الإعلامية سماح الصادق تنعي زوجها المذيع محمد محمود بعبارات مؤثرة: (الحبوب اللبن الخاتي الروب الليلة جاية أشوفك لكن إنت ما حاتشوفني لكن متأكدة حا تسمعني)    مقتل فنان الدعم السريع إبراهيم إدريس صاحب الأغنية الشهيرة "كروزر الحوامة" في معارك كردفان وصفحات المليشيا تنعيه وتصفه بالبطل    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء مصرية تقتحم حفل غنائي للفنان السوداني عثمان بشة وترقص على أنغام أغنية المهرجانات "سطلانة"    مقتل فنان الدعم السريع إبراهيم إدريس صاحب الأغنية الشهيرة "كروزر الحوامة" في معارك كردفان وصفحات المليشيا تنعيه وتصفه بالبطل    السيسي يحبط خطة "تاجر الشاي المزيف في السودان".. كيف أفشل الرئيس المصري تحرك الموساد؟    قائد ثاني الفرقة 22 "درموت" يصل جنوب السودان بعد سقوط بابنوسة    السجن 20 عاما بحق علي كوشيب أحد أكبر قادة "الجنجويد"    اجتماع تقييم استجابة الكوليرا يؤكد أولوية التدخل في مناطق الهشاشة بالسودان    نادي الاتحاد يستقبل بعثة الأهلي نيالا بقلعة الرومان    حَسْكَا.. نجمٌ عَلى طَريقته    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    جبهة عسكرية جديدة..خطوة خطيرة من إثيوبيا تّجاه السودان    مسيرة للجيش تودي ب14 من قيادات ميليشيا الدعم السريع    مفضل التمرد لا يزال قائماً ويحذر من المتعاونين والخلايا النائمة    قبل النوم بلحظات.. "ثمرة ذهبية" تهدئ جسدك وعقلك    بيان حول أحداث مباراة نهضة تونس والوداد بالقضارف    وفاة إعلامي سوداني    مدير شرطة ولاية الجزيرة يزور الرومان    انقطاع التيار الكهربائي في عموم ولايات السودان    "كسروا الشاشات وهاجموا بعضهم".. غضب هستيري في غرفة ملابس ريال مدريد    سيدة الأعمال السودانية نانسي ملاح تدافع عن "ميادة" بعد شائعة الإعتداء على خادماتها: (ما شفنا منها غير الطيبة والأدب وأخلاق البنات المربّيات وحكموا عليها قبل ما تُعرض الأدلة وقبل ما القانون يقول كلمته)    شاهد بالصورة والفيديو.. مشجعة سودانية تتمنى مواجهة العراق مرة أخرى: (العراقيين هم اللي يخافون مننا وسودانا فوق)    شاهد بالفيديو.. خبير التحكيم المصري ونجوم الأستوديو التحليلي يجمعون على تقاضي الحكم عن ركلة الجزاء واضحة لصقور الجديان أمام العراق والجمهور: (الظلم التحكيمي لمنتخبنا في البطولة أصبح متكرر)    الغضب يترك أثراً أعمق مما نظن    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    شاهد بالفيديو.. اليوتيوبر الشهيرة مها جعفر تعود للظهور بمقطع فيديو كوميدي من مباراة صقور الجديان وأسود الرافدين وتؤكد تشجيعها للمنتخبين لأن والدها سوداني ووالدتها عراقية: (ماما أمسكي المنتخب بتاعك دا)    وزير خارجية بنين يعلن فشل محاولة الانقلاب في البلاد    شركة CNPC الصينية تُخطر وزارة الطاقة بنيتها إنهاء اتفاقيات البلوك 6 بسبب تدهور الأوضاع الأمنية    إحباط تهريب (29) ألف رأس بنقو و(46) ألف حبة ترامادول بشندي    صلاح يفتح النار: شخص يريد رحيلي.. وليفربول تخلى عني    تحذير علمي: السمنة تُسرّع تراكم علامات الزهايمر في الدم بنسبة 95%    هيئة مياه الخرطوم تعلن عودة محطة كبيرة للعمل    بيل غيتس يحذر : ملايين الأطفال قد يموتون بنهاية هذا العام    شاهد بالفيديو.. العروس "ريماز ميرغني" تنصف الفنانة هدى عربي