الأفراط في سياحة الغوص والغطس بمحمية سنجنيب البحرية بدون توفير الآليات والتجهيزات السياحية المناسبة للمحافظة عليها، قد يسبب ضررا مدمرا ومفسدا لبيئتها ومخلوقاتها النادرة حيث تحوي تنوع بحري نادر وتحتفظ حتى الآن بالنقاء والصفاء الطبيعي. وفقا لما يقوله مدير إدارة المحميات البحرية بولاية البحر الأحمر . يقول الرائد بالإدارة العامة لشرطة حماية الحياة البرية ومدير إدارة المحميات البحرية بولاية البحر الأحمر، الرائد نصر الدين محمد الأمين، إن جميع بيئات وحيوانات الساحل السوداني لم تتأثر بأي مؤثر وما تزال على طبيعتها سواء في سنجنيب ودنقاب أوغيرهما . ويؤكد توفر تجمعات ضخمة ومتنوعة من الشعب المرجانية بسنجنيب كما توجد بها أنواع متعددة من اسماك الشعب المرجانية وغيرها من الأحياء البحرية الأخري في غاية الصحة، حيث لم تتأثر بالكوارث البيئية التي أثرت علي كثير من تجمعات المرجان والشعب في العالم . ويستطرد قائلا " ولكن ما يقلقنا هو السياحة وكثافتها فالموسم السياحي الذي يبدأ من أكتوبر ويستمر حتي يونيو يجلب حوالي 8 آلاف سائح سنويا للمحميتين، وعلي الرغم من انهم لا يمارسون الصيد إلا أنهم يفسدون الشعب المرجانية بسبب عدم وجود مرابط لقوارب الغوص والغطس". ويضيف إن الشعب المرجانية النادرة ما تزال بكرا، و تعتبر مثل غابة الأمازون في أمريكا الجنوبية تحوي كل البيئات والحيوانات البحرية.كما لم تتأثر حتى الآن بعوامل الضغط البشري السياحي وغيره. و أن ما تقوم به الإدارة هو حماية استباقية لها وخوف علي ندرتها . وتتميز سنجيب بتكوينها النادر جدا فهي عبارة عن جزيرة مرجانية غنية بالشعب والمرجان في شكل حلقة دائرية تماما من حوافها الخارجية مما يجعلها فريدة في نوعها ضمن الإقليمين العربي والإفريقي ولايوجد مثلها عالميا إلا نادرا ،خاصة مع الخيران الثلاثة التي توجد بها والتي يتباين عمقها مما يجعل مياهها تتدرج في الوانها في ظلال متباينة من الأخضر والأزرق . ويمكن للغواصين مشاهدة كل الوان قوس قزح في امتار مكعبة قليلة . وتشتهر سنجنيب بمشهدها البحري المذهل واعماقها الذاخرة بالشعب المرجانية الملونة التي تعيش فيها وتبلغ مساحتها 12 كلم وطولها 6 كلم وعرضها 2 كلم واعلنت محمية في العام 1990 وتذخر بتنوع حيوي كبير وبها 250 نوعا من الأسماك الصغيرة والأسماك النادرة واسماك الزينة ثم اسماك القرش والدلفين الذي يوجد في مدخل المحمية ثم سمك القرش ابوسوط الذي بدأ يتناقص بسبب صيده من أجل زعانفه . ويقول محمد يوسف عبد السلام المدير السابق لمحمية سنجنيب البحرية، والمستشار المستقل لمنظمتي (اكويب كوستو) و(ديب) البحريتين في السودان، ما أبقي على محمية سنجنيب بعيدة عن التلوث الصناعي والبشري هو حقيقة كونها بعيدة عن الشواطئ وهذه ميزة لا تملكها العديد من المحميات الطبيعية، ويؤكد إن محمية سنجنيب مثلها مثل بقية المحميات الطبيعية ستكون عرضة للزيارات المكثفة ولاعداد متزايدة من الناس الذين يملكون مصالح متباينة ويمارسون انشطة مختلفة مما يؤثر في الشعب المرجانية والبيئة الطبيعية لها وللمحمية ككل . السياحة والغطس والصيد الجائر والمشي علي الشعب وجمع والتقاط الشعب المرجانية جميعها نشاطات لها تأثيرات بيئية، وتتطلب خطط إدارية فعالة لمواجهتها بجانب السياسات واللوائح وبرامج التوعية والتثقيف، بحسب ما يقول . ويضيف ان الغوص البحري هو النشاط السائد في سنجنيب التي تعد من اشهر وافضل مناطقه عالميا ولايوجد بها مواطنين