التدخين ظاهرة من الظواهر التي انتشرت في معظم دول العالم وخاصة دول العالم الثالث ولقد اتسعت دائرة هذه الظاهرة لتشمل الملايين من الافراد من مختلف المستويات الاجتماعيه ومختلف الاعمار رغم مايؤكده العلماء والخبراء عن اثار التدخين الصحية والاجتماعية والاقتصادية ، وان موضوع التدخين ومكافحته من المواضيع التي تهم البشرية كلها اذ ان ضحايا التدخين يبلغون حاليا 5 ملايين شخص يلقون حتفهم سنويا مليون منهم في الصين . وعليه فان فإن عادة التدخين آفة حضارية كريهة انزلت بالانسان العلل والامراض وانها تجارة العالم الرابحه ولكنها قائمة على اتلاف الحياة وتدمير الانسان عقلا وقلبا وروحا وارادة والغريب ان الانسان يقبل على هذه السموم بلهفة وشوق وكأنه لايعلم انه يسير الى طريق التهلكة . وتدخين التبغ عادة قديمة جدا تشير الدراسات الى انها نشأت في بلاد الشرق الاقصى بداء بالصين ومنغوليا ثم اتجهت غربا الى بلاد فارس ثم انتقلت الى تركيا وايضا كانت عادة التدخين منتشرة لدى قبائل الهنود الحمر . ومع بداية القرن العشرين اصبحت عادة التدخين ظاهرة اقرتها الكثير من الدول وانتشرت انتشارآ واسعا في عالمنا المعاصر وتدخين السجائر حاليا يعتبر وباء في الرجال ثم امتد الى النساء وكذلك الشباب والفتيات بل والاطفال وفي نهاياته كان العالم النفسي سيجموند فرويد من مدمني السيجار الذي ادى الى اصابته بسرطان الفم والقضاء عليه . كما هو معروف لجميع المدخنين ان لفافة التبغ تحترق الى اخرها بعد اشعالها حتى ولو تركت دون استعمال ,.. ويرجع السبب في ذلك الى وجود عناصر معدنية منشطة للتوهج والاحتراق,,( ينتج عن احتراق التبغ الرماد والدخان ويتألف الرماد من كربونات واكاسيد المعادن والاملاح العضوية الموجودة في التبغ والتي احترقت بسبب التوهج) . وتتكون السيجارة من النيكوتين : وهو عبارة عن مركب سام جدا فهو (مركب شبه قلوي عديم الرائحة واللون في حالته النقية وقوامه زيتي ولكنه يصبح مائلا للصفره بمجرد ملامسته للهواء وان جرام واحد يعطى عن طريق الوريد كافي لقتل انسان في لحظات وتترواح نسبته في السيجارة من2- 10 % حسب انواع التبغ . اذن مكونات السيجارة هي: النيكوتين- القطران - غاز اول اكسيد الكربون ، البلونيوم وهي مادة ذات نشاط اشعاعي . وايضا( يدخل في تركيب السيجارة الكادميوم وهي ماده تدخل في صناعه البطاريات, والفورمالين وهي مادة تستخدم في حفظ الجثث وغاز اول اكسيد الكربون , وهو غاز سام يخرج من السيارات.,,وثاني اكسيد الكربون هو غاز خانق.والامونيا وتستخدم فو صناعه المنظفات ، والاسيتون يستخدم لازالة طلاء الاظافر. اذن السيجارة تتكون من عناصر تكاد تكون قاتلة وغير صالحه للاستخدام . للتدخين عدة انواع يختلف من شخص لآخر, منها مايرتبط بنفسية المدخن ومنها مايتعلق بحواسه واعصابه.. . ليصل لدرجة الإدمان . ان النيكوتين له تأثير سلبي على كل اجهزة الجسم تشم ل:- 1- اضرار التدخين على الفم والاسنان: قد تسبب العديد من امراض الاسنان وتسبب سرطان الفم . 2- اضرار التدخين على الجهاز التنفسي: تؤدي الي الاصابة باالعديد من الامراض المستعصية والامراض التى قد تودي بحياة الانسان مثل امراض القلب والشرايين والتهاب وسرطان الرئة . 