بعد الهجوم الذي تعرضت له من صديقتها المقربة الفنانة أفراح عصام    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    تكريم الفنان النور الجيلاني بمنطقة الكدرو    رئيس مَوالِيد مُدَرّجَات الهِلال    تنويه عاجل لهيئة مياه الخرطوم    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    قرار عاجل لرئيس الوزراء السوداني    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    مصر.. تحذيرات بعد إعلان ترامب حول الإخوان المسلمين    شاهد.. بعبارة "كم شدة كشفت معادن أهلها" صورة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تزين شوارع العاصمة السودانية الخرطوم    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤتمر القومي للتعليم.. البحث عن حلول

في الساعة الثامنة صباحاً امتلأت القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة بصفوة اهل العلم وقادته في السودان، ينتظرون انطلاق فعاليات المؤتمر القومي للتعليم الذي حمل شعار (التعليم صناعة المستقبل)، منذ البداية كان الهمس يدور داخل القاعة وسط الحضور فالبعض كان يحكي عن تجربته الطويلة في هذا المضمار، والبعض يقارن ما بين التعليم في السابق والتعليم في الوقت الحاضر، فالمؤتمر جمع بين اساتذة الجامعات والثانويات والمدارس الفنية والاهلية وغيرها، الهدف من جمع كافة اهل العلم في السودان هو الحرص على حل مشاكل التعليم جميعها في البلاد دون استثناء، لان المؤتمر يهدف الى وضع إستراتيجية شاملة لقضايا التعليم خلال المرحلة القادمة.
التخطيط والإسهام والتطوير
في بداية المؤتمر تحدث البروفيسور عمر المقلي رئيس اللجنة الفنية بالمؤتمر القومي للتعليم، واشار الى تقسيم أعضاء المؤتمر الى (9) مجموعات عمل لتناقش جميع المحاور البالغ عددها 15 محوراً، وقال ان مشاركة الدول الشقيقة والمنظمات المحلية والدولية سيعطي المؤتمر مزيداً من الآراء التي تخدم قضايا التعليم بالبلاد.
وابان المقلي ان المؤتمر يهدف الى وضع رؤية إستراتيجية للتعليم بالبلاد وإشراك المجتمع في التخطيط والإسهام والتطوير في العملية التعليمية والربط بين التعليم والعمل، وتحديد الرؤية المستقبلية للسودان، باعتبار أن التعليم يمثل مدخلا أساسيا لصناعة المستقبل واشراك المجتمع في التخطيط والاسهام في تطوير وتحسين التعليم في كافة مستوياته من أجل تقديم المعرفة وتطبيقها في برامج ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية وربط التعليم بالعمل.
صياغة مستقبل البلاد
وقال البروفسيور عمر قيلي إن المؤتمر يعمل على صياغة مستقبل البلاد في كافة النواحي السياسية و الاقتصادية والتعليمية والثقافية لبناء إنسان مسلح بالمعارف، واضاف ان المؤتمر يتبنى المنهج المتكامل ويحظى بدعم الدولة لتحقيق نهضة شاملة على أساس العلم والمعرفة والدراية.
وقال المقلي ان المؤتمر يتناول الجوانب التعليمية والاسس والتشريعات وقضايا المعلم والمنهج التربوي وسياسات القبول والتعليم الاجنبي والمفتوح وذوي الحاجات والاحتياجات الخاصة ومحور التمويل والتدريب وتأهيل المعلمين، ويقف المؤتمر على قضايا النشاط الطلابي والتعليم المفتوح والالكتروني والتقني والتقاني والتربية الخاصة والبحث العلمي وتعليم الرحل والتقويم والاعتماد والتأهيل والتعريب ومحور المستقبل للخروج بمستقبل زاهر للعملية التعليمية.
