خطا المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ليلة امس الاحد الخطوة السياسة الحقيقية المنتظرة التى ترمى الى اعادة بناء السودان بمشاركة جميع اهله من سياسيه ومفكريه ومبدعيه دون استثناء او اقصاء لاحد بعد ان دعا فى وثبته الوطنية فى السابع والعشرين من يناير الماضى الى اجراء حوار وطنى جامع من اجل حل المشكل السودنى السياسى و الاقتصادى والثقافى (هوية) والاجتماعى (السلام) وبعد ذلك التقى بعدد كبير من القوى السياسية وقد أثمرت تلك اللقاءات تقاربا في الرأي وتعزيزا لمقدار الثقة. لقد لاقت مبادرة الحوار (الوثبة الوطنية ) قبولاً حسناً في الداخل والخارج ففي العاشر من مارس المنصرم أصدر مجلس السلم والأمن الأفريقي إعلاناً يشيد فيه بتلك المبادرة ويتمنى لها التوفيق كما أشادت بالمبادرة جهات أخرى عديدة باتت ترصد تفاعلاتها وتترقب نتائجها . الخطوة التى قفزها الرئيس البشير تعتبر مهمة للغاية ومؤشر ممتاز لانجاح الحوار الوطنى لانها اكدت حسن النوايا وتوفير الضمانات وتهيئة الاجواء المعنوية والسياسية والامنية لعقد جلسات الحوار وتأكيد اخر على مصداقية المسيرة التى انطلقت لتحقيق الاجماع والوفاق الوطنى لامهات القضايا والمشاكل التى تعيق مسيرة النهوض والتقدم . كانت الخطوة القوية بحضور اكثر من 90 حزبا وتنظيما سياسيا اضافة الى حضور كبير ورفيع للزعماء السياسيين وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية وقادة الاجهزة الاعلامية بالبلاد. واكد لهم الرئيس البشيررغبته الصادقة في تهيئة المناخ الملائم لانجاح الحوار الوطني الجامع وأصدر عدة توجيهات وقرارت لضمان نجاح الحوار تمثلت في توجيه الجهات المختصة في الولايات والمحليات في مختلف أرجاء السودان بتمكين الأحزاب السياسية من ممارسة نشاطها السياسي داخل وخارج دورها بلا قيد لذلك النشاط ووفقاً لنصوص القانون كما وجه بتوسيع المشاركة الاعلامية للجميع , وتعزيز حرية الاعلام بما يمكن اجهزة الاعلام والصحافة من أداء دورها في انجاح الحوار الوطني بلا قيد سوى ما يجب ان تلتزم به من أعراف المهنة وآدابها ونصوص القانون وكريم أخلاق السودانيين النبيلة وأصدر قراراً باطلاق سراح أي موقوف سياسي لم تثبت عليه بعد التحقيق تهمة جناية في الحق العام أو الخاص . وجدد رئيس الجمهورية ضمن القرارت والتوجيهات التزام الحكومة واستعدادها لتمكين الحركات حاملة السلاح من المشاركة في هذا الحوار الجامع معلنا تعهد الحكومة باعطائها الضمانات المناسبة والكافية للحضور والمشاركة تكاثفت ردود الفعل الايجابى من كافة القوى والاحزاب والشخصيات والزعماء السياسيين حول هذه الخطوة البشيرية فقد قال الامين العام لحزب المؤتمر الشعب الدكتور حسن الترابي إن حزبه قبل دعوة الحوار والمشاركة فيه تقديرا للمخاطر التي يواجهها السودان مضيفا ان ازمة الحوار بين الحكومة والمعارضة انتهت بالتوتر مبينا ان البعض اتخذ اطروحات الرئيس البشير وبشرياته بشان الحوار شروطا لكنها هي من صميم المداولات مثمنا اجراءات تهيئة مناخ الحوار التي اصدرها رئيس الجمهورية المشير البشير والمتعلقة باطلاق سراح المعتقلين السياسيين وحرية العمل الحزبي والحريات الاعلامية والتعهد بضمان مشاركة الحركات المسلحة في الحوار بينما رحب حزب الامة القومي بالقرارات لتهيئة الاجواء للحوار الوطني حيث قال الامام الصادق المهدي رئيس حزب الامه لدي مخاطبته اللقاء إن حزبه يرحب بالدعوة للحوار الوطني الجامع واعتبر اهدافها تصب في مشروع النظام الجديد الذي دعا له حزب الامة. وشدد المهدي علي ضرورة الالتزام القاطع من الجميع بتنفيذ نتائج الحوار داعيا الي رفع الحظر عن الانشطة الانسانية كما اكد الدكتور جلال يوسف الدقير الامين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي ان اللقاء التشاورى مع القوى السياسية سانحة تاريخية قد يصعب تكرارها مؤمنا على اهمية تهئية المناخ المناسب للحوار الوطنى مشيدا بالاستجابة الكبيرة من الاحزاب للمشاركة فى مؤتمر الحوار الوطنى . كما امن رئيس الحركة الشعبية تيار السلام دانيال كودي على اهمية ايجاد وفاق وطنى للخروج من ازمات السودان ان السودان يمر بمرحلة مهمة فى تاريخة وزاد قائلا "منذ الاستقلال لم تجلس القوى السياسية مثل