اتفقت آراء المشاركين في ورشة عمل " رصد قضايا الجندر النوع الاجتماعي في الإعلام السوداني علي ضعف التناول الإعلامي لتلك القضايا واعطاء الأولوية للقضايا السياسية ثم الاقتصادية . وقد عقدت منظمة المبادرة السودانية للتنمية (Sudia )ورشة عمل في الفترة مابين 16-19 يناير الجاري لمناقشة ورصد قضايا الجندر في الإعلام السوداني بمشاركة عدد من الصحفيين وممثلي بعض منظمات المجتمع المدني الناشطة في هذا المجال بالإضافة إلي بعض الراصدين الإعلاميين العاملين بمركز الرصد الإعلامي التابع للمنظمة . سلطت الورشة الضوء علي أهمية دور قضايا الجندر السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الدولة وبدأت فعاليات الورشة بتعريف لفظ الجندر . يذكر أن علماء اللغة والأكاديميين قد اختلفوا في تعريف مفهوم " الجندر " والذي برز لأول مرة في ثمانينات القرن الماضي بواسطة العلوم الاجتماعية من خلال دراسة الواقع الاجتماعي والسياسي كمحاولة لتحليل الأدوار والمسئوليات والمعوقات وقضايا الجندر لاتعني فقط المساواة بين المرأة والرجل بل تمتد إلي قضايا العنف والاستغلال والاغتصاب . ويري الخبير ويلنجتون رادو الباحث بمركز رصد الأعلام في جنوب إفريقيا MMA والمشارك في الورشة أن قضايا الجندر مهملة في كل العالم وليس إفريقيا وحدها وقال ان الاحصاءات تشير إلي أن الرجل يتحدث اكثر من المرأة في أجهزة الاعلام بنسبة 23% فقط للمرأة وبقية النسبة للرجل وهي ظاهرة تحتاج إلي تغيير لأن نظرة المرأة لقضية ما قد تختلف عن نظرة الرجل كذلك نحن في حاجة إلي تغيير عقولنا أولا علي المستوي الشخصي ثم تغيير نظرتنا للأمور . كذلك يري الخبير ويلنجتون أنه يجب توسيع قاعدة مشاركة الرجل في معالجة قضايا الجندر والا تقتصر علي النساء ولايجب أن ينظر لها علي أساس الصراع بين الرجل والمرأة بل هو تمكين وتعزيز لدور المرأة في المجتمع . وابان السيد ويلنجتون أن مشاركته في الورشة قد أطلعته علي الكثير من التحديات التي تواجه الإعلام السودانى في هذا المجال وكانت فكرته قبل الورشة ان المرأة السودانية لاتشارك في مناقشة قضايا الجندر ولكنه وجد العكس فهي عضو فاعل ومؤثر في هذا الجانب . وذكر في حديثه أن الاعلام جزء من منظومة تخلق وتقرب وجهة نظر ما في ثم تروج لها وضرب مثلاً للتناول الإعلامي الذي يركز علي المظهر الخارجي للشخصية السياسية عندما تكون أمرأة مثلا ولكنه يتغاضي عن هذا الجانب تماما عندما تكون هذه الشخصية رجلاً فهذا النوع من التغطية الإعلامية يترك انطباعاً معيناً عند القارئ وهذا ما يجب تغييره . وعن الرؤي المستقبلية لهذا الجانب أكد السيد ويلنجتون أن الإعلام في السودان وسيلة من وسائل التعبير النافذة وينبغي أن تتضاعف الجهود لزيادة المساحة الإعلامية لمثل هذه القضايا في الإعلام . كما اعرب عن أمله فى أن تجد توصيات هذه الورشة المزيد من الاهتمام والتنفيذ وحث كذلك علي تفعيل دور الأعلام في المجتمع بالمشاركة مع منظمات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال واكد علي ضرورة خلق روابط وعلاقة متينة بين الإعلاميين والعاملين في مراكز الرصد . التقت سونا السيد شاهين محمد سلمان من مركز الخاتم عدلان المشارك في الورشة والذي افاد بقوله أن موضوع قضايا الجندر في الإعلام جديد بالنسبة للتناول الجماهيري وكانت الإستفادة كبري من خلال تبادل المعلومات والخبرات من الجهات المشاركة كذلك أكدت الورشة علي أهمية الرصد بالنسبة لأداء الأجهزة الإعلامية في تطوير الأداء وطرح هذه القضايا باعتبارها وسيلة لايجاد الحلول والقضاء علي الظواهر السالبة . وعن بعض أنشطة المركز افاد السيد شاهين ان مركز الخاتم عدلان قد شارك في حملة العنف ضد المرأة والتي نظمت العام الماضي وسعي المركز كذلك إلي تنظيم العديد من ورش العمل عن إتفاقيات السلام وظاهرة العنف في القطاع الطلابي تم فيها دعوة الصحفيين والمختصين والمنظمات العاملة في هذا المجال . كذلك شارك في الورشة عدد من الناشطين لقضايا الجندرة وممثلي عدد من المنظمات الطوعية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال . كما التقت (سونا ) الراصد الإعلامي خليل حسن حماد المشارك في الورشة فأوضح بقوله ان التجربة كانت جيدة باعتبارها أول محاولة للرصد المنهجي وكان المشاركين من جهات مختلفة . وعلي الصعيد الشخصي افاد خليل بان الورشة أكسبته خبرة جيدة لقراءة الوسيلة الإعلامية وتقييمها من خلال كيفية تناول الصحيفة للقضية المطروحة وكذلك تقييم الاسلوب الصحفي الذي كتبت به المادة وهي ذات اهمية كبري في الإعلام السوداني . ودعا إلي الاهتمام بقضايا الجندرة خاصة بالنسبة للمجتمع السوداني باعتباره مجتمع ذكوري وهي دعوة كذلك لتغيير الفكرة السائدة عن الفروقات بين الرجل والمرأة كما دعا وسائل الإعلام لتناول مثل هذه القضايا بمزيد من الموضوعية . وكانت الورشة قد دعت إلي ترقية التناول الإعلامي لقضايا الجندرة وكذلك الاهتمام بتدريب الصحفيين داخليا عبر ورش عمل متخصصة وخارجيا بالتعاون مع المراكز المتخصصة إقليميا ودوليا . واكد المشاركون علي ضرورة ايجاد قنوات تعاون تجمع كل المختصين والمهتمين بهذا الشأن والذي له بالغ الأثر في تطوير المجتمعات الإنسانية . ط/فقيري