تسبب المخدرات والعقاقير المخدرة مشكلات عديدة في كافة أنحاء العالم، وتكلف البشرية فاقدا يفوق ما تفقده اثناء الحروب المدمرة حيث تسبب المشكلات الجسدية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتي تحتاج الى تضافر الجهود المحلية والدولية لمعالجتها. والمخدرات أنواع كثيرة منها الحشيش (الأفيون) المورفين - الهيروين ولكل واحدة منها مجموعات أخرى. وفي احتفال السودان باليوم العالمي للمخدرات تحت شعار (الحياة أجمل بلا مخدرات) بقاعة الصداقة بالخرطوم، والذي يصادف يوم السادس والعشرون من شهر يونيو من كل عام، أكدت الحكومة التزاماتها تجاه هذه القضية وتأكيدا لذلك قال النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه " ان المخدرات قضية تؤرقنا جميعا وسنبذل الجهد والمال والوقت لمكافحتها حتى يشب الشباب مؤمنا ونظيفا يسعد بهم وطنهم ". وفي ذات الاحتفال قال المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية ان المخدرات لها آثارها السالبة وسط الشباب والمجتمع مؤكدا ان وزارته عملت على القضاء على تجارة المخدرات وتجفيف منابع الجريمة وتقديم المروجين الى العدالة، واضاف ان وزارته وضعت خطط إستراتيجية لتسخير كافة الإمكانيات العينية واللوجستية لمحاربة هذا الداء. وفي هذا الصدد ذكر السيد مدير عام الشرطة ان المخدرات آفة مدمرة للعقول والمستقبل ومكافحتها تتم عبر علاقات وطيدة بين الدولة والمجتمع. ومن جانبها أكدت الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي في الاحتفال ان العقل من مقاصد الشريعة ومحفظة تحفظ المقاصد الأربعة وعلى المرء ان يحافظ على عقله وان لا يكون له أثر سالب في المجتمع، وأضافت ان المخدرات لها آثار اقتصادية وسياسية واجتماعية حيث تسهم في تأخر البلاد وتعطيل عجلة التنمية لذلك لابد من تضافر الجهود وتعاون كل القطاعات وبناء مراكز لعلاج المدمنين في العاصمة والولايات. بروفيسور الجزولي دفع الله رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات قال ان المخدرات تدنس طهارة المجتمع وتصيبه بالعجز والخواء وهي غول تقف ورائه الشبكات المنظمة لتغري الشباب بالوقوع في شباكها. وكانت اللجنة القومية لمكافحة المخدرات أعدت دراسة عن حجم تعاطي المخدرات في (13) جامعة حكومية وخاصة بولاية الخرطوم تم اختيارها عشوائيا، أوضحت الدراسة أن اللجنة التي تم بحثها (8,255) طالبا وطالبة تمثل 5% من مجموع طلاب وطالبات الجامعات التي شملتها الدراسة. توصلت الدراسة الى ان نسبة الذين يتعاطون المخدرات من الذين شملهم البحث 10,5% وأن نسبة المتعاطين من الذكور بلغت 7,89% كما بلغت نسبة الإناث اللائي يتعاطين المخدر 2,61% من مجتمع الدراسة، كما توصلت الدراسة الى ان نسبة الذين تعاطوا المخدر ولو مرة واحدة بلغت 15,9% من الذين شملتهم الدراسة. والمادة المخدرة الأكثر استخداما هي الحشيش التقليدي (البنقو) وبلغت نسبة استخدامه وسط المتعاطين 36,8% في حين بلغت نسبة التعاطي للمخدرات الأخرى المنشطات - الكوكايين - الهيروين (7,4%) (6%) (4,6%) على التوالي وبلغت نسبة تعاطي المخدرات في الجامعات موضوع الدراسة 31,4% واقل نسبة للتعاطي في جامعة أخري 1,5%. احتوت الدراسة على العديد من التوصيات التي يمكن ان تساعد واضعي السياسة ومتخذي القرار والمؤسسات ذات الصلة في علاج ظاهرة تعاطي المخدرات وسط الطلاب ولم تخلو جامعة واحدة من تلك الجامعات من التعاطي كل بنسب متفاوتة. أما في الوطن العربي وفي بيان أصدرته الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية حول تناول آفة المخدرات وانتشارها بين الشباب العربي (طلاب المدارس من جيل 12 حتى 18 عاما) يتعاطون المخدرات بينما تصل هذه النسبة لدى الشباب اليهودي الى 10% ويتضح أيضا ان نحو ثلثي المدمنين في اسرائيل هم من المجتمع العربي كما يتضح ان 25% من الشباب العربي يتعاطون الكحول. وتشير المعطيات الرسمية الى ان مجتمعنا العربي كباقي المجتمعات يعاني من انتشار آفة المخدرات والسموم حيث يلاحظ ازدياد ظاهرة الإدمان في وسط المجتمع العربي. ع س