هذه الجلسة للتفاكر والتشاور حول قضايا السودان" ودعا الاستاذ عبود جابر رئيس حزب الجبهة السودانية القومية الامين العام لمجلس احزاب حكومة الوحدة الوطنية القوي السياسية الرافضة للحوار الي تغير مواقفهم والمشاركة في عملية الحوار الوطني. وقال إن المناخ الان ملائم لعملية الحوار خاصة بعد القرارات التي اصدرها رئيس الجمهورية والمتعلقة بتهيئة الجو للحوار ووصف الملتقي التشاوري مع القوي السياسية الذي دعا له رئيس الجمهورية بالناجح . وبدوره دعا الدكتور التجانى سيسى رئيس حركة التحرير والعدالة القوى السياسة الى التوافق الوطنى للخروج برؤية موحدة لحل مشاكل البلاد. معلنا ترحيبه بكافة القرارات التى اعلنها رئيس الجمهورية والهادفة الى تحقيق الوفاق الوطنى. واكد السيد الزهاوى ابراهيم مالك رئيس حزب الامة الاصلاح والتنمية ان مبادرة السيد رئيس الجمهورية حول الحوار الوطنى قطعت شوطا كبيرا فى تحديد الاطر التى يمكن ان يقوم عليها الحوار وقال ان اللقاء التشاورى مع القوى السياسية يؤكد بان الحوار هو السبيل الوحيد لحل قضايا السودان، معربا عن ان امله ان يكون الحوار بناءا للوصول الى حل كافة قضايا البلاد. الى ذلك رحبت الدكتورة فاطمة عبدالمحمود رئيس حزب الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي بدعوة السيد رئيس الجمهروية للحوار الوطنى معلنة دعمها لتلك الخطوة داعية الى تجاوز سلبيات الماضى فيما اعتبر السيد الطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل ان قرارت رئيس الجمهورية الداعمة للحوار الوطنى بانها تاريخية لافتا الى ان المناخ اصبح ملائما الى الحوار كل القوي الساسية اعتبرت ان الحوار سانحة للسودان للتوافق علي مشروع وطني متفق عليه وقال مصطفي السنهوري ممثل الحزب الاشتراكي العربي الناصري إن الحوار وسيلة سلمية للتغير يمكن ان تخرج السودان الي بر الامان، واضاف نتطلع الي تضافر الجهود الوطنية للالتقاء نحو مائدة مستديرة بناء يقود الي مصالحة بين السودانيين مؤكدا تمسك حزبة بتلبية الدعوة لرغبته في التغير. الي ذلك رحب كمندان جودة رئيس كتلة نواب الحركة الشعبية بالبرلمان بقرارات تهيئة المناخ واعتبرها خطوة صحيحة تتيح الفرصة للمشاركة الواسعة في عملية الحوار الوطني. من جهته دعا الدكتور بابكر نهار رئيس حزب الامة الفدرالي الي توفير عنصر الثقة لانجاح عملية الحوار. الوطني فيما طالب الزهاوي ابراهيم مالك رئيس حزب الامة الاصلاح والتنمية الي اشرك شخصيات قومية ضمن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحوار الجامع. اما حركة الاصلاح الان فقد عبرت عن ترحيبها بقرارات رئيس الجمهورية بتهيئة اجواء الحوار الوطني واكدت مساندتها بهدف الوصول الي اصلاحات حقيقية وراي الدكتور غازي صلاح الدين رئيس الحركة لدي مخاطبته اللقاء التشاوري ان نجاح مبادرة الوفاق الوطني يتوقف علي الاتفاق علي الية لها مطالبا بضرورة خروج الاجهزة الامنية من ممارسة السياسة مع ضرورة تحديد الاولويات الوطنية وعلي راسها وقف الحرب ومعالجة الازمة الاقتصادية ومعالجة علاقات السودان الخارجية واعداد الميدان لوضع الدستور. واكد السيد موسى محمد احمد رئيس جبهة شرق السودان ان هذه اللقاء يعد البداية الحقيقية للحورا الوطنى باعتبارة الوسيلة الانجع لحل الازمة السودانية. فيما اعتبر الاستاذ عبد الله مسار رئيس حزب الامة الوطنى ان المبادرة (جرئية ) تصب فى دعم الحوار الوطنى الشامل لاخراج البلاد من مشاكلها مقترحا تكوين لجنة عليا برئاسة السيد رئيس الجمهورية لتحديد الحوار والقضايا التى سيتم طرحها حتى يقود ذلك الى برنامج سياسى يقود الى الاستقرار السياسى ومن ثم الخروج من المشاكل التى تواجه البلاد، واضاف مسار ان التحية للشعب السودانى الذى يقدم دورسا للعشوب الاخرى فى الوطنية. فيما مضى وجرى على الساحة السياسية السودانية منذ عشية الامس فيبدو ان المستقبل القريب سيشهد انفراجا وانفتاحا حقيقيا على كافة المستويات خاصة بعد زيارة امير قطر للبلاد وتأثير الوديعة المليارة على مسيرة الاقتصاد المحلى وزيارة رئيس دولة جنوب السودان امس الاول وتأثيراتها السياسية والاقتصادية ايضا كلها مؤشرات ايجابية تشير الى ان الخطوة الحقيقية انطلقت لاعادة بناء السودان .