كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    أيهما تُفَضَّل، الأمن أم الحرية؟؟    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واقع الايدز في إفريقيا
نشر في وكالة السودان للأنباء يوم 15 - 07 - 2013

ظل المجتمع العالمي على مدى ثلاثين عاما يركز على تغيير السلوكيات لكونها عنصر رئيسي لمكافحة وباء الإيدز العالمي ،ولكن هذا الأسلوب لم يحقق سوى نجاحا محدودا في الحد من إصابات الإيدز بالبلدان النامية .ويظهر الإخفاق جلياً في السيطرة عليه في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، التي تضم ثلثي حاملي الفيروس في العالم فضلا عن نصيب مماثل من الإصابات الجديدة بين البالغين. وتعتبر النساء والفتيات بشكل خاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، ويعود هذا إلى الفقر والجهل ،وغياب الوعي وكيفيه الوقاية من وباء الايدز إلى جانب ما يواجهه من تحديات بيولوجية واجتماعية واقتصادية الأمر الذي اقعد المنطقة عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية واسهم قي تدمير البنيات الاقتصادية والقوى الإنسانية. الايدز كظاهرة مرضية عالمية فإنها أسوأ حالاً في أفريقيا جنوب الصحراء، إذ بلغ عدد المصابين بالفيروس 19 مليون، ومع أن نسبة الإصابة بالداء عالمياً تساوي 1.1% فإنها في أفريقيا جنوب الصحراء تساوي ثمانية أضعاف أي 8.8%، وفي 16 دولة من دول جنوب وشرق أفريقيا النسبة تبلغ 10% (دول حزام الايدز)، وبعض الدول نسبة الإصابة فيها عالية جداً، مثلاً في بتسوانا 30%. الدراسات تدل إحصائياً على أن نسبة الإصابة في النسبة العامة تظهر في الشباب أي الأعمار ما بين (21-30) ثم في الأعمار ما بين (31- 40) هؤلاء قوام القوة العاملة والمستقبل. قال الدكتور محمد عثمان حامد مدير البرنامج القومي لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة السودانية الايدز إذا نظرنا إلى الإحصائيات الأخيرة في التقارير العالمية فنجد ان في كل العالم المرضى المصابون 24 مليون 69 % منهم في القارة الإفريقية ،وأكثر من 90% من النساء المصابات بالايدز موجودات في إفريقيا وأكثر من 92% من الأطفال الذين يولدون ومصابين بالايدز متواجدين في القارة الإفريقية وهذا يبين حجم المشكلة وبين حجم التداعيات الإنسانية والاجتماعية . ويعد الإيدز كمرض مزمن يشكل خطرا على الحياة، وهو ناجم عن فيروس (HIV) يسبب فشلا / قصورا في الجهاز المناعي لدى البشر (فيروس نقص المناعة البشري / او: فيروس العوز المناعي البشري - HIV - ( Human Immunodeficiency Virus ) يصيب البشر ويستهدف جهاز المناعة فيضعفه ويفقد الجسم قدرته على محاربة ومقاومة الفيروسات، الجراثيم والفطريات من خلال إصابته للجهاز المناعي ليصبح الجسم عُرضة للإصابة بالالتهابات الانتهازية ويبلغ درجة متقدمة تسمى متلازمة نقص المناعة المكتسبة (Acquired Immune deficiency Syndrome (AIDS ، وتظهر الحالة المرضية في جسم المصاب في فترة تتراوح ما بين 2- 15 سنة ،و لا يوجد علاج ناجع له ولكن توجد بعض الأمصال التي يمكن أن تبطئ أثره القاتل وتجعل الشخص المصاب يقاوم المرض أطول فترة ممكنة . علامات الإصابة بالمرض تبدأ بأعراض كالزكام المصحوب بحمى وصداع وآلام في الحلق، ثم تتطور إلى أورام في الغدد، وانخفاض في الوزن، والإسهال، والسعال ويفتح الباب لكثير من الأمراض المعدية و القاتلة، وبعض السرطانات . ينتقل المرض عن طريق بعض سوائل الجسم من الشخص المصاب إلى السليم عن طريق ( الدم، المني، لبن الأم، والإفرازات المهبلية، والمعاشرة الجنسية، الحقن الملوثة، أدوات الحلاقة، نقل الدم ) والإصابة يمكن أن تكتشف عن طريق الفحص الذي يمكن أن يكون طوعياً أو إجبارياً. في عام 2000م أصدرت الأمم المتحدة أهداف الألفية الثمانية، وكان من بينها هدف صحي لاحتواء على وباء الايدز. وفي عام 2011م اتخذت منظمة الصحة العالمية إستراتيجية صحية لخمسة أعوام (2011-2015م) التزمت بموجبها المنظمة بأربعة أهداف هي: 1- الاهتمام بالوقاية، والفحص، وتوفير العلاج. 