- تقاطع الشأن الإنساني بالسياسي والأمني أحياناً والعسكري يجعل من إغاثة المتضررين الواقعين تحت سيطرة الحركة الشعبية قطاع الشمال بمناطق في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أمراً عسيراً. ويشكل إيصال المساعدات الإنسانية لكافة المتأثرين بعيداً عن التسيس والاستغلال تحدياً لأطراف النزاع يقتضي إيجاد حلول للخلاف حول الجهات المنوط بها لتسليم المتضررين الاحتياجات الضرورية وفقاً للقانون الدولي الإنساني و قانون العمل الطوعي الإنساني السودان فى ظل تمسك الحكومة بتوصيل المساعدات بواسطتها وإشرافها المباشر وتحفظ الحركة الشعبية على هذه الخطوة. الحكومة من منطلق مسئولياتها تجاه رعاياها استجابت لدعوة رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي ثايوأمبيكي للتفاوض حول الأوضاع الإنسانية بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حيث قدم وفد الحكومة الذي رأسه دكتور سليمان عبد الرحمن مفوض عام العون الإنساني خطة إطارية مدعومة بخطة تفصيلية توصيفاً وطرحاً للحلول العملية تضمنت تكوين آلية مشتركة مع شركاء المبادرة الثلاثة (الأممالمتحدة، الاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية) تختص بعمليات المسح الميداني لتحديد المتأثرين ومناطق تواجدهم وتحديد المواقع اللوجستية وآليات التوزيع حتى يتأتى بموجبها إيصال المساعدات الإنسانية. الخطة استصحبت ضرورة توزيع المساعدات الإنسانية للمتأثرين دون تمييز وذلك التزاماً من الحكومة واحترامها للمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بالشأن الإنساني وتحملاً لواجباتها لسيادية والأخلاقية تجاه مواطنيها لتداعيات الأوضاع الإنسانية بالمنطقتين دفعت حكومة السودان التوقيع مؤخراً على مذكرة تفاهم حول المسار الإنساني لولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لتوصيل المساعدات للمتضررين حيث وقع عن السودان دكتور سليمان عبد الرحمن رئيس وفد الحكومة حول المسار الإنساني وعن جانب الأممالمتحدة السفير هايلي مانقريوس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان وعن الجامعة العربية السفير صلاح حليمة وعن الاتحاد الأفريقي السفير محمود كان. وأعطي هايلي مانقريوس توصيف للحالة الإنسانية بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في المناطق تحت سيطرة الحركة الشعبية لأنها لاترقى لمستوى الأزمة مشدداً على ضرورة التعاون مع كافة الأطراف لتلبية كافة الاحتياجات الإنسانية. واعتبر المسئول الأممي تنفيذ المبادرة الثلاثية بمثابة فتح الطريق لحل نهائي مشكلات جنوب كردفان والنيل الأزرق الأمنية والسياسية والإنسانية الدكتور سليمان عبد الرحمن مفوض عام العون الإنساني ذكر بأن الاتفاق يبدأ تنفيذه فور توقيعه لإيصال المساعدات الإنسانية لمواطني المنطقتين تحت سيطرة الحركة الشعبية وبأيدي سودانية في فترة محددة ب (90) يوماً حيث تم وقف إطلاق النار في المناطق التي تشهد توزيع المواد والمساعدات الإنسانية (وفق إطلاق نار جزئي). وعزا المفوض الخطوة لتلافي التجربة السالبة في عمليات شريان الحياة قبل انفصال الجنوب التي أطالت أمد الحرب. وتفيد متابعات (سوداناو) أن مفاوضات المسار الإنساني بأديس أبابا قد جرت بمعزل عن المسار السياسي وتوج التفاوض في هذا المسار بالتوقيع على تنفيذ المبادرة الثلاثية وفق المبادئ السودانية التسعة وكشف تقرير صادر عن مفوضية العون الإنساني لشهر يوليو أن عدد المتأثرين بالولايتين منذ الأحداث بولاية جنوب كردفان بلغ 270 ألف و 710 مواطناً عاد منهم 63 ألفاً و 360 مواطناً بينما بلغ عدد المتأثرين حالياً 207 ألف و 350 مواطناً . أما ولاية النيل الأزرق فان جملة المتأثرين بلغ 485 ألفاً و 829 مواطناً عاد منهم 417 ألفاً و 866 مواطناً وبلغ عدد المتأثرين حالياً (76) ألفاً و 928 مواطناً. وأوضح التقرير أن جملة المتأثرين حالياً بولاية جنوب كردفان بأن هناك 107 ألفاً و 410 مواطناً قدموا من مناطق خلف خطوط التمرد وأن جملة المتأثرين بولاية النيل الأزرق حالياً حوالي 250 ألفاً متأثر بمديني الدمازين والرصيرص خرجوا بداية الأحداث إلى القرى الشمالية للولاية.