حينما وجه النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن "بكري حسن صالح فى التاسع والعشرين من يناير الماضى وزارة الإعلام بالإسراع في إقامة المؤتمر القومي الثاني لمناقشة قضايا الإعلام وفقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية كان يؤكد اهتمام الدولة بقضايا الإعلام وحرصها على حل المشاكل التى تواجهه . و بعد ان اطلع النائب الأول خلال لقائه بمكتبه بالقصر الجمهوري بوزير الإعلام "أحمد بلال" على خطة الوزارة لعقد المؤتمر وجدها تتضمن مجموعة من الورش وأوراق العمل وترتيبات المشاركة للمهتمين بقضايا الإعلام. أن أهمية قيام المؤتمر تأتي لتزامنه مع توجه الدولة نحو الحوار حول القضايا الوطنية بما فيها الدستور والانتخابات القادمة ويالتالى يصبح للإعلام أهميتة ودوره الطليعي في قيادة عمليات التغيير وتوجيه المفاهيم وفق الضوابط والحريات المتاحة والقوانين واللوائح التي تحكم الإعلام، المؤتمر القومى الثانى لقضايا الاعلام المزمع عقده تهاية يونيو الحالى عليه تشخيص قضايا الإعلام كافة عبر الأوراق التى ستقدم والورش التي ستقدم توصيات موضوعية ستصبح سياسات عامة وبرامج تنفيذية تستوعب التشريعات والهياكل، وبالتالى نحن نحتاج الى تأسيس إعلام شفاف وموضوعي يؤدي رسالته بما يخدم القضايا الأساسية للوطن وينطلق من مرجعيات تقوم على الإرث القيمي والثقافي الوطني . كانت الخطوة الاولى أصدار الرئيس عمر البشير فى الاسبوع الاول من مايوالماضى قرارا جمهوريا بتشكيل اللجنة العليا للإعداد للمؤتمر القومي الثاني للإعلام، برئاسة النائب الأول للرئيس، تشمل مهمتها الإعداد والترتيب لتنظيم المؤتمر لبحث قضايا الإعلام والاتصال داخليا وخارجياً، واتخاذ الترتيبات التي تكفل نجاحه كما نصّ القرار على أن يكون هنالك ثلاثة رؤساء مناوبين وهم، وزير رئاسة الجمهورية، ووزير مجلس الوزراء، ووزير الإعلام، وعضوية عدد من الوزراء وقيادات المؤسسات الإعلامية والرموز الإعلامية، وشخصيات أخرى. وحدد القرار أهداف المؤتمر بتحقيق مقاصد الاستراتيجية القومية في مجال الإعلام، وإقرار الموجهات العامة للسياسات الإعلامية، وتحقيق التحول نحو عالم التقنيات الحديثة، ومواكبة ما يدور في مجال وسائل الاتصال والمستحدثات التقنية، وبناء القدرات وتأهيل أجهزة الإعلام والاتصالات. كما شملت الأهداف اعتماد المسؤولية الاجتماعية كموجه للسياسات الإعلامية وتقوية الانتماء القومي، وتجذير الثقافة الوطنية المعضدة للنسيج الاجتماعي، إعادة ترتيب أولويات العمل الإعلامي، ومراجعة القوانين واللوائح التي تنظم العمل الإعلامي، وتأطير العلاقة بين مؤسسات العمل الإعلامي والأجهزة الأمنية. الخطوة الثانية ترأس الفريق أول ركن بكرى حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية فى الحادى والعشرين من مايو الماضى بمبانى مجلس الوزراء اجتماع الجنة العليا للإعداد للمؤتمر القومى للإعلام حيث ناقش تقرير لجنة التنسيق والمتابعة التى ظلت فى حالة إنعقاد إضافة إلى تقارير اللجان الفرعية الخمس المنبثقة عن اللجنة العليا واجازة التوصيات المرفوعة من اللجان المختلفة التى تضمنت التواريخ الزمنية للورش الخمسة المتخصصة والتي سيشارك فيها أكثر من ألف باحث ومختص و ستبدأ في التاسع من يونيو الجاري وتستمر حتي الثالث والعشرين منه وهي ورشة مراجعة الاستراتيجية الإعلامية وورشة كاملة عن الاعلام الرسمي والحكومي افاقه ، مستقبله ، هياكله وتشريعاته ، وورشة عن الإعلام الجديد ، وورشة عن الإعلام الخارجي اضافة الي ورشة الإعلام الخاص ثم يعقبها انعقاد المؤتمر يومي الخامس والسادس والعشرين من يونيو الجاري بقاعة الصداقة وسيخاطبه المشير عمر البشير رئيس الجمهورية المؤتمر لمراجعة أداء الأجهزة الإعلامية وتبنى إستراتيجية إعلامية للدولة لقيادة الإعلام خلال المرحلة القادمة ويقوم على مبدأ توسيع المشاركة عبر ورش متخصصة بمشاركة الباحثين وكل أهل السودان دون إستثناء وستتم مناقشة كل قضايا الإعلام ، وفيما يبدو أن التحضير المكثف للمؤتمر هدف إلى الخروج بمخرجات جيده لأن المؤتمر يعقد تحت مظلة الحوار الوطنى ويعزز حرص الدولة على إشراك كافة الجهات والشخصيات واستصحاب آرائها وتجاربها لإنجاح المؤتمر .ونتمنى أن يخرج بتوصيات تلبي متطلبات المرحلة وتواكبها وتقود الأداء إلى الأفضل من خلال وضع إستراتيجية عامة لمعالجة قضايا الإعلام وصياغة مفاهيم ورؤى جديدة تقوم عليها السياسة الإعلامية لمجابهة التحديات التي تواجه البلاد .