تميز مؤتمر السياج الافريقي الاخضر العظيم الذي عقد بالعاصمة التشادية انجمينا في 11 مايو 2013م بالاهتمام بالزحف الصحراوى ودور الدول ألافريقية باالوكالة الافريقية للسياج الاخضر والتى مقرها دولة تشاد وتضم 11 دولة افريقية ويعتبر السودان من أكبر الدول التي يمر بها السياج، إذ يبلغ طوله في السودان حوالي 1500 كيلومتر والتي شارك فيها السودان بوفد رفيع المستوي برئاسة المشير عمرحسن البشير رئيس الجمهورية وهىأعمال القمة الثانية للوكالة الافريقية للسياج الأخضر الكبير وقمتي منظمة مكافحة الجفاف في الساحل وسلطة حوض النيجر وذلك بمشاركة ثمانية عشر دولة افريقية وشملت اعمال القمة كلمات ترحيب من عمدة مدينة انجمينا وكلمات افتتاحية من اللجنة الدولية لمحاربة الجفاف في الساحل وكلمة للامين التنفيذي للسياج الأخضر الكبير وكلمة رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي وممثل البنك الدولي والأمين التنفيذي لسلطة حوض النيجر. وتناول ختام القمم الثلاثة ميثاق معدل لمنظمة مكافحة الجفاف في الساحل وتلاوة بيانين ختاميين لهذه المنظمة وسلطة حوض النيجر تؤكدان على التضامن مع الوكالة الافريقية للسياج الاخضر الكبير وتكامل جهودهما معها باعتبار ان مشروعهما الخاص بالسياج الأخضر محور إهتمام القمم الثلاثة ومن القضايا الهامة المشتركة للمنطقة والتي تستوجب توحيد جهودهما لتحقيق هذا الهدف . ويؤكد السودان بمشاركتة الرفيعة الاهتمام بالسياج ألاخضر الأفريقي العظيم الذى يمر بالسودان بطول 520 كلم وعرض 15 كلم بثلاث من ولايات البلاد "كسلا، الجزيرة، والقضارف"بتكلفة قدرها 8.5 مليون دولار يتم توفيرها من المرافق العالمي للبيئة . والمشروع سيشمل كل ولايات السودان خاصة الولايات التي يهددها الزحف الصحراوي.ولمعالجة الزحف الصحراوى ستتم الاستعانة بأشجار مثمرة لمحاصيل تغذية ذات قيمة اقتصادية كشجر الهشاب والسيال والقضيم والنيم وعدد من أشجار الظل. وذكر رئيس الجمهورية ان مشاركة السودان في قمة مؤتمر السياج الافريقي الاخضر العظيم تأتي لأهميته واهتمام السودان وحرصه على تنفيذ هذا المشروع بما يتصل بمشاكل الجفاف والتصحر وآثارها على مواطني المنطقة واشار سيادته الي ان هنالك منابر أخري مثل منظمة مكافحة التصحر وحوض النيجر وأكد المشير البشير اهتمام السودان بقضايا البيئة وحرصه علي مكافحة التصحر خاصة وان السودان يمر به قرابة ثلث مشروع السياج الأخضر الإفريقي الكبير . و دعا الرئيس التشادي إدريس دبي فى افتتاحه لقمة الوكالة الافريقية الثانية للسياج الأخضر الكبير وقمتي منظمة مكافحة الجفاف في الساحل وسلطة حوض النيجر والتي يحضرها 18 دولة من الدول الأعضاء في المنظمات الثلاث . ورحب سيادته في مستهل كلمته بالمشير عمر البشير رئيس الجمهورية والسيد ماما دو رئيس جمهورية مالي وبقية ممثلي الدول الاخري وطالب المجتمع الدولي للعمل من اجل تحقيق مشروع إقامة السياج الأخضر الأفريقي الكبير . وأوضح ان أفريقيا عانت من المشاكل الأمنية والمرض والفقر والآن مشكلة التصحر والتي تستوجب من الجميع مزيداً من الجهود لمعالجتها موضحا ان بلاده عملت علي حشد موارد لذلك الهدف كما أعلن سيادته تضامن تشاد مع حكومة وشعب مالي للحفاظ علي سيادة أراضيها . ووصف وزير الدولة بالخارجية صلاح الدين ونسي القمة الخاصة بالوكالة الأفريقية للسياج الأخضر بأنها مهمة وناجحة وانها جاءت استجابة للتغيرات المناخية التي طرأت على الإقليم وأثرت على البيئة والمناخ والسكان، مشيرا إلي أن للسودان أفكارا ومبادرات في معالجة مثل