أو نشاط سياحي سواء زيارات منظمة للمواطنين مرتين في الشهر ، لايمارسون اثنائها الغطس كما يوجد بها فنار لارشاد السفن تم بناءه العام 1950م وهو تابع للتراث العالمي . ويمتد البحر الأحمر الذي يقع جزء منها ضمن صدع وادي بطول 1900 كيلومتر من مضيق باب المندب في عدن جنوبا وحتي شبه جزيرة سيناء شمالا ومستوي الشفافية في البحر الاحمر يتراوح مابين 30 مترا ولكنها في مياه سنجنيب الكرستالية الصافية يمكن ان تصل حتي 46 مترا . نصر الدين احمد العوض مدير عام وزارة البيئة والسياحة بولاية البحر الأحمر يقول 80% من إيرادات السياحة في البحر الأحمر تأتي من الغطس والغوص فالمنطقة غنية بالمياه المرجانية التي تستحق المشاهدة . ونحن حريصون علي هذا التنوع وعلي حماية موارده ونعمل مع العديد من المنظمات في توعية المجتمعات المحلية بأهمية هذه الموارد. وهناك خطة كاملة للاستفادة من سواحل البحر الأحمر في السياحة وتنمية المجتمعات المحلية التي تسكنها وتعزيز رفاهيتها . ويؤكد المدير السابق لمحمية سنجنيب البحرية، والمستشار المستقل لمنظمتي (اكويب كوستو) و(ديب) البحريتين في السودان،. " ينبغي علينا تعلم الدروس المهمة التي عاني منها الآخرون نتيجة للإستخدام السيئ للموارد والموروثات الطبيعية التي كانوا يملكونها ويقول هناك الكثير من الاراضي التي ينبغي حمايتها وكلما كان وعينا باكرا بأهمية المحافظة والحماية للسواحل ومواردها كلما قلت هواجسنا بخصوص استخدامنا لها وتمتعنا بها إذ إن الحماية والتطوير هما ما سيضمنان لنا استمرارها وتمتع الأجيال اللاحقة والقادمة بها . وبحسبما ذكره فأنه ومنذ تأسيس المحمية وحتي اليوم الصيادين ولوائح قانون هيئة الموانيء والصحة البيئية وحماية الحياة البرية هم الذين يغطون بعض جوانب الحماية والمحافظة علي سنجنيب . وما ينبغي عمله بوجه السرعة هو تأسيس مكتب مكتمل بكل المعدات والمعينات في بورتسودان وقارب لإدارة المحمية ومعامل ومعدات معملية . وذلك إضافة إلي تدريب ضباط حماية الحياة البحرية وتمليكهم المهارات اللازمة ل تنشيط السياحة ومنها مركب سياحي لمشاهدة الشعب المرجانية وآخر لنقل الزوار والاهتمام باجراء البحوث والدراسات العلمية العميقة والمتخصصة علي كائنات المحمية وبيئاتها الطبيعية من اجل حسن إدارتها والمحافظة عليها ثم ضرورة الاهتمام بتوفير أموال كافية لتأسيس وإدارة المحمية وهما أمران مكلفان إذ أن جميع الأجهزة المطلوبة غالبية جدا ولا تتوفر في السوق المحلي مما يجعل اشراك المنظمات المختصة وذات الاهتمام شريكا مناسبا في هذا الصدد . د. عبد الله ناصر العوض مدير محطة بحوث اسماك البحر الأحمر ، يؤكد أن محميتي سنجنيب ودنقناب ،ما تزالا نظيفتين ومحتفظتين بحيويتهما فلا يوجد بهما تلوث ولا تكسير في الشعب المرجانية بعكس العديد من المناطق البحرية عالميا . وأن ما يميز السواحل السودانية هو وفرة وغناء الشعب المرجانية وحيويتها وسلامتها فهي لم تتعرض للتلف وتملك الإمكانية للنمو مشيرا إلي أن الكثيرين يظنون ان الشعب المرجانية جامدة ولا تنمو وهو ظن غير صحيح ويحدث إذا ما تكسرت هذه الشعب . ويضيف "أن الإفراط في النشاط السياحي يمكن أن يكون مدمرا للسواحل، وحتى البناء عليها يمكن أن يؤثر علي البيئة البحرية وما يجب أن يحدث لتفادي ذلك هو دراسة الأثر البيئي لأي نشاط وتقييمه باستمرار حتى لا نفقد الموارد الطبيعية التي نملكها وحتى لا نحرم أنفسنا من استغلال هذه الموارد كما تفعل غالبية الدول" . ع و