أعلن خبراء غابات السودان والقائمون علي أمرها في اجتماعات المؤتمرالسنوي التاسع عشر للغابات المنعقد بالخرطوم خلال الفترة 24-27 فبراير 2013م وبمناسبة اليوم العالمي للغابات بتاريخ 21 مارس من كل عام حسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. أعلنوا علي ضوء خطاب رئيس السلطة الإقليمية لدارفور ووزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية في افتتاحية المؤتمر ومداولاته وتوصياته ( مراجعة وتقييم حال غاباتنا والتحديات التي تجابهها والتغيرات المحلية والعالمية التي تؤثر عليها.) أعلنوا ضرورة مقابلة واستيفاء مسئولياتهم الوطنية والتزاماتهم الدولية في حماية الطبيعة والتنمية المستدامة للموارد الغابية والطبيعية المتجددة و أهمية المشاركة الشعبية في إدارة الموارد الطبيعية وتكريس الصلة الوثيقة بين الغابات والأراضي والمياه والتنوع الإحيائي و استشراف الخطر المحدق بالكون جراء تغيير المناخ ودور الغابات في تخفيف هذا التغير والتأقلم معه. بالنظر إلي منافع الأشجار وصلتها الوثيقة بسلامة بيئتنا وخصوبة أراضينا واستدامة عطائها وأمننا الغذائي والمائي والبيئي . تتجذر الأشجار في ثقافتنا وترتبط ارتباطا وثيقا بمناسباتنا الاجتماعية حتى سمينا عليها بعض أبنائنا وأطلقنا أسماءها علي بعض قرانا. لزوم ان تورث أجيال المستقبل ثروة غابية , ان لم تكن أفضل مما ورثنا عن أجدادنا .و ضرورة الا تنتقص خطط التعمير الآني من فرص التنمية المستقبلية. وجوب ان تمنح حماية الغابات وتنوعها الإحيائي وتنميتها المستدامة نفس الأسبقية الممنوحة لأهداف الأمة الأساسية الأخرى. وبما ان قضايا الموارد لا يمكن تسويتها الا بالموازنة بين الحاجة (الطلب) والصيانة واستدامة الإنتاج (العرض).وان الدين يعز ويجل التوازن في خلق الكون ويحث إتباعه علي عدم العبث بالطبيعة التي احكم الله صنعها وأبدع خلق مكوناتها. وأصبح الحفاظ علي سلامة الغابات من أهم متطلبات رفاهية المجتمعات وجودة حياة أهلها . وان الناس شركاء في الغابة ومنتجاتها (الماء والنار والحطب .. الخ). وعلي ضوء ماتقدم اكد الخبراء العزم علي الالتزام بالعمل علي تعظيم التنمية المستدامة للغابات وذلك في إطار التنمية الشاملة وتعظيم الاستفادة من منافع الغابات غير المباشرة لصيانة الموارد الطبيعية الأخرى والاقتصاد في استعمال الحطب كوقود ودعم استعمال الطاقات البديلة له وتنمية واستثمار منتجات الغابات الخشبية والتقييم الصحيح للسلع الغابية والتقدير الرامي لمنافع الغابات غير المباشرة حتى يمكن تضمين القدر الحقيقي لمشاركة الغابات في الناتج القومي ليدعم تخصيص قدر صحيح من الاعتماد لتعميرها واستثمارها، وذلك بالتوزيع المتوازن لثروة الغابات وسلطاتها (المسئوليات والسلطات) بين الحكومة المركزية (الفيدرالية) وحكومات الولايات لضمان سلامة الغابات وصيانتها والاستثمار الرشيد لمواردها والتوزيع العادل لثرواتها غير المتساوية والتوزيع جغرافيا, مما يحقق العدالة الاجتماعيةو التعاون مع الدول النامية الشقيقة والصديقة في صيانة الغابات, حث كل من يهمهم الأمر (وطنيا ودوليا , مؤسسيا وفرديا , رسميا وتطوعيا) علي العمل لتوفير ما يمكن من كل ما يلزم من دعم أدبي ومادي لحماية وصيانة الغابات وتنميتها المستدامة واستثمارها الرشيد. إيقاف تدهور الغابات, وعكس درجة تزايد التصحر المتسارع وتسريع التشجير وتعظيم استثمار منتجات الغابات ، مواصلة تطوير المشاركة في اتخاذ القرارات وتنفيذ الإجراءات مما هو أصيل في قيم المجتمع عامة وفي الريف الخاص ، تضمين الوسائل التقليدية والمعارف المحلية ومبادئ أخلاق المجتمع في إدارة الغابات . ممارسة اللامركزية الهادفة لتقريب اتخاذ القرار من أصحاب المنفعة ولكن مع حتمية ان يكون ذلك علي ضوء دروس الماضي وتجاربنا نحن او تجاوب البلدان ذات الظروف المتشابهة. واكد الجميع علي ان الاحتفال باليوم العالمي للغابات ياتي لأهميتها فهي تغطي ثلث مساحة اليابسة علي الأرض مما يتيح لها الاضطلاع بوظائف حيوية في جميع أنحاء العالم ويعتمد عليها ما يقارب 6ر1 مليون فرد في معيشتهم وتعتبر الغابات موطنا لأكثر من نصف الأنواع البرية من الحيوانات والنباتات وتوفر الغابات المأوي وفرص العمل لفئات من السكان ، كما تقوم بدور رئيسي في التصدي لمظاهر التغيير المناخي فهي تسهم في توازن الأكسجين وثاني أكسيد الكربون والرطوبة في الجو ، كما تحافظ علي خصوبة التربة وحماية منتجعات المياه التي تزود الأنهار والتقليل من مخاطر الكوارث الطبيعية كالفيضانات والانهيارات الأرضية ، فبالرغم من تلك الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي لا تقدر بثمن فإزالة الغابات لاتزال مستمرة علي الصعيد العالمي بمعدل ينذر بالخطر حيث يدمر سنويا 13 مليون هكتار من الغابات وتعتبر إزالة الغابات السبب في 12-20 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة التي تسهم بدورها في ظاهرة الاحتباس الحراري . لذا طالب الخبراء بتكاتف الجميع والعمل علي نشر ثقافة غرس الأشجار وحمايتها ورعايتها والحفاظ عليها. الاحتفال الذي أقامته الهيئة القومية للغايات باليوم العالمي للغابات الذي تزامن مع عيد الأم 21 مارس يهدف إلي تشجيع الاستزراع وغرس الأشجار تحت شعار ( شجرة لكل أم ) تكريما للأم وخصها بأجر الغرس فهو صدقة جارية إلي يوم القيامة ,. وأكد المتحدثون في الاحتفال أن الغابات هي أم الموارد الطبيعية وأن الاحتفال جاء تأصيلا لمكانة الأشجار والغابات في الإسلام وأن الغابة والأم وجهان لعملة واحدة وهنالك تشابه كبير بين الاثنين في العطاء اللا محدود. وأمن الجميع علي أن الشجرة هي الصيوان وهي الديوان ومجالس الحكام ومنابر السلطان .انعقدت تحتها أمور جسام وأحداث جلل فبيعة الرضوان كانت تحت الشجرة قال تعالي (إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم وأثابهم فتحا قريبا ) فهي المكان الذي تحقق فيه الفتح وهي المنبر الذي أرتكز عليه النبي (ص) علي جذع الشجرة وحن له ذلك الجذع وتكلمت له الشجرة وتخفي وراء أغصانها الجيوش فقالت لهم زرقاء اليمامة إني أرى أشجار تتحرك. س م ص