(سونا) إن ضياع الوقت وتمضيته وإسرافه في المتعة هي الفكرة التى يزينها الشيطان باستمرار. ففي مجتمع الجاهلية، تمضية الوقت أوإهداره بعبارة أخرى يعتبر شيئا شائعا وعاديا، لكن يجب على المؤمنين الواعين استغلال الوقت الذي منحهم إياه الله، بمزيد من التقرب إليه والتفكير بعمق وتكريس هذا الوقت فيما يعود عليهم بالفائدة والنفع لخدمة الإسلام والمسلمين. يقول الشاعر : الوقت أفضل ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع ولذا يجب على كل من يؤمن بالله بصدق خالص أن يجتنب تضييع وقته في الأ شياء التافهة المحرمة التي يصورها الشيطان جذابة في هذه الحياة الدنيا، كلعب الميسر ومجالس اللهو الحرام ونحوه. وباتباع هذا المنهج في التعامل مع الوقت يمكن للمؤمن أن يفكر بعمق وعقل سليم، فمن صفات المؤمنين تجنب الأشياء التافهة، وعديمة الجدوى تماما كما جاء في قوله تعالى: ( والذين هم عن اللغو معرضون ) سورة المؤمنون (3) . إن وقت الإنسان في هذه الحياة ثمين جدا لذلك يجب عليه أن يستغل كل لحظات وجوده سعيا إلى أفضل الطرق الممكنة وأعظمها فائدة لتحقيق مرضاة الله سبحانه وتعالى، لايوجد شئ يمكن للمؤمن أن يندم عليه يوم القيامة، إلا لحظة مرت عليه في الدنيا ولم يذكرالله فيها! ولاتوجد لحظة تمر على المؤمن أسعد من أن يحقق فيها عملا يرضي الله تعالى، ويشعر معه برضا هذا الخالق العظيم. تأمل فقط أيها الأخ الكريم في حال شخص ما يمضي أغلب وقته مهتما بأشياء حقيرة غير نافعة له ويفكر فى أمور لن تنفعه في الدنيا والآخرة ، فالمؤمن يجب أن يكون على الحذر من سلوك مثل هذا السبيل في شؤون حياته . فعن ابن عباس رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) رواه البخاري. الأشخاص الذين يضيعون وقتهم غالبا لا يفكرون بعمق في الموت والجنة والجحيم كما ينبغى أن يكون خلافا ذلك، فالمؤمنون يجب أن لا يغفلوا ولو لحظة واحدة عن فكرة أن الموت قريب جدا منهم، وأن كل شئ خلق في هذا العالم للإختبار. من هنا نعلم أن الوقت هو الكنز المهمل لدى الكثير، وهو الثروة الضائعة، فمعظم الناس غافلون عن أهمية الوقت بالنسبة لحياتهم الدنيوية والأخروية. فالمؤمنون يفكرون بعقلهم المطلق الذي يريهم الله إياه كل يوم ويهديهم به إلى ما يقربهم إليه سبحانه وتعالى. فلنعتبر من هؤلاء الناس الذين يقضون حياتهم دون فائدة أوهدف يرجى فهم يفضلون الحياة المغرية كما يصورها لهم الشيطان، يا عباد الله لا تغرنكم الدنيا وزينتها وأموالها وأغنياءها ! وخير مثال قارون الذي امتلك من الكنوز ما يعجز عن حمل مفاتحه الأقوياء، ولكنه بسبب غروره خسف الله به الأرض، وما استفاد من علمه وماله. ففي يوم الحساب سيسأل هؤلاء الناس عن سبب تضييعهم لوقتهم في أشياء تافهة في حين أنه كان بإمكانهم الإجتهاد وتجنب هذه النهاية. ويجب أن يعمل المؤمنون بجد ووفاء لتجنب هذا المصير باعتماد اليقين في الحياة قبل مواجهة ذلك الموقف يوم الحساب ، يقول الله تعالى : ( وما لكم لاتقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ) سورة النساء 75 . وكذلك يجب عليهم أن يستغلوا أوقات حياتهم في نشر كلام الله ، ونشرالقيم الأخلاقية الإسلامية، والإنفاق على الفقراء، والإحسان للأبوين ، وإلا فإن كل الأمور التي يفكرون بها طيلة اليوم ويعملون من أجلها ستكون بلا فائدة، ولن يكون هذا الوقت الضائع مبررا للعواقب العقيمة. إنه من المهم جدا للمؤمن أن يكون بعيدا عن ذلك وأن لا يضيع ولو لحظة واحدة من وقته.