روسيا ترفض لتدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه    البرهان يودع سفيري السودان لمصر واثيوبيا "الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي والسفير الزين إبراهين حسين"    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    السودان..البرهان يصدر قراراً    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واقع الايدز في إفريقيا
نشر في وكالة السودان للأنباء يوم 15 - 07 - 2013

ظل المجتمع العالمي على مدى ثلاثين عاما يركز على تغيير السلوكيات لكونها عنصر رئيسي لمكافحة وباء الإيدز العالمي ،ولكن هذا الأسلوب لم يحقق سوى نجاحا محدودا في الحد من إصابات الإيدز بالبلدان النامية .ويظهر الإخفاق جلياً في السيطرة عليه في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، التي تضم ثلثي حاملي الفيروس في العالم فضلا عن نصيب مماثل من الإصابات الجديدة بين البالغين. وتعتبر النساء والفتيات بشكل خاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، ويعود هذا إلى الفقر والجهل ،وغياب الوعي وكيفيه الوقاية من وباء الايدز إلى جانب ما يواجهه من تحديات بيولوجية واجتماعية واقتصادية الأمر الذي اقعد المنطقة عن التنمية الاقتصادية والاجتماعية واسهم قي تدمير البنيات الاقتصادية والقوى الإنسانية. الايدز كظاهرة مرضية عالمية فإنها أسوأ حالاً في أفريقيا جنوب الصحراء، إذ بلغ عدد المصابين بالفيروس 19 مليون، ومع أن نسبة الإصابة بالداء عالمياً تساوي 1.1% فإنها في أفريقيا جنوب الصحراء تساوي ثمانية أضعاف أي 8.8%، وفي 16 دولة من دول جنوب وشرق أفريقيا النسبة تبلغ 10% (دول حزام الايدز)، وبعض الدول نسبة الإصابة فيها عالية جداً، مثلاً في بتسوانا 30%. الدراسات تدل إحصائياً على أن نسبة الإصابة في النسبة العامة تظهر في الشباب أي الأعمار ما بين (21-30) ثم في الأعمار ما بين (31- 40) هؤلاء قوام القوة العاملة والمستقبل. قال الدكتور محمد عثمان حامد مدير البرنامج القومي لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة السودانية الايدز إذا نظرنا إلى الإحصائيات الأخيرة في التقارير العالمية فنجد ان في كل العالم المرضى المصابون 24 مليون 69 % منهم في القارة الإفريقية ،وأكثر من 90% من النساء المصابات بالايدز موجودات في إفريقيا وأكثر من 92% من الأطفال الذين يولدون ومصابين بالايدز متواجدين في القارة الإفريقية وهذا يبين حجم المشكلة وبين حجم التداعيات الإنسانية والاجتماعية . ويعد الإيدز كمرض مزمن يشكل خطرا على الحياة، وهو ناجم عن فيروس (HIV) يسبب فشلا / قصورا في الجهاز المناعي لدى البشر (فيروس نقص المناعة البشري / او: فيروس العوز المناعي البشري - HIV - ( Human Immunodeficiency Virus ) يصيب البشر ويستهدف جهاز المناعة فيضعفه ويفقد الجسم قدرته على محاربة ومقاومة الفيروسات، الجراثيم والفطريات من خلال إصابته للجهاز المناعي ليصبح الجسم عُرضة للإصابة بالالتهابات الانتهازية ويبلغ درجة متقدمة تسمى متلازمة نقص المناعة المكتسبة (Acquired Immune deficiency Syndrome (AIDS ، وتظهر الحالة المرضية في جسم المصاب في فترة تتراوح ما بين 2- 15 سنة ،و لا يوجد علاج ناجع له ولكن توجد بعض الأمصال التي يمكن أن تبطئ أثره القاتل وتجعل الشخص المصاب يقاوم المرض أطول فترة ممكنة . علامات الإصابة بالمرض تبدأ بأعراض كالزكام المصحوب بحمى وصداع وآلام في الحلق، ثم تتطور إلى أورام في الغدد، وانخفاض في الوزن، والإسهال، والسعال ويفتح الباب لكثير من الأمراض المعدية و القاتلة، وبعض السرطانات . ينتقل المرض عن طريق بعض سوائل الجسم من الشخص المصاب إلى السليم عن طريق ( الدم، المني، لبن الأم، والإفرازات المهبلية، والمعاشرة الجنسية، الحقن الملوثة، أدوات الحلاقة، نقل الدم ) والإصابة يمكن أن تكتشف عن طريق الفحص الذي يمكن أن يكون طوعياً أو إجبارياً. في عام 2000م أصدرت الأمم المتحدة أهداف الألفية الثمانية، وكان من بينها هدف صحي لاحتواء على وباء الايدز. وفي عام 2011م اتخذت منظمة الصحة العالمية إستراتيجية صحية لخمسة أعوام (2011-2015م) التزمت بموجبها المنظمة بأربعة أهداف هي: 1- الاهتمام بالوقاية، والفحص، وتوفير العلاج. 2- الاهتمام بالبنية التحتية الصحية في البلدان. 3- الحرص على المساواة الاجتماعية بين السكان، وكفالة حقوق الإنسان. 4- التزمت المنظمة بمساعدة المؤسسات الصحية لزيادة قدراتها عن طريق التدريب، وتوفير المعدات، وتنسيق الأنشطة الصحية لتعمل على تحقيق أهداف الألفية الصحية. الايدز في السودان : يوجد بعض الاختلاف في نسبة الإصابة بالايدز في السودان فقد ذكرت منظمة الصحة العالمية أن عدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" في السودان بلغ 70 ألفا في أخر إحصاء جرى مؤخرا .وذكر مدير البرنامج القومي لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة السودانية ان عدد المصابين بالايدز في السودان بلغ حوالي 69 ألف ونسبة الإصابة 10% يعني 0.3%، ومازال يصنف عالميا بأنه وباء مركز. قال الأستاذ بحر إدريس أبو قردة وزير الصحة أن الايدز في السودان من القضايا الشائكة كما في المجتمع الإفريقي ،وقد تمت مناقشة برنامج مكافحة الإيدز مع كافة القوى السياسية والاجتماعية بالبلاد حتى نجعل منه برنامجاً قومياً لتطوير الخطة الإستراتيجية القومية للإيدز في الفترة من 2012م الى 2016م بالتعاون مع المنظمات الدولية والوطنية. أوضح السيد الصادق المهدي خلال الورقة التي تقدم بها في المنتدى الإعلامي حول "أفريقيا والايدز الواقع والتحديات" ان النسبة أدنى من المتوسط الأفريقي جنوب الصحراء، موضحا ان هنالك أربعة عوامل تجعل النسبة في زيادة، هي: زيادة التفسخ الاجتماعي وما يصاحبها من انحلال أخلاقي ، انتشار المخدرات ، التستر والتحفظ على بعض وسائل الوقاية، وانتشار الحروب وما يصاحبها من انهيار للنسيج الاجتماعي في معسكرات النزوح واللجوء وانتقال القوى المسلحة من مكان لمكان. النسبة عالية في أوساط العاطلين وفي أوساط النازحين واللاجئين وبائعات الهوى مما يتطلب تحقيق السلام والاستقرار ومحاربة العاطلة والفقر. دراسات افريقية لمكافحة الايدز : وقد توصل بعض الخبراء الاقتصاديين لدى مجموعة بحوث