رغم المخاطرالمتزايدة بشأن التغيير المناخي نتيجة ارتفاع الانبعاثات المسؤولة عن الاحتباس الحراري والحيرة أمام التحديات الكبرى التي تشكل خطرا على الحياة البيئية في العالم أعرب مشاركون في المؤتمر الثامن عشر للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة للتغير المناخي والاجتماع الثامن لأطراف اتفاقية كيوتو الذي تستضيفه دولة قطر خلال الفترة من 26 نوفمبر إلى 7 ديسمبر المقبل عن تفاؤلهم في الخروج بتوصيات وصياغة خطة عمل متكاملة للحد من التداعيات الناجمة عن هذه الظاهرة. وأكدوا في هذا السياق على أهمية الشراكة بين الحكومات والمنظمات الحكومية مع مبادئ وأهداف اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية لتغير المناخ وبروتكول كيوتو.. مبدين ثقتهم الكاملة في نجاح هذا المؤتمر في صياغة اتفاق شامل من المفترض اقراره عام 2015 الى جانب الانتهاء من تحديد الفترة الثانية لبروتوكول كيوتو. ففي تصريحات خاصة لوكالة ( قنا) قال الدكتور الصادق عوض بشير من مركز أصدقاء البيئة العضو في منظمة المجلس العالمي للطيور ان استضافة قطر لهذا المؤتمر تعد انجازا كبيرا و مساهمة هامة في مجال التصدي للآثار الضارة للتغيير المناخي وتفادي الكوارث التي قد تنجم عنه. و قال انه من المنتظر أن يتم التوقيع خلال هذا المؤتمر على ما يسمى ب "كيوتو2" الى جانب حسم جميع القضايا التي نوقشت خلال مؤتمر دربن 2012 حول التغيير المناخي، معربا عن أمله في أن تتحمل الدول الصناعية المتسببة في التلوث المناخي والاحتباس الحراري في العالم مسؤوليتها حتى لا تكون الدول الفقيرة ضحية لتبعات هذه الظاهرة. وشدد على أهمية الدور الذي تضطلع به المؤسسات الحكومية في هذا المجال من خلال الضغط على الدول الصناعية لتوقيع البروتوكول. ومن ناحيته لفت الدكتور ساليمول حق مدير المركز الدولي للتغير المناخي والتطوير في المملكة المتحدة الى العلاقة الوثيقة بين قضايا تغير المناخ والأزمة الغذائية وندرة المياه ونقص الطاقة وقضايا الصحة العالمية، مشددا على أهمية الشراكة بين الحكومات وجميع مكونات المجتمع المدني للاستجابة لهذه التحديات الهامة. وأشار الى أن التكنولوجيا تتطور على نحو متسارع مما يحتم على الجميع العمل بفعالية وشفافية ومساءلة . ومن ناحيتها نوهت السيدة اميلي ماساو ممثلة جمهورية تنزانيا التي تترأس الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة بأهمية الجهود التي تبذلها دولة قطر في مكافحة التحديات الناجمة عن التغير المناخي بما يجعلها تحتل مركزا رياديا في منطقة الشرق الأوسط في هذا المجال. وأشارت الى أن التصحر يعتبر من أخطر المشكلات التي تهدد الحياة النباتية والحيوانية في القارة الأفريقية بصفة خاصة حيث يؤدي التغيير المناخي الى تراجع الموارد المائية بصفة ملحوظة.. معربة عن ثقتها في أن تنجح محادثات الدوحة في الحد من خطر انبعاث الغازات الدفيئة. وفي هذا السياق أكدت المسؤولة التنزانية على الدور المتنامي الذي أصبحت تلعبه المرأة الافريقية في قضية التغير المناخي..لافتة الى أن التغير المناخي لايمثل قضية بيئية فقط وانما هو أيضا مسألة اجتماعية واقتصادية. وبدورها حذرت المتحدثة باسم منظمة اوكسفام غير الحكومية البريطانية من انه "في غضون شهر تنتهي مهلة المساعدة الطارئة والصندوق الاخضر لا يزال فارغا". وفي دراسة صادرة مؤخراعن الأممالمتحدة توقع الخبراء أن يشهد العالم ارتفاعا في درجة الحرارة تتراوح بين ثلاث وخمس درجات مئوية بسبب زيادة الانبعاثات مما سيسبب المزيد من الفيضانات والجفاف وموجات الحر وارتفاع منسوب مياه البحار. وكان مؤتمر للأمم المتحدة منذ عامين قد اتفق على أن تقتصر الزيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية على أقل من درجتين مئويتين فوق مستوى ما قبل عصر الصناعة. ب ع