ينظر الإسلام للإنسان نظرة رقي وتكريم باعتباره خليفة الله علي الأرض المكلف بعمارتها بعد أن اصطفاه وفضله تفضيلا علي سائر خلقه، ومكن له الهيمنة علي كل ما فيها وما تحتها وما في باطنها وما يحيط بها، وكرمه بالعقل ليسود العالم ويفشى السلام والوئام والمحبة. و يعني هذا أن التفضيل إنما كان بالعقل الذي هو عماد التكليف، ليتوصل به إلي نعم الله مصدقا لما جاء به الإسلام علي لسان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وعلي هذا الأساس فقد أقر الإسلام للإنسان حقوقا وحث علي مراعاتها والحفاظ عليها وحذر من إهدارها، كما شدد الإسلام على تقديس الحرية الإنسانية إلي حد جعل العقل هو السبيل لإدراك وجود الذات الإلهية، فحرره بذلك من تأثير الخوارق والمعجزات المادية والمأثورات . والسودان كدولة اسلامية ينهل من هذا المعين الفكري فى تقديره وتقديسه للنفس البشرية بل يرسي من القيم والمبادئ ما يصبح معينا للعالم الذى حوله ولا يحتاج الى مؤسسات او هيئات ليشكلوا عصا لتعريفه بحقوق مواطنيه . ومن بركاته تعالى وعظيم نعمه علينا ان حبى بلادنا بالنعم والموارد الكثيرة والمتعددة فى باطن الارض وخارجها وفى مقدمة هذه النعم الربانية هو الانسان السودانى الذى يأبى ويرفض كل ما جار عليه الزمان من مؤامرات ويسعى بكل قوة لافشال تلك المؤامرات وردها الى كيدها وعلها يعتبرون او يتخذون من نصر الله علينا عبرة لدروس الزمان واجتهاداتهم . نسوق هذه المقدمة وتتطاول المنظمات الدولية ومؤسساتها تحت عباءة التدخل الانسانى على الاجندة الوطنية فى تحقيق السلام والاستقرار بل جاوزها الى تحقيق الاجندات الدولية المحبوكة بالمؤامرات للنيل من السيادة الوطنية واضعاف الدولة بإهدار مواردها كما ساهم برنامج التدخل الإنساني فى البلاد في تأجيج كثير من النزاعات مما قلص ذلك من أهميه الأهداف طويلة الأجل لهذا النوع من التدخل وفي حالات كثيرة أدى التدخل الإنساني لإستدراج منظمات الإغاثة الى دائرة النزاعات الدائرة والأمثلة على ذلك كثيرة ليس فى السودان فحسب بل فى العديد من الدول العربية والافريقية والآسيوية . ومناطق دارفور من اكثر المناطق التى ابتليت من تدخلات تلك المؤسسات والمنظمات على ظهر العمل الانسانى بتضخيم المناوشات الداخلية بين القبائل والفتن بتوسيعها بتدخل الايادى البغيضة والمغرضة التى تسعى للنهب والسلب ليلا او نهارا لخلق الخوف والهلع لأبناء المنطقة ومن ثم احداث النزوح واللجوء الذى يصبح ارضا يقف عليها تلك المنظمات لتحريك اجندتها السياسية لخدمة الدول الامبريالية الصهيونية . ورغم ان الدولة ابطلت كل مؤامراتهم وخططهم بعد عون الله ورعايته اولا باول منذ اداعاءات الجنائية ومشاكل المعسكرات حتى دعاوى الاغتصاب الاخيرة التى يحاولون جاهدين مستخدمين كل اسلحتهم المأجورة للنيل من أبناء الوطن على وجه العموم وابناء دارفور خاصة ومواطنى تابت الشرفاء على وجه الخصوص . و منطقة تابت المبتلية عليها مؤخرا باكاذيب الافك والتضليل الدولى من متآمرين على الوطن والمنطقة هى منطقة صغيرة تقع على بعد 49 كيلو شمال غرب الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور وإحتلت بواسطة الحركات من 2003 إلى 2010 وعاثت فيها فسادا وضربت بالقيم الانسانية ارض الحائط مما تسببت فى نزح 90 بالمائة من سكانها للفاشر وضواحيها وبعد ان استردت بواسطة القوات المسلحة في نهاية 2010 واستردت اليها العافية والهدؤ والسكينة والاستقرار عاد المواطنون الى منبتهم الاصلى مسقط رأسهم تابت . وتتمتع منطقة تابت التى تستقر فى جوفها اكثر من 15 قبيلة بتعايش سلمى كبير ومستوى تعليم عالي بين أفرادها المقيمين بها والمنتشرين خارجها ،كما حظيت بقسط كبير من مشاريع التنمية والخدمات من قبل الدولة علها تعوضها سنوات حرمانها واصبحت من اكثر المناطق انتعاشا بالزراعة والخدمات واصبح مواطنى المنطقة اكثر استقرار وقوة وتماسكا حيث اصبحت عصيا على التدخلات الاجنبية التى تفتح الابواب للحركات المسلحة الامر الذى جعلهم يتجهون للكيل بالكاذيب والاشاعات المغرضة لنساء المنطقة الشرفاء . وجاء