آليات واستراتيجيات قومية
تحدثت الأستاذة سعاد عبد الرازق محمد سعيد وزيرة التربية عن قضايا ومشاكل التعليم وذكرت ان التعليم مسؤولية الجميع فلا بد من وضع رؤية قومية لإعادة الصياغة التعليمية حتى يكون التعليم أقوى مكون لرعاية كل شرائح المجتمع، وقالت سعاد ان صناعة المستقبل لا تتحقق الا بالمعلم فلا بد من رفع كفاءة المعلمين وتدريبهم وتحسين أوضاعهم، و دعت إلى تضافر جميع الجهود للوصول الى معيار عال من حيث الأستاذ والمنهج والبيئة وإدارة التعليم عبر الحوار ورعاية الأجيال القادمة.
واشارت الوزيرة سعاد الى أن التخطيط الاستراتيجي اقوى مقوم لتقوية العملية التعليمية وربطها بالنسيج الاجتماعي، ولفتت الانتباه الى أهمية تطوير المناهج في المحتوى الذي يناط به استنهاض الطاقات وايجاد بيئة تربوية تفاعلية والاهتمام بالعلوم الحديثة، ونبهت الوزيرة إلى الاهتمام بتعزيز التعليم التقني والتقاني وتوسيع دائرة التعليم لتسع توزيع الدعم المؤسسي.
ونبهت سعاد الى اهمية الاهتمام بتوزيع الأدوار ليكون التعليم للجميع ويشمل كل أنحاء البلاد، وأشارت الى ضرورة تجويد العملية التعليمية عبر العمل المشترك برؤية قومية واضحة لأن يكون التعليم حاضرا بوصفه حقا دستوريا وعمادا للبلاد، ودعت إلى العمل بما يخرج به المؤتمر من توصيات للحد من تسرب الطلاب وانضمامهم لمسيرة التعليم بالبلاد.
معرفة الداء والدواء
قالت الاستاذة سعاد عبد الرازق ان مفردات التعليم اخضعت للتمحيص والتدقيق لمعرفة الداء ووصف الدواء، وكشفت عن حاجة ملحة لاعادة الصياغة المتكاملة للعملية التعليمية والتربوية، وقالت ان التعليم في ظل النظام الفيدرالي يحتاج الى قوانين ولوائح تحدد وتوزع الادوار بين المركز والولايات، مؤكدة ان اشاعة التعليم لن تتأتي الا بتوسيع الرعاية والدعم المادي للدولة وذلك للحد من تسرب الطلاب وهجرة المعلمين.
وكشفت الوزيرة سعاد عن تحديات تواجه المؤتمر فيما يتعلق بالتخطيط الكلي للتعليم العام والعالي، وناشدت رئاسة الجمهورية للاهتمام بالمعلم وتحسين أوضاعه المعيشية لرفع كفاءته وللتفرغ للابداع ورعاية الاجيال، واشارت لوجود (260) الف معلم ومعلمة و (120) الف استاذ جامعي و (7) ملايين طالب وطالبة.
المناهج والبيئة التربوية
دعا البروفيسور خميس كنده كجو وزير التعليم العالي والبحث العلمي المسؤولين والمختصين الى الاهتمام بإعادة النظر في صياغة المناهج والبيئة التربوية التعليمية والتشريعات وتدريب المعلمين والتمويل بالصورة المطلوبة لخلق تعليم جيد النوعية يساهم في بناء الشخصية السودانية وتوطين الصناعة التكنولوجية بالبلاد لاجل خريج يشكل قيمة اضافية للمجتمع المحلي والدولي.
وقارن الوزير كندة بين واقع التعليم في الماضي وفترة الحكم الحالي، واشار الى ان التعليم انتظم في هذه الفترة وعزا ذلك الى رؤية النظام لصناعة المستقبل وبناء ما تحقق من الانجاز المستمر في مسيرة التعليم بالبلاد، ونبه الى اهمية وضع مشاكل وقضايا المعلم في مقدمة الأولوليات والاهتمام به لأجل تخريج جيل رسالي وذلك بصياغة القيم الإسلامية وترسيخها في وجدان وأذهان الطلاب.
الجودة في المناهج
تناولت الدكتورة غادة علام ممثلة مكتب اليونسكو في القاهرة مستقبل التعليم، وقالت لا وجود لمستقبل جيد من غير تعليم جيد يرتكز على اسس الجودة في المناهج وتدريب المعلمين ودعم السياسات والتمويل والتخطيط التربوي ومواكبة سوق العمل، و اشارت غادة الى ان المؤتمر يأتي في وقت حساس ومهم تشهده المنظمة العربية، مؤكدة على أهمية التعليم قبل المدرسي من أجل مستقبل زاهر للتعليم.
