جودة النظام التعليمي هو أحد المؤشرات الرئيسة لمدى تطور المجتمع وتقدمه، ولقياس هذه الجودة لابد من أدوات تقويم متطورة ومتنوعة وفاعلة . والمدخل المناسب لإصلاح أي نظام تعليمي هو إصلاح أساليب تقويم جميع مكوناته وذلك حتى تكون قرارات الإصلاح موضوعية ومبنية على أسس علمية صحيحة. وحيث أن الطالب يمثل أحد العناصر الرئيسة في النظام التعليمي ينبغي أن يتم تقويمه تقويما شاملا لجميع جوانبه ، المعرفية والوجدانية والمهارية. لقد تغيرت الممارسات التقويمية التي تركز على الجانب المعرفي للطالب دون الاهتمام بقياس قدراته على تطبيق هذه المعرفة في مواقف حقيقية، كذلك توسعت وظيفة التقويم الصحيح الموجه لتخطيط العملية التدريسية وتنفيذها،لذلك لابد من وسائل جديدة لتواكب هذه المهام.لقد أثبتت الدراسات بأنه كلما كانت أساليب التقويم متطورة وتركز على الجوانب العقلية كلما أدى ذلك إلى تغيير المعلم لدوره بحيث يتمكن من إعداد طالب لديه القدرة على الاستنتاج والربط وإيجاد العلاقات بين الأفكار،أي أن للتقويم دورا أساسيا في تنمية أنماط التفكير. عرفت ورقة التوجهات الحديثة في قياس وتقويم الطلاب والتي قدمت في مؤتمر واقع التعليم العام في السودان الذي عقد في الفترة 15-16 ديسمبر الجاري التقويم بأنه عملية مقصودة ومنظمة تهدف إلى جمع البيانات والمعلومات عن جوانب العملية التعليمية بهدف تحديد جوانب القوة لتدعيمها وجوانب الضعف لعلاجه فالتقويم عملية تساعد على قياس تحصيل التلاميذ للمحتوى الدراسي ويبين مدى تقدمهم،ويقدم للمعلم تغذية راجعه عن أدائه وفاعلية تدريسه،كما يزود القائمين على تطوير المنهج بتغذية راجعه عن مستويات المنهج المطبق في المدارس أي أن التقييم يهتم بجمع البيانات بغرض معرفة مدى تحقق الأهداف الموضوعة واتخاذ القرارات اللازمة لمعالجة نقاط الضعف وتعزيز جوانب القوة. ولان التربية تستهدف نمو المعلم من جميع جوانبه :المعرفية والمهارية والوجدانية،عليه فلابد أن يشمل التقويم جميع هذه الجوانب لذلك تتنوع أساليب التقويم. وقد ذكر د.محمد حمد النيل في الورقة أن أساليب التقويم يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع: 1 -أساليب التعلم المعرفية التي تشمل الاختبارات الشفوية،الاختبارات العملية،والاختبارات المقالية المقيدة والحرة والاختبارات الموضوعي من صواب وخطأ -المزاوجة -المطابقة-الترتيب والتصنيف. 2-أساليب تقويم نتائج التعلم المهارية والمتمثلة في اختبارات الأداء من اختبار بالورقة والقلم-اختبارات التعرف-اختبارات المحاكاة- اختبارات عينات العمل. 3-أساليب تقويم نواتج التعلم الوجدانية والتي ترتبط ارتباطا مباشرا بقدرة المتعلم على التعلم واهتمامه به واتجاهاته نحو قيم التعلم وتقاس بالملاحظة والمقابلة والاختبارات الإسقاطية والمناقشة وآراء المعلمين وأحكامهم على المتعلمين،وتعتبر هذه الآراء أقوى من الامتحانات في تحليل ظروف المتعلم والحكم على تقدمه وتأخره و السجل التوثيقي لأداء الطالب. ويرى مقدم الورقة أنه ليتم تقويم الطالب تقويما دقيقا يجب استخدام أساليب متنوعة للتقويم وعدم الاختصار على الاختبارات وحدها،وبقدر ما يكون اختيار الأساليب مناسبا بقدر ما يكون التقويم دقيقا،وأن يكون التقويم مستمرا طيلة العام،ويكون للطالب دور في المشاركة في هذا التقويم،وألا يقتصر على المادة الدراسية فقط بل يتعداها إلى المجالات الوجدانية و المهارية . كما تحدثت الورقة عن أن هناك اتجاهين في التوجهات الحديثة لتقويم الطلاب: 1*اتجاه يرى ضرورة التركيز على الاختبارات التحصيلية المقالية التي تضمن حصول المتعلم على أكبر قدر من المعلومات في المجال المعين،وهذا هو الاتجاه الغالب في العالم العربي عامة وفي السودان خاصة. 2*والاتجاه الآخر يرى ضرورة أن يتخطى التقويم حدود العمليات العقلية إلى العمليات الوجدانية والمهارية واستراتيجيات ما وراء التعلم وهذا هو التوجه العالمي الحديث في مجال التعليم. ب ع