2- الاهتمام بالبنية التحتية الصحية في البلدان. 3- الحرص على المساواة الاجتماعية بين السكان، وكفالة حقوق الإنسان. 4- التزمت المنظمة بمساعدة المؤسسات الصحية لزيادة قدراتها عن طريق التدريب، وتوفير المعدات، وتنسيق الأنشطة الصحية لتعمل على تحقيق أهداف الألفية الصحية. الايدز في السودان : يوجد بعض الاختلاف في نسبة الإصابة بالايدز في السودان فقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أن عدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" في السودان بلغ 70 ألفا في أخر إحصاء جرى مؤخرا .وذكر مدير البرنامج القومي لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة السودانية ان عدد المصابين بالايدز في السودان بلغ حوالي 69 ألف ونسبة الإصابة 10% يعني 0.3%، ومازال يصنف عالميا بأنه وباء مركز. قال الأستاذ بحر إدريس أبو قردة وزير الصحة أن الايدز في السودان من القضايا الشائكة كما في المجتمع الإفريقي ،وقد تمت مناقشة برنامج مكافحة الإيدز مع كافة القوى السياسية والاجتماعية بالبلاد حتى نجعل منه برنامجاً قومياً لتطوير الخطة الإستراتيجية القومية للإيدز في الفترة من 2012م الى 2016م بالتعاون مع المنظمات الدولية والوطنية. أوضح السيد الصادق المهدي خلال الورقة التي تقدم بها في المنتدى الإعلامي حول "أفريقيا والايدز الواقع والتحديات" ان النسبة أدنى من المتوسط الأفريقي جنوب الصحراء، موضحا ان هنالك أربعة عوامل تجعل النسبة في زيادة، هي: زيادة التفسخ الاجتماعي وما يصاحبها من انحلال أخلاقي ، انتشار المخدرات ، التستر والتحفظ على بعض وسائل الوقاية، وانتشار الحروب وما يصاحبها من انهيار للنسيج الاجتماعي في معسكرات النزوح واللجوء وانتقال القوى المسلحة من مكان لمكان. النسبة عالية في أوساط العاطلين وفي أوساط النازحين واللاجئين وبائعات الهوى مما يتطلب تحقيق السلام والاستقرار ومحاربة العاطلة والفقر. دراسات افريقية لمكافحة الايدز : وقد توصل بعض الخبراء الاقتصاديين لدى مجموعة بحوث التنمية التابعة للبنك الدولي لمحاولات لتغيير الوضع الوبائي للايدز في افريقيا حيث أسفرت تجربتان عشوائيتان كبيرتان استخدمت فيهما حوافز نقدية عن نتائج ناجحة في الحد من الإصابات المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي في كل من تنزانيا ومالاوي. ويمكن لهذه الدراسات المبتكرة في حالة أثبتت نفس الفعالية عند تطبيقها على نطاق أوسع أن تساعد في تحقيق نقلة على صعيد وقف انتشار وباء الإيدز. قال آدم فاغستاف، مدير بحوث التنمية البشرية بمجموعة بحوث التنمية "الدراستان تخرجان من الإطار التقليدي وفي نفس الوقت تعتمدان على مناهج التقييم التجريبية... وتستخدم الدراستان الحوافز النقدية لإقناع الناس بتغيير سلوكهم بطريقة تفيدهم على المدى المتوسط. وجاءت النتائج الأولى واعدة وتشير إلى أن فكرة استخدام الحوافز كأداة للوقاية من الإيدز ينبغي أن تحظى بمزيد من البحث والاختبار." دراسة مالاوي : صممت الدراسات على غرار برامج "التحويلات النقدية المشروطة" التي تستخدم الأموال للتشجيع على السلوكيات الرشيدة كالانتظام في الدراسة أو الحصول على الرعاية الصحية الأساسية ،وعلى سبيل المثال، تظهر الدراسات أن أحد هذه البرامج في المكسيك، وهو 'برنامج الفرص الذي يمول البنك الدولي جانبا منه، أدى إلى تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية بين الأسر الفقيرة التي تتلقى مبالغ شهرية. بالمثل يمنح البرنامج 15 دولارا شهريا للفتيات ممن تتراوح أعمارهن بين 13 و22 عاما وآبائهن إذا انتظمن في الدراسة. وتم تحديد مجموعة ضبط من الفتيات ممن لا يحصلن على أي مكافآت نقدية مقابل انتظامهن في