التنمية التابعة للبنك الدولي لمحاولات لتغيير الوضع الوبائي للايدز في افريقيا حيث أسفرت تجربتان عشوائيتان كبيرتان استخدمت فيهما حوافز نقدية عن نتائج ناجحة في الحد من الإصابات المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي في كل من تنزانيا ومالاوي. ويمكن لهذه الدراسات المبتكرة في حالة أثبتت نفس الفعالية عند تطبيقها على نطاق أوسع أن تساعد في تحقيق نقلة على صعيد وقف انتشار وباء الإيدز. قال آدم فاغستاف، مدير بحوث التنمية البشرية بمجموعة بحوث التنمية "الدراستان تخرجان من الإطار التقليدي وفي نفس الوقت تعتمدان على مناهج التقييم التجريبية... وتستخدم الدراستان الحوافز النقدية لإقناع الناس بتغيير سلوكهم بطريقة تفيدهم على المدى المتوسط. وجاءت النتائج الأولى واعدة وتشير إلى أن فكرة استخدام الحوافز كأداة للوقاية من الإيدز ينبغي أن تحظى بمزيد من البحث والاختبار." دراسة مالاوي : صممت الدراسات على غرار برامج "التحويلات النقدية المشروطة" التي تستخدم الأموال للتشجيع على السلوكيات الرشيدة كالانتظام في الدراسة أو الحصول على الرعاية الصحية الأساسية ،وعلى سبيل المثال، تظهر الدراسات أن أحد هذه البرامج في المكسيك، وهو 'برنامج الفرص الذي يمول البنك الدولي جانبا منه، أدى إلى تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية بين الأسر الفقيرة التي تتلقى مبالغ شهرية. بالمثل يمنح البرنامج 15 دولارا شهريا للفتيات ممن تتراوح أعمارهن بين 13 و22 عاما وآبائهن إذا انتظمن في الدراسة. وتم تحديد مجموعة ضبط من الفتيات ممن لا يحصلن على أي مكافآت نقدية مقابل انتظامهن في الدراسة ،وشملت الدراسة قيد 3796 طالبة لم تتزوج أبدا في زومبا، وهي منطقة في جنوب مالاوي. وبعد عام، وعلى غرار ما حدث في البرنامج المكسيكي، زاد عدد الفتيات اللاتي استمررن في الدراسة ممن يحصلن على أموال نقدية (95 في المائة) على عدد فتيات مجموعة الضبط اللاتي استمررن في الدراسة (89 في المائة). لكن ظهرت نتيجة مفاجئة: فبعد 18 شهرا من بدء البرنامج في يناير/كانون الثاني عام 2008، أظهرت مؤشرات قياس البيانات أن معدلات الإصابة بالإيدز بين الفتيات اللائي تلقين الحوافز النقدية كانت 1.2 في المائة مقابل 3 في المائة بين فتيات مجموعة الضبط. ويعني هذا انخفاضا بنسبة 60 في المائة في معدل انتشار المرض. كما كان معدل الإصابة بفيروس . (النوع الثاني) وهو السبب الشائع للإصابة بهربس (فطريات تصيب الجسم) الأعضاء التناسلية بين الفتيات اللائي حصلن على الأموال النقدية أقل (0.7 في المائة مقابل 3 في المائة). وثبتت هذه النتائج حتى لدى مجموعة ثالثة من الفتيات ممن حصلن على أموال نقدية دون اشتراط انتظامهن في الدراسة أو فرض أي قيود أخرى عليهن. يبدو أن المفتاح في ذلك يكمن في "أثر الدخل" على السلوك الجنسي للفتيات اللائي يتلقين مدفوعات نقدية. يقول بيرك أوزلر، الخبير الاقتصادي لدى مجموعة بحوث التنمية، والذي أجرى الدراسة بالتعاون مع سارا بيرد من جامعة جورج واشنطن وكريغ ماكنتوش من جامعة كاليفورنيا بسان دييجو، إنه بعد عام من بدء هذا البرنامج، فإن