التعليم حق اصيل من الحقوق الانسانية التي تفرد بها الانسان دون سائر المخلوقات وقد جاء في اولويات حقوق الانسان . بدأ التعليم في السودان بنظام الخلاوي لتعليم القرآن الكريم وهي مؤسسة اهلية تعتمد اعتمادا كليا علي المجتمع ،حيث يخصص لشيخ الخلوة جزء من المحاصيل التي تزرع في المنطقة ويتحمل المجتمع توفير الوجبات الغذائية للطلاب والحفظة الذين يتوافدون اليها من داخل وخارج المنطقة. وبدأ التعليم يتطور تدريجيا وياخذ شكلا نظاميا بالصورة التي نشاهدها اليوم بافتتاح قسم العرفاء بكلية غردون التذكارية وتاهيل معلمين مزودين بمبادي التربية الحديثة ،ولكن انتشاره كان محدودا وظل نظام الخلاوي الأوسع انتشارا وتمت محاولات لإدخال المواد الحديثة جنبا الى جنب مع تدريس القرآن الكريم. وذكر الاستاذ بدوي الخير ادريس نائب رئيس مجلس الولايات في ورقة دور التعليم الاهلي في دعم التعليم التي قدمها في ورشة التعليم الحكومي الواقع والتحديات ذكر ان قسم العرفاء كان نواة لمعهد التربية بخت الرضا الذي بدات رسالتة في 1934م جامعا بين التدريب والمناهج بأسس حديثة وتوسعت فرص التعليم في السودان وانتشرت معاهد التربية تحت مظلة معهد التربية ببخت الرضا . واوضح ان انتشار التعليم وارتفاع معدلات الوعي في المجتمع كان سببا اساسيا في اشتعال جذوة الحرية وارتفاع الحس الوطني وضرورة طرد المستعمر ،فانتهز الخريجون هذة الفرصة وبدأوا كفاحهم بانشاء المزيد من المدارس الاهلية التي كانت الآلية الاساسية لجمع الصف الوطني. واكد ان التعليم الاهلي والخاص لهما ادوار وطنية وانسانية لا يمكن الاستغناء عنهما في كل الظروف فهي جذوة تتجدد وتشتعل حسب الظروف ومتطلبات المجتمع .فالظروف المحيطة بنا تفرض علينا احياء قطاع التعليم الاهلي لمقابلة احتياجات الاطفال في ظل الحروبات والصراعات التي شردت الكثير من الاسر. فتوفير التعليم في ظل هذه الظروف يقع علي عاتق المجتمع . ودعا نائب رئيس مجلس الولايات المجتمع بتوفير التعليم من مدارس واعاشة ومتطلبات اخرى مشيرا ان المجتمع السوداني له تاريخ حافل في هذه الظروف الاستثنائية فقط يحتاج لمن يخاطب هذا الشعور، واشار الى ان الكثير من منظمات المجتمع المدني بدات تتطلع بهذا الدور. ====