واعلنت الدكتورة غادة استعداد اليونسكو لتقديم الدعم الفني للارتقاء بالتعليم من اجل بناء المواطن العربي، واشارت الى أن مكتب اليونسكو بالقاهرة يشرف على مشروع التعليم غير المدرسي بالسودان من 3-6 سنوات ويعمل على اعداد استراتيجية قومية لهذه المرحلة وتعمل المنظمة نحو الوصول لاهداف وجودة التعليم، داعية الى الخروج بتوصيات من المؤتمر تسهم في وحدة السودان.
رفع سن المعاش
اصدر المشير عمر البشير رئيس الجمهورية خلال مخاطبته المؤتمر قراراً برفع سن المعاش الى (65) عاماً، وان يتم ترشيح مديري الجامعات من قبل مجلس اساتذة الجامعات على ان يختار رئيس الجمهورية احد المرشحين بناءً على توصية وزير التعليم. ووجه الرئيس ولاة الولايات بقيادة نفير لإحداث ثورة تعليمية جديدة وانزالها لارض الواقع من خلال توفير (الاجلاس والكتاب المدرسي والبيئة المدرسية والاهتمام بالمهارات والنشاط الطلابي خارج الصف ووضعه في الاولويات).
اكد المشير البشير التزام رئاسة الجمهورية بالاهتمام بقضايا المعلم تدريباً وتأهيلاً وتطوير المناهج وتحسين البيئة التعليمية واستخدام التقانة والتطور الرقمي في التدريس وتخفيف عبء الحقائب المدرسية على التلاميذ التي وصفها بالحمولات وصولاً الى الغائها اسوة بالعديد من الدول (سنغافورة وكوريا)، وزاد (نحن لسنا اقل منهم).
وذكر البشير ان الدولة ستضع التعليم ضمن اولويات همومها لأنه اساس بناء الأمة والدولة، واشار الى ان التمويل سيظل هاجساً تسهر الحكومة على تحقيقه في السنوات المقبلة وصولاً للنسب العالمية، مؤكداً تشجيعه لمبادرات نقابات التعليم باهتمامها لتحسين الظروف المعيشية للمعلمين ورفع كفاءة المعلم والتوسع في الابتعاث الخارجي له مع الدول الشقيقة، واضاف أن التعليم بلا حدود وليس مرتبطاً بالجدران.
رؤية قومية موحدة
اعتبر الرئيس البشير دمج قضايا التعليم العام والعالي خطوة مهمة وفي الاتجاه الصحيح وذلك للخروج برؤية قومية موحدة ومتكاملة باعتبار أن النظام التعليمي كل لا يتجزأ، مؤكداً أهمية المؤتمر في رسم ملامح مستقبل التعليم، وتعهد بتشكيل آلية عليا لمتابعة مخرجات المؤتمر والعمل لتطبيقها على ارض الواقع بنهاية الخطة الخمسية من خلال تعميم التعليم، وشدد بدخول اي طالب وتلميذ الى المدرسة وان لا يحرم بسبب الفقر او التقاليد او موقعه الاجتماعي.
وحيا البشير الرعيل الأول من المعلمين وفئات المجتمع المدني وجهود مجالس الآباء وصديقات المدارس، وقال انها أصبحت جزءاً اصيلاً من اسرة المدرسة وإدارتها، وقال ان ثورة التعليم في التسعينيات اتاحت فرصاً كبيرة للتعليم واضاف أن الأرقام والإحصائيات شاهدة على ما تم تحقيقه من النمو، وزاد من ثمرات هذه الثورة كسر صفويته وإشاعته جماهيرياً في اشارة الى التوسع في التعليم العالي.
ارادة سياسية جادة
الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية ابان أن المؤتمر القومي للتعليم سيشكل نقطة انطلاق متجددة ودفعة قوية تقف خلفها إرادة سياسية جادة تحفها رؤية واضحة تعبر عنها توصيات هذا المؤتمر، وقال طه خلال مخاطبته ختام فعاليات المؤتمر القومي للتعليم بقاعة الصداقة إن التوصيات جاءت معبرة عن خلاصة ما انتهت اليه مداولات اللجان المتخصصة مع التركيز على قضية التعليم والمعلم والمتعلم.