الفتيات اللائي تلقين مدفوعات نقدية لم يقلصن فقط من ممارساتهن الجنسية، لكنهن حينما كن يفعلن ذلك كن يخترن الشريك الأكثر سلامة. وفي الواقع، تصل معدلات الإصابة بين هؤلاء الشركاء إلى نصف المعدل بين شركاء مجموعة الضبط. وربما أدت التحويلات النقدية إلى تراجع فيما يسمى بجنس الصفقات القائم على تبادل المصالح. ففي بداية الدراسة، قالت ربع المشاركات من الناشطات جنسيا إنهن بدأن علاقاتهن لأنهن "احتجن مساعدة" من الشركاء أو أنهن "رغبن في الحصول على هدايا أو أموال." في الوقت نفسه وجدت الدراسة أن 90 في المائة من الفتيات الناشطات جنسيا في مجموعة الضبط تلقين من شركائهن 6.5 دولار شهريا في شكل هدايا أو نقود. وتعتبر هذه الهبات مهمة بالنظر إلى أن نصيب الفرد من الناتج القومي لم يتجاوز 287.5 دولار عام 2008. وبعد عام، بدأت الفتيات اللاتي يتلقين مدفوعات من برنامج التحويلات النقدية يتجنبن إقامة اتصال جنسي بشركاء من كبار السن الأكثر ثراء والأكثر احتمالا إصابتهم بالإيدز من طلبة المدارس. وكان شركاء الجنس أكبر بمتوسط عامين عن الفتيات وذلك بالمقارنة بفارق ثلاث سنوات في حالة مجموعة الضبط. وقال أوزلر "البرنامج أحدث زيادة فورية في الدخل لدى العديد من الفتيات الفقيرات وأسرهن كما استثمر في مستوياتهن الصحية والتعليمية... إن هذه البرامج يمكن أن تصبح جانبا مهما من استراتيجيات الوقاية من الإيدز." دراسة تنزانيا : صممت الدراسة الخاصة بتنزانيا من أجل التوسع المباشر في التحويلات المشروطة بغرض التشجيع على الوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي. لكنها تختلف عن البرامج التقليدية للتحويلات من ناحيتين: أولا، لم يكن المشاركون من صغار السن، بل من البالغين. ثانيا، لم تدفع للمشاركين مقابل عمل شيء، لكنها تدفع لهم لكي لا يفعلوا شيئا، هذا الشيء هو الجنس غير الآمن. ولم تقدم التجربة الموجهة التي استخدمت عينات عشوائية وتكلفت 1.8 مليون دولار مدفوعات إلا لمن ثبت عدم إصابتهم بمجموعة من الأمراض الشائعة التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. وقد أحدثت الأموال التي بلغت 60 دولارا شهريا لكل شخص على مدى عام أثرا لدى العديد من الأسر. وبلغ إجمالي نصيب الفرد من الدخل القومي 496.4 دولار في عام 2008، فيما بلغ ما حصل عليه المشاركون في الدراسة نصف هذا المبلغ في المتوسط. وقد نجحت التجربة. فبعد عام، أظهرت الفحوصات أن 9 في المائة من المستحقين لمكافأة الستين دولارا بين 2399 شابا خضعوا للدراسة من جنوب غرب تنزانيا قد أصيبوا بالمرض. وبالمقارنة كانت نسبة الإصابة 12 في المائة بين مجموعة الضبط التي لم تحصل على المدفوعات. ويقول دميان دي والك، أحد كبار الخبراء الاقتصاديين بمجموعة بحوث التنمية بالبنك الدولي، إن خفض نسبة الإصابة 25 في المائة يجعل من توسيع نطاق البرنامج ليشمل أماكن أخرى أمرا له جدواه. وقد أجرى الدراسة بالاشتراك مع ويل دو من جامعة كاليفورنيا في بركلي، وروز ناتان من معهد إفاكارا للصحة في تنزانيا. ومن أجل تسجيل آثار البرنامج بشكل أفضل، اختار الباحثون ستة من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي والقابلة للشفاء كنموذج يمثل السلوك الجنسي الخطير. ومن بين هذه الأمراض الكلاميديا، والسيلان، والمشعرة، والميكوبلازما التناسلية، والزهري. وهذه الأمراض، مثلها مثل الإيدز، تنتقل عن طريق الممارسات الجنسية الخطيرة. ولم يربط
