافق الخدمية . كما ارادت بذلك اليوناميد ان تبعث برسائلها ولتؤكد ان لها دورا متعاظما في توفير الامن من خلال قواتها التي تشكل وجودا مع دورياتها المنتظمة للمعسكرات . وهكذا تكون لجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة والتي تشكل اليوناميد احد آلياتها الهامة لوقف اطلاق النار واستتباب الامن بربوع دارفور قد فتحت كتابها لقراءات خلال الاشهر الستة الماضية من عمرها وقدمت كشف حساب للاخرين لقرءاته فهل نجحت ؟ ع و