شارك لفيف من الرموز الإعلامية وكبار الأطباء في السودان في اليوم الذي نظمته اللجنة العليا لتأبين الراحل الطبيب و الصحفى المعروف د.كمال حنفي الذي كان حضورا في أسرته وأصدقائه وزملائه رغم غيابه بقاعه الشارقه بالخرطوم. أبتدر الحديث في ليلة التأبين الدكتور صديق محمد مصطفي رئيس اللجنة العليا متحدثا عن فترة دراسة الفقيد في جمهورية مصر العربية وحرصه على التواصل مع زملائه بمختلف آرائهم وتوجهاتهم السياسية والاجتماعية ، وأشار في الحديث الى سمو أخلاقه وعلو همته وزهده عن كل مباهج الحياة وبريق وظائفها. وتحدث د. صديق عن براعة الفقيد في الجمع بين مجالى الطب والأدب متمثلا في كتاباته الصحفية الرائعة التي تابعها السودانيين في كل مكان. وفى ذات المنحى أعلن ممثل صحيفة "الرأي العام" والتي واظب الفقيد فيها علي كتابة عمود ه الشهير" إلا قليلا" في حفل التأبين عن قرار الصحيفة بتنظيم مسابقة سنوية لأحسن عمود صحفي تقدم فيه جائزة باسم الراحل د كمال حنفي. وأشار ممثل الصحيفة في حديثه عن دقة وانضباط الراحل في كتاباته الصحفية حيث حرص طوال حياته علي عدد معين من الكلمات في كتابة عموده اليومى وهو (333) كلمة وعلي توقيت معين لتسليم المقال للصحيفة مما يعد من المهارات النادرة في عالم الصحافة. و كان العديد من أصدقاء وزملاء الراحل د. كمال قد شاركوا بالحديث فى ليله التأبين عن المآثر والصفات الحميدة التي عرفت عنه فى حياته الشخصية والمهنية وفي السياق أعلن الدكتور أحمد رزق عميد كلية الرازي عن إطلاق أسم الراحل كمال حنفي وصديقه الراحل مقداد حسن طنون علي قاعتين من قاعات الدراسة في الكلية لتخليد اسميهما في ذلك الصرح العلمي الكبير . وقد أشرفت اللجنة العليا لتأبين الراحل كمال علي انتاج فيلم تسجيلي للمخرج سيف الدين استعرض فيه صور لحياة الراحل في موطنه حلفا الجديدة ومسيرة دراسته في مصر وماليزيا وتحدث فى الفلم عدد من أصدقاء الفقيد وزملائه في العمل الصحفي والطبي عن حسن تعامله مع المرضي وما عرف عنه من أدبه الشديد حتى مع مخالفيه في السياسة أو الرؤى والمعتقدات منذ كان طالبا في الجامعة. وتحدث إنابة عن أسرة الراحل شقيقه الأكبر د. بهاء الدين حنفي سفير السودان في ألمانيا عن حياة الفقيد الحافلة بالإنجازات وعن نبوغه منذ الصغر واهتمامه الشديد بالعلم والمعرفة وحرصه عليها طوال حياته وقال فى حديثه " ان الراحل قد أسس فن الأدب الساخر المبلل بالدموع وأضاف بأنها الفلسفة التي كانت وراء كتاباته الصحفية. وختم د بهاء الدين بقوله " أن كمال كان يسعى من خلال ذلك إلى التأثير على قراء عموده" الا قليلا" بهدوء ودون تنطع أو ادعاء والى ما يبنى جسر من التواصل بينه ونبين القراء". وأعرب عن شكره لزملاء وأصدقاء الفقيد للمشاركة والتقدير الكبير لما قاموا به من أجل تخليد ذكري الراحل. . كانت اللجنة العليا قد وزعت كتيب دوي المنام الذي أصدره الأستاذ عبد الله وديدي. يحتوى الكتاب على بعض من المقالات التي نشرت عن الراحل بعد وفاته سطرت بأقلام عدد من أطياف المجتمع السوداني بمختلف ألوانه ومجالاته وكان من فيهم السياسي والأديب والطبيب والصحفي الذى عرف الراحل كمال حنفى الذى جمع بين القلم والمبضع وتناول الموضوعات بالاعتدال والحكمة " آلا قليلا" . بلقيس عثمان فقير