الدراسة ،وشملت الدراسة قيد 3796 طالبة لم تتزوج أبدا في زومبا، وهي منطقة في جنوب مالاوي. وبعد عام، وعلى غرار ما حدث في البرنامج المكسيكي، زاد عدد الفتيات اللاتي استمررن في الدراسة ممن يحصلن على أموال نقدية (95 في المائة) على عدد فتيات مجموعة الضبط اللاتي استمررن في الدراسة (89 في المائة). لكن ظهرت نتيجة مفاجئة: فبعد 18 شهرا من بدء البرنامج في يناير/كانون الثاني عام 2008، أظهرت مؤشرات قياس البيانات أن معدلات الإصابة بالإيدز بين الفتيات اللائي تلقين الحوافز النقدية كانت 1.2 في المائة مقابل 3 في المائة بين فتيات مجموعة الضبط. ويعني هذا انخفاضا بنسبة 60 في المائة في معدل انتشار المرض. كما كان معدل الإصابة بفيروس . (النوع الثاني) وهو السبب الشائع للإصابة بهربس (فطريات تصيب الجسم) الأعضاء التناسلية بين الفتيات اللائي حصلن على الأموال النقدية أقل (0.7 في المائة مقابل 3 في المائة). وثبتت هذه النتائج حتى لدى مجموعة ثالثة من الفتيات ممن حصلن على أموال نقدية دون اشتراط انتظامهن في الدراسة أو فرض أي قيود أخرى عليهن. يبدو أن المفتاح في ذلك يكمن في "أثر الدخل" على السلوك الجنسي للفتيات اللائي يتلقين مدفوعات نقدية. يقول بيرك أوزلر، الخبير الاقتصادي لدى مجموعة بحوث التنمية، والذي أجرى الدراسة بالتعاون مع سارا بيرد من جامعة جورج واشنطن وكريغ ماكنتوش من جامعة كاليفورنيا بسان دييجو، إنه بعد عام من بدء هذا البرنامج، فإن الفتيات اللائي تلقين مدفوعات نقدية لم يقلصن فقط من ممارساتهن الجنسية، لكنهن حينما كن يفعلن ذلك كن يخترن الشريك الأكثر سلامة. وفي الواقع، تصل معدلات الإصابة بين هؤلاء الشركاء إلى نصف المعدل بين شركاء مجموعة الضبط. وربما أدت التحويلات النقدية إلى تراجع فيما يسمى بجنس الصفقات القائم على تبادل المصالح. ففي بداية الدراسة، قالت ربع المشاركات من الناشطات جنسيا إنهن بدأن علاقاتهن لأنهن "احتجن مساعدة" من الشركاء أو أنهن "رغبن في الحصول على هدايا أو أموال." في الوقت نفسه وجدت الدراسة أن 90 في المائة من الفتيات الناشطات جنسيا في مجموعة الضبط تلقين من شركائهن 6.5 دولار شهريا في شكل هدايا أو نقود. وتعتبر هذه الهبات مهمة بالنظر إلى أن نصيب الفرد من الناتج القومي لم يتجاوز 287.5 دولار عام 2008. وبعد عام، بدأت الفتيات اللاتي يتلقين مدفوعات من برنامج التحويلات النقدية يتجنبن إقامة اتصال جنسي بشركاء من كبار السن الأكثر ثراء والأكثر احتمالا إصابتهم بالإيدز من طلبة المدارس. وكان شركاء الجنس أكبر بمتوسط عامين عن الفتيات وذلك بالمقارنة بفارق ثلاث سنوات في حالة مجموعة الضبط. وقال أوزلر "البرنامج أحدث زيادة فورية في الدخل لدى العديد من الفتيات الفقيرات وأسرهن كما استثمر في مستوياتهن الصحية والتعليمية... إن هذه البرامج يمكن أن تصبح جانبا مهما من استراتيجيات الوقاية من الإيدز." دراسة تنزانيا : صممت الدراسة الخاصة بتنزانيا من أجل التوسع المباشر في التحويلات المشروطة بغرض التشجيع على الوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي. لكنها تختلف عن البرامج التقليدية للتحويلات من ناحيتين: أولا، لم يكن المشاركون من صغار السن، بل من البالغين. ثانيا، لم تدفع للمشاركين مقابل عمل شيء، لكنها تدفع لهم لكي لا يفعلوا شيئا، هذا الشيء هو الجنس غير الآمن. ولم تقدم التجربة الموجهة التي استخدمت عينات عشوائية وتكلفت 1.8 مليون دولار مدفوعات إلا لمن ثبت عدم إصابتهم بمجموعة من الأمراض الشائعة التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. وقد أحدثت الأموال التي بلغت 60 دولارا شهريا لكل شخص على مدى عام أثرا لدى العديد من الأسر. وبلغ إجمالي نصيب الفرد من الدخل القومي 496.4 دولار في عام 2008، فيما بلغ ما حصل عليه المشاركون في الدراسة نصف هذا المبلغ في المتوسط. وقد نجحت