رد الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى والقوى السياسية قويا لرد كيد هذه الاكاذيب حيث هددت الدولة السودانية على لسان خارجيتها اليوناميد بالخروج وأن قوات البعثة هى نفسها تطلب الحماية من قواتنا السفير عبدالله حمد الأزرق وكيل وزارة الخارجية فى تنوير له للسفراء المعتمدين فى البلاد اشار إلى أن الواقع والحقائق على الأرض تفند كل تلك المزاعم والإدعاءات، التي ساقتها الدوائر التي إعتمدت على مصدر لا يتحلى بالمصداقية ومعروف عنه بأنه يمثل جهات معارضة ومتمردة على الدولة، والتى ظلت تختلق الأكاذيب، والإفتراءات ضد السودان، وفي أحيان كثيرة ضد بعثة اليوناميد نفسها عبر (راديو دبنقا) الناطقة باسم الحركات المسلحة مبينا أن من أهم الدوافع التي تم بموجبها إختيار تابت لمزاعم الإغتصاب الجماعي من قبل الدوائر التي تكيد للسودان، ومن قبل حركات دارفور المتمردة، أن هذه القرية تشهد حالياً إقامة مشروعات خدمية، ومشروعات لإعادة الإعمار، ودعم الأسر المنتجة، ودعم الجمعيات الزراعية، ومشروعات الوئام الإجتماعي بدعم مقدر من دولة قطر الشقيقة ، مما جعلت هذه القرية قرية نموذجية ، ومنطقة جذب لتشجيع العودة الطوعية للنازحين، وهو مايتعارض مع مصالح حركات التمرد التي تريد الإبقاء على النازحين في المعسكرات للإيحاء بأن الأزمة في دارفور لازالت مستمرة. من جانبها أكدت رئيسة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل د. عطيات مصطفى، بأن للوحدة إنتشار كثيف في كل أنحاء السودان، وانها قامت باجراء تحقيق شامل، و لم تجد أي دليل على صحة مزاعم الإغتصاب الجماعي مما أقنعهم أنها إتهامات مسيسة ولاتستند إلى أي حقائق على الأرض، مستنكرة ماسببته هذه المزاعم من ضرر نفسي ومعنوي وإجتماعي لنساء تابت ونساء دارفور ونساء السودان، مشيرة إلى أن إطلاق مثل هذه الإتهامات يعتبر جريمة في حد ذاته، كما أن هؤلاء النسوة يرفضن إستغلالهن لخدمة أجندة سياسية أو غيرها من أي طرف، مؤكدةً أن ذلك يتعارض مع الإتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة. وفى ذات المنحى ندد مواطنو منطقة تابت فى مسيرات هادرة براديو دبنقا لبثه معلومات خاطئة ومضللة حول اغتصاب 200 إمرأة ووصفها المواطنون بالأكاذيب والإشاعة بهدف النيل من سمعة وشرف نساء المنطقة ونادوا بضرورة محاكمة مروجي هذه الشائعات ووقف بث راديو دبنقا الذي ينفذ أجندة تضر ليس بنساء تابت فحسب بل بسمعة السودان وأهله . الاستاذ آدم علي شوقار نائب رئيس مجلس الحركات الموقعة علي السلام اكد في تصريح (لسونا) على أن ما يشاع حول اغتصابات جماعية للنساء بقرية تابت بدارفور ما هي الا تهويل ومبالغة من وسائل الاعلام العالمية مشيرا الي أن قرية تابت بها جيش أمين ومحصن من أبناء قواتنا المسلحة وأشار شوقار الي وجود آليات وطنية لتحقيق في مثل تلك المزاعم مناديا مجلس الحركات الموقعة علي السلام والسلطة الإقليمية الاضطلاع بمسؤولياتها في هذا الاطار مؤكدا أن مجلس الحركات الموقعة علي السلام جاء من أجل دفع عملية السلام بدارفور. وجدد شوقار مناشدته للفرقاء بدارفور لتوحيد الجهود للمضي قدما بعملية السلام بدارفور كاشفا عن وجود برنامج معد لدى المجلس للقيام بدور فاعل في حلحلة مشكلة دارفور باعتبارهم أصحاب خبرة ولصيقين بالمشاكل وأسبابها . الاستاذ حسين ياسين حامد والى النيل الازرق اوضح أن مايشاع حول منطقة تابت بدارفور من اغتصابات ومطالبة المجتمع الدولي باجراء تحقيقات اخرى وتعثر المفاوضات بشأن المنطقتين ترتبط ارتباطا وثيقا ببعضها لأنها تمثل احدي حلقات التآمر على السودان وذلك يتضح اننا كلما تقدمنا في المفاوضات مع قطاع الشمال تجيء الحركة بشيء جديد الأمر الذي يؤدي الي تعليق المفاوضات. واخيرا يمكننا القول للأمم المتحدة واجهزتها بان امة السودان محصنة بالاسلام والقيم الحميدة انطلاقا من مبدأ أن الإسلام هو الحضارة الوحيدة التي قدمت مفهومًا متكاملاً لحقوق الإنسان، وان الله يرى ما لا تراها قواتكم كما فى قوله تعالى : وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا . س ص