على مدى تاريخ الإسلام الطويل في السودان اكتسبت الخلاوي (المدارس القرآنية) المنتشرة في الحضر والبوادي أهمية كبرى في نفوس السودانيين حتى امتد هذا التقدير إلى إسناد الوظائف الإدارية المهمة لخريجيها، حيث كانت هذه الخلاوي في الفترة التي سبقت إنشاء المدارس النظامية هي جهة التعليم الأساسية. ويجئ اهتمام المجتمع بدراسة القرآن لان السودان يحتل رأس الرمح للعروبة والإسلام في أفريقيا السوداء منذ أقدم العصور، واهتمام الفرد غالباً ما يتركز في انتمائه القبلي العربي، وارتباطه بالإسلام، وكثيراً ما يزعم السوداني بأن قبيلته تنحدر من صلب صحابي جليل، وهو بذلك يجمع بين الانتماء العربي والإسلامي، ولإثبات ذلك يتداولون روايات تختلط فيها الحقائق بالأمنيات. وقد أطلق السودانيون على المدارس القرآنية أسماء خاصة ذات دلالة عندهم استوحوها من البيئة البدوية والريفية التي تكثر فيها هذه المدارس مثل: المسيد، أو الخلوة، وهذين هم الأكثر تداولاً من بين الأسماء الأخرى. من هنا جاء اهتمام وزارة التربية والتعليم بالتعليم ألقراني عبر شراكة مع مفوضية الإيرادات برئاسة الجمهورية وذلك بإنشاء العديد من المدارس الأساسية القرآنية بالإضافة الي الاهتمام بالتدريب والتأهيل حيث اختتمت مؤخرا بحاضرة ولاية سنار سنجه الدورة التدريبية لمعلمي قرآنيات الأجيال بحضور الاستاذه سعاد عبدا لرازق وزيرة التربيه والتعليم العام والدكتور احمد رمضان وزير التربية والتعليم بولاية سنار والقيادات السياسية والتربوية بالولاية. حيث تم تكريم الدارسين والقائمين علي امر الدورة التي استمرت منذ الثالث من الشهر الجاري وحتى التاسع منه بمشاركة 125 حافظ للقران من خمسة ولايات هي سنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض والقضارف والجزيرة حيث تلقي المتدربون محاضرات ودروس في مختلف المجالات التربوية وطرق التدريس ، وتهدف الدورة الي الارتقاء بمستوي التعليم الديني بالولايات والعمل علي إنشاء أجيال حافظة لكتاب الله . كما وقفت وزيرة التربية والعليم علي وضع المدارس القرآنية في محلية سنجه حيث قامت بزيارة المدرسة القرآنية الملحقة بمسيد وخلاوي الصابونابي بالاضافة الي مدرسة تاج الحافظين بمسيد الشيخ هجو بمحلية سنار والتي تاسست عم 2013م كما زارت عدد من المدارس بمنطقة ام بنين منها مدرسة عمار بن ياسر القرآنية أساس وعبدالله الحسن الأساسية بالإضافة لمدرستي رابعة العدوية وذات النطاقين و معهد التعليم التقني والتقاني والمدرسة الفنية . وقالت الاستاذة سعاد ان تعليم القران يجب ان يأخذ حظه من الاهتمام حتي يتم تاهيل الأجيال القادمة بالنور القراني وتفهم امور دينهم بالإضافة الي تاهيلهم بالعلوم الدنيويه التي تمكنهم من كسب عيشهم وتأهيلهم في مجال اللغات حتي يقوموا بنشر الدعوه وسط المجتمعات الخارجية لان الدعوة لاتقتصر علي اللغة العربية وحدها وإنما تعلم لغات اقوام اخري. واضافت ان المدارس القرانية ستجد حظها من الاهتمام وان الوزارة ستوفر الدعم الازم لتمكين الحافظ من توصيل رسالته عبر الوسائل العلمية والعصرية الحديثة و قالت ان ولاية سنار تجد اهتمام خاص باعتبارها ولاية حدودية مع اكثر من دولة وبها تاريخ كبير للقران الكريم الذي تجسده مملكة الفونج .وقالت انه لابد من معالجة الفاقد من التعليم عبر إجراء إحصاء شامل يحدد العدد االمستهدف من هذه العملية خاصة الأعمار مابين (6-18) مطالبة بضرورة تقويم سلوك الأبناء والتلاميذ ليكونوا نموذجا لابناء المستقبل . وقال المهندس احمد عباس والي ولاية سنار ان ولايته تعمل جاهدة لتجهيز 1000 من حفظة القران للمشاركة في سنار عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2017م حيث يعتبر برنامج المدارس القرانية الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم العام عامل مساعد في انجاح هذا المشروع الذي بدا بالفعل الإعداد له منذ ألان بالإضافة الي بناء 50 مئذنه بمواصفات حديثه بدا بتنفيذ 10 منها الان علي ان تكتمل قبل العام 2017م. واشاد الوالى بالجهود المبذوله من قبل الدوله في الاهتمام بالتعليم القرآني مؤكد استعداد ولايته لتاهيل الكادر العامل في المدارس القرانية من معلمين وادارين ومعاونين حتي يكون التعليم القراني رائد التعليم بالسودان وقال الدكتور احمد رمضان وزير التربية والتعليم بولاية سنار ان برنامج المدارس القرانية ومشروع قرانيات الاجيال ومشروع تاج الحافظين وجد الرعاية الكاملة من قبل الوزارة ولقد انطلقت عقب استحداث ادارات لها حيث توجد الان 45 مدرسة قرانية وتم تعين 20شيخ كدفعة اولي و35دفعة ثانيه بجانب مدرسة بمدينة سنجه ومعهدين بمدينة مبروكة حيث تم تدريب عدد من الشيوخ بجامعة بخت الرضا علي نفقة مفوضية تخصيص الايرادات المالية تحت رعاية رئاسة الجمهوريه . من جانبه أكد أحمد محمد على رئيس مفوضية تخصيص و مراقبة الايرادات المالية الوزير برئاسة الجمهورية التزامه بتشييد مدرستين قرآنيتين بنين وبنات بمنطقة (ام بنين) وذلك خدمة لانسان المنطقة و للارتقاء بالتعليم الدينى مضيفا ا ان الاهتمام بالتعليم الديني يساعد في تخريج اجيال تنشر الدعوة وسط المجتمعات مما يمكن من ايجاد مجتمع الفضيله الذي يسعى اليه الجميع من اجل تحقيقه. كما أشاد وزير التربية والتعليم بولاية سنار الدكتور أحمد رمضان بالمستوى المتميز الذى تقدمه مدارس ام بنين القرآنية وذلك من أجل أجيال يحملون لواء الاسلام . وقال الاستاذ صلاح أحمد ابراهيم عضو المجلس التشريعى بمحلية سنار إن منطقة (ام بنين) تعد نموذجا للتعليم القرآنى بمحلية سنجة حيث تستوعب اكثر من2500 طالب حيث يبلغ عدد الطلاب فى المستوى الأول أكثر من 200 طالب مشيدا بالجهود التى تقدمها وزارة التربية والتعليم الاتحادية والولائية بالنهوض بالتعليم القرآنى والتعليم بصفة عامة .