تجمع بين السودان وتشاد علاقات تاريخية وجغرافية إضافة لروابط القرابة الموجودة بين المجموعات البشرية المتجاورة على امتداد حدود الدولتين(شرق تشاد وغرب السودان) ومما عزز العلاقات بين البلدين تشكيل القوات المشتركة السودانية التشادية والتي لعبت دورا مهماً وبارزا في توفير الأمن على الشريط الحدودي إضافة لتقديم الخدمات التنموية والاجتماعية للمواطن في المناطق الحدودية وتسهيل حركة تنقل المواطنين والقوافل التجارية. وشهدت العلاقات بين السودان وتشاد تحسنا ملحوظا خلال الاعوام الماضية حيث جاءت زيارة الرئيس التشادي إدريس دبي للبلاد مؤخراَ وساهمت في إحداث نقلة نوعية في العلاقات حيث ناقشت مسألة ربط الدولتين بخط السكك الحديدية والطرق البرية، طريق ( مدينتي أبشي التشاديةوالجنينة السودانية )حيث وافقت دولة قطر علي تمويل هذا الطريق ، ووجود شركات صينية تعمل على ربط البلدين بالسكة الحديد. وفي هذه الزيارة تعهد رئيس الجمهورية عمر البشير بمنح تشاد امتيازات ومساحات على البحر الأحمر تستخدم لنقل بضائعها الواردة والصادرة، وقال البشير إلى أن إنشاء القوات المشتركة بين الدولتين حقق الأمن في الحدود المشتركة بينهما،ووصف الرئيس التشادي إدريس دبي العلاقات بين البلدين بأنها متطورة، وقال إن زيارته تأتي في إطار سعي البلدين للاستمرار في علاقات ممتازة، تعود بالنفع عليهما. وأكد بأن المباحثات خرجت بنتائج طيبة على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والأمنية. وزير الدولة في الخارجية السودانية، صلاح ونسي قال إن العلاقات السودانية التشادية راسخة ومتطورة في جميع المجالات، مشيرا إلى التعاون المستمر بين البلدين لاسيما في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وخصوصاً في مجال تأمين الحدود عبر اللجنة المشتركة بين البلدين . ووصف د. بابكر محمد توم عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني والخبير الاقتصادي العلاقات السودانية التشادية بانها نموذج للأخوة والصداقة والتعاون والتفاهم. وقال ان التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وتصدير نفط تشاد عبر السودان يخلق فرص عماله ويجلب عملات صعبه كما ان تشييد الطرق بين السودان وتشاد يساهم في تبادل المنافع التجارية والاقتصادية بينهما مشيرا الي الطريق القاري الذي يربط بين البلدين ( الجنينه - أبشي) ونوه في هذا الصدد الي دعوة مبادرة الشراكة الجديدة بإفريقيا (النيباد) في اجتماعاتها في أديس أبابا مؤخرا الي أهمية التعاون التجاري والاقتصادي وإقامة المشاريع التنموية بين دول إفريقيا . وأكد والي ولاية غرب دارفور حيدر جالكوما متانة العلاقات السودانية التشادية ووصفها بأنها أخوية، موضحاً أن التحسن في العلاقات بين البلدين انعكس على الأوضاع بصورة عامة في دارفور، لافتاً إلى أن الدولتين وقعتا على عدد من الاتفاقيات لتطوير وإقامة الطرق البرية، مشيراً إلى إكمال الردميات الترابية في طريق "الجنينة _ أدري"، وقال إن الإخوة في تشاد يقومون برصف طريق "إنجمينا أدري" فضلاً عن خطة البلدين لربط المنطقة بالسكة حديد من إنجمينا إلى نيالا، كاشفاً عن خطة واضحة لتعزيز العلاقات مع الأشقاء في تشاد، مشيراً إلى الدور الذي تقوم به القوات المشتركة بين البلدين في تعزيز الاستقرار في المنطقة.مبيناً أن القوات المشتركة استطاعت أن تساهم بصورة كبيرة في استقرار الأوضاع الأمنية في دارفور، مشيراً إلى أنها قامت بإنارة عدد من القرى في تشاد والسودان، وساهمت في إنجاح الموسم الزراعي، واوضح الوالي أن شعبي البلدين موعودان بطفرة تنموية كبيرة تساعد علي تأمين الغذاء . وقال رئيس الجالية التشادية بالسودان الأستاذ الدليل تاج الدين الأسد أن العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً وتقدما ومما عززها زيارة الرئيس التشادي للسودان، وأضاف قائلاً: «إننا نريد وحدة سريعة عاجلة ، وأن يكون ميناء بشائر بشرق السودان هو ميناء لدولة تشاد لتصدير النفط.