3- اضرار التدخبن على العيون: (قد يؤي التدخين الى التهاب في الاغشية التي تحت الجفون ولها تأثير سام قد يتلف خلايا البصر داخل شبكية العين ويسبب التهاب ملتحمة العين وفقدان العين للونها وبريقها وتساقط شعر الاهداب والجفون وحدوث اختلال في الرؤية . 4- اضرار التدخين على الجهاز الهضمي : يسبب الغئيان والقيئ . 5- اضرار التدخين على الجهاز العصبي: يؤثر سلبا على خلايا المخ واطراف الاعصاب ومافيها من عضلات التنفس . ويؤثر ايضا على الجلد حيث يسبب جفاف الجلد وحدوث تجعدات . 6- اضرار التدخين على الجنين : يؤثر سلبا على الجنين ويعمل على تقليل نمو الطفل وانخفاض وزنه وحجمه وقد يسبب تشوه الاجنة . ويحتوي دخان السجائر على العديد من المركبات الكميائية التي تسبب خطرا على البيئة والانسان خاصة في بيئة العمل وكثرة استنشاق الدخان المتصاعد من السيجارة يؤدي الى الاصابه بالعديد من الامراض . ويتصاعد من السيجارة غاز اول اكسيد الكربون وهو غاز ملوث للبيئة ويسبب امراضا لاحصر لها ويعمل على زيادة نسبة الحرائق والاشتعالات والكوارث، كما انه السبب في حدوث العديد من الحرائق لان السيجاره! بمجرد ملامستها لاي سطح قابل للاشتعال تتسبب فى كارثة وايضا تعمل السيجارة على تلوث البيئات في مكاتب العمل . - ومن مشاكل التدخين الاقتصادية : - (ان تقديرات تكاليف التبغ علي الصعيد العالمي تزيد عن مائتي مليار دولار اميركي في السنه) ولو ان هذه الاموال المبددة في التبغ اصبحت متوفرة للعالم ليستخدمها فيما يعود بالنفع لتمت مضاعفة الميزانيات الصحيه في الدول الناميه كلها . وللحد من اضرار التبغ الاقتصاديه يجب توفر لدي المسؤلين وصانعي القرار معلومات كافيه كي تساعدهم علي اتخاذ القرارات المناسبة و ضرورة فرض الضرائب علي تلك المصانع . - الحكم الشرعي للتدخين:- يري جمهور العلماء تحريم تعاطي التبغ وذلك لأنه : 1- التدخين مضر بالصحة و كل ما كان ذلك يحرم ( ولا تلقوا بأيديكم الي التهلكه ) سوره البقره الآية 195. 2- التبغ من المواد التي تسبب الفتور في الجسم. 3- التدخين يؤذي الغير سواء بالتدخين كرها ( لا إرادي) او برائحته غير الطيبه, ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره). 4- الانفاق علي التدخين درب من دروب الاسراف والتبذير( ان المبذرين كانوا اخوانا للشياطين) سورة الاسراء الآية27. 5- ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم(\" لاضرر ولا ضرار\")10 - الاستراتيجيات لمنع التدخين في الاماكن العامة :- 1- التركيز علي التثقيف الصحي والدعايه والتوعية باضرار التدخين . 2- دعم اجهزة الاعلام . 