هذه القضايا وتقليل الاحتكاكات والصراعات القبلية الناجمة عن ندرة الموارد وضعفها مؤكدا ضرورة توفر الإرادة السياسية من حكومات الدول المعنية وتوفير الدعم الفني والمادي حتى يتحقق هدف إقامة السياج الأخضر الافريقى، وأعلن ونسى أن القمة القادمة ستكون في نواكشوط لمواصلة مناقشة الملفات في هذا المجال. من جانبه قال وزير البيئة والغابات والتنمية العمرانية حسن عبد القادر هلال إن القمة معنية بالبيئة والحفاظ على الغابات والنباتات والتنوع الإحيائي، وأعرب عن أمله في أن يعيد هذا الحراك التوازن للبيئة بما يتضمن من برامج استزراع وتنوع إحيائي ومن مناهضة للتصحر والجفاف ومناهضة للفقر واستيعاب للقوى العاملة، وأوضح انه تمت إجازة مقترح السودان من قبل القمة والخاص بإنشاء بنك الكربون الأفريقي بهيكلة واضحة ولوائح تساعد في معالجة ثقب الأوزون. واختارت القمة العادية الثانية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الوكالة الإفريقية للسياج الأخضر الكبير موريتانيا لرئاسة القمة الثالثة للوكالة وقررت نقل مقر الوكالة الإفريقية من انجامينا إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط. وفى أستجابة أولى وسريعة أصدرات الهيئة القومية للغابات بيانا بمناسبة انعقاد قمة رؤساء دول السياج الأفريقي الأخضر وأكدت فى البيان الصادر بتاريخ12-5-2013 أن مجلس إدارة الهيئة القومية للغابات ومديرها العام ومنسوبيها يحيون قمة رؤساء دول السياج الأفريقي الأخضر العظيم المنعقدة بانجمينا، وبهذا تعلن الهيئة جاهزيتها بحكم اختصاصها لتسخير كافة إمكانياتها البشرية وقدراتها المادية وخبراتها الفنية التراكمية، لترجمة مقررات القمة على أرض الواقع . ان هيئة الغابات إذ تحمي قمة دول السياج الأخضر تثمن عالياً مخرجات هذه القمة ومشاركة السيد رئيس الجمهورية وإسهاماته فيها، يجددون التعبير عن امتنانهم للسيد رئيس الجمهورية ومواقفه الداعمة للغابات متمثلة في قراراته بزيادة مساحات الغابات المحجوزة وحمايتها، وشد أزر هيئتها معنوياً بمنحها وسام الانجاز وفنياً بإنشاء آلية قومية للإسناد وصندوقاً قومياً للاستزراع بقرار من النائب الأول لرئس الجمهورية. وتأمل الهيئة ومنسوبيها في أن يتواصل هذا الدعم والسند ويترجم نماء وعطاء واخضرار على أرض الواقع ووضح دورالهئية فى صياغة مشروع السياج الأخضرو بتمثيلها للسودان في الاجتماعات التحضيرية للمشروع في كل مراحله. وتفخر الهيئة أيضا بدورها الحالي كنقطة ارتكاز لأول مشاريع السياج الأخضر المنفذة بالسودان، وتعلن الهيئة بأنها سوف لن تألوا جهداً في مواصلة عملها في مكافحة التصحر، وصد زحف الصحراء، ومحاربة الفقر، ودرء النزاعات حول الموارد الطبيعية الشحيحة ومايترتب عليها من زعزعة للأمن والاستقرار والنزوح . إن الهيئة لتولي أمر التصحر وانحسار الغطاء الغابي الذي يعد مشكلة البلاد الأولى جل اهتمامها، حيث تؤكد الدراسات أن بلادنا شهدت خلال الفترة 2000 - 2011 تحول 12 مليون فدان من أراضيها الخصبة لأراضي جرداء، وأن معدل التصحر قد تسارع خلال هذه الفترة ليبلغ 1,2 فدانا في الدقيقة. وقد أبرز الوضع الإيكولوجي الراهن للبلاد عدة تحديات، إذ تقلصت مساحة الغابات لتصبح 10% فقط من مساحة البلاد الكلية، وصارت 88% من مساحة البلاد قاحلة . وقد قامت الهيئة خلال العقدين الماضيين بمضاعفة مساحات الغابات المحجوزة عشرة أضعاف ورفعت من معدلات التشجير عشرين ضعفاً . والسودان ماض فى مسيرة مكافحة التصحر والمشاركة الافريقية فى العمل من أجل القارة أن تكون خضراء .