الباحثون حالة الإصابة بالإيدز بالمدفوعات النقدية لدواع أخلاقية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مجال الدراسة شهد معدلات جديدة من الإصابات تصل إلى 0.6 في المائة سنويا، وهو ما يمكن أن يجعل من الصعوبة بمكان تسجيل الفروق الإحصائية. وقام بتمويل المشروع البنك الدولي، والصندوق الاستئماني الأسباني لتقييم الأثر التابع له، ومكتب السكان اللاجئين الذي لا يهدف للربح، ومؤسسة ويليام وفلورا هيوليت. وتوقفت المدفوعات النقدية في مايو/أيار وسيقوم الباحثون بفحص المشاركين مرة أخرى العام المقبل كي يتحققوا مما إذا كانت معدلات الإصابة لدى المجموعة الحاصلة على المدفوعات ستبقى على انخفاضها بدون حوافز مالية. واختار الباحثون ضواحي كيلومبيرو/أولانغا بتنزانيا لأن معدلات الإصابة فيها تماثل متوسط معدلات الإصابة في أفريقيا. وسكان الضاحية على وعي بالإيدز، ويعود هذا في جانب منه إلى قربهم من الطريق الرئيسي حيث جعلت الهجرة والحركة منه ممرا رئيسيا لنقل الإيدز في تنزانيا وشرق أفريقيا. وشارك الباحثون مع معهد إيفاكارا للصحة الذي يدير نظاما للمسح الصحي والديموغرافي وإجراءات تدخلية أخرى في المنطقة. وساعد المعهد في إدراج 2399 شخصا من 10 قرى في الضواحي، أغلبهم تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما، وهي مجموعة اعتبرت معرضة بدرجة كبيرة لخطر الإصابة بأمراض منقولة جنسيا. وتم إرسال فرق طبية لكل قرية كل أربعة أشهر، كل منها لمدة تصل إلى أسبوع. وقامت إحدى المجموعات بتعريف المشاركين على المشروع، وحصلت على موافقتهم، وأخذت عينات، وأجرت مقابلات، وسلمت الأخرى نتائج المختبرات بعد أسبوعين في مقابلات مباشرة وغير علنية. وتم تسجيل كل العينات والنتائج بأرقام سرية، بدلا من الأسماء، لحماية الخصوصية. وحصل كل المشاركين على العلاج المجاني مثل المضادات الحيوية والمشورة. لكن لم يحصل على مدفوعات نقدية من المجموعة التي كانت تتلقى مدفوعات نقدية إلا من أثبتت الاختبارات خلوه من المرض. كما حصل على المدفوعات أيضا من أثبتت الفحوص إصابته بالمرض لكنها أظهرت خلوه منه بعد أربعة أشهر. وكان هناك تحول: نصف مجموعة المدفوعات النقدية كانت تستحق الحصول على 30 دولارا سنويا والنصف الآخر منها على 60 دولارا. ووجدت الدراسة أن مجموعة الثلاثين دولارا ما زالت تشهد نفس المعدل من الإصابات الذي شهدته مجموعة الضبط التي لم تتلق مدفوعات نقدية. وليس من قبيل المفاجأة أن يكون البرنامج أكثر فاعلية بالنسبة لسكان المناطق الأفقر والريفية. ويتضح من الدراسات العشوائية التي أجريت والواقع الإفريقي أن المشكلة الأساسية تكمن في تدهور الوضع الاقتصادي الذي يولد الغياب الأخلاقي في المناطق النامية خاصة أفريقيا جنوب الصحراء .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.