3- توضيح وشرح الامر لكل مواطن لانه من الصعب اقرار اي تشريع بشكل عملي ما لم يبين بكل وضوح ما ينجم عن التدخين اللارادي من اخطار علي الصحة وكذلك الفوائد التي تتحقق من جعل البيئة المحلية نقية وخالية من التدخين . لوحظ ان اعداد الدول التي تمنع التدخين في الاماكن العامة في تزايد مستمر, وكثير من الدول العربية والغربية تقر ذلك. وسوف يحقق ذلك ثمارا منها :- - حماية الكبار والصغار من الاخطار التي تتعرض لها صحتهم جراء استنشاقهم لدخان تبغ الاخرين . - سوف يحدث هذا المنع ضغطا علي المدخنين يحثهم علي الاقلاع عن التدخين . - يساعد في توفير جو مناسب و بيئه صحية نقية . - يشجع علي توسيع دائرة سياسة مكافحة التدخين . - يؤكد وجهة النظر في ان المجتمع الذي لا يدخن هو المجتمع الطبيعي, مما يبشر بوقاية الصغار والشباب من الشروع في التدخين . مع تعدد الوسائل الاعلامية التي تساعد في القضاء على التدخين.. والتخلص من هذه الظاهرة . مثل الصحف المطبوعه والالكترونية والتلفزيون والراديو, وكل هذه الوسائل الاعلامية لها اثر سحري في توصيل المعلومة والارشاد والتوعية. ويتم ذلك من خلال عمل برامج للتثقيف ونشر الوعي لدى المواطنين بمدى خطورة التدخين وتوضيح وشرح وافي لهذه الظاهرة وماتسببه من امراض . ووضع سياسه تشجع علي عدم استخدام التبغ مثل فرض ضرائب علي التبغ تزيد بمعدل يفوق زيادة الدخول والاسعار مصحوبة ببرامج لتعزيز الصحة والتثقيف الصحي والاقلاع عن التدخين. و في هذا يجب ان يكون العاملون الصحيون والمؤسسات الصحية مثالا يحتذي به في الاقلاع عن التدخين حماية للمواطنين من التعرض بالاكراه لدخان التبغ البيئي. وحظر كل الحوافز الاقتصادية و الاجتماعية و السلوكية التي تشجع علي التدخين او تساعد علي الاستمرار فيه . - حظر كل اعلانات التبغ المباشرة و غير المباشرة و كل الاساليب الترويجيه مع حظر الدعاية التجارية من قبل شركات التبغ . - تشجيع البدائل الاقتصادية لزراعة التبغ و صناعته . - فرض قيود علي منتجات التبغ بما في ذلك وضع اعلانات تحذيرية بارزة علي منتجات التبغ . (وقد اعلنت منظمه الصحة العالمية ان نسبة التدخين في الدول النامية تزيد,في افريقيا 33% , آسيا 23% , امريكا اللاتينيه 24% . وفى إطار هذه الحملة المكثفة و المستمرة توصل مسؤولو الصحة في العالم أمس إلى اتفاق لمكافحة تهريب منتجات التبغ وهي تجارة تكبد الحكومات خسائر تربو على 40 مليار دولار من الإيرادات سنويا وتضعف الجهود المبذولة للحد من التدخين . جاء الاتفاق في اجتماع الدول الأعضاء البالغ عددها 176 دولة في الاتفاقية الاطارية لمكافحة التبغ بمنظمة الصحة العالمية في سول عاصمة كوريا الجنوبية بعد أكثر من خمس سنوات من المفاوضات . وقالت مارجريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية في المؤتمر "يقدم البروتوكول للعالم وسيلة منظمة وقائمة على قواعد لمكافحة نشاط جنائي دولي معقد والقضاء عليه في نهاية المطاف ." وأضافت "الاتجار غير المشروع مضر بالصحة لأنه يتحايل على إجراءات مثل الضرائب وارتفاع الأسعار التي تعمل على الحد من الطلب." وقالت دراسة اجراها المركز الدولي للضرائب والاستثمار -وهو مركز مستقل غير ربحي ومقره واشنطن- إن حوالي 11 في المئة من السوق العالمية للسجائر غير مشروعة مما يؤدي إلى خسارة سنوية في الإيرادات الحكومية تبلغ أكثر من 40 مليار دولار ." ووصف تحالف الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ -وهو شبكة من منظمات المجتمع المدني- الاتفاق بانه خطوة مهمة نحو كبح التجارة غير المشروعة في منتجات التبغ . ع و