بروكسل 5-12-2012 أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مساء الثلاثاء، الموافقة على "نشر منظومة بطاريات صواريخ باتريوت على الحدود التركية – السورية"، لافتا إلى أنه "لن يتم ستخدامها لإنشاء منطقة حظر جوي أو لشن أي هجوم". وقال وزراء خارجية دول الحلف في بيان لهم عقب اجتماع مجلس روسيا – الناتو، نشرته وكالة (يو بي أي) الأمريكية للأنباء، إن "الوضع على طول الحدود الجنوبية الشرقية للناتو والانتهاكات المتكررة للأراضي التركية من قبل سوريا هو أمر مقلق جداً"، مضيفا أنه "رداً على طلب تركيا، قرر الناتو زيادة قدرات الدفاع الجوية لتركيا، بهدف حماية الشعب والأرض التركيين، والمساهمة في منع تصعيد الأزمة على حدود الحلف". وطلبت تركيا، الشهر الماضي، رسميا من الناتو بأن يقدم لها صواريخ "باتريوت" المضادة للجو بهدف الحماية من هجوم جوي محتمل من جانب سوريا، بعد تصاعد التوتر على حدود البلدين في الآونة الأخيرة، إثر سقوط قذائف على قرى تركية من الجانب السوري، أودت إحداها بحياة 5 أتراك، وإصابة آخرين بجروح في بلدة أقجة قلعة التركية. وتابع البيان أنه "وافقنا على القيام بذلك ضمن إطار نظام الدفاع الجوي، بهدف صون وحماية وتعزيز القدرة على الدفاع عن الشعب والأراضي التركية، وفقاً لخطة دفاع الناتو الحالية"، مؤكدا أن "نشر هذه الصواريخ هو لأهداف دفاعية فحسب، ولن يتم استخدامها لإنشاء منطقة حظر جوي أو لشن أي هجوم". من جهته، قال الأمين العام للناتو آندرس فوغ راسموسين إنه " ينتظر إرسال كل من ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة الأميركية، صواريخ الباتريوت إلى تركيا". ووصل فريق من خبراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي إلى تركيا, الاثنين الماضي, لمعاينة المواقع الواقعة عبر الحدود مع سورية التي يمكن استخدامها في نشر صواريخ باتريوت أرض-جو, وانهى اعماله امس الاول الاثنين. وأعلنت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي أوانا لانجيسكو, في وقت سابق, ان نشر صواريخ "باتريوت" على الحدود التركية السورية سيستغرق أسابيع عدة. وأشار راسموسن إلى أن "هدف نشر الصواريخ هو حماية الاراضي التركية من اي هجوم صاروخي"، مضيفا أن "الحديث يمكن ان يدور حول اعتراض صواريخ تحمل رؤوسا بشحن كيماوي ورؤوسا قتالية عادية على حد سواء". وكان راسموسين أشار قبيل اجتماع أعضاء الناتو، الثلاثاء، إلى أن الحلف يمتلك معلومات حول إمتلاك سوريا لصواريخ تحمل رؤوساً كيميائية، وأن القرارات التي ستصدر عن الحلف ستستند على هذه النقطة المهمة، مشدداً على أهمية حماية تركيا وتزويدها بانظمة دفاعية فعّالة. وكان راسموسن قال , الثلاثاء الماضي, إن هذه الصواريخ سلاح دفاعي بحت ولا يمكن استخدامه لتحقيق أهداف أخرى, كما أن نشرها على الحدود سيساهم في تخفيض التوتر، على حد تعبيره. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مؤخرا أن ردود الأفعال المنتقدة لطلب تركيا من (الناتو) نصب صواريخ "باتريوت" على حدودها مع سورية، غير مبررة، مؤكدا على أنه عند انتهاء التهديد الحالي في منطقة الحدود مع سورية، ستتم إعادة الصواريخ إلى البلاد التي جاءت منها. وتشهد العلاقات بين دمشق وأنقرة توترا شديدا، قامت تركيا بقطع علاقاتها مع سورية، مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد، وذلك بسبب ما سمّته ممارسة السلطات السورية أعمال "القمع والعنف" بحق المدنيين في البلاد، كما فرضت عقوبات على سورية وردت سورية بالمثل, في حين اتهمت سورية تركيا بأنها ترعى مسلحين يهاجمون الأراضي السورية انطلاقاً من الحدود، الأمر الذي نفته تركيا.