- البيئة والمناخ الملائمين والمناسبين لزراعة السمسم في السوداني هما ما يجعلانه يمتاز على السمسم الذي يزرعه المنتجون العالميون الآخرون المنافسون له وفقا لرئيس قسم المحاصيل الحقلية بكلية الزراعة جامعة الخرطوم د. غازي حامد بدوي. ويضيف د. غازي (لسودا ناو) إن التربة الطينية الخفيفة والضوء الساطع والحرارة المرتفعة، هي البيئة الجيدة لإنتاج السمسم وهو ما يتوفر للسودان، أكثر من الدول الأخرى التي تقع شمال خط عرض 30 درجة شمال وتنتج هذا المحصول الهام عالميا .وتؤدي إلى تمتع حبوب السمسم السودانية بنسبة زيت أكثر ونسبة الحموضة أقل . يصنف السودان الرابع وأحيانا الثالث عالميا في إنتاج السمسم بعد الهندوالصين، كما تشير إلى ذلك إحصاءات تجارته الدولية. ويعد السمسم من أهم الحبوب الزيتية النباتية في الكما. بعد الذرة والدخن وتأتي أهميته من كونه محصولا غذائيا ومادة خام هامة للصناعة وعلف للحيوان ومحصول نقدي مهم للصادر كما . والسودان يأتي الثاني من تسعة دول أفريقية وعربية، من حيث أهمية وقيمة المصدرين للسمسم عالميا، إذ ينتج 80% من السمسم الذي يزرعه العالم العربي و 40% من السمسم المزروع في إفريقيا.ويستهلك منه ومن زيته محليا حوالي 60% مما ينتجه سنويا. ويقول وكيل وزارة الزراعة السابق د. عبد اللطيف العجيمي (لسودا ناو) إن أهم ما يميز السمسم السوداني كونه ينتج عضويا بدون أية أسمدة كيمائية، مما يقلل أمكانية أصابته بالأمراض والآفات ، إضافة إلى قلة حموضته . ووفقا لمنظمة الزراعة والأغذية العالمية (فاو) فإن المساحات المزروعة بالسمسم عالميا خلال الفترة من 2005 -2009 في دول الإنتاج الرئيسية، كانت في جملتها حوالي 5.1 مليون هكتار كان نصيب الصين منها في المتوسط، أكثر من مليون5.1 مليون والسودان 1.4 مليار هكتار وأثيوبيا 227.5 ألف هكتار والهند 1.7 مليون هكتار مينا مار 1.3 مليون هكتار ونيجيريا 261.8 ألف هكتار يوغندا 280.4 ألف هكتار و تنزانيا 123 ألف هكتار . وبحسب إحصاءات (الفاو) لذات السنوات الماضية فأن الإنتاج العالمي من حبوب السمسم استحوذت الصين منه على 1.1 مليون كيلوجرام، وأثيوبيا 797.9 ألف والهند 373.7 ألف و مينامار 535.5 ألف و نيجيريا 432.2 ألف و السودان222.6 ألف و يوغندا 603.3 ألف وتنزانيا 4015 و دول أخري 5006. ووفقا لما يذكره د. عجيمى فأن عدم استخدام الأسمدة والمبيدات في زراعة السمسم السوداني تمكن البلاد من التوسع في زراعته وجعل السودان المصدر الأول للسمسم عالميا وبالتالي زيادة مساهمته في النمو الاقتصادي والاجتماعي للسودان، في حال ما توفرت على تطويره الأبحاث العلمية واستخدمت في زراعته الحزم التقنية المناسبة له . وبالنسبة للسودان كان موسم إنتاج السمسم العام 2012 جيدا جدا علي كافة مستويات العمليات الزراعية، حيث شابهت معدلات هبوط الأمطار في كل الولايات أمطار 1979 الممتازة، إذ بلغت في المتوسط في القضارف 755مم، وفقا لوزارة الزراعة الاتحادية. وكان توزيعها جيدا في الخمسة شهور المهمة للإنتاج والتي تمتد من مايو - إلى أكتوبر،إضافة إلى التأسيس والتحضير الجيد للعمليات الفلاحية. وكذلك مستوي الفيضانات في الأنهار مما أثر علي إنتاج السمسم في السودان إيجابيا. ويزرع ويروي السمسم مطريا في أغلب مناطق إنتاجه في السودان وأهمها جنوب وشمال كردفان القضارف والنيل الأزرق،وسنار ودارفور، والنيل الأبيض .وتنتج في هذا القطاع المطري التقليدي، الأصناف التقليدية وهي (حريحري) ويزرع وينضج مبكرا و(جبروك) وهو متوسط فترة النضج و(جبالي) متأخر النضج . فيما تزرع الأصناف التي طورتها هيئة البحوث الزراعية، وهي زراعة 7631 للسمسم الأبيض و حرية 39 للسمسم الأسمر وكنانة 3 . في مناطق الزراعة الآلية. ويقول وجدي ميرغني رئيس غرفة المصدرين باتحاد أصحاب العمل السوداني ،إن سلسلة تجارة السمسم الخارجية تبدأ بتدفقه من زارعيه، لأسواق المحاصيل الرئيسية في مدن القضارف و الدمازين ، سنار ، كوستي ، الأبيض ، الفاشر، نيالا ، الجنينة ويباع في هذه الحالة محليا بالقنطار (يساوي القنطار الواحد 100.6 رطلا، والطن المتري يساوي 22.26 قنطارا). ثم تتم تنقية السمسم في ميناء بور تسودان أوالخرطوم. ويعبأ في عبوات زنة الواحدة 50 كيلوجرام، ثم توضع في الحاويات وتصدر خارج السودان . وقبل مغادرة السفن الميناء، يجب أن تكون المستندات البنكية جاهزة وتجري عملية البيع بطريقتين نقدا أو الدفع ضد المستندات، وتكمن المشكلة الكبرى هنا كما يقول رئيس غرفة المصدرين في ان التعاقد يتم بالدولار والبيع باليورو. ووفقا لتقارير نقطة تجارة السودان حول السمسم2010 و1سط أسعار السمسم السوداني كانت عند بور تسودان في 2006، حوالي 920 دولارا للطن المتري، والعام 2007، 920 دولارا لترتفع في العام 2008 إلى 1.349 دولارا، ثم قفز2011 و20120 دولار العام 2010 و1.450 دولارا العام 2011 و2012 ثم ارتفعت إلى سعرا قياسي بلغ 2.350 دولارا في 2013 م. وأغلب المصدرين السودانيين هم الشركات التجارية والبنوك التجارية والشركات شبه الحكومية. وقد ظلت عائداته في تصاعد مستمر في السنوات الست الماضية خاصة بعد العام 2006. حيث بلغت عائداته العام2006 حوالي 141.7 مليون دولار أمريكي، و 131.3 دولار عام 2007 و 159. مليون عام 2008 و دولار 195 عام 2009 و204.2 دولار عام 2010 و223.2 دولار عام 2011. بحسب التقرير السنوي للعام 2011 لبنك السودان المركزي.كما بلغت نسبة مساهمته في الصادرات غير البترولية في هذه السنوات علي التوالي 24.9% و28.5% و27.5% و27% و12% و9.4%. ويتم تصدير السمسم السوداني طول العام ولكن يبلغ ذروته في شهر يناير حيث بلغت صادراته في هذا الشهر العام ،2011 46.3 طن متري. يليه شهر فبراير ثم يتناقص تدريجيا حتى يبلغ أدناه في نوفمبر حيث بلغ 7.1 طنا متري في ذات العام 2011 ،ثم يبدأ في التصاعد مرة أخري مع بداية الموسم الجديد في ديسمبر حيث يصل الى 17.02 طن متري (2011). وبحسب تقرير بنك السودان للعام 2011 للتجارة الخارجية فان أهم المستوردين لسمسم السوداني هم الصين حيث استوردت في هذا العام ما يعادل أكثر من 22% من إجمالي صادره ثم السعودية 15.8% ومصر 15.7% وسوريا 11.9% ولبنان 6.9% والأردن 4%.ثم اليابان وتركيا وعدد من الدول واسبانيا والمملكة المتحدة والكويت وعددا من الدول الأفريقية والآسيوية الأخرى والمكسيك. ويعاني إنتاج السمسم في السودان من بعض العوائق التي تحد من ارتفاع حجم إنتاجه ومنها ارتفاع تكلفة الإنتاج وعدم توفر البحوث العلمية التي تساعد علي تطوير الأبحاث حوله وقلة العمالة الماهرة ونقص التمويل لزراعته لارتفاع نسبة المخاطرة والمضاربة حوله مما يعني أن توفر عكس هذه المعوقات يعد حلا ناجعا لمشاكل إنتاج السمسم في السودان بحسب رأي رئيس غرفة المصدرين السودانيين . وقد تم خلال الموسم 2012/2013 زراعة 4.1 مليون فدان في القطاعين المطري والمروي ويتوقع أن يبلغ الإنتاج الكلي لهذا الموسم أكثر من 385 ألف طن متري بإنتاجية بلغت 133 كيلو جرام للفدان الواحد وفقا لما ذكرته وزارة الزراعة السودانية . وعلى الرغم من تدنيها، تعد إنتاجية العام 2012 ، الأعلى قياسا على السنوات القليلة الماضية والتي بلغت في العام 2010 248 ألف طن و 2009 318 ألف طن متري . وتوقعت مجلة ببلك ليدجر(The Public Ledger) اللندنية المتخصصة في عرض أخبار وأسعار السلع الزراعية أن تبقى أسعار السمسم في تصاعد مستمر نتيجة لنقص الإمداد من الهند في فبراير 2013 واحتمالات تأخر موسم الإنتاج الجديد للصين . وتسبب نقص وعجز الإمداد من قبل هذين المنتجين إلى جعل السودان ملجأ وملاذ للمشترين العالميين حتى الهنود والصينيين حيث زادت أسعاره عالميا في مطلع فبراير 2013، بقدر 500 دولارا للطن المتري الواحد، و ارتفعت أسعار السمسم السوداني الأبيض من 1.450 دولارا إلى 1.950 دولارا للطن المتري، والأحمر إلى 1.800 دولارا للطن. وقد سجلت أسعار السمسم السوداني في مارس الماضي ولا تزال سعرا قياسيا بلغ 2.135 دولارا. م عثمان/أق