الخرطوم 27 اكتوبر2013 العلاقات السودانية الإيطالية علاقات قديمة ضاربة بجذورها في التاريخ فهي تعود إلي الصلات بين مملكة كوش والإمبراطورية الرومانية حيث كانت هناك مكاتبات حول إرسال المبعوثين والسفراء بالإضافة إلي التبادل التجاري بين البلدين ويثبت ذلك وجود موانئ علي البحر الأحمر تحمل أسماء رومانية مضافا إليها الآثار اللاتينية التي وجدت بالمباني والمعابد في مروي ومصورات الصفراء ،كما وجدت كتابات قديمة باللغة اللاتينية مما يدل علي وجود آثار ثقافية رومانية في السودان قديما ومن مزايا موقع إيطاليا فى العالم احتلالها موقعا وسطيا بين أوروبا وجنوبها من جهة ، وبين شمال إفريقيا والشرق الأوسط من جهة أخري... واستنادا علي تاريخ العلاقة بين أوروبا وما وراءها تصنف إيطاليا نفسها بأنها الأقرب إلي العالم الأفرو- أوسطي وهى تسعي إلي خلق شراكة وحوار بين الدول الصناعية الكبرى ودول القارة الإفريقية في حل القضايا والمهددات الدولية الراهنة ... والتعاون في عدة محاور ، من بينها المحور الاقتصادي والتنموي ومحور البيئة وتغير المناخ ومحور السلام والأمن والاستقرار البعثة السودانية بايطاليا ممثلة فى سفير السودان بايطاليا الاستاذة اميرة حسن دؤاد قرناص ترى بان هنالك مقومات للاستمرار والثبات والتطور إلي آفاق أرحب وأشمل إذا دعمت بتكثيف الاتصالات وتعميق الارتباطات والاهتمام بالجانب الاقتصادي والسياسي والثقافي وبالإستفادة من البرامج العديدة مثل برنامج تعريف الدولة الذي استضافته إيطاليا ، أو الملتقي الاقتصادي السوداني-الايطالي الأول ، وسبقه تبادل زيارات من قبل رجال الأعمال والمستثمرين الإيطاليين فى اكتوبر الجارى للوقوف على الإمكانيات والموارد الاقتصادية التي يتمتع بها السودان. وزير الخارجية الأستاذ على كرتي قال فى تنويره قبل انعقاد الملتقى الاقتصادي السوداني الايطالي فى الثالث من اكتوبر 2013 في روما بأنه يأتي امتدادا للمنتديات السابقة الناجحة التي عقدت في كل من هولندا ، النمسا ، المانيا وأسبانيا ، والتي أسهمت بشكل واضح في الدفع بالعلاقات الإقتصادية بين السودان وتلك الدول وذكر أن تلك المؤتمرات تمخض عنها حراك اقتصادى واستثماري كبير من جانب المانيا وأسبانيا فضلا عن انطلاقة شراكات سودانية اسبانية خليجية في مجال الصناعة واستهداف أسواق الخليج وأسواق الكوميسا إلى جانب السوق المحلي. نائبة وزبرة الخارجية فى ايطاليا اشادت فى مخاطبتها للملتقى بالعلاقات التى تربط بلادها بالسودان فى المجالات كافة وقالت بان لدى إيطاليا مساهمات فى مجال البنية التحتية والصحة مشيرة الى ان انعقاد الملتقى يسهم فى دفع العلاقة بين البلدين مضيفة ان ما تشهدها العلاقات الإيطالية السودانية من تحسن جاء بقناعة ايطالية بالدور الايجابى لحكومة السودان ومواقفها خاصة مع حكومة جنوب السودان. وزير الخارجية على كرتى فى خطابه امام المؤتمرين اشاد بايطاليا لدورها الملموس فى مجالات الحياة المختلفة فى السودان مشيرا الى ان ترحيب ايطاليا بانعقاد الملتقى يؤكد عمق هذه العلاقة. من جانبه استعرض دكتور مصطفى عثمان مجالات وفرص الاستثمار فى السودان مؤكدا ترحيبه برجال الاعمال الايطاليين للاستثمار فى السودان وان الحكومة ستعمل على تسهيل كافة الاجراءات لهم. سفيرة السودان لدي ايطاليا اميرة حسن قرناص اكدت متانة العلاقات بين البلدين وقالت ان الملتقي الاقتصادي هدف الي تحقيق قفزة هائلة في مسيرة العلاقات بين البلدين والاستفادة من القدرات الاقتصادية لايطاليا خاصة في مجال التصنيع الغذائي والصناعات الاخرى ذات الجودة العالمية المشهورة الي جانب استغلال التشجيع الذي يقوم به ايطاليا للشركات ورجال الاعمال الايطاليين للانفتاح تجاه العالم خاصة دول افريقيا الى جانب خلق حراك اقتصادي يساهم فى تطوير العلاقات بين البلدين. على هامش الملتقى تمت لقاءات بين الجانبين السودانى والايطالى بحث خلالها فرص ومجالات الإستثمار في السودان والمزايا والتسهيلات التى صاحبت القانون الجديد لجذب المستثمرين الاجانب وتوفير الضمانات الكافية لهم كما تم عرض لنماذج الاستثمارات الناجحة في السودان ومسائل التمويل والمصارف ودور منظمات الأممالمتحدة التنموية في السودان . فى هذا السياق تم ترتيب لقاء بين السيد وزير الخارجية على كرتى ووزيرة الخارجية الايطالية السيدة إيما بونينو بمقر وزارة الخارجية الايطالية بحث كيفية توطيد العلاقات الاقتصادية و التجارية و زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين. وزير الخارجية على كرتى قدم ندوة بالجمعية الايطالية للمنظمة الدولية استعرض من خلاله علاقة السودان بدولة جنوب السودان ومسار تنفيذ الاتفاقية بين البلدين وماعكسته زيارة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير لجمهورية السودان من نتائج ايجابية تسهم فى دفع العلاقات بين البلدين. شهد الملتقى تقديم الوزارت والمؤسسات الإقتصادية السودانية ومنها التعدين ، الاستثمار ، السياحة ، اتحاد اصحاب العمل ولايات الخرطوم ، البحر الاحمر ، نهرالنيل تنويرا عن مهام وزارتهم وفرص الاستثمارات لديها ، فى الوقت ذاته تمت لقاءات مباشرة بين رجال الأعمال فى البلدين ومنها على سبيل المثال شركة (اس اتش دي) العامله في مجال الانشاءات المستشفيات المتخصصه والغرف المتخصصه الملحقة بها من عناية مكثفه وغرف الانعاش والعمليات الجراحية ،وشركة بلي قريني للمعمار وشركة صناعة سيارات الأفيكو وشركة اقريكوما ايطاليا التي تصنع المعدات الزراعية وشركة الزجاج . بحث الملتقى مجلات اخرى مهمة فى دفع العلاقات الثنائية لأحداث التقارب المطلوب لتمتين العلاقات فى مختلف المجالات . ع أ