واشار طه الى ان اقتراح رئيس الجمهورية في كلمته في فاتحة اعمال هذا المؤتمر بإنشاء آلية لمتابعة توصيات المؤتمر سوف تتم في غضون الأيام القادمة لتصنيف هذه التوصيات وتبويبها وتقسيمها لتنفذ مكتملة الاعداد، وزاد ما احتاج منها الى مراجعة وفحص يستكمل عبر اللجان المتخصصة، واردف ان هذه الآلية ستنتهي بإعداد مصفوفة متكاملة لانفاذ توصيات هذا المؤتمر حتى لا يضيع الجهد الذي بذل في الوصول اليها.
وحول مسالة اضافة عام في السلم التعليمي ليصبح 12 عاما، قال طه هذا الامر سيكون موضع النظر في الخيارات المطروحة لاتخاذ القرار الانسب بإضافة عام في المرحلة الثانوية ام الاساس ام في التعليم قبل المدرسي، مشيداً بتوصية ادماج ذوي الحاجات الخاصة في منهج التعليم واعتماد شهاداتهم وتقديم ما تستحقه هذه الشريحة من عناية وبذل حتى تدخل مع بقية شرائح المتعلمين.
التوصيات خارطة طريق
اختتم المؤتمر اعماله واوصى بالتأكيد على ضرورة تبني فهم التخطيط الإستراتيجي وربط غاياته بعبادة الله وعمارة الأرض وتشكيل السلوك الوطني الداعم للاستراتيجية القومية بما يعزز الانتماء الوطني والانضباط والمسؤولية واحترام قيمة العمل والزمن، علاوة على تعميم ثقافة السلام ونبذ العنف والتعايش السلمي، واوصى بربط مخرجات التعليم بسوق العمل في اطار برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، واعادة صياغة إستراتيجية الزمن والتعليم بما يتواءم مع هذه الغايات تحقيقاً للمصلحة العليا.
وامن المؤتمر بضرورة ايلاء الاهتمام بمدرسة وجامعة المستقبل ومعلموها واستاذها بالاستفادة مما توفره تقانة المعلومات والاتصالات مع اهمية نشر ثقافة الدراسات المستقبلية الاستشرافية وتدريسها في مؤسسات التعليم العام والعالي والنظر في اعتماد معايير التقويم التراكمي وتطوير الارشاد النفسي بالمدارس والجامعات وإلزامها بضرورة وجود مرشد نفسي والاهتمام كذلك بدعم البحوث والتأهيل.
تقانة المعلومات والاتصالات
واوصى المؤتمر بضرورة ادماج تقانة المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية وإدارة التعليم بما يدعم التحول الرقمي وإثراء المحتوى الإلكتروني، وشدد على أهمية ربط جميع المعارف بالشرع الإسلامي من خلال تبنى سياسة اسلمة المعارف والعلوم بدلاً عن ادخال المواد الشرعية بوصفها مواد ومطلوبات دراسية مجاورة.
وطالب بإنشاء مجلس قومي لرعاية مؤسسات التعليم القراني، كما أمن علي إنشاء جامعة تقانية ومركز بحوث تقانية متخصصة، وركزت التوصيات على مراجعة السلم التعليمي وذلك بإضافة عام للمرحلة الثانوية لتكون (4) أربع سنوات والإبقاء علي مرحلة الأساس (8) ثماني سنوات في حلقتين بدلاً عن ثلاث مع العمل على فصل صفوف الحلقة الأولى بسور داخل مدرسة الأساس الواحدة.
اوصى المؤتمر على تفعيل القوانين واللوائح التي تكفل رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة واعتماد سياسة الدمج لهم الخاصة في مدارس التعليم تماشياً مع الاتجاه العالمي وتهيئة المدارس، وإنشاء مجلس أو مفوضية قومية لتعليم الرحل تحت رعاية رئاسة الجمهورية تكون مسؤولة عن وضع السياسات والموجهات بكل ما يتعلق بتعليم الرحل ( توفير المال - الأدوات والوسائل التعليمية وغيرها)، وإنشاء محفظة مالية لتمويل الجامعات والكليات والمدارس الخاصة لتطوير بيئاتها وكافة مدخلاتها وفقا للنظم المالية المتبعة في الأقراض.
