يستعد السودان هذه الأيام لاطلاق اول فضائية تعليمية به تضطلع بمهام التعليم المفتوح والتعليم عن بعد بمبادرة من ادارة جامعة السودان المفتوحة ورعاية كريمة من المشير عمر البشير رئيس الجمهورية الذي سيقوم بافتتاحها في التاسع عشر من الشهر الجاري. وتعتبر الفضائية التي قامت بانشائها جامعة السودان المفتوحة اضافة الى المؤسسات التعليمية والثقافية بالبلاد ومكسبا وانجازا كبيرا يضاف الى سجلات الجامعة والتعليم العالي بالبلاد وفرصة للاستفادة من الخبرات الاكاديمية والفنية الوطنية من جهة والاستفادة من التجارب العالمية من جهة ثانية. واكد البروفيسور فيصل عبد الله الحاج مدير جامعة السودان المفتوحة أن القناة تعد أول قناة تعليمية متخصصة بالبلاد وتهدف إلى نشر التعليم بالطرق الالكترونية ونشر الوعي وسط المجتمع وتحقيق رسالة الجامعة وتأهيلها وذلك باستهداف كل شرائح المجتمع وسوف تبث عبر قمر عربسات باعتباره يغطي دول غرب أفريقيا وأن المرحلة القادمة تستهدف تلك الدول. واوضح ( لسونا ) أن القناة تتميز بإعداد علمي جيد مستخدمة كل وسائل التكنولوجيا وتبث على مدار ال 24 ساعة باللغة العربية. ويقول البروفيسور احمد الطيب مدير جامعة السودان السابق ان الجامعة المفتوحة التي انشئت في العام 2002م اكتسبت خلال مسيرتها القصيرة مكانةً مرموقةً بين الجامعات السودانية والإقليمية والعالمية التي تعمل في مجال التعليم المفتوح والتعليم عن بعد، وذلك بفضل مواكبتها للمستجدات العلمية والتقنية في هذا المجال بتطبيقها الصارم أسس التعليم المفتوح وقواعده من حيث التأليف والتصميم ، والإنتاج لكافة الوسائط التعليمية التي تتمثل في الكتاب الورقي والوسائل السمعية والبصرية والسمعبصرية والكتاب الإلكتروني. وتكمن أهمية تلك الوسائط في قدرتها على تمكين الدارس من الحصول على المعارف والمهارات المطلوبة. واوضح ان الجامعة أنشأت من قبل إذاعتها الخاصة بها لتصبح الإذاعة التعليمية الأولى في السودان لبث البرامج التعليمية والبرامج المصاحبة ولتساهم في نقل العملية التعليمية والتعلّمية للدارسين بالجامعة ولغيرهم من المواطنين الراغبين في الاستزادة من المعرفة في الزمان والمكان المناسبين. ولم تكتف الجامعة بذلك ، بل أنشأت موقعاً إلكترونياً على الشبكة العنكبوتية حُمِّلت عليه المقررات الدراسية بالجامعة في البرامج المختلفة. وابان لقد قامت الجامعة بالخطوات السابقة مجتمعة لتكسب العملية التعليمية المرونة التي تمثل أهمَّ سمة من سمات التعليم المفتوح و وصلاً لاهتمامات الجامعة في دعم العملية التعليمية والتعلّمية التي تتم عن بعد فقد اهتمت بأمر المكتبات وأنشأت أول مكتبة إلكترونية في السودان تتكامل مع المكتبات الجامعية المقيمة و تحتوي على أحدث المعلومات العلمية التي تتجاوز 13 ألف عنوان من الدوريات التي تشتمل على النص الكامل. وعن مكانة ومركز الجامعة بين رصيفاتها من الجامعات الاخرى اعلن البروفيسور فيصل عبد الله الحاج مدير جامعة السودان المفتوحة أن الجامعة حازت على عدد من الشهادات العالمية وحصلت على المرتبة الأولى عربياً والثانية أفريقياً وأن الجامعة لديها 16 مركز نشر على نطاق السودان وأن التعليم المفتوح يعتمد على الوسائط التقنية وتحويل الكتاب إلى مادة الكترونية. وقال أن الجامعة تسير بخطى راسخة مستخدمة كل الوسائل العلمية حتى تساهم في تطوير وترقية التعليم في السودان. ادارة الجامعة عبر موقعها على شبكة الانترنت اكدت ان الفضائية التعليمية القادمة ستساهم في نهضة التعليم المفتوح وقد بدأ التأسيس لها منذ الأول من مايو 2009م كأول وسيلة من نوعها في التعليم المفتوح في السودان في ظل ثورة التعليم وابانت ان الفضائية ستستهدف عددا من الفئات العمرية الراغبة في التعليم ممثلين في الدارسين في مجال التعليم المفتوح، الدارسين في الجامعات المقيمة، طلاب التعليم العام، المعلمين ، رياض الأطفال ، الفاقد التربوي ، تعليم الكبار ، المغتربين ، وكافة شرائح المجتمع الأخرى. ويرى مراقبون ان افتتاح الفضائية يجيء امتداداً لجهود الدولة في التعليم العالي، وزيادةً في محتوى مواعينه بما يُناسِب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والعلمية لطالبي التعليم العالي، ورغبةً في تحرير التعليم العالي من كافة القيود الزمانية والمكانية ، وتاكيدا لدور الجامعة الذي جاء في قرار انشائها الذي أصدره مجلس الوزراء رقم (164) في أبريل 2002م الموافق 2 صفر 1423ه بإجازة مشروع جامعة السودان المفتوحة وقانون الجامعة الذي اجيز من قِبل المجلس الوطني في جلسته رقم (11) من دورة الانعقاد السابع بتاريخ 9 ربيع أول 1425ه الموافق 28 أبريل 2004م والذي امن على اهمية توفير هذا النوع من التعليم المفتوح وذلك للمميزات العديدة التي لا تتوفّر في غيره من نُظُم التعليم، وتكاملاً مع الدور الذي يقدمه التعليم المُقيم وقد بدأت الجامعة مسيرتها بعزيمة صادقة فى النصف الأول من العام 2003م ، حيث تم قبول أول دفعة لها. وبهذه الخطوة الهامة من اطلاق للفضائية التعليمية يكون السودان قد لحق بالدول المتقدمة التي سبقته في هذا المجال، فهناك دول عربية واخرى من بلدان العالم الاخر تمكنت منذ سنوات خلت من إنشاء اذاعات وفضائيات تعليمية حيث ان فكرة التعليم المفتوح ليست جديدة، بل كان هذه النوع من التعليم مطروحا منذ القرن قبل الماضي، حيث أن كثيراً من المعاهد التربوية الخاصة والتجارية في كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا استخدمت التعلم عن بعد وذلك بإيصال المواد التعليمية إلى الدارسين بنظام عرف بالدراسة بالمراسلة، وبعد النجاح الذي صاحب هذه التجربة بدأت بعض الجامعات باستخدام التعلم عن بعد في التعليم الجامعي مثل جامعة كوينزلاند (Queensland) في أستراليا، وجامعة انجلترا The University of New England ، أما الجامعة البريطانية المفتوحة فقد بدأت في الستينات وكان لها دور بارز في استخدام هذا النوع من التعليم في المرحلة الجامعية، بل أن المواد المطبوعة التي أعدتها استفادت منها فئات كثيرة من المجتمع. ويبقى ان نقول بلا شك ان افتتاح فضائية جامعة السودان المفتوحة سيدعم مشروع التعليم للجميع بالسودان ويتيح فرصا اكبر لكافة شرائح المجتمع ، بمثل ما استفادت من الدروس والمحاضرات التي تقدم باسم الجامعة عبر الاذاعة ، ان تزيد من معرفتها وخبراتها مما يقدم من مواد أكاديمية متنوعة تساهم في النهوض بالمجتمع بتشجيع اللحاق بالتعليم العالي وغيره ونشر المزيد من الوعي والتثقيف في شتى ضروب المعرفة فقط بادارة مؤشر القنوات الفضائية لاختيار فضائية جامعة السودان المفتوحة وتبقى الامال ان يتحقق ذلك وان يكون هناك تقييم وتقويم للتجربة. ع س