التجربة. فبعد عام، أظهرت الفحوصات أن 9 في المائة من المستحقين لمكافأة الستين دولارا بين 2399 شابا خضعوا للدراسة من جنوب غرب تنزانيا قد أصيبوا بالمرض. وبالمقارنة كانت نسبة الإصابة 12 في المائة بين مجموعة الضبط التي لم تحصل على المدفوعات. ويقول دميان دي والك، أحد كبار الخبراء الاقتصاديين بمجموعة بحوث التنمية بالبنك الدولي، إن خفض نسبة الإصابة 25 في المائة يجعل من توسيع نطاق البرنامج ليشمل أماكن أخرى أمرا له جدواه. وقد أجرى الدراسة بالاشتراك مع ويل دو من جامعة كاليفورنيا في بركلي، وروز ناتان من معهد إفاكارا للصحة في تنزانيا. ومن أجل تسجيل آثار البرنامج بشكل أفضل، اختار الباحثون ستة من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي والقابلة للشفاء كنموذج يمثل السلوك الجنسي الخطير. ومن بين هذه الأمراض الكلاميديا، والسيلان، والمشعرة، والميكوبلازما التناسلية، والزهري. وهذه الأمراض، مثلها مثل الإيدز، تنتقل عن طريق الممارسات الجنسية الخطيرة. ولم يربط
الباحثون حالة الإصابة بالإيدز بالمدفوعات النقدية لدواع أخلاقية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مجال الدراسة شهد معدلات جديدة من الإصابات تصل إلى 0.6 في المائة سنويا، وهو ما يمكن أن يجعل من الصعوبة بمكان تسجيل الفروق الإحصائية. وقام بتمويل المشروع البنك الدولي، والصندوق الاستئماني الأسباني لتقييم الأثر التابع له، ومكتب السكان اللاجئين الذي لا يهدف للربح، ومؤسسة ويليام وفلورا هيوليت. وتوقفت المدفوعات النقدية في مايو/أيار وسيقوم الباحثون بفحص المشاركين مرة أخرى العام المقبل كي يتحققوا مما إذا كانت معدلات الإصابة لدى المجموعة الحاصلة على المدفوعات ستبقى على انخفاضها بدون حوافز مالية. واختار الباحثون ضواحي كيلومبيرو/أولانغا بتنزانيا لأن معدلات الإصابة فيها تماثل متوسط معدلات الإصابة في أفريقيا. وسكان الضاحية على وعي بالإيدز، ويعود هذا في جانب منه إلى قربهم من الطريق الرئيسي حيث جعلت الهجرة والحركة منه ممرا رئيسيا لنقل الإيدز في تنزانيا وشرق أفريقيا. وشارك الباحثون مع معهد إيفاكارا للصحة الذي يدير نظاما للمسح الصحي والديموغرافي وإجراءات تدخلية أخرى في المنطقة. وساعد المعهد في إدراج 2399 شخصا من 10 قرى في الضواحي، أغلبهم تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما، وهي مجموعة اعتبرت معرضة بدرجة كبيرة لخطر الإصابة بأمراض منقولة جنسيا. وتم إرسال فرق طبية لكل قرية كل أربعة أشهر، كل منها لمدة تصل إلى أسبوع. وقامت إحدى المجموعات بتعريف المشاركين على المشروع، وحصلت على موافقتهم، وأخذت عينات، وأجرت مقابلات، وسلمت الأخرى نتائج المختبرات بعد أسبوعين في مقابلات مباشرة وغير علنية. وتم تسجيل كل العينات والنتائج بأرقام سرية، بدلا من الأسماء، لحماية الخصوصية. وحصل كل المشاركين على العلاج المجاني مثل المضادات الحيوية والمشورة. لكن لم يحصل على مدفوعات نقدية من المجموعة التي كانت تتلقى مدفوعات نقدية إلا من أثبتت الاختبارات خلوه من المرض. كما حصل على المدفوعات أيضا من أثبتت الفحوص إصابته بالمرض لكنها أظهرت خلوه منه بعد أربعة أشهر. وكان هناك تحول: نصف مجموعة المدفوعات النقدية كانت تستحق الحصول على 30 دولارا سنويا والنصف الآخر منها على 60 دولارا. ووجدت الدراسة أن مجموعة الثلاثين دولارا ما زالت تشهد نفس المعدل من الإصابات الذي شهدته مجموعة الضبط التي لم تتلق مدفوعات نقدية. وليس من قبيل المفاجأة أن يكون البرنامج أكثر فاعلية بالنسبة لسكان المناطق الأفقر والريفية. ويتضح من الدراسات العشوائية التي أجريت والواقع الإفريقي أن المشكلة الأساسية تكمن في تدهور الوضع الاقتصادي الذي يولد الغياب الأخلاقي في المناطق النامية خاصة أفريقيا جنوب الصحراء .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.