معايير القبول للجامعات
وركزت التوصيات على اهمية إعادة النظر في معايرة المواد المؤهلة للقبول (4+3) واعتبار النسبة المئوية هي معيار التنافس الأساسي، وطالبت بتغيير نظام القبول لكليات التربية بما يضمن استقطاب الطلاب المتميزين، ووجه المؤتمر في توصياته بإعادة النظر في سياسة القبول الولائي، والخاص والتجسير، والانتساب والناضجين المعمول بها حالياً مع توجيه الدراسات حولها للقويم دورياً.
وامنت التوصيات الى إنشاء هيئة قومية مستقلة للتقويم والاعتماد ودعم التعريب واعتماد التعليم الأساسي مسؤولية سيادية، وأوصى المؤتمر بإنشاء صندوق لتمويل البحث العلمي ورفع سن المعاش إلى 65 عاماً، وطالبت التوصيات بإصدار قانون المجلس القومي للمهن التربوية والعلمية ليكون مسؤولاً عن تمهين وظيفة التعليم ومنح الترخيص لممارسة المهنة (رخصة المعلم).
القناة الفضائية التعليمية
من خلال البرامج المصاحبة للمؤتمر افتتح المشير عمر البشير رئيس الجمهورية القناة الفضائية التعليمية لجامعة السودان المفتوحة على القمر الصناعي بدر 5 (عربسات) وذلك بمقر الجامعة بشارع عبيد ختم، وتفقد استديوهات القناة بحضور الفريق ركن ادم حامد موسى رئيس مجلس الولايات وعدد من الوزراء والمسؤولين في الدولة والجامعات.
تحدث البروفسير خميس كجو كندة وزير لتعليم العالي والبحث العلمي عن التعليم المفتوح، مؤكداً اهتمام الدولة ورعايتها للتعليم لاسيما التعليم المفتوح لما له من فوائد عديدة منها التوسع في فرص التعليم العالي والعام، واشاد خميس بالتطور الذى تشهده جامعة السودان المفتوحة وافتتاح القناة الفضائية والذى سبقها افتتاح الإذاعة التعليمية.
اكد البروفسير مبارك المجذوب رئيس مجلس ادارة الجامعة ان الاحتفال يجيء احتفالا بافتتاح القناة والمبنى ومرور عشرة أعوام على تأسيس جامعة السودان المفتوحة، مبيناً ان رؤية ورسالة الجامعة ترتكز وتهدف لتعليم الجميع بأحدث التقنيات، واستعرض سياسة وانجازات الجامعة في مختلف المجالات لا سيما نيلها المرتبة الأولى على المؤسسات الحكومية في مجال الجودة.
ذكر البروفسير فيصل عبد الله الحاج مدير جامعة السودان المفتوحة تاريخ قيام الجامعة، وقال ان الجامعة تأسست في العام 2003م لتقديم تجربة رائدة تهدف لتوسيع فرص التعليم العالي وتيسيره وتحقيق ديمقراطية التعليم والمزاوجة بين التعليم والعمل، وكشف فيصل ان جامعة السودان المفتوحة قد حققت مراتب متقدمة علميا بنيلها المرتبة الاولى عربيا والثانية افريقيا.
تكريم قيادة التعليم
في ختام المؤتمر كرم عدد من رموز التعليم بالبلاد، حيث كرم البروفيسور الشيخ محجوب جعفر ، البروفيسور ابراهيم احمد عمر مفجر ثورة التعليم العالي، الدكتور يوسف عبد الله المغربي، الاستاذة فتحية محمد الحسن، وزير التعليم بدولة جنوب السودان جوزيف وكيلا، وزير التعليم العام بدولة تشاد احمد جدو ، ممثلة اليونسكو الدكتورة غادة عبد الرازق لدعمها قضايا التعليم بالسودان، والدكتور يحيى عبد الوهاب ممثل المنظمة العربية للتنمية التعاونية والدكتور عبد الباقي محمد عبد الباقي